كيفن كيلي في عمر السبعين: نصائح وددتُ لو أنني أعرفها عندما كنت صغيرًا

By Jeffrey Phillips

كيفن كيلي

اليوم هو عيد ميلادي. بلغتُ السبعين عامًا. تعلمتُ حتى الآن أمورًا قليلة من الممكن أن تكون مفيدة للبعض. وعلى مدار الأعوام الأخيرة، وضعتُ عددًا من النصائح في كل عام، ولكني فوجئت أنني أضفت المزيد منها لهذا العام. هذه هدية عيد ميلادي لكم جميعًا: ١٠٣ جزءًا من الحكمة وددتُ لو أنني أعرفها عندما كنت صغيرًا: 

١- نحو ٩٩٪ من الوقت، يكون الوقت المناسب هو الآن. 

٢- ليس هناك شخص معجب بممتلكاتك مثلك. 

٣- لا تعمل عند شخص لا ترغب في أن تكون مثله. 

٤- ارع ١٢ شخصًا يحبونك، لأنهم يساوون أكثر من ١٢ مليون شخصًا معجبًا بك.

٥- انتبه من تكرار نفس الأخطاء، وارتكب أخطاء جديدة.

٦- إذا توقفت للاستماع إلى مُوسيقي أو عازف في الشارع لأكثر من دقيقة، فأنت مدين لهم بدولار. 

٧- أي جملة تقولها قبل كلمة ”لكن“ لا تُحتسب.

٨- عندما تسامح الآخرين قد لا يلاحظون ذلك، لكنك سوف تتشافى. إن الغفران ليس أمرًا نفعله من أجل الآخرين، وإنما هو بالأحرى هدية لأنفسنا.

٩- لا تكلف المجاملة شيئًا. أرخِ غطاء المرحاض بعد الإستخدام. دع الناس في المصعد يخرجون قبل أن تدخل. أرجِع عربة التسوق إلى مكانها. وعندما تستعير شيئًا، أعده بشكل أفضل مما كان عندما حصلت عليه، ممتلئًا ونظيفًا.

١٠- عندما تجد نفسك في جدالٍ بين طرفين، فكن الطرف الثالث. 

١١- الكفاءة  أمر مبالغ فيه، أما الإهمال فهو أمر مستخف به. إن الإجازات والعطل وأيام نهاية الأسبوع والمشي بلا هدف والفراغ كلها مهمة لتحقيق أفضل أداء في أي نوع كان. تتطلب أفضل أخلاقيات العمل آداب راحة جيدة.

١٢- عندما تصبح قائدًا، فإن مهمتك الحقيقية هي أن تخلق المزيد من القادة، لا المزيد من الأتباع. 

١٣- انتقد في السر، وامدح في العلانية.

١٤- ستُعرض عليك دروس الحياة بالترتيب المطلوب. كل ما تحتاجه هو أنك تتُقن الدرس الذي بداخلك. عندما تتعلم الدرس بصدق، سيُعرض عليك درسًا آخر. إذا كنت حيًا فهذا يعني أن هناك المزيد من الدروس لتتعلمها.

١٥- إنه واجب على التلميذ أن يستخرج كل شيء من المعلم، وعلى المعلم أن يستخرج كل شيء من الطالب. 

١٦- إذا كان الفوز مهمًا للغاية في لعبة ما، فغيّر القوانين حتى تصبح اللعبة أكثر مرحًا. قد تتغير اللعبة بتغيير القوانين.

١٧- اطلب المال من الممولين وسوف يقدمون لك نصيحة، لكن اطلب النصيحة وسيقدمون لك المال. 

١٨-  إن الإنتاجية قد تكون مشتتة، فلا تسعَ نحو الطرق الأسرع لإنهاء مهامك، ولكن اسع نحو المهام الأفضل التي لا ترغب في إنهائها. 

١٩- ادفع ما تُدين به فورًا للباعة والعاملين والمقاولين وسوف يبذلون قصارى جهدهم للعمل معك في المرة القادمة. 

٢٠- إن أكبر كذبة نقولها لأنفسنا هي ”لا أحتاج أن أكتب هذا لأنني سأتذكره“.

٢١- إن ازدهارك ككائن مُدرِك يُقاس بعدد الحوارات غير المريحة التي ترغب في إجرائها. 

٢٢- تكلم بثقة وكأنك مُحق، ولكن أنصت بحذر وكأنك مُخطئ. 

٢٣- قياس سهل: إن المسافة بين أطراف أصابعك من ذراعيك الممدوتين عند مستوى الكتف هي طولك. 

٢٤- إن اتساق محاولاتك في التمرين والرفقة والعمل هو أمر أكثر أهمية من الكمية. لا شيء يتفوق على الأمور الصغيرة التي تُنجز كل يوم، والتي هي أكثر أهمية من الأمور التي تنجزها بين حين وآخر.

٢٥-  إن صناعة الفن ليس أمرًا أنانيًا، لأنه لنا نحن البقية. إذا لم تصنع فنك، فأنت تخدعنا. 

٢٦- لا تسأل امرأة مطلقًا عما إذا كانت حامل. دعها تخبرك إذا كانت كذلك. 

٢٧- هناك ثلاثة أشياء تحتاجها: القدرة على عدم التخلي عن شيء ما حتى ينجح، والقدرة على التخلي عن شيء لا ينجح، والثقة في الآخرين الذين يساعدونك على التفريق بين القدرتين. 

٢٨- عندما تتحدث للجمهور، توقف بين الحين والآخر. توقف قبل أن تقول شيئًا بأسلوب جديد، وتوقف بعد أن تقول شيئًا تعتقد أنه مهم، وتوقف للراحة حتى يستوعب المستمعون التفاصيل. 

٢٩- ليس هناك شيء مثل أن تكون ”على الوقت المحدد“. أنت بالأحرى إما أن تكون متأخرًا أو مُبكرًا. القرار بيدك. 

٣٠- اسأل أي شخص تحبه ستجد أن ضربة الحظ حدثت لهم أثناء انعطافهم عن الهدف الأساسي. لذلك اغتنم المنعطفات. إن الحياة ليست خطًا مستقيمًا لكل شخص. 

٣١- أفضل طريقة للحصول على جواب صحيح على الإنترنت هي أن تضع الجواب الخاطئ وتنتظر شخصًا ما أن يصححه لك. 

٣٢- سوف تحصل على نتائج أفضل بعشر مرات إذا عززت السلوك الجيد بدلًا من أن تعاقب السلوك السيء، خاصة في الأطفال والحيوانات. 

٣٣- استغرق وقتًا في صياغة عنوان الإيميل كما تستغرق وقتك في كتابة الإيميل ذاته، لأن العنوان هو السطر الوحيد الذي يقرأه الناس غالبًا.

٣٤-  لا تتنظر هدوء العاصفة، وارقص تحت المطر.

٣٥- عندما ترغب في التحقق من مراجع أحد المتقدمين للوظيفة، قد يتردد أصحاب العمل  أو يحظر عليهم إخبارك بأي شيء سلبي بشأنهم، لذلك اكتب لهم رسالة تقول فيها ”تواصل معي إذا كنت تعتقد أن المتقدم للوظيفة هو شخص رائع للغاية“، إذا لم يتواصلوا معك فاعتبر أن هناك شيء سلبي. 

٣٦- استخدم البرامج التي تُدير كلمات المرور: لأنها أفضل وأكثر أمانًا وسهولة. 

٣٧- نصف مهارة التعليم هي أن تتعلم ما يمكنك تجاهله.

٣٨- إن فائدة الهدف الطموح الباعث على السخرية هو أنه يضع معايير مرتفعة للغاية حتى إذا فشلت في تحقيقه قد يكون نجاحًا بالمعايير الاعتيادية.

٣٩- إن الطريقة المثلى لفهم نفسك هو أن تتفكر بجدية في الأمور التي تزعجك في الآخرين.

٤٠- اجعل أغراضك في غرفة الفندق واضحة أمامك، ولا تضعها في الأدراج، لكن في مكان واحد. بهذه الطريقة لن تنسى غرضًا واحدًا. إذا احتجت أن تستخدم شاحنًا لجهازك في أحد زوايا الغرفة، فضع بجانبه غرضين كبيرين. لأن احتمالية نسيانك ل٣ أغراض هي احتمالية ضئيلة.

٤١- إنكار المجاملة أو تجاهلها هو أمر قبيح. اقبلها مع الشكر حتى وإن كنت تعتقد أنك لا تستحقها. 

٤٢- اقرأ دائمًا اللوحة المعلقة بجانب النصب التذكاري. 

٤٣- عندما تنجح في بعض الأمور، فإن الشعور بأنك دجّال قد يكون حقيقيًا. ”من أخدع؟“ ولكن عندما تصنع أمورًا بمواهبك الفريدة وبخبرتك ولا يستطيع أحد غيرك صنعها، عندها لن تكون دجالًا على الإطلاق، بل شخص قد ترقى ترقية كهنوتية. إنه من واجبك أن تعمل على أمور لا يستطيع فعلها إلا أنت.

٤٤- ما تفعله في أيامك السيئة مهم أكثر مما تفعله في أيامك الجيدة. 

٤٥-  اصنع أشياء تصبح جيدة لأن يمتلكها الناس. 

٤٦- عندما تفتح علبة طلاء حتى وإن كانت فتحة صغيرة، فسوف تجد طريقها إلى ملابسك. لذلك ارتدِ ملابس مخصصة لها.

٤٧- لتجعل أطفالك مهذبين في رحلة بالسيارة، احمل معك كيسًا به مفضلاتهم من الحلويات، وارمِ قطعة من الحلوى من النافذة في كل مرة يسيئون التصرف. 

٤٨- لا تستطيع أن تجعل من الأشخاص الأذكياء يعملون بجد من أجل المال فقط.

٤٩- عندما لا تعرف كم تدفع أجرًا لمهمة فعلها شخص ما، اسأله ”كم من المُنصف أن أعطيك؟“ وسوف يجاوبك. 

٥٠- ٩٠٪ من كل شيء هو هراء. إذا ظننت أنك لا تحب الأوبرا، أو الروايات العاطفية، أو التيك توك، أو الأغاني الريفية، أو الأطعمة النباتية، أو NFT، فحاول أن تجد فيها ال١٠٪ والتي ليست هراءً.

٥١- سوف يُحكم عليك من حسن تعاملك مع الأشخاص الذين لا يستطيعون فعل شيء لك. 

٥٢- في العادة نميل إلى تضخيم الشؤون التي نستطيع فعلها في يوم واحد، والاستخفاف بالشؤون التي نستطيع أن نحققها خلال عقد من الزمان. تُنجز الأمور العظيمة إذا بذلت لها ١٠ سنوات. إن اللعبة طويلة الأجل تحتوي على مكاسب صغيرة تتغلب حتى على الأخطاء الكبيرة.

٥٣- اشكر معلمًا غيّر حياتك. 

٥٤- لا تستطيع أن تجعل شخصًا يستنتج فكرة لا يستطيع أن يستنتجها بنفسه. 

٥٥-  أن أفضل وظيفة هي التي لا تكون مؤهلًا لها لأنها سوف ”تمطك“. لذلك قدّم على الوظائف التي لا تكون مؤهلًا لها. 

٥٦- اشترِ كتبًا مستخدمة فهي تحتوي على نفس الكلمات الموجودة في الكتب الجديدة. كذلك هناك المكتبات العامة. 

٥٧- تستطيع أن تكون أي شخص تريده، لذلك كن الشخص الذي يُنهي الاجتماعات مبكرًا.

٥٨- هناك رجل حكيم قال ذات مرة ”قبل أن تتحدث، دع الكلمات تمر عبر ثلاث بوابات. في البوابة الأولى اسأل نفسك ”هل هذا صحيح؟“ وفي البوابة الثانية اسأل نفسك ”هل هذا ضروري؟“ وفي البوابة الثالثة اسأل نفسك ”هل هذا لطيف؟“.

٥٩- اصعد الدرج.

٦٠- ما تدفعه مقابل شيء ما هو أكثر بمرتين من السعر الحقيقي على الأقل، وذلك بسبب المجهود والوقت والمال اللازم لإعداده وكذلك التعلم والصيانة والإصلاح والنشر في النهاية. لا تظهر كل الأسعار على الملصقات. إن التكاليف الفعلية هي أكثر بمرتين من الأسعار المسجلة.

٦١- عندما تصل إلى غرفتك في الفندق، ابحث عن مخرج الطوارئ. لا يستغرق الأمر أكثر من دقيقة. 

٦٢- إن الطريقة المثمرة للإجابة على سؤال ”ما يجب أن أفعله الآن؟“ هو أن تعالج سؤال ” من يجب أن أكون؟“.

٦٣- إن متوسط العوائد على فترة زمنية أعلى من المتوسط تُثمر عن نتائج غير اعتيادية. اشتر وأمسِك. 

٦٤- من المثير أن تكون خلوقًا للغاية مع الغرباء الوقحين.

٦٥- يستطيع الشخص ذو الذكاء المتوسط، والذي يستطيع أن يتواصل مع الناس بشكل جيد، أن ينجز أفضل من الشخص الذكي والذي لا يستطيع أن يتواصل مع الناس. وهذا خبر جيد لأنه من الأسهل بكثير أن تحسّن من مهارات التواصل على أن تحسّن ذكائك.

٦٦-  لا بأس أن تُخدَع من الآخرين من حين إلى آخر، وهذا سعر زهيد مقابل الثقة بأفضل ما في الجميع، لأنك عندما تثق بأفضل ما لديهم فإنهم يعاملونك بشكل أفضل. 

٦٧- الفن هو كل ما يمكنك الإفلات به.

٦٨- من أجل الحصول على أفضل النتائج مع أطفالك، ابذل نصف المال الذي تعتقد أنك يجب أن تصرفه، لكن ابذل ضعف الوقت معهم. 

٦٩- اشتر آخر دليل للسُياح لمدينتك أو منطقتك. سوف تتعلم الكثير من خلال لعب دور السائح مرة في السنة. 

٧٠- لا تنتظر في الطابور لتتناول طبق مشهور، من النادر أن يستحق انتظارك. 

٧١- حتى تكشف بسرعة عن الشخصية الحقيقية لشخص ما قابلته للتو، انقله إلى شبكة إنترنت بطيئة للغاية، ثم راقب. 

٧٢- وصفة شعبية للنجاح: افعل شيئًا غريبًا. اجعل لك عادة من غرائبك. 

٧٣- كن محترفًا. انسخ نسخة احتياطية واحدة على الأقل من النسخة الاحتياطية الخاصة بك. احصل على نسخة احتياطية من كل نسخة احتياطية. كم ستدفع من أجل استعادة كل بياناتك وصورك وملاحظاتك إذا فقدتهم؟ إن النسخ الاحتياطية رخيصة مقارنة بالندم.

٧٤- لا تصدق أي شيء تعتقد أنك تؤمن به. 

٧٥-  من أجل إرسال إشارة طوارئ، استخدم القاعدة الثلاثية: اصرخ ثلاثًا، انفخ في البوق ثلاثًا 3 horn blasts، أو صفّر ثلاثًا. 

٧٦- في المطعم: هل تطلب طبقًا تعلم أنه لذيذ أو تجرب شيئًا جديدًا؟ هل تصنع شيئًا تُدرك جيدًا أنه سيُباع أم تجرب صنع شيء جديد؟ هل تواعد أشخاصًا جدد أم تلتزم بمواعدة شخص تعرفه؟ إن التوازن الأمثل لاستكشاف أمور جديدة مقابل استغلالها بمجرد العثور عليها هو 1/3 هذا يعني:

اقضِ ثلث وقتك في الاستكشاف، وثلثي الوقت في التعمق. إنه من الصعب أن تُكرس وقتك لاستكشاف أمور جديدة مع التقدم في العمر لأنه يبدو أمرًا غير مثمر، لذلك اجعل هدفك هو الثلث. 

٧٧- إن الفرص العظيمة بحق لا تحمل عنوانًا يقول عنها إنها ”فرص عظيمة“.

٧٨- عندما تُقدم إلى شخص ما انظر إلى عينيه وعد إلى ٤، كلاكما سيتذكر الآخر. 

٧٩-  انتبه إذا وجدت نفسك تتسائل ”أين السكين الجيد؟ أو أين قلمي الممتاز؟“ هذا يعني أن لديك سكاكين وأقلام غير جيدة، تخلص منها. 

٨٠- عندما تكون عالقًا، اشرح مشكلتك للآخرين. شرح المشكلة في الغالب سوف يؤدي إلى استعراض الحل. اجعل من ”شرح المشكلة“ جزءًا من نظامك لعملية استشكاف الأخطاء وإصلاحها.

٨١- عندما تشتري خرطوم للحديقة، أو سلك تمديد، أو سلم، فاشتر واحدًا أطول مما تحتاج. سيكون هو الحجم المناسب. 

٨٢- لا تزعج نفسك بمحاربة القديم، ابنِ الجديد. 

٨٣- يستطيع فريقك أن ينجز أمورًا عظيمة تتجاوز إمكانياتك، وهذا ببساطة يكون من خلال إظهار التقدير لمن يستحقه.

٨٤- عندما يخبرك شخص ما عن سنة الذروة في تاريخ البشرية والتي كان كل شيء فيها عظيمًا قبل الانحطاط، سيكون هذا دائمًا في السنوات التي كان فيها عمره ١٠ سنوات- والتي هي ذروة وجود كل بشري.

٨٥- أنت كبير مثلما الأمور التي تجعلك تغضب. 

٨٦- عندما تتحدث إلى الجمهور من الأفضل أن تركز بصرك على مجموعة من الناس بدلًا من أن توزعه على جميع من في الغرفة. إن عينيك سوف تنقل إلى الآخرين ما إذا كنت تؤمن حقًا بما تخبرهم به. 

٨٧- إن العادة هي معتمدة أكثر بكثير من الإلهام. أحرز تقدماتك عن طريق العادات ولا تركز في أن تصبح قويًا. انصب تركيزك على أن تصبح ذلك الشخص الذي لا يفوت أي تمرين. 

٨٨- عندما تتفاوض، لا تستهدف القطعة الأكبر من الكعكة، بل اجعل هدفك أن تخبز كعكة أكبر. 

٨٩-  إذا كررت ما قمت به اليوم ٣٥٦ مرة أخرى، فهل ستكون في المكان الذي ترغب أن تكون فيه العام المقبل؟

٩٠- أنت ترى فقط ٢٪ مما يراه الشخص الآخر، وهو يرى فقط ٢٪ مما تراه أنت. فلتتناغم أنفسكما على ال٩٨٪ المخفية. 

٩١- إن وقتك ومساحتك محدودين. تخلص من الأشياء الموجودة في حياتك والتي لم تعد تثير البهجة حتى تفسح المجال للأشياء المبهجة. 

٩٢- سيحقق أحفادنا أمور مذهلة، ومع ذلك فإن جزء من الذي سيصنعوه كان بالإمكان صنعه بالأدوات والمواد المتاحة اليوم إذا كان لدينا الخيال. فكر بشكل أكبر. 

٩٣- للحصول على عائد كبير، كن فضوليًا بشأن الأمور التي لا تهمك. 

٩٤- فليكن تركيزك على الاتجهات أكثر من تركيزك على الوجهات. من يعرف وجهته؟ لكن حافظ على الاتجاه الصحيح وسوف تصل إلى المكان الذي ترغب في الوصول إليه. 

٩٥- كل فتح علمي في البداية يكون مضحكًا وسخيفًا. إذا لم يبدو مضحكًا وسخيفًا في البداية فلن يكون فتحًا علميًا. 

٩٦- إذا أقرضت شخصُا ٢٠ دولارًا ولم تره مرة أخرى مطلقًا لأنه يتجنب سدادها، فإن ال٢٠ دولارًا التي دفعتها تستحق قيمتها.

٩٧-   تقليد الآخرين هي طريقة جيدة للبدء. لكن تقليد نفسك هي طريقة مخيبة للآمال. 

٩٨- إن أفضل طريقة للتفاوض على الراتب في وظيفة جديدة تكون ((بعد)) أن يقابلوك وليس قبل ذلك. بعدها سيكون التحدي من الطرفين لتقديم مبلغ في البداية، لكن الأمر في صالحك أن تجعلهم يقترحون مبلغًا قبل أن تخبرهم. 

٩٩- بدلًا من أن تقود حياتك متجنبًا المفاجآت، استهدفها بشكل مباشر.

١٠٠- لا تشتر تأمينًا إضافيًا إذا كنت تستأجر سيارة ببطاقة ائتمانية.

١٠١- إذا كانت أفكارك حول موضوع معين سهلة التنبؤ من خلال أفكارك حول موضوع آخر، فقد تكون مُسيطَرًا أيدولوجيًا. عندما تفكر حقًا بنفسك لن تكون استنتاجاتك متوقعة. 

١٠٢- اجعل هدفك أن تموت مُفلسًا. أعطِ للمستفيدين قبل أن تموت لأن ذلك أكثر متعة وفائدة. أنفق كل شيء. يجب أن يذهب آخر شيك لك إلى الجنازة ويرتد. 

١٠٣- أهم وقاية من التقدم في العمر هي أن تظل مندهشًا.


كيفن كيلي: مصوّر وصحفي متخصص في الكتابة عن التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة والسياسة والإقتصاد. مؤسس مشارك لمجلة WIRED. مؤلف كتاب The Inevitable. ترجمتُ مقالته من هنا

تدوينات مُقترحة:

برتراند رسل – كيف (لا) تتقدم في السن
أوليفر ساكس – متعة الشيخوخة

اسمي مارجريت

Federica Bordoni

*مايا (مارغريت) آنجلو

سألتني امرأة بيضاء من تكساس، والتي تصف نفسها بأنها ليبرالية، عن مدينتي. عندما أجبتها بأن جدتي في ”ستامبس“ كانت تملك المتجر الوحيد لبضائع الزنوج منذ مطلع القرن، صرخت قائلة ”لماذا؟ كنتم الفتاة التي تخرج للمجتمع لأول مرة“.

سخيفة ومُضحكة. لكن بنات الزنوج في مدن الجنوب الصغيرة، سواء كن يعانين من الفقر أو لديهن بعض ضروريات الحياة، تُقدم لهن تجهيزات مكثفة غير مترابطة مثل تلك التجهيزات للفتيات البيض البالغات والتي تظهر في المجلات. 

بصراحة لم تكن التجهيزات ذاتها، فعندما تعلمت الفتيات البيض كيف يرقصن الفالتز ويجلسن بأناقة بينما يكون كوب الشاي متوازنًا على ركبهن، فإننا كنا متخلفات قياسًا بهن، نتعلم قِيم منتصف العصر الفيكتوري مع القليل جدًا من المال لننغمس فيه (تعالوا وشاهدوا إدنا لوماكس تصرف أموالها التي اكتسبتها من حصاد القطن لتكوين ٥ كرات من الخيط الأسود، لا بد وأن أصابعها تعيق العمل ولكن يجب عليها أن تعيد الغرز مرارًا وتكرارًا. لكنها تعرف كيف تشتري الخيوط). كان يجب علينا التطريز، وكانت لديّ أكوام من المناشف الملونة، وأكياس المخدات، وأغطية الطاولات ذات اللون الرملي. أتقنت مهارة الحياكة والتخريم، وكان لدي مخزون أبدي من المفارش الأنيقة والتي لن تستخدم أبدًا في أدراج التسريحة. كان واضحًا أن كل الفتيات يستطعن الكوي والغسيل، لكن اللمسات الأنيقة في المنزل مثل تجهيز الطاولة بفضيّات حقيقية، وشواء اللحوم، وطبخ الخضروات بدون اللحوم، يجب أن تُكتسب في مكان آخر، عادة في المكان التي صدرت عنه هذه العادات. خلال عامي العاشر، أصبح مطبخ النساء البيض هو مدرستي النهائية. 

كانت السيدة فيولا كولينان امرأة ممتلئة الجسم، تعيش في منزل يحتوي على ٣ غرف للنوم، في مكان ما خلف مكتب البريد. كانت غير جذابة بشكل ملحوظ حتى تبتسم، وبعدها تظهر الخطوط حول عينيها وفمها مما يعطى لمنظرها شكلًا متسخًا، ويصبح وجهها مثل قناع قزم شرير. كانت تُريح ابتسامتها في العادة إلى ما بعد الظهر عندما تزورها صديقاتها وتقدم لهن الآنسة جلوري، الطباخة، المشروبات الباردة في الشرفة المُغلقة. كان النظام في منزلها غير إنساني. هذه الكأس مكانها هنا فقط. وذلك الكوب لديه مكانه الخاص به وإذا وُضع في مكان آخر فذلك فن التمرد الوقح. 

في الساعة ال١٢ يجب أن تُعد الطاولة. وفي الساعة ١٢:١٥ تجلس السيدة كولينان على الطاولة (سواء وصل زوجها أم لا). في الساعة ١٢:١٦ تُحضِر الآنسة جلوري الطعام.

تطلّب مني أسبوعًا تمييز الفرق بين طبق السلطة وطبق الخبز وطبق الحلوى. 

حافظت السيدة كولينان على عادات والديها الثرييْن. كانت من فرجينيا. أما الآنسة جلوري، التي انحدرت من سلالة العبيد الذين عملوا لآل كولينان، أخبرتني بقصة السيدة كولينان، فقد تزوجت رجلًا أقل منها. لم يكن لدى عائلته أموالًا لفترة طويلة، وما امتلكوه لم يكن الشيء الكثير.

لكونها قبيحة، كما فكّرت، كانت محظوظة أصلًا لأنها حصلت على زوج سواء كان أقل منها أو أعلى منزلة. لكن الآنسة جلوري لا تدعني أقول شيئًا كهذا ضد سيدتها. لقد كانت صبورة جدًا معي خاصة فيما يتعلق بالأعمال المنزلية. شرحت لي الأطباق، والفضّيات وأجراس الخدم. لم يكن الوعاء المستدير كبير الحجم وعاءً روحانيًا، بل كان وعاء للسلطة. كانت هناك كؤوس وأكواب للشرب وأكواب للآيسكريم وأكواب نبيذ وأكواب قهوة خضراء اللون مع صحون مطابقة لها، وأكواب ماء. كان لدي كوبًا لأشرب منه، وكان يُوضع في الرف المنفصل الذي تضع فيه الآنسة جلوري كوبها. أيضًا ملاعق للحساء، ووعاء للصوص، وسكاكين الزبدة، وشوك للسلطة، كلها كانت إضافات إلى مخزون الكلمات لديّ، والتي أصبحت بدورها لغة جديدة. كنتُ مبهورة بالإبداع وبهيجان السيدة كولينان ومنزلها الذي يشبه منزل أليس في بلاد العجائب.

أما زوجها فمازال غير واضحًا في ذاكرتي. لقد جمعته مع كل الرجال البيض الذين قابلتهم في حياتي وحاولت أن لا أراهم. 

ذات مساء، وفي طريقنا إلى المنزل، أخبرتني الآنسة جلوري أن السيدة كولينان لا تستطيع إنجاب الأطفال. لقد قالت أن عظامها حساسة للغاية. لقد كان صعبًا علي أن أتخيل كل هذه العظام تحت أكوام من الشحوم. أخبرتني الآنسة جلوري أيضًا أن الطبيب قد أزال كل أعضاء سيدتها. أدركت أن أعضاء الخنزير تشمل الرئتين والقلب والكبد، لذلك إن كانت السيدة كولينان تتمشى بدون أعضائها، فإن ذلك يُفسر لِم كانت تشرب الكحول في قوارير غير مختومة، لأنها كانت تحنّط نفسها.

عندما تحدثتُ لبيلي عن هذا الأمر أخبرني بأنني كنتُ على حق، لكنه أخبرني أيضًا أن السيد كولينان لديه ابنتين من سيدة ملونة وبأنني أعرفهما جيدًا. أخبرني بأن البنتين كانتا صورة طبق الأصل من أبيهما. لم أستطع التذكر كيف كان شكله، على أنني تركته لبضع ساعات، لكني فكّرت في ابنتيه. كانتا ذات بشرة فاتحة للغاية، ولم يشبها أمهما ( لم يذكر أحد قط السيدة كولينان).

شفقتي على السيدة كولينان سبقتني في الصباح التالي مثل ابتسامة القط شيشاير في أليس في بلاد العجائب. كانت هاتان الفتاتان، واللتان من الممكن أن يكونا ابنتيها، جميلتان. لم يكن عليهما أن يفردا شعرهما، حتى وإن كانتا تحت المطر فإن الضفائر ظلت مفرودة مثل الثعابين المروّضة. أما ثغريهما، فقد كانا مثل قوس كيوبيد. لم تكن السيدة كولينان تدرك ما الذي فاتها، أو من الممكن أنها كانت تعرف. يا لبؤس السيدة كولينان.

لأسابيع بعدها، كنت أصل إلى المنزل مبكرًا، وأغادره متأخرًا، وبذلت كل مابوسعي من أجل أن أعوّض حاجتها. فإذا كان لديها أطفال لن تطلب مني بأن أؤدي مهامًا تمتد من باب منزل الخلفي إلى باب منزل صديقاتها. يا لبؤس السيدة كولينان.

ذات مساء أخبرتني الآنسة جلوري أن أخدم السيدات على الشرفة. بعد أن جهّزت الصينية وتوجهت إلى المطبخ، سألتني إحداهن ”ما اسمك يافتاة؟“ كان وجهها مرقطًا. أجابتها السيدة كولينان ”لا تتحدث كثيرًا، اسمها مارجريت“.

“هل هي بلهاء؟”-

“لا كما أفهم، لكنها تستطيع الكلام عندما ترغب في ذلك، لكنها في العادة هادئة مثل فأر صغير. أليس كذلك يا مارجريت؟”-

ابتسمت لها. يا لبؤسها. لا تمتلك أعضاء والآن لا تستطيع أن تنطق اسمي بشكل صحيح. 

“لكنها شيء صغير لطيف”-

“من الممكن أن تكون كذلك، لكن اسمها طويل للغاية. لو كنتُ مكانك لن أتعب نفسي، وسأناديها ماري”.-

اشتطتُ غضبًا إلى المطبخ. تلك المرأة المريعة لن يتسنى لها أن تناديني بماري ولو كنت أتضور جوعًا، لن أعمل لديها. قررتُ بأنني لن أتبول عليها إذا كان قلبها يحترق. أسمع صوت ضحكات في الشرفة وكذلك في قدور الآنسة جلوري. كنت أتعجب ما الذي يضحكهن؟

هؤلاء الأشخاص البيض عجيبون. هل يتحدثون عني؟ من المعلوم أنهم يتضامنون مع بعضهم أفضل من الزنوج. من الممكن أن السيدة كولينان لديها أصدقاء في سانت لويس سمعن عن فتاة من ستامبس في المحكمة، وكتبن لها ليخبرنها. من الممكن أنها تعرف السيد فريمان ”مُغتصب كاتبة القصة“.

كان الغداء في فمي للمرة الثانية، وذهبت للخارج لأستريح فوق سرير من زهور شب الليل.

ظنّت الآنسة جلوري أنني قد أُصاب بشيء ما، وطلبت مني أن أذهب إلى المنزل وأسال ماما أن تعطيني شاي بالأعشاب، وسوف تشرح الأمر للسيدة كولينان.

أدركتُ كم كنت حمقاء قبل أن أصل إلى بركة الماء. بالطبع لم تعرف السيدة كولينان بهذا الأمر، وإلا لم تكن لتعطيني فستانين جميلين قصّتهما ماما، ولم تكن لتناديني ب”الشيء الصغير اللطيف“. طابت معدتي، ولم أذكر أي شي لماما.

قررتُ في ذلك المساء أن أكتب قصيدة عن كوني بيضاء وسمينة وكبيرة في السن بدون أطفال. كانت ستصبح قصيدة مأساوية. وكان علي أن أراقبها بحذر حتى أقبض على جوهر وحدتها وألمها.

في اليوم التالي، نادت عليّ بالاسم الخاطئ. كنت أغسل الأطباق أنا والآنسة جلوري عندما جاءت السيدة كولينان للباب “ماري؟”

ردت الآنسة جلوري “مَن؟”

تراجعت السيدة كولينان وأدركت الأمر كما أدركته أنا وقالت “أريد من ماري أن تذهب إلى السيدة راندال وتأخذ معها بعض الحساء لأنها ليست بخير منذ بضعة أيام”.

كان وجه الآنسة جلوري متعجبًا “تقصدين مارغريت ياسيدتي، اسمها مارغريت”.

-“لكن اسمها طويل جدًا. من الآن فصاعدًا اسمها ماري. سخّني ذلك الحساء من الليلة الماضية وضعيه في الوعاء الصيني، وأنبّهك ماري أن تحمليه بحذر”.

كل شخص أعرفه كان لديه رعب جهنمي من أن يُنادى بغير اسمه. كان عملًا خطيرًا أن يُنادى على زنجي بأي شيء يمكن تفسيره بشكل فضفاض بأنه إهانة بسبب قرون من تسميتهم بالزنوج والأحذية والغربان والأشباح..

شعرت الآنسة جلوري بلحظة عابرة من الأسف تجاهي. بعدها قالت لي وهي تمرر لي الوعاء الساخن ”لا تنزعجي، حاولي أن تتجاهلي الأمر. إن العصي والحجارة قد تُكسر عظامك، لكن الكلمات.. كما تعرفين، أعمل لديها منذ ٢٠ عامًا“.

أمسكتْ الباب الخلفي من أجلي. أخبرتني ”عشرون عامًا. لم أكن أكبر منك سنًا وقتئذ. كان اسمي هاللويا. هذا ما كانت تناديني به أمي. لكن السيدة أعطتني اسم جلوري، والتصق بي. لقد أعجبني أكثر“.

كنتُ في المسار الصغير الذي يقع خلف المنازل عندما صرخت الآنسة جلوري ” وإنه أقصر أيضًا“.

لثواني معدودة، كان الأمر بمثابة قُرعة ما إذا كنت سأضحك (تخيّل أن يكون اسمك هللويا) أو أبكي (تخيل أن تدع امرأة بيضاء تعيد تسميتك من أجل راحتها). حماني غضبي من كلا الانفجارين. كان يجب عليّ أن أترك عملي، لكن المشكلة كانت كيف سأتركه. لن تدعني أمي أن أترك عملي لأي سبب.
أخبرتني عاملة السيدة راندال وهي تأخذ الحساء مني ”إنها عاهرتُن. تلك المرأة هي عاهرتُن حقيقية“، وكنت أتسائل ما هو اسمها الحقيقي وبماذا تُدعى الآن.

لمدة أسبوع وأنا أتأمل وجه السيدة كولينان وهي تناديني بماري. تجاهلتْ أمر قدومي إلى المنزل متأخرًا ومغادرتي مبكرًا. لكن الآنسة جلوري انزعجت قليلًا لأنني أصبحت أترك مُحّ البيض على الأطباق، ولم أبذل مجهودًا كافيًا لتلميع الفضّيات. كنت آمل أن تشتكي لرئيستنا، لكنها لم تفعل. 

لكن بيلي حلّ معضلتي. طلب مني أن أصف له محتوى الدولاب والأطباق المعينة التي تعجب السيدة. كانت قطعها المفضلة طبق خزفي على شكل سمكة، وأكواب القهوة الخضراء. حفظتُ تعليماته، لذلك في اليوم التالي عندما نشرت الآنسة جلوري الملابس وطُلب مني أن أخدم العجائز على الشرفة، أسقطتُ صينية التخديم الفارغة. عندما سمعت السيدة كولينان تصرخ ”ماري!“ التقطتُ الطبق الخزفي وكوبين من أكواب القهوة الخضراء باستعداد. وفي الوقت الذي دخلتْ فيه المطبخ، تركتهم يتساقطون على البلاط. 

لم أستطع أن أصف لبيلي ما الذي حصل فيما بعد، لأن كل مرة أصل فيها إلى الجزئية التي تسقط فيها السيدة على الأرض وأجعل وجهها القبيح يبكي، ننفجر من الضحك. تمايلتْ على الأرض والتقطت الأجزاء المكسورة من الأكواب وقالت باكية ”يا أماه، يا رباه، إنه خزف أمي من فرجينيا. أنا آسفة يا أمي!“.

اندفعت الآنسة جلوري من الحديقة وكذلك السيدات في الشرفة المزدحمة. كانت الآنسة جلوري مكسورة مثل سيدتها ”هل تعنين أنها كسرت أطباقنا التي من فرجينيا؟ ما العمل الآن؟ 

بكت السيدة كولينان بصوت مرتفع وقالت ”تلك الزنجية الخرقاء. الزنجية الصغيرة السوداء الخرقاء“

سألت العجوز المرقطة ”من فعلها يا فيولا؟ هل كانت ماري؟ مَن فعلها؟“

كل شيء حدث بسرعة للدرجة التي لا أستطيع التذكر هل سبق فعلها كلماتها، لكني أعرف أن السيدة كولينان قالت ”اسمها مارجريت، اللعنة عليه، اسمها مارجريت“ ورمت قطعة من الصحن المكسور علي. من الممكن أن الهستيريا أعاقت هدفها، لكن الصحن الطائر وقع فوق أذن الآنسة جلوري التي بدأت بالصريخ.

تركتُ الباب مفتوحًا على مصراعيه حتى يسمعها جميع الجيران. لقد كانت السيدة كولينان محقة بشأن أمر واحد، اسمي لم يكن ماري. 


 للكاتبة والشاعرة الأمريكية مايا (مارغريت) آنغلو – بترجمتي

عندما أنهينا أنا وزميلتي المكسيكية والتي تعمل جليسة أطفال، من قراءة القصة قالت معلقة عليها “الآن فهمت سبب غضبي المكبوت على السيدة التي أعمل لديها عندما تناديني في كل مرة باسم غير اسمي، زاعمة أن اسمي صعب عليها.. إنها تنزع هويتي”.

زميلتي هذه مُحقة، فاسم شخص ما هو هويته. 
جاء في الأثر أن الرسول صلى الله عليه وسلم غيّر من أسماء بعض الداخلين في الإسلام من الناس والقبائل مَن كانت أسمائهم فيها قبح أو غِلظة إلى أسماء أحسن منها تفاؤلًا واستبشارًا بمعناها. لكن الرسول الكريم لم يُجبر أحدًا على تغيير اسمه، إذ ورد في صحيح البخاري أن والد سعيد بن المسيب “حزن” جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له “أنت سهل” فرد عليه “لا أُغيّر اسمًا سمّانيه أبي” فقال ابن المسيب ” فما زالت الحزونة فينا بعد”. 

وفي قصة هايدي، تغضب هايدي الصغيرة من السيدة روتن ماير لأنها تناديها بأدلين بدلًا من هايدي بسبب أن الاسم لا يعجبها ولم تسمع به من قبل.  ما الغرض من كتابة هذه التدوينة؟ خطرت في بالي القصة وكل هذه الأفكار عندما سمعت إحدى صديقاتي تُنادي العاملة المنزلية باسمٍ عربي لأنه أسهل لها. احذروا، إن الاسم هوية وهي ذاكرته وماضيه فلا تنزعوها من البسطاء لديكم.