إن همّي قد نفى النوم عنّي .. وحديثُ النفس شيءٌ ولوع
تتجه إلى سريرك بعد أن يسكن الليل وينصرف الناس إلى فرشهم آملًا أن تحظى مثلهم بنوم عميق، لكنك تتقلب في فراشك وتتفكر في أحداث النهار وتباغتك همومك، فتقلبها في رأسك وتتذكر حماقاتك في إتيانك بأقوال أو تركك لأفعال. عندما تكون مرهقًا بعد يوم طويل، ووحيدًا مع نفسك فوق السرير حينها فقط تتكابل عليك الهموم والأحزان، وقد تصرعك فتمزق قلبك وتتسائل
“ما الذي أفعله في حياتي؟”
“هل لوجودي معنى أو فائدة؟”
“لماذا أنا هنا؟ ولماذا صرت هكذا؟”
العجيب أن هذا كله يختفي عندما تستيقظ، فهل كانت حاجتك إلى النوم هي السبب؟ يالضعف الإنسان!
في هذه التدوينة القصيرة سأستعرض باختصار بعض الطرق المفيدة للهروب من الأفكار الوجودية قبل النوم. قد يقول البعض أن هذه الأفكار التي تُعرض علينا قبل النوم مفيدة حتى يُراجع الشخص يومه ويُحاسب نفسه، أما أنا فأقول أنها طريقة عقيمة لأن التفكير قبل النوم لا يؤدي إلا إلى القلق والأرق، كما أن محاسبة النفس لاتصلح عندما يكون المرء في أضعف حالاته. يستطيع الإنسان أن يُقيّم أمسه في أول النهار عندما يكون مستعدًا وواعيًا في كامل قواه.
القراءة قبل النوم:
وهذه من أجدى الطرق نفعًا للحصول على نوم هادئ وعميق. أما تصفّح الشبكات الإجتماعية من جوالك قبل النوم بحجة القراءة فهي وسيلة غير مجدية وقد تسبب الأرق إذ أنك تُركّز على الإنتقال مابين صفحة إلى أخرى والبحث عن أمر معيّن يُجذبك مما يعني القيام بمجهود صغير- وإن كان هذا المجهود صغيرًا للغاية فهو يظل مجهودًا-.
الحل هو القراءة: قراءة رواية أو قصة صغيرة. قراءة الكتب الأخرى تحثك على التفكير وهذا مانريد أن نتجنبه، أما الروايات والقصص فإنها تُذكّرنا بالحكايات التي تُروى للصغار قبل النوم. قرأتُ العديد من الكتب على شاشة جوالي- أكثر من ٢٠ كتابًا- قبل أن أقرر أخيرًا شراء جهاز كندل. الجهاز صغير وخفيف ومُزوّد بإضاءة تجعلك تقرأ الكتب في الظلام بسهولة ووضوح. نصحتُ إحدى صديقاتي، والتي اشتكت من غزو الأفكار الوجودية قبل النوم، بأن تقرأ قبل أن تنام حتى يسقط لوح كندل من يدها، فلئن تقضي ساعة تقرأ خير لك من أن تخسرها في أفكار سلبية تضرك ولا تنفعك.
بعض النصائح التي قد تساعدك على النوم:
– الإبتعاد عن شرب القهوة والشاي قبل ٨ ساعات من موعد نومك:
لستُ من أصحاب القهوة، فقد يكون عدم اعتيادي على شرب القهوة هو السبب الأساسي للأرق لديّ عند تناولها في وقت متأخر. لكننا لا نختلف على أن مادة الكافيين هي منبه يجعلك متيقظًا شئت أم أبيت. حتى النوم بعد نهار قد شربت فيه قهوة لايشبه النوم الذي تحظى به في يوم خال من الكافيين.
– التوقف عن ممارسة أي مثير/نشاط عقلي قبل النوم:
مشاهدة فيلم حزين أو فيلم رعب، الكتابة، الإنخراط في جدال.. كلها مثيرات تجعل عقلك نشيطًا من الصعب تهدأته، فكيف بممارستها قبل النوم؟ أذكر أن أنيس منصور كان يُعاني من الأرق -كتب مقالات في ذلك- إلا أن سبب أرقه في ظني هو تفكيره المستمر في الكتابة حتى أنه كان يضع قلمًا بجانب سريره يستخدمه في الكتابة كلما أتته فكرة نهض وكتبها.
– الرياضة | الحركة المستمرة خلال اليوم:
ذكر ديل كارنيجي في كتابه الشهير “دع القلق وابدأ الحياة”، أن مجموعة من المصابين بالقلق قد وُضعوا في مزرعة ليمارسوا نشاط المزارع من الصباح الباكر، فلا يحل المساء إلا وهم يغطون في نوم عميق. لا أقصد أن تتجه إلى مزرعة وتبدأ في مباشرة العمل كمزارع حتى تظفر بنوم عميق، لكن الشاهد من ذلك أن الجسد النشيط هو أكثر قابلية للحصول على النوم هادئ من الجسد الكسول. وممارسة الرياضة قد تساعدك على التخلص من الأرق.
– الإستغناء عن القيلولة:
من أكثر مسببات الأرق في الليل هي القيلولة وإن قصرت مدتها. لست بحاجة إلى قيلولة إلا إذا أردت أن تبقى متيقظًا آخر الليل، وهذا يحدث عادة إذا كان لديك أمرًا هامًا تعمل عليه في المساء، أو في إجازة نهاية الأسبوع وأيام العطل.
هناك بعض الوسائل الأخرى للحصول على نوم مريح، كالحصول على دش دافئ قبل النوم، والتأكد من مدى نعومة الفراش وبرودة الغرفة، بل أن بعضهم ينصح بالاستماع إلى “الإزعاج الأبيض (أو غير الضار؟)” للتخلص من القلق وهو إزعاج شبيه بصوت المكيف وعندما تكون بداخل الطائرة أو السيارة.
هنا رابط مدته ١٠ ساعات على اليوتوب من هذا الإزعاج الأبيض:
بالضبط ما أفعله أنا ، فجهاز الكندل يقبع بجانب مخدتي قبل النوم.
عندما تغزو الأفكار الوجودية عقلي، فأنا لا استطيع عمل شيء قبل النوم خاصة القراءة أما بقية الأشياء التي ذكرتيها لا أفعلها اقصد لا اشرب كوب قهوة او شاي ولا انام قيلولة ولا اتصفح الجوال ولا اقوم بنشاط ما بل اظل مستيقظة رغم انهماكي وارهاقي والسبب لأنني اشارك الغرفة مع أختي الكبرى وهي تنام مبكرًا دومًا.
ولكني أريد أن اتقن فن القيلولة، لا اعرف كيف أنام لوقت قصير وإن نمت فإنني للأسف أنام إلى الغد!
آتوجد مقالات عن نوم القيلولة؟
وشكرًا
اتتني هذه الافكار في فتره قريبه حتى توهمت بامور غير موجوه ،، الحل الامثل لمثل هذه الافكار المشاركه في اعمال تطوعيه ، توزيع مهام كثيره خلال اليوم ينشغل بها الشخص حتى ينسى نفسه
أكثر ما استخدمه ويساعدني على الهروب من هذه الأفكار هي وضع السماعات الصغيرة على أذني وتشغيل قائمة من الصوتيات والنوم معها ( الصوتيات في البداية منفرة في النوم ولكن مع الاعتياد على نفس الصوتيات كل ليلة يساعد على النوم سريعاً )
يعجبني تصدير التدوينة بصورة معبرة وبيت شعر.
بالنسبة لي دائما يجرِّني فعل مثير قبل النوم إلى النوم بسرعة، وأجد أن مسألة توقف تناول القهوة قبل الغروب تساعد في النوم بسرعة، وكما صدرت تدوينتك ببيت شعر، سأختم تعليقي ببيت شعر للمتنبي، العم الضخم كما يسميه القصيبي، يعزيك في أي هموم وجودية لما قبل النوم.
لا تلق دهرك إلا غير مكترثٍ
ما دام يصحب فيها روحك البدنُ
فلا يدوم سرور ما سررت به
ولا يرد عليكَ الفائت الحزنُ
مقال اكثر من رائع…
تحياتي لك.
الحمد للها أنا بسرعة
حاليا قل اختلاطي بالناس فلا أفكر في اي حماقة قلتها أو أفكر في دراستي حتى
شكرا لك
اعددت كوب قهوة وزرت المدونة وانا مبسوطة باقرا التدوينات الجديدة
خيبة امل 🙁 اتمنى ان تكوني بخير صحه وحال نجم
نفتقدك