محاور الكون

من أكثر الحقائق المرعبة للإنسان عندما يكتشف بأنه ليس محورا للكون، ولم يكن كذلك، ولن يكون كذلك. كلنا نعتقد بشكل ما أو في وقت ما بأن وجودنا في هذا الكون شيء أساسي ومهم، قد تتوقف عليه أمور عظيمة كأن تتوقف الأرض عن الدوران أو تطلع الشمس من مغربها. لكنا لسنا كذلك يا سادة، سوف نرحل من هذا الوجود يوماً ما وسوف نُنسى كمليارات البشر الذين كانوا على هذه الأرض قبلنا، ولسوف تطلعُ الشمس على غيرنا وتبقى الأرض تدور حول محورها، ولا يزال هناك من يعتقد بأنه هو محور الكون.

تفحّص الأشخاص من حولك جيداً، كم منهم يرى بأنه شخص محسود أو مُراقب؟ كم من فتاة جميلة تؤمن بأن جميع الرجال يخطبون ودها بينما كل الرجال ينظرون إليها وإلى غيرها؟ بل تفحّص نفسك.. هل أنت ممن يُفككون كلمات الآخرين ويحللونها لأنك ترى من خلالها معاني أخرى غير مباشرة موجهة إليك؟ ألا تعلم بأن الآخرين لديهم من المشاغل والمشاكل ما يبُقيك بعيداً عن ألسنتهم وخواطرهم؟ قد يتكلمون عنك لفعل قدمته أو لكلام نطقته ولكن لساعة من نهار، ثم تُطوى في صفحة النسيان لأنك لست أهم منهم ومن مشاغلهم.

التمركز حول الذات مصيبة قد تنتشل الإنسان من القناعة والتصالح مع الذات إلى الغرور وسوء الظن بالناس. كما تجعله شخصاً أنانياً لا يفكر إلا بنفسه، والأسوأ أن تجعله لا يُقدم على أمر إلا بعد أن يتخيل ردة فعل الآخرين تجاهه. هناك خيط رفيع بين ثقتك بنفسك، وبين أن تعتقد أنك محور للكون، إن واجهت صعوبة في العثور على هذا الخيط، أرجو أن ترتدي النظارات المُناسبة لتراه.

0 thoughts on “محاور الكون

شاركني رأيك