كان غير شكلِ الليمون – تدوينة في حب الليمون

اعتادت عائلتي على استخدام ليمون ”بن زهير“ الأخضر كدواء لكل داء. ”إنه أفضل من المضاد الحيوي“ كما تقول أمي.

هل تشعر نجلاء الصغيرة بألم في حلقها؟ ستشرب عصير الليمون بن زهير الدافيء المخلوط مع العسل والمكونات السرية. هل عطست نجلاء الصغيرة؟  بضع قطرات من بن زهير على الريق كافية بحل الأمر. هل ظهر حب الشباب على وجهها؟ سنفرك بن زهير على الحبوب حتى تُفقع. ولأهميته الصحية، كثيرًا ما شربناه مع طعام الغداء عصيرًا مخلوطًا مع النعناع المديني، ونهرع إلى شربه سريعًا حتى لا يصبح طعمه مُرا.

كانت لدينا شجرة بن زهير كبيرة وكريمة تتوسط حديقة منزلنا وكأننا نصرح علانية بأننا مدينون لهذه الشجرة. لا نبتاع من الليمون إلا ليمون بن زهير فقط. أذكر أنني تعجبت من رؤية الليمون الأصفر عند أحد أقاربي، وتمنيت أننا لو نشتري منه فهو أجمل شكلًا وأسر للعين بلونه وامتلاءه من الأخضر الصغير. كانت عمتي رحمها الله تُجيد إعداد مخلل الليمون وإهداء برطمانات منه إلى العائلة، وكان طعمه مميزًا ورائعًا عندما نتناوله مع البف المديني أو نضيفه إلى شوربة الحب. 

كبرتُ وتعلق قلبي بعائلة الليمون، لكنني خلال فترة الغربة لم أجد ليمون بن زهير إلا نسخة كبيرة منه وهو ما يُدعى بالإنجليزية ”لايم“ ويستخدمه المكسيكيون في أطباقهم، ولا يمُتّ لبن زهير إلا بلونه، بل إنه قاسي عند الضغط وشحيح العصير. اشتريتُ شجرة ليمون صغيرة ووضعتها بداخل شقتي أمام النافذة لعلها تذكرني بشجرة بن زهير في المدينة لكنها لم تصمد طويلًا أمام شمس مونتريال الباردة.

تعرفتُ في مونتريال على مقهى جميل يُقدّم أطباقًا ومشروبات فارسية، ومنها عصير الليمون الدافئ الذي كانت تعده أمي مع وصفتها السرية. علمتُ أن تسمية ”بن زهير“ هي في الأصل فارسية تعني ”المضاد للسم“. إذن كانت أمي محقة، فهو أفضل من المضاد الحيوي!

تعلمتُ أن أهل الأحساء يفتخرون بالليمون الحساوي لديهم- اللومي أو بن زهير- ويقطفونه مع موسم الخلاص. بل شاهدتُ فيديوهات ممتعة على تيك توك يستعرضون فيها طريقة تحضريهم لليمون وتعبئته في زجاجات الفيمتو ثم وضعها أمام الشمس للتعتيق، ويستخدمونه لاحقًا مع الحساء أو الإيدامات، والمُلك لله.

سافرتُ إلى ساحل أمالفي أرض الليمون في إيطاليا، واندهشتُ للغاية من رائحة الليمون المنعشة في كل مكان. كنت أعيش في الأحلام وأنا أشاهد شجر الليمون في كل مكان، وكنت في قمة سعادتي عندما تناولتُ طعام الغداء تحت أشجار الليمون في كابري. أترككم مع الصور:

 

هنا طبق من الباستا المعدة بالليمون، وآيسكريم بالليمون بداخل الليمون. 

مخرج:

هل تحلمون من خلال النظر إلى خارج النافذة؟ – تدوينة عن الشبابيك 

Monica Garwood

كانت العرب تُرسل أبنائها إلى البادية، وقد اختلفت الآراء حول سبب إرسالهم بعيدًا عن أمهاتهم، فمنهم من يقول حتى يستقيم لسان الطفل ويصبح فصيح اللسان، وهذا يبدو غير صحيحًا لأن قريش هي أفصح العرب بنزول القرآن على لهجتهم. ومنهم من يقول حتى ينشئ الأطفال على الشجاعة والنشاط والقوة البدنية خارج المدن وأمراضها. تعددت الآراء، أما الرأي الذي توقفتُ عنده طويلًا فهو أن البادية ليست مكتظة بالعمار، وهي صحراء ممتدة تجعل المرء ينظر بعيدًا حتى تتسع مداركه دون أن يتوقف نظره عند جدران المباني، وأنّى للأفكار أن تُستلهم بالنظر إلى الجدران؟

كانت غرفتي في المدينة تُطل على شارع الملك عبدالعزيز ذو عرض ٦٠ مترًا، فنشئت نجلاء الصغيرة على أصوات الحركة المرورية المستمرة حتى ظنت أن هذا هو الأصل عند النوافذ.


وعندما سافرتُ إلى الخارج، كنتُ محظوظة إذ كان مطل منزلي في شيكاغو على وسط المدينة وبرج سيرز تاور، وفي مونتريال كانت الشبابيك الواسعة تطل على جبل مونت رويال.

انتقلتُ بعد سنوات إلى الرياض، وحرصتُ على أن تكون الشبابيك كبيرة وذات مطل أتأمل فيه كما تتأمل روبنزل من نافذتها منتظرة الإنقاذ. دخلتُ بيوتًا كثيرة معروضة للإيجار من أجل اختيار البيت ”الأكثر مثالية“ وكان بعضها مرتبًا لكني كنت أرفضها رفضًا قاطعًا من أول نظرة على الشبابيك، لأن بعضها كان إما صغيرًا مُهملًا أو مُطلًا على ”المنور“. كنتُ أحس بالضيق -وأنا مجرد زائرة- وكأني بداخل علبة تونة، كما أحس بالضيق عندما أركب سيارة ذات نوافذ مظللة بالسواد. توفقتُ بعدها في الحصول على شقة تطل على دوّار تفحط فيه السيارات وكأنني استعدتُ شيئًا من ذكريات الطفولة.


إذا كانت غرفة واحدة قادرة على تغيير مشاعرنا، وإذا كان ممكنا أن تتوقف سعادتنا على لون الجدران أو شكل الأرض، فماذا يحدث لنا في أكثر الأماكن التي نجد أنفسنا مضطرين إلى الإقامة فيها أو النظر إليها؟ وما الذي نعيشه في بيت له نوافذ أشبه بنوافذ سجن وأرض مبقعة وستائر بلاستيكية؟ – الآن دو بوتون، عمارة السعادة

وكما أحب تأمل الأبواب، أحب أيضًا تأمل نوافذ البيوت. وأجد نفسي أشفق على أهل بيت ذو شبابيك ضئيلة. يقولُ جفري كبنس وهو ناقد معماري كان أستاذًا في هارفرد، وله مادة في برنستون يُدرّس فيها عن النوافذ ”إن النوافذ تحمل فلسفة وجودية وليست مجرد وظيفة معمارية.. هل تعلم لماذا تكون النوافذ والأبواب ضخمة في الكاتدرائيات؟ أنت تترك العالم الاعتيادي وتدخل عالم الرب، فتشعر بأنك صغير للغاية، وهذا هو سبب ضخامتها“. هل هذا يعني أن الشبابيك الضخمة في غير الكاتدرائيات قد تُشعرنا بأننا في عالم الرب ولذلك نشعر بالراحة؟

إذن للنوافذ فلسفة وجودية كما لها وظيفة معمارية، هي تسمح للهواء وضوء الشمس بدخول المنزل، كذلك هي نافذة لنا للعالم الخارجي كما كانت تعتمد عليها ”أمينة“ في ثلاثية نجيب محفوظ، إذ أنها لا تخرج إلى الشارع، ولا تعرف ما يجول فيه إلا من خلال النظر إلى نافذتها. وقد تكون النافذة منفذًا للأحزان كما فعل أدهم في أولاد حارتنا عندما ”حوّل رأسه إلى النافذة فخيّل إليه أن سكان ذلك النجم اللامع سعداء لبُعدهم عن هذا البيت“. أو قد تكون النافذة منفذًا للعشاق، كما في ”جولييت“ شكسبير أو ”إما“ مدام بوفاري، أو ”ماريوس“ في البؤساء عندما كان يقرأ متكئًا إلى النافذة المفتوحة. وكما يقول العشاق في الفلكلور اللبناني”ومن الشباك لرميك حالي”.

وبذكر الأدباء، فقد تأثر فلوبير حتمًا بالنوافذ، إذ كانت غرفته التي يكتب فيها رواياته لديها ٦ نوافذ تطل على الحديقة وعلى نهر السين! وكانت فرجينيا وولف تكتب بجانب نافذة كبيرة مطلة على الحديقة. أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فكان يتعبدُ في غار حراء وهو مكان مرتفع – ٦٣٦ مترًا!- بعيد عن الناس له فتحة كالنافذة تُطل على الكعبة. 

”إن الفائدة من التحديق خارج النافذة لا تكمنُ في اكتشاف ما يحدث بالخارج، ولكن بالأحرى لاكتشاف محتويات أذهاننا. من السهل أن نتخيل أننا نعرف ما نفكر به وأننا ندرك ما نشعر به وما يدور في أذهاننا، لكننا نادرًا ما نعرف ذلك. هناك مقدار ضخم من الأمور التي تجعلنا ما نحنُ عليه والذي يمتد بشكل غير مُكتشف وغير مستخدم وتكون إمكانياته غير مستغلة. هذا المقدار الضخم خجول ولا يظهر تحت ضغط الاستطلاع المباشر. إن التحديق خارج النافذة يقدم لنا طريقة لأن نكون متيقظين إلى الإيحاءات والانطباعات الأكثر هدوءًا لذواتنا العميقة. قدّم أفلاطون استعارة للعقل: إن أفكارنا مثل الطيور التي ترفرف في أقفاص عقولنا، ومن أجل أن تستقر هذه الطيور، فهم أفلاطون أننا بحاجة إلى أوقات فراغ هادئة. والتحديق خارج النافذة يقدّم هذه الفرصة“.

مخرج:
أغنية شبابيك لفايا يونان
تدوينةالأبواب

تجارب ومباهج – يونيو ٢٠٢٢

Roeqiya Fris


تكاسلتُ عن كتابة تدوينة جديدة لهذا الأسبوع، لذلك اخترت تدوينة تجارب ومباهج ذات النَفَس الخفيف إلى أن أستعيد شيئًا من لياقتي الكتابية. 

الكتب:

مذكرات فتاة ملتزمة لسيمون دو بوفوار: أحب السير الذاتية بشكل عام خاصة السير الأجنبية لأنها تتكلم بصراحة ووضوح عن الأحداث والأمور الشخصية، وهنا سيرة ذاتية صريحة لسيمون دو بوفوار عن طفولتها ثم مراهقتها بشكل خاص. تستطيعون فهم سبب تشكل شخصية سيمون دوبوفوار عندما تحدثت عن صراعاتها النفسية خلال الطفولة والمواقف التي تعرضت لها.

الصوتيات:

بودكاست مع هبة حريري: اكتشفت بودكاست مع هبة حريري مؤخرًا. وسمعت الكثير من الحلقات التي تناقش أمور عديدة تمس صحة الأسرة النفسية خاصة الأطفال. أنصحكم بها.

 أشياء غيرتنا النسخة الرمضانية: نعم، لم أكتب في هذه السلسلة منذ أكثر من ٤ أشهر، لكن أعجبتني هذه الحلقات الخفيفة والتي تتكلم عن عادات وتقاليد شهر رمضان في الماضي.

كتاب الدحيح ماوراء الكواليس: صادفتُ تغريدة لإحسان تُبدي إعجابها بهذا الكتاب الصوتي، وفعلًا وجدتُ الكتاب ظريفًا إذ يتحدث عن السيرة الذاتية للدحيح ”أحمد الغندور“ بقلم طاهر المعتز بالله، ويُلقيه الدحيح بصوته باللهجة المصرية. فإذا كنتم تحبون مشاهدة برنامج الدحيح فهذا الكتاب اللطيف قد يعجبكم خاصة عندما يتحدث عن بداياته.

 كيف تتعرفين على الخياطة الجيدة؟
فيديو وجدته على انستقرام وجدته مفيدًا، من الفيديوهات التوعوية التي تساعدكم في اختيار الملابس عند التسوق خاصة إذا كنتم تبحثون عن الجودة. 

المسلسلات: 

الكبير أوي: منذ سنوات وأنا أحب مشاهدة مسلسل الكبير أوي كثيرًا ودائمًا ما أوصي بمشاهدته، وسعدتُ للغاية عندما طُرح الجزء السادس منه في رمضان. كنت متخوفة من استبدال شخصية ”هدية“ أو دنيا سمير غانم بشخص آخر، لكن مربوحة فازت بقلوب الجماهير.

الطعام:

مطعم مومو Momo: مطعم آسيوي في الرياض متخصص بتقديم الدمبلنج والجيوزا، وكل الأطباق لذيذة! توصية من الصديقة لبنى.

تاكومينيا Tacomania: تعودنا على تناول التاكو المالح، لكن هنا فكرة جديدة تاكو حالي بنكهات لذيذة مثل التفاح والكراميل، والتورتيا تأتيكم طازجة وساخنة. توصية من الصديقة ذكرى. 

توست البريوش من لوزين: لذيذ! مناسب جدًا للفرنش توست وكذلك مع البيض بمختلف أنواعه.

كريم كراميل على طريقة أروى الضلعان: لذيذة وخفيفة لفصل الصيف، جربوها.

مخبز ايزي بيكري: اشتهيت أن أجرب كروسون اللوز بعد قراءتي لهذه المقالة الممتعة (العيش تحت ظلال اللوز)، وتناولته أخيرًا ولأول مرة من مخبز ايزي بيكري. بالمناسبة دانيش الطماطم والبيستو لديهم لذيذ للغاية!

مباهج أخرى:

  • حفلة محمد عبده العيد جدة ٢٠٢٢: كانت سهرة رائعة مع أغاني عظيمة، وامتدت فيها أغنية صوتك يناديني إلى أكثر من ٣٢ دقيقة! ومن اللافت أن جمهور جدة كان أكثر تفاعلًا وصخبًا من جمهور الرياض.

  • حصاد البطاطس: زرعتُ البطاطا في وقت متأخر، لذلك قررت أن يكون الحصاد مبكرًا قبل العيد. لذلك جاءت قطع البطاطا صغيرة. استخدمتها لعمل تشيبس منزلي لذيذ.
  • جمع الأصداف: متعة جديدة اكتشفتها مع ابنتي وزوجي خلال رحلتنا إلى دبي. جمعنا العديد من الأصداف المختلفة، واستمتعنا بالبحث عنها ثم بمقارنتها ببعضها البعض.
  • عطر من بانثير- كارتييه: هدية فاخرة بدأت في استخدامها خلال فترة العيد.

مشتريات:

  • ماسكرا من لوريال: ممتازة من آيهرب. بتوصية من الصديقة منى.
  • كوب قهوة: من متجر سادة

    أليس جميلًا؟ أفكر في طلب الألوان الأخرى.

    نلقاكم في تدوينة قادمة بإذن الله!

مجلات ميكي وماجد

 

”يمكننا القول إن تزجية أوقات الفراغ في الطفولة السعيدة تتلخص في قراءة مجلات ميكي وماجد، ومشاهدة أفلام الكرتون، وتناول آيسكريم كرز بالفانيليا“. 

مجلة ماجد 

في طفولتي، كانت أمي تبتاع لنا مجلات ميكي المصرية -وأعني بالمصرية، التي تصدر من مصر- وكانت المجلات تُباع بشكل غير منتظم، أي أنك تستطيع أن تشتري مجلدات بتواريخ قديمة وجديدة. وكانت أمي في بعض الأحيان تشتري لنا مجلة ماجد. وعندما علمتُ بأن مجلة ماجد تصدر بانتظام كل يوم أربعاء وسعرها ٤ ريالات، ادّخرت من مصروفي اليومي- ٣ ريالات- ريالًا واحدًا كل يوم حتى أتمكن من شراء المجلة يوم الأربعاء. كنتُ أعطي السائق ٤ ريالات فيذهب إلى بقالة (ميد) ويشتري لي المجلة. كانت فرحة الانتظار جميلة وكأنني أترقّب مسلسلي المفضل. اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، واحرص على قراءة مشاركات الأصدقاء كما القصص. كنت أحب حكايات شمسة ودانة اللتين كانتا تسكنان جزيرة لوحدهما مع السلحفاة سلمى، والصقر منصور. كانت دانة تحب الرسم والفنون:

أما شمسة فكانت تحب الطبخ:

وهنا تتعلم دانة استخدام الكمبيوتر لأنها ستكون في حالة تخلف إذا لم تستعد وتتعلم، تمامًا كما الدعوات إلى تعلم البرمجة في هذا الوقت:

كنت أدخل في تحدي مع نفسي وأنا اقرأ القصص لأبحث عن فضولي، ثم أشارك بقلمي في حل الكلمات المتقاطعة. كانت مجلة ماجد تقطع لنا وقت فراغنا في أيام كانت مسلسلات الكرتون محددة بوقت العصر. 

مع ذلك، كنتُ أفضّل كثيرًا مجلات ميكي المصرية عليها. ففي قصص بطوط وأبناء أخيه الثلاثة والعم دهب وكل عائلة البط من الإبداع والمرح ما يجعلني أقرأ القصة الواحدة مرات عديدة من حين إلى آخر. وكنتُ في طفولتي أتمنى أن أعيش في مدينة البط 🙂
وبينما كان والدي رحمه الله وأمي يجدان في مجلات ميكي وماجد مضيعة للوقت، كنتُ أحاول أن أشرح لهما بأنني بالفعل استفدتُ الكثير من هذه المجلات. ففي سن صغيرة، عرفتُ من خلال هذه القصص وحدها معالم وأماكن حقيقية مثل ماتشو بيتشو والأهرامات الثلاثة وبرج بيزا المايل وبركان فيزوف في إيطاليا -والتي كانت الساحرة سونيا ترغب في رمي قرش الحظ فيه- وتعرفتُ من خلال مغامرات عم دهب والكشّافة على المومياءات المتحنطة وأشخاصًا مثل الكسندر جراهام بل -عندما كان بندق يمثله- ودافنشي وغيرهم، وأمورًا أخرى كثيرة من تجارب الحياة، هذا غير أن مشاركات الأصدقاء كانت تحوي على الكثير من المعلومات التاريخية والعلمية، ثم أنها جعلتني أحب القراءة. 

هنا مثلًا قصة لأنطوان تشيخوف باسم موت موظف (أو الرجل الذي عطس مرتين)

أما هنا فقصة مستوحاة من الليلة الثانية عشر لشكسبير كما أعتقد:

وهنا قصة جميلة عن أهمية القراءة والكتابة:
وقصة حقيقية دارت أحداثها في ليبيا أيام الإحتلال الإيطالي لها:

ثم قصص مثل هذه تجعلك تحرص على إدراك طبيعة الأشخاص من حولك:

ثم انظروا كيف كانت تجعلنا مجلة ماجد على اطلاع مع أخبار العالم، هنا بعض من أخبار مونديال كأس العالم ١٩٩٤:

مجلة ميكي الإماراتية

في يوم من الأيام، دخلت أمي علينا بالعدد الأول أو الثاني من مجلة ميكي قائلة أنها مجلة جديدة الإصدار من الإمارات. كم سعرها؟ ٦ ريالات! كان سعر مجلة ماجد ٤ ريالات فقط. أما القصص فقليلة، وكانت الصفحة الواحدة تحتوي على مربعات كبيرة من الحوارات وبالتالي عددها قليل (بينما الإصدار المصري يحتوي على مربعات أكثر في الصفحة الواحدة). أُعجبت بالمجلة لأن الورق كان فاخرًا وملونًا، بينما الإصدار المصري كان يحتوي على صفحتين ملونة وصفحتين بالأبيض والأسود وهكذا. أما بعض الشخصيات فقد تغيّرت أسمائها، فزيزي أصبحت بطوطة، وسوسو ولولو وتوتو أصبحوا كركور وفرفور وزرزور، وميمي أصبحت ميني. لا بأس. صرتُ اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، حتى كلمة مديرة التحرير نجوى آل رحمة.

مع مرور الأيام أصبحت المجلة ب٧ ريالات، ومع النجاح الذي حققته هذه المجلة في الخليج، أصبحت هناك إصدارات عديدة مثل إجازة مع ميكي، ومدينة البط (التي كانت تحتوي فقط على قصص البط مثل بطوط والعم دهب مع عصابة القناع وزيزي ومحظوظ وعبقرينو)، والتي كانت ب٢٠ ريالًا! يُرجى الملاحظة أن المجلات مثل سيدتي في ذلك الوقت كان سعرها ١٠ ريالات فقط، وكانت مجلة “هي” والتي تُعتبر مجلة تتحدث عن آخر أخبار الأزياء الفاخرة تصدر مرة في الشهر ب٣٠ ريالًا. 

مجلة ميكي المصرية

أحببتُ الإصدارات القديمة من مجلة ميكي المصرية، والتي كانت تحتوي على قصص مطولة. أما قصصها فالكثير منها كان الحوار فيه يدور بالفصحى مع إدخال اللهجة المصرية أحيانًا، فكانت الحوارات “خفيفة دم” للغاية.

هنا بطوط مع جاره:

 وهنا مع زيزي:


مع زيزي مرة أخرى:

ومن خلال القصص كانت تُغنّى الأغاني المصرية مثل يا ليلة العيد آنستينا لأم كلثوم:

غني لي شوية شوية لأم كلثوم، وزوروني في السنة المرة لفيروز: 
 

وهنا أبو حنفي يُغني أهواك وأتمنى لو أنساك لعبدالحليم حافظ

ياوردة الحب الصافي لمحمد عبدالوهاب:

أثّرت هذه القصص على نجلاء الصغيرة بالطبع، هنا تدوينة (مذكراتي العزيزة..) والتي أقتبستها من زيزي عندما كانت تكتب يومياتها:

كنت أتأمل صور اللوحات الفنية الموجودة في صفحات مجلات ميكي وماجد، ولم أدرك أنني سوف أشاهد بعضها على الطبيعة يومًا، هنا مثال للوحة أوجست رينوار:


 

وهنا اللوحة الأصلية في متحف الفن في شيكاغو:

وأنتم.. هل كنتم محظوظون وقرأتم مجلات ميكي وماجد؟ حدثوني في التعليقات عن شخصياتكم وقصصكم المفضلة.

مخرج – تدوينات سابقة تتحدث عن مجلات ميكي وماجد وتأثيرها على نجلاء الصغيرة:
كتابي الأول
كم بيضًا للحمام؟
ما الذي تريد أن تراه في منامك؟ 
لستُ صغيرة 

 

 

قولي لي ما الذي بداخل حقيبتكِ أقول لكِ من أنتِ

 

@EMMAKISSTINA

كنتُ أتملل لصديقتي من الثقل الذي أحمله على ظهري بسبب حقيبتي الممتلئة، حتى سألتني: لِم علينا أن نحمل الحقائب مع وجود الجيوب في الملابس؟ لا أدري لكنني أحتاج حقًا إلى كل هذا الذي وضعته في الحقيبة. 

تاريخ:

بحثتُ عن تاريخ الحقائب فوجدتُ أنه لم يكن هناك أي جيوب في الملابس، وأنها ظهرت للرجال أولًا وقد توافقت مع تصميم ملابسهم. أما النساء فقد كانت الجيوب مخفية بداخل التنانير المنتفخة والفساتين إلى أن ظهرت الحقائب اليدوية.

أصبحت الحقائب من الاكسسوارات النسائية المهمة والتي تُضيف بعض الجمال أو الكثير منه إلى منظر حاملتها، وقد تعدُ غرضًا يُستدل به على الحالة المادية لصاحبتها، أو قد تكون أيقونة للسلطة مثل مارجريت ثاتشر التي أصبحت كلمة حقيبة اليد فِعلًا في اللغة الإنجليزية to handbag وأُضيفت إلى قاموس أكسفورد، وتعني الجدال بقوة حتى يفعل الشخص الذي أمامك ما تريده. وقد قالت ثاتشر ذات مرة ”أنا عنيدة في حماية حرياتنا وسلطتنا، ولذلك أحمل حقيبة كبيرة“. 

وفي ذات البلد، تحمل الملكة إليزابيث حقائبها من ماركة لونر البريطانية Launer منذ سنوات طويلة والتي قيل أنها تستخدمها لإرسال إشارات سرية إلى من حولها لمعاونتها، فإذا كانت تتناول العشاء ووضعت الحقيبة على الطاولة، فهذا يعني أنها تريد الإنتهاء من الحدث أو الحفلة في أقرب وقت. يُقال أنها تمتلك أكثر من ٢٠٠ حقيبة من لونر، وقيمة الحقيبة الواحدة تتجاوز ٨٦٠٠ ريال سعودي.

وبالحديث عن الحقائب، فإن الحقيبة النسائية الأشهر حول العالم صُممت عندما التقى الرئيس التنفيذي لشركة إرميز جان دوماس بالممثلة الفرنسية جين بيركن بجانبه في الطائرة في الثمانينات الميلادية حيث كانت تحمل سلة قش ووقعت منها فتناثرت أغراضها الكثيرة. تذمرت جين واشتكت لجان أنها لم تجد للآن حقيبة كبيرة ملائمة لها، ومنها بدأت حكاية بيركن Birkin من إرميز الفرنسية Hermes. ولم تكن بيركن هي الحقيبة الوحيدة التي سُميت تيمنًا باسم سيدة، بل كان هناك أيضًا ليدي ديور والتي سُميت على الليدي ديانا سبنسر التي كانت تحملها بشكل دائم. وأما حقائب شانيل Flap Bag الشهيرة والتي أتت قبل بيركن ب٣٠ عامًا، فقد صممتها كوكو شانيل لأنها كانت ترى معاناة النساء في حمل الحقائب بأيديهن، فصممت الحقيبة بحيث تكون لها سلسلة طويلة تحملها النساء على أكتافهن، وكانت هذه السلسلة مطلية بالذهب عيار ٢٤ حتى ٢٠٠٨، وكان قفل الشنطة مربع الشكل إلى أن جاء المصمم الشهير كارل لاغرفيلد ووضع حرفي سي CC عكس بعضهما (من اسم كوكو شانيل Coco Chanel) على قفل الشنطة فأصبحت أيقونة. 

ماذا تحملن بداخل حقائبكن؟

أما زميلتي فقد كانت ممتنة للغاية للمصمم الذي نشر ثقافة الجيوب في العبائات النسائية، لأنها قد تخلت عن حمل الحقيبة على حد كلامها ”أحتاج إلى جوالي فقط وكم بطاقة“. لا أدري إن كانت قد تخلت عن البطاقات أيضًا بعد أن أصبحت الكترونية. جوال وبطاقات، وأنتن، ماذا تحملن في حقائبكن؟

هنا قائمة بالأغراض الأكثر شيوعًا والتي تحملها النساء في حقائبهن، وقد وضعتُ أمام كل غرض التفسير الخاص به. تجدر الإشارة أن هذه القائمة صُممت لغرض المرح والتسلية وليست مبنية على دراسات أو حقائق:

مساحيق التجميل – كريم يدين – مرطب شفاه- عطر- مشط:
تهتمين بجمالك وتقدرين مظهرك أمام الناس

Photo credit: James Whatling 

قارورة ماء – كريم واقٍ من الشمس – نظارة شمسية- فرشاة ومعجون أسنان:
تهتمين بصحتك فهي من الأولويات لديكِ.

شاحن جوال – شاحن متنقل:
قد تكونين أمًا مهتمة بتتبع أحوال أطفالها وهي خارج المنزل، أو قد يتطلب عملك ساعات طويلة تقضينها بالخارج، أو قد تكونين من الأشخاص المصابين بالفومو (أو حالة الخوف من فوات الشيء). أو بعيدًا عن كل هذه الأسباب، جوالك مستهلك تنفد بطاريته بسرعة. 

علكة أو حلاوة نعناع – عطر- سماعات جوال:
شخص يهتم بالآخرين من حوله، شكرًا لكِ.

دفتر وقلم أو ألوان- كاميرا احترافية:
هناك فنان (كاتب، مصمم، رسام، مصور..الخ) بداخلك، فتحرصين على التقاط الفن أو تدوينه كلما سنحت لك الفرصة.

مروحة يدوية أو الكترونية – بخاخ ماء- نظارة شمسية- كريم واقٍِِ من الشمس:
تكرهين الحر وتشعرين بآثاره على وجهك ونفسيتك أولًا.

بخاخ كحولي معقم – مناديل معقمة- ملعقة أو شوكة بلاستيكية أو ورقية:
تهتمين بالنظافة للغاية. قد تكونين موسوسة، أو مازلتِ تعانين من الآثار النفسية لكورونا إلى الآن.

كتاب – سماعات الجوال:
تفكرين دائمًا في أوقات الفراغ أو الملل وكيف تستغلينها بشكل جيد.

نظارات قراءة: 
سيدة جميلة تجاوزتِ ال٤٠ وأنتِ هنا تقرأين تدوينتي، ممتنة لكِ للغاية.

كاتشاب- ملح:
متذوقة جيدة للطعام ولا تريدين أن يُنغص عليكِ نقصان مكون ما في الطبق. هنا خلود عولقي وهي تستعرض الملح الذي تحمله معها في حقيبتها بشكل دائم:

جميع ما سبق: 
شخص منظم للغاية ولكن دائم التوتر بسبب التنظيم، لذلك أنتِ قلقة من أن تحتاجي إلى شيء ما في وقت ما ولا تجدينه.

حقائب الأديبات:

بحثتُ في قوقل عن الشنط التي تحملها بعض الكاتبات ولاحظتُ أن أغلبهن يقتنين الشنط السوداء، هنا بعضها:

مارقريت آتوود، الأديبة الكندية صاحبة رواية The Handmaid’s Tale أو حكاية الأمة التي أصبحت مسلسلًا: قرأتُ أنها تحمل حقيبتها معها دائمًا حتى وإن ارتقت منصات التكريم لأنها فقدت جواز سفرها (أو قد سُرقت) من حقيبتها ذات مرة.

جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة هاري بوتر: مرة أخرى، حقيبة سوداء كبيرة. لدى رولينغ حقائب كثيرة (بالطبع ثروتها أكبر من الملكة إليزابيث) لكنني اخترت هذه الحقيبة السوداء.

سيمون دو بوفوار- الكاتبة الفيلسوفة الفرنسية الوجودية: مرة أخرى، شنطة سوداء كبيرة. 

إلف شفق المؤلفة التركية صاحبة قواعد العشق الأربعون: كما تلاحظون، شنطة سوداء كبيرة.

أليس مونرو- الكندية كاتبة القصص القصيرة، والحائزة على جائزة نوبل في الأدب: يظهر أنها تحمل حقيبة سوداء، تقف بجانب مارقريت آتوود التي تحمل حقيبة سهرة نصف سوداء. 

Mandatory Credit: Photo by Diane Bondareff

سوزان سونتاغ- المصورة والكاتبة الأمريكية مع ابنها: تحمل حقيبة جلدية سوداء وكبيرة. 

(Photo By: Bill Meurer/NY Daily News via Getty Images)

هل هناك حقيبة تنصحن بها؟
تختلف حقائبنا بسبب اختلاف الأذواق والاحتياجات التفضيلات الشخصية وكذلك حسب إمكانياتنا المادية والأمكنة التي نرتادها بشكل دائم. إلا أن هناك شنطة عملية -لغير المناسبات- أنصح الجميع باقتنائها، وهي شنطة لوبلياج من لونق شامب الفرنسية Le Pliage/ Longchamp. لماذا؟ كبيرة وواسعة، هذا يعني أنها تحمل جميع احتياجاتك كطالبة تحمل اللاب توب، أو موظفة أو أم تحمل أغراض طفلها، أو مُسافرة، وتستطعين استخدام المنظم بداخلها. مقاومة للماء، تستطيعين اصطحابها معكِ في يوم ماطر-وكأننا نشتكي من كثرة الأمطار-، أو عند الشاطئ. خفيفة لا تشعرين بها. وسهلة التخزين لأنها قابلة للطي كالورقة (هذا معنى اسمها بالفرنسية). تصميمها كلاسيكي يدوم، ظهرت الشنطة في التسعينات الميلادية، وألوانها متعددة. فرنسية الصنع كما الاسم، أي أنها لاتُصنّع خارج البلد في تركيا وغيرها مثل بعض شنط ميوميو وبرادا وملبري وأغلب الماركات الأمريكية مثل كوتش. والأهم من ذلك سعرها الذي يتراوح ما بين ٣٠٠-٤٠٠ ريال فقط. هنا تظهر كيت مدلتون وهي تحمل لونق شامب- لديها أنواع مختلفة منها. 

 

 

 

 

 

فن التظاهر بالانشغال

في إحدى المحاضرات، وبينما كان الأستاذ يقرأ بدون شرح من الشرائح الماثلة أمامه على الشاشة، فوجئت بأن الجميع يتظاهرون بالانشغال، فإما أن يهزون رؤوسهم وأعينهم تسرح في مكان آخر، أو يتظاهرون بتدوين مايقوله الأستاذ وهم يلعبون بأجهزتهم الالكترونية. أما أنا فقد لاحظت أنني أتظاهر بالكتابة بينما كنت أخربش في مفكرتي وأرسم. 

نحن نكذب لأن الآخرين يجبرونا على الكذب، ونتظاهر بالانشغال لأننا لا نرغب في إحراجهم. لم نكن بالطبع نرغب في الصراخ في وجه الأستاذ بأن محاضرته مملة للغاية وأننا مُجبرون على الحضور. 

يسألك شخص عن حسابك الشخصي في إحدى الشبكات الإجتماعية، فتجيب أنك مشغول لدرجة أنك بالكاد تستخدمه هربًا من سؤاله. ويسألك آخر الخروج معه فتخبره بانشغالك طيلة الأسبوع. تتظاهر بالانشغال بالعمل حتى لا يعتقد مديرك بأن لديك وقت شاغر فيكلفك بأعمال ليست من مهامك. وجدتُ مقاطع انتشرت في تيك توك تُظهر بعض ربات البيوت الأجنبيات متكئات على الآرائك فما إن تسمع إحداهن صوت مفاتيح الباب تعلن عن وصول زوجها من العمل حتى تقفز من مكانها ممسكة بالمكنسة متظاهرة بانشغالها بالمهام المنزلية. فوجئت بالتعليقات مدافعة عن تصرفها بأنها لا تريد إشعار زوجها الذي ”يكرف“ بأنها منعمة في هذه اللحظة حتى لا تعطي انطباعًا بأنها كانت كذلك طوال اليوم مراعاة له. وكأن الانشغال فضيلة؟ نعم هو فضيلة عندما تهمك مشاعر الآخرين. أذكر أنني عندما نشرت أول تدوينات لي في عام ٢٠١١ قالت لي إحدى الزميلات ”ماشاء الله عليكِ فاضية!“ وفاضية هنا تعني أنه لدي فراغ من الوقت -بخلافها الغارقة في أشغالها- جعلني أدوّن وأنشر، وهي إذن تؤكد بقولها ضمنيًا أن الانشغال فضيلة حقًا. 

لكن هل نحن حقًا مشغولون؟ مع التقدم في العمر وتعدد المسؤوليات وتكاثر مشاغل الحياة تقوم أدمغتنا بتصفية الأشخاص حسب أهميتهم لتصبح لدينا قائمة غير مرئية بالأشخاص المهمين في حياتنا. وعندما تحين أوقات الفراغ، قد ترجح كفة وقتنا الخاص على الوقت الذي سنمضيه مع شخص آخر ليس موجودًا ضمن القائمة. نحب الآخرين ونتمنى الخير لهم، لكن حتى أكثر الناس حبًا للاجتماعات وللاختلاط بالآخرين قد يتظاهرون أحيانًا بالانشغال رغبة في العزلة أو لأجل أولويات لديهم. وإذا كان أبو تمام يقول بأن سيد القوم هو المتغابي، فقد يتسنى لنا في هذه الحياة العصرية أن نقول بأن سيد القوم هو المتشاغل.

ما أحلى الرجوع إليه

كنت منشغلة خارج البيت طوال اليوم، وفي الطريق انتبهتُ إلى أنني تحسستُ حقيبتي وأخرجت منها مفاتيح المنزل قبل أن أدخل الحارة. راقبتُ مشاعري وأدركت جيدًا أنني بفعلي هذا سعيدة بترقبي العودة إلى المنزل. وكما تقول شانيا توين في أغنيتها Honey I’m home and I had a hard day!

تعجبني فكرة المنزل. أرض في مكان ما بُنيت عليها غرف وجدران وسقف، وعندما يُقفل الباب تُصبح في عزلة عن بقية البشر من حولك الذين لديهم غرف وجدران أيضًا وقصص خاصة بهم. في المنزل أشخاص تحبهم، وأغراض تملكها وتحبها، وهوايات تمارسها، وطعام شهي، وقصص وحكايات، وسرير تهجع إليه في المساء.

( وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً )

يقول غاستون باشيلارد في كتابه شاعرية الفضاء أن المنزل هو ”طبوغرافيا -أو علم التضاريس- لذواتنا“. وله فلسفة جميلة عن المنزل إذا يقول ”لو طلب مني أن أحدد المنفعة الرئيسية للمنزل سأقول: إن المنزل هو ملجأ الأحلام، إذ يحمي الحالم ويدعه يحلم في سلام“. 

لا نرتدي الأقنعة في منازلنا، لذلك يُعرف المرء بتعامله في المنزل. ويُقال أن الشخص السعيد هو من يكون سعيدًا في منزله. كلنا نجد السعادة مع الأصدقاء وأحبابنا في المقاهي والمطاعم وأثناء السفر، لكن هل نجدها في منازلنا؟ تنبه الكثير إلى هذه النقطة أثناء الجائحة، ولذلك قرروا إعادة ترتيب منازلهم وتنظيمها، لكن الكثير تجاهلوا إن الفكرة كلها تكمن في إعادة ترتيب وتنظيم أنفسنا أولًا وعلاقاتنا مع من يشاركنا السكن. 

وإن كانت نجاة الصغيرة تتغنى في حبيبها بعد عراك ضده لتُنهي أغنيتها برجوعها إليه وتقول ”ما أحلى الرجوع إليه“ فالمنزل وحده هو الذي يخلق هذا الشعور: نحن نشعر بالسعادة عندما نغادر المنزل، ولكن نشعر بسعادة أكبر عندما نرجع إليه ”ما أحلى الرجوع إليه“. 

لكن تذكر:
وأنت تعود إلى البيت، بيتك.. فكّر بغيرك
لاتنسَ شعب الخيام 

اقتراحات ذات صلة:
– مسلسل سابع جار
– تدوينة غرفة تخص المرء وحده
– تدوينة الحياة الطيبة

تجارب ومباهج – فبراير ٢٠٢٢

Rachel Hillis

هذه التدوينة الخفيفة هي من سلسلة تجارب والتي أعرفكم فيها على بعض تجاربي في الأسابيع الماضية في أمور شتى كقراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت وغيرها من التجارب والمباهج الصغيرة.

كيف حالكم يا أصدقاء؟ قررت أن أكتب هذه التدوينة السريعة عندما تذكرت أن اليوم هو ٢٢-٢-٢٠٢٢ لعلّي أفعل شيئًا مختلفًا عن سائر أعمال الروتين اليومي :]

الكتب:

يوميات تولستوي

بدأتُ في قراءة يوميات تولستوي منذ شهر أكتوبر، وأنهيتها قبل أسبوع تقريبًا. قضيتُ أيامًا جميلة بصحبة تولستوي عندما بدأ بكتابة يومياته في سن ال١٨ وحتى قبل ٥ أيام من وفاته في سن ال٨٢. كانت يومياته في أول الأيام تتسم بالصدق والصراحة، ثم أصبحت في آخر أيامه مع اقترابه من الموت وعظية. من المثير للاهتمام أن تولستوي كان يهتم ويحرص بشدة على الكتابة اليومية (تدوينة: نصائح تولستوي في الكتابة) وكذلك بالقراءة في شتى المواضيع (تدوينة: لماذا يكره تولستوي شكسبير؟)، وكان يحب لعب الشطرنج. أما نظرته إلى النساء  فقد تأثرت بعلاقته السلبية مع زوجته صوفيا والتي كان يذمها وأفعالها بين صفحات يومياته- ولا أجد ذلك مبررًا لهذه النظرة. 
هنا تدوينة جميلة لعبدالله الوهيبي عن يوميات تولستوي بعنوان محراب الاعتراف أنصحكم بقراءتها.

الحرب والسلم

قرأت الحرب والسلم عندما انتصفت في يوميات تولستوي، ووجدتُ أن بيير بزوخوف قد يكون هو نفسه تولستوي في شخصيته أفكاره وطريقة حياته. الرواية من الروائع ويعدّها نجيب الزامل رحمه الله “شيخ الكتب، يتسيد الحائط الغربي من مكتبتي، ويتصدر قائدًا زعيمًا لكل ما كتبه الغرب في الرواية”. 

اقرؤوها!

بعض المباهج والمسرات الأخرى: 

– قطة في حديقة المنزل: كانت هناك قطة ضخمة تحوم حول المنزل، وتنبش كيس النفايات من أجل البحث عن الطعام، ابتعنا لها طعامًا جافًا من السوبرماركت وأصبحت بعدها تأتينا دائمًا من أجل الطعام. في يوم من الأيام اللطيفة، أزحتُ الغطاء عن الكرسي في ساحة المنزل من أجل أن أجلس عليه لاستمتع بالجو اللطيف، وجدت القطة ذاتها وتحتها ٣ قطط صغيرة! كانت ضخامة القطة بسبب أنها حامل! ولدت القطة وأحضرت أطفالها الصغار تحت الغطاء الآمن في البرد وفي منزلنا الذي أحست بالأمان بداخله. والآن أصبحنا نُطعم القطة لأنها في مرحلة النفاس وتُرضع أطفالها الصغار ولتنتظر مرتبة الكرسي التي اتسخت بسببها إلى أن يكبر صغارها ويتركون العش. 
– ليلة المعازيم: كنت محظوظة للغاية لأن أكون معزومة من ضمن المعازيم في حفلة محمد عبده. إذ أنني استمعت إلى أغاني رائعة بصوته مثل (صوتك يناديني، وين أحب الليلة وين، من بادي الوقت، كل مانسنس، المعاناة، أنا وخلّي..). هنا صورة مع القمرا ورا الليل الضرير :]

– زراعة الكيل والكزبرة: أول تجربة لي في استخدام سمارت بوت وهو كيس زراعي ذكي مصنوع من القماش يوفر التهوية اللازمة ويخفض من درجة حرارة التربة، ويعمل على ايقاف نمو الجذور عند وصولها لحافة الكيس. لا ياخذ الكيس حيزًا يُذكر وباستطاعتكم نقله إلى أي مكان حسب احتياجه للشمس.

فادني حساب الزينة البابطين في انستقرام كثيرًا، أنصحكم بمتابعتها.

– مشروب الشوكولاتة الساخنة من نوماد: جربت طرقًا عديدة لتحضير الشوكولاتة الساخنة، واكتشفت أن إضافة القليل من الملح يجعل الطعم مركزًا ولذيذًا. 
– كوب جميل: أحب الشاي كثيرًا، وأشربه بشكل يومي مع طعام الإفطار. وأهدتني الصديقة عهود كوبًا لحزب الشاي

أليس لطيفًا؟ 
تقويم جداري وتقويم مكتبي من سين: أحب منتجات قرطاسية سين، وهذه هي السنة الثالثة التي ابتاع فيها التقاويم منهم. 
– شاي مسالا الهندي: على طريقة رنين جودة. منعش ودافئ لاحتوائه على الزنجبيل الطازج.
– بودكاست هبة حريري: حلقة مفيدة ومثرية عن عناد الأطفال
– مطعم مومو Momo: مطعم في الرياض يُقدم أطباق الدامبلنج اليابانية. نصحتنا به الصديقة لبنى وكانت نصيحتها لذيذة للغاية! 
عطر Don Son من Diptyque 

وأخيرًا هنا قائمة بالمسرات الصغيرة التي ترجمتها وعدلت منها وأضفت إليها، لعلها تبعث السرور فيكم:

  • – قضاء وقت في الطبيعة
  • – وضع طلاء الأظافر
  • – التخطيط ليوم بدون مهام
  • – إبداء رأي إيجابي عن شيء ما (مثلا إعطاء تقييم عن خدمة جيدة)
  • – إطعام الطيور أو القطط 
  • – قضاء أمسية مع الأصدقاء
  • – تحضير مربى أو مخلل
  • – تناول العشاء في مطعم
  • – شراء الهدايا
  • – غسل السيارة 
  • – مشاهدة التلفاز أو الأفلام
  • – إرسال بطاقة إلى شخص أحبه عبر البريد
  • – إعداد المخبوزات ومشاركتها مع الآخرين (الأصدقاء العائلة أو الجيران، زملاء العمل)
  • – حمام بخار
  • – التحدث مع شخص يعيش بعيدًا عبر مكالمة فيديو 
  • – ترتيب دولاب الملابس
  • – عزف آلة موسيقية 
  • – الذهاب إلى أوبرا أو حفلة باليه
  • – إشعال الشموع العطرية أو الزيوت العطرية أو البخور
  • – قضاء بعض الوقت منعزلًا 
  • – ممارسة الرياضة 
  • – ترتيب صورة مبروزة أو عمل فني 
  • – ركوب الدراجة
  • – مراقبة الطيور 
  • – مشروب شوكولاتة ساخن 
  • – تدليك اليدين بكريم اليد 
  • – تخيل المستقبل
  • – مشاهدة مسلسل كوميدي
  • – لعب التنس
  • – حذف الرسائل الالكترونية التي لاتحتاجها 
  • – زراعة الخضروات أو الفواكه
  • – الاستلقاء على العشب
  • – مشاهدة الصور القديمة
  • – الذهاب في رحلة حول المدينة 
  • – المشي أو الهرولة 
  • – الذهاب إلى الشاطئ 
  • – ترتيب الغرفة 
  • – حذف الصور المتراكمة من الجوال
  • – استنشاق اللافندر 
  • – فتح النوافذ والستائر ليدخل نور الشمس 
  • – الذهاب إلى حديقة الحيوان
  • – ترتيب قطع البازل 
  • – التبرع بالملابس القديمة إلى الجمعيات الخيرية 
  • – الاستلقاء تحت أشعة الشمس 
  • – تعلم خدعة سحرية 
  • – الثرثرة على الهاتف مع صديق
  • – الاستماع إلى بودكاست أو مسلسل على الراديو 
  • – التنزه حول المدينة واستطلاع المباني 
  • – التلوين
  • – ركوب الخيل
  • – غسل الصحون 
  • – الجلوس في الخارج والاستماع لزقزقة العصافير
  • – الاستماع إلى محاضرة شيقة 
  • – لعب الورق
  • – وضع الكريم المرطب على الوجه أو الجسم 
  • – التطوع لمساعدة الحيوانات 
  • – إعادة مشاهدة فيلم أو مسلسل مفضل 
  • – لعب الكرة الطائرة
  • – لعب الكلمات المتقاطعة 
  • – حضن الحيوان الأليف
  • – الاستماع إلى صوت الماء أو المطر
  • – إعداد وصفة خاصة 
  • – الانغماس في حمام الفقاعات
  • – يوم عناية في الصالون ( للوجه مثلا)
  • – إسداء معروف لشخص ما
  • – بناء بيت للعصافير
  • – النظر إلى صور مناظر خلابة 
  • – الجلوس مع العائلة 
  • – الاستماع إلى الموسيقى 
  • – تعلم لغة جديدة 
  • – تعلم كورس جديد على الإنترنت
  • – شراء كوب قهوة لصديقك
  • – الاستحمام بشامبو جديد
  • – الغناء بصوت عال في المنزل 
  • – إعادة استخدام الأغراض القديمة 
  • – لعب كرة القدم 
  • – شراء الملابس الجميلة
  • – الاستماع إلى كتاب صوتي
  • – مشاهدة عرض كوميدي
  • – احتضان بطانية ناعمة أثناء الاستلقاء في غرفة الجلوس
  • – كتابة قائمة بالأمور التي أشعر بالامتنان نحوها 
  • – تعليم مهارة معينة لشخص ما (الحياكة، الرسم، اللغة)
  • – لعب الشطرنج 
  • – إرسال رسالة نصية إلى صديق
  • – صيد السمك 
  • – وضع فازة مليئة بالأزهار الجديدة والمُنعشة في المنزل
  • – الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم 
  • – إعداد خبز منزلي
  • – المشي حافيًا على العشب
  • – النط على الحبل
  • – المشاركة في كاريوكي غنائي
  • – طبخ طعام لتناوله لاحقًا في فترة الغداء
  • – الاستماع إلى موسيقى كلاسيكية 
  • – التصوير
  • – مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة على يوتوب
  • – الصلاة 
  • – تجهيز السرير بملاءات نظيفة مُنعشة
  • – رفع الأثقال
  • – شرب القهوة الصباحية وقراءة الجريدة 
  • – التخطيط لحفلة بثيم معين 
  • – ارتداء ملابس مريحة 
  • – السباحة 
  • – التخلص من الأشياء غير المرغوبة أو غير المفيدة في المنزل
  • – التواصل مع صديق قديم 
  • – فن الخط 
  • – شراء الكتب
  • – اللعب مع حيوان أليف
  • – زراعة الأزهار أو الخضروات 
  • – شراء نباتات داخلية
  • – التبرع بالدم 
  • – ممارسة التأمل
  • – التخطيط ليوم جديد
  • – الاستيقاظ مبكرًا 
  • – شراء آيسكريم من سيارة الآيسكريم
  • – ترتيب وتنظيم مكان العمل 
  • – الكتابة (قصائد، مقالات، تدوينة، كتب..)
  • – قراءة الكتب الكلاسيكية 
  • – إرسالة رسالة مكتوبة بخط اليد 
  • – غرس أصابع القدم في الرمل 
  • – مقابلة أشخاص جدد 
  • – ممارسة التنفس العميق لمدة ٥ دقائق
  • – شراء أدوات قرطاسية جديدة 
  • – إغلاق الأجهزة الالكترونية لمدة ساعة (الجوال، التلفاز، الكمبيوتر..)
  • – ألعاب الكمبيوتر
  • – الذهاب لمشاهدة مباراة كرة القدم 
  • – التخطيط لمفاجأة جميلة لشخص ما
  • – بيع الأغراض التي لا تحتاجها أو التصدق بها
  • – قَول ”أحبك“
  • – إنشاء قائمة بالأغاني التي تحبها
  • – تقليم شجرة البونساي
  • – مشاهدة الطائرة وهي تقلع أو تهبط في المطار
  • – كتابة أغنية أو تلحين موسيقى
  • – استعارة الكتب من المكتبة 
  • – إعداد حفلة شواء 
  • – الخياطة 
  • – الرقص
  • – الغداء مع صديق
  • – التحدث مع الجيران أو التعرف عليهم 
  • – الغناء تحت دش الاستحمام
  • – زيارة الجد أو الجدة 
  • – ليلة هادئة 
  • – تصفح الكتب المستعملة 
  • – الكروشيه
  • – إعداد وتغليف هدية لشخص ما
  •   النقاشات مع الأصدقاء
  • – تجربة وصفة طبخ جديدة 
  • – تدليل النفس في المنزل (ماسك للوجه مثلا)
  • – مشاهدة الأطفال وهم يلعبون 
  • – صناعة المجوهرات أو الاكسسوارات
  • – قراءة قصيدة 
  • – تناول الطعام بالخارج خلال فترة الاستراحة 
  • – إعداد دلة قهوة أو ابريق شاي
  • – استخدام الأغراض الثمينة (طقم صيني، مجوهرات، ملابس غالية، كوب ثمين..)
  • – الذهاب للسوق والتفرج على المحلات دون الشراء
  • – الاعتناء بالنباتات
  • – مناقشة الكتب 
  • – الذهاب إلى مكان عام ومراقبة الناس 
  • – الإنصات إلى الآخرين 
  • – إعادة تنظيم الأثاث في المنزل
  • – مشاهدة شروق الشمس أو الغروب
  • – إعادة تدوير الأغراض القديمة 
  • – التنظيف
  • – قطف الفراولة أو التوت من المزرعة 
  • – الحصول على بديكير ومنيكير
  • – تجميع الأشياء (الأكواب، العملات، الأصداف..)
  • – كتابة تعليق إيجابي على مدونة أو تغريدة أو فيديو 
  • – التخطيط لإجازة قادمة
  • – بناء قصر من الرمل 
  • – إعداد بيتزا منزلية 
  • – فعل شيء يجلب الحنين مثل (تناول طعام من الطفولة، أو الاستماع إلى موسيقى قديمة..)
  • – قراءة مجلات ميكي وماجد
  • – تناول القهوة في مقهى جديد
  • – تجربة قصة شعر جديدة 
  • – الذهاب إلى متحف
  • – شراء وجبة من فود ترك
  • – لعب مونوبولي 
  • – شراء وبيع الأسهم 

تجارب ومباهج – ديسمبر ٢٠٢١

هذه التدوينة الخفيفة هي من سلسلة تجارب والتي أعرفكم فيها على بعض تجاربي في الأسابيع الماضية في أمور شتى كقراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت وغيرها من التجارب والمباهج الصغيرة.

Jess mason – Reading Nook

كيف حالكم يا أصدقاء؟ مضى وقت طويل منذ أن كتبت في المدونة، ووقت أطول منذ أن كتبت في هذه السلسلة. هنا بعض التجارب والمباهج خلال الفترة السابقة والتي تستحق المشاركة:

– رواية كونت مونت كريستو:

من الروايات الكلاسيكية، تدور حول الانتقام والثأر: عن إنسان بسيط سعيد في حياته، لديه وظيفة يحلم بها وخطيبة يحبها وحياة هادئة، وفجأة تُدمّر حياته من قبل أشخاص.. فكيف يكون انتقامه؟

ترجمة محمد آيت حنا كانت رائعة، اقرؤوها! شاهدتُ الفيلم بعدها – للمرة الثانية- وكان لطيفًا إلا أن الفيلم يختلف عن الرواية، وتتفوق الرواية على الفيلم بالطبع. 

-حفلة رشا رزق:

إذا كنتم من متابعي سبيس تون أيام نشئتها، فستدركون حتمًا روعة أن تكون متواجدًا في حفلة كلها شارات المسلسلات التي كنا نشاهدها بصوت من يُقدمها. كلنا استعدنا ذكريات الطفولة في فترة العصر عندما كنا نعيش مع آبائنا وأمهاتنا وإخواننا في نفس المنزل، كانت أيام روتينية بدت لنا في ذلك الوقت أنها عادية لكنها الآن تبدو عظيمة جدًا وقد ولّت إلى الأبد. 

كانت الحفلة مكتظة بالكبار رغم أنها أُقيمت في مهرجان الألعاب للصغار، لم تكن هناك كراسي كافية وبقينا واقفين على أرجلنا قبل الحفلة بساعة وكذلك طوال وقت الحفلة. غنّت رشا ريمي وأبطال الديجيتال وأغنية عن شهر ديسمبر وغيرها. 

– المشي على البحر حافية القدمين وقت شروق الشمس:
غمرني إحساس عظيم عندما مشيت على الشاطئ حافية القدمين بعد صلاة الفجر. لا أدري هل كانت هذه أول مرة أو أنني كنتُ حاضرة الذهن وقتها، لكن التجربة كانت من اللحظات الذهبية والتي سأظل أتذكرها لوقت طويل. 


حفلة أسير الشوق: في صغري كنت أستمع بشكل عابر لحفلة محمد عبده لندن ٩٧م والتي كانت تُذاع بشكل دوري في قناة إم بي سي، فحفظتُ الأغاني التي كان يغنيها ومن ضمنها أغانيه من كلمات أسير الشوق (على البال، ومهما يقولون..) كان حلمًا بالنسبة لي أن أحضر حفلة من حفلاته وأن يغني إحدى هذه الأغاني، أصبحت محظوظة وحضرت حفلة أسير الشوق والتي أُقيمت خلال موسم الرياض. 

روائح الفنادق:

إذا لم نسافر ونذهب إلى مدن وفنادق جديدة، فلتأتِ هذه الفنادق إلينا! طلبتُ من علي اكسبرس- بعد مشاهدة سنابات عبدالمجيد الجبر- عيّنات من الروائح الفندقية مثل رتز كارلتون وكمبنسكي وشانغريلا. أردتُ أن أجرب بعضها أولًا (٥ مل لكل منها) حتى أقرر ما الذي يعجبني أكثر لاشتريه لاحقًا بالحجم العادي. استخدمت هذه الزيوت العطرية في جهاز مخصص لها اشتريته أيضًا من علي اكسبرس بمجموع (للجهاز والعينات) لا يتجاوز ال٤٠٠ ريال مع الشحن. 

مدونة مها البشر: أذكر أنني وضعتها ضمن إحدى تدوينات المباهج سابقًا، لكني أعود لأؤكد لكم أنها مازالت من المباهج أيضًا! 

وصفة الدجاج مع الليمون والعسل:

سهلة ولذيذة! طبقتها عدة مرات. أنصحكم بتجربتها

رؤية بيضة لقُمرية: كانت مفاجأة أن أجد عشًا به بيضة لقمرية. نصحونا أن لا نلمس البيضة حتى لا تتركها أمها. لكن الأم قد هجرت العش بأكمله بعد عدة أسابيع ولم تفقس البيضة.


عطر Insolence من جيرلان Guerlain 
زبدة شيا للجسم من بالمرز: بتوصية من الصديقة سارة. ذائبة كالكريم ومُرطبة.

مايونيز الترفل الأسود من قودي: بتوصية من مها البشر في إحدى تدويناتها. لذيذ واستخدمه أحيانًا مع الكاتشاب ليكون تغميسًا للبطاطس.

وماذا عنكم؟ ماهي التجارب التي جربتموها والمباهج التي حدثت لكم خلال الفترة الماضية؟ 
نلقاكم في تدوينة قادمة بإذن الله.

تجارب ومباهج

Beatriz Gutierrez

كيف حالكم يا أصدقاء وكيف شهر رمضان معكم؟

هذه التدوينة الخفيفة هي من سلسلة تجارب والتي أعرفكم فيها على بعض تجاربي في الأسابيع الماضية في أمور شتى كقراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت وغيرها من التجارب والمباهج الصغيرة.

مسلسلات

Better Call Saul:

كنت من معجبي بريكنق باد، ولكني ما إن شاهدت هذا المسلسل الرائع حتى مالت الكفة له! هنا تدوينة جميلة لإحسان بعنوان (في عشق الضوء، ما الذي يجعل مسلسل Better Call Saul مختلفًا؟)  تصف لكم بعضًا من إعجابي بهذا المسلسل.

 Attack on Titan:
انمي عظيم جدًا ويُسبب الإدمان. ندمت أنني لم أشاهد هذا المسلسل منذ بداية عرضه لأكن مع المنتظرين والمنتظرات للحلقات. كثيرًا ما اعتقدت أن المؤلف قد فكّر في تفاصيل الحلقات كلها حتى الأخيرة منذ الحلقة الأولى. بالمناسبة، قرأت مانجا الجزء الأخير 🙂 

رواية البؤساء:

أرجوكم اقرأوا البؤساء!!

لو وُجدت رواية واحدة ستقرؤوها في حياتكم فلتكن البؤساء! الرواية عظيمة جدًا وأعتقد بأنها أفضل رواية قد قرأتها في حياتي،  مبالغة؟ قلتُ لمن حولي أنه لو أراد الله أن أحيا حتى أبلغ من العمر ٩٠ عامًا فاقرأ خلال هذه السنوات الطويلة روايات كثيرة فأنا جد واثقة من أنني لن اقرأ رواية مثل البؤساء!

البؤساء هي الرواية والبقية قصصٌ وحكايات! عالم سحري ستأسف لخروجك منه عند انتهاء الرواية. قرأتُ الرواية في طفولتي ولكن بترجمة مقصوصة، وشاهدت المسلسل الأخير الذي أنتجته بي بي سي، أي أنني أعرف الحكاية، ومع ذلك عندما قرأتها- بترجمة منير بعلبكي الكاملة- كانت عظيمة. أنوي قراءتها مستقبلًا بترجمة زياد العودة إذا انتهى من ترجمة الأجزاء كاملة ، وكذلك بترجمة أنطوان مشاطي من دار نظير عبود.

كتاب (على مقهى الوجودية):

هذا كتاب ممتع حقًا، يتحدث بشكل أساسي عن ٣ شخصيات بارزة في الوجودية وهم جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار وصديقهما ريموند آرون يلتقون في مقهى في باريس وتنشأ من حواراتهم حركة الوجودية. الكتاب يسرد تفاصيل الوجودية وأصحابها بشكل قصصي ممتع. أحببت أسلوب الكاتبة للغاية!

أسواق المعيقلية:

زرتُ أسواق المعيقلية مع أمي لأول مرة وكانت تجربة شتوية جميلة إذ كان الجو رائعًا يصلح للمشي. اشتريت من هناك العود والبخور وبعض العطور القديمة التي كانت تستخدمها جدتي رحمها الله 

ثم أنهينا رحلة التسوق بقهوة من إكسير البن.

-جبنة فيتا بالطماطم: في الأيام العادية، أتناول على وجبة الفطور جبنة الفيتا مع زيت الزيتون وأرش عليها بهارات من ايهرب لتكون وجبة فطور لذيذة مع الشاي والخبز الساخن. لذلك عندما شاهدت ترند جبنة الفيتا بالطماطم مع الباستا أعجبتني الفكرة لأن تكون تغميسة مع الخبز. لذلك طبقّت الوصفة- بطريقتي- وأضفت إليها الطماطم وفصوص الثوم- فقط بدون الباستا- وأدخلتها الفرن، وكانت تغميسة لذيذة.

تجارب ومباهج أخرى:

-ورشات عن صناعة المحتوى من خاليديا وأماني أبو داوود في منصة شرفة.
-حلقة خلود عولقي مع زوجها في بودكاست سوالف بزنس
-ورشة هيفاء القحطاني عن التعلم الذاتي في زوم.
-شمعة من Bolangerie Jar من أنثروبولوجي برائحة whipped cream & pear
-أجندة يومية Alice من مولسكن Moleskine وتقويم حائطي بالتاريخين الهجري والميلادي من مجموعة الحمام والورد من سين.
– بن مكسيكو (إيحاء الشوكولاتة، اللوز) من كفّة.
-مانجو الزبدة من مانجو جيزان:

نراكم في تدوينة قادمة، ولاتنسوا أن تطلعوا على تدوينات أخرى من هذه السلسلة في المدونة.
تجارب ومباهج نسخة نوفمبر
تجارب ومباهج نسخة أغسطس

بعض الأغراض المادية البسيطة التي تُشعركم بالرفاهية 

Emme Norma

لاترتبط الرفاهية بالغلاء فحسب، وإنما أيضًا بطريقة تصرفنا فيما نمتلكه أو شعورنا تجاه ممتلكات قد تكون ذات قيمة بسيطة. هنا بعض الأغراض التي تُشعرني بالرفاهية:

• الشموع والبخور:

رائحة الشموع ومنظرها وهي تشتعل في المنزل فوق الطاولة تُضفي الكثير من الإحساس الرفاهية. كذلك البيت الذي يتميز بروائح جميلة هو بيت مُرفه. أحب شموع Voluspa و Capri Blue Volcano ماهي شموعكم المفضلة؟

• الورود والأزهار:
اعتدت أن اشتري باقة من الورود من كشك الأزهار والذي يقع بالقرب من منزلي في مونتريال بشكل أسبوعي، وبسعر ضئيل. توقفت عن هذه العادة في السعودية بسبب الأسعار المرتفعة إلى أن دلتني الصديقة هند على بائعي الورود بالجملة، وكم كان الأمر جميلًا لي ولمحفظتي. باستطاعتكم تزيين الصالة بورود الكازابلانكا أو اللِيلِي وبسعر معقول كل أسبوعين، وستشعرون حتمًا بالرفاهية والراوئح العطرة التي ستضيفها الطبيعة إلى حياتكم.

• النباتات الطبيعية:

لا أدري كيف يعتقد بعض الأشخاص أن النباتات الصناعية هي بديل مُطابق للنباتات الطبيعية، أو يدّعون أنه لافرق بينهما. لا أؤمن بذلك وأستطيع رؤية الاختلافات الواضحة من النظرة الأولى، هذا غير أن النباتات الطبيعية تُعطي روحًا للمكان الذي توجد فيه وكذلك الكثير من الرفاهية. كل صور الغرف والمنازل التي تُعجبنا في تطبيق بنترست يوجد فيها نبتة طبيعية واحدة على الأقل. يقول البعض أنها تتطلب الكثير من العناية، لكن هذا الأمر غير صحيح بالنسبة لبناتات بوتس و زاميا وغيرها الكثير.

• كوب جميل لمشروبكم المفضل: 

إن كنتم تحبون الشاي أو القهوة، فلا يوجد أجمل من شربه في كوب جميل الشكل والخامة. أحب أن اشتري كوبًا جديدًا بين فترة وأخرى مكافأة لنفسي.

• الشواحن الإضافية: 

قد يكون هذا سخيفًا للبعض، لكن لايوجد أقسى من بحثك من غرفة إلى أخرى عن شاحن جوالك. وجود شواحن موزعة في الأماكن التي تتواجد فيها -في السيارة، أو الحقيبة مثلًا- مريح لوقتك وأعصابك وتعطيك شعورًا بالرفاهية وبأنك صرفت المال من أجل راحتك.

• مشروبك المفضل متوفر في المنزل:

كثيرون اتعظوا من تعطلهم عن شرب القهوة المفضلة أيام الحجر المنزلي، واشتروا أجهزة وأدوات لإعداد القهوة بأنفسهم وفي أي وقت يشاءون. إذا كنت تفضل شرب القهوة السوداء أو الاسبرسو، فستشعر بالرفاهية أثناء إعدادك لها بنفسك من منزلك.

كنتُ أتمنى شرب القهوة العربية الممتازة في كل مرة أعد فيها القهوة المطحونة الجاهزة والتي أضعها في الثلاجة أو الفريزر. قررت بعدها شراء محمصة الكترونية ومطحنة للقهوة وشراء بن أحمّصه لاحقا بنفسي ومن ثم أطحنه، وكان هذا من أجمل القرارات التي اتخذتها. قهوة عربية ممتازة!

• بطانية خفيفة فوق الكنبة: 

أثناء استلقائك على الكنبة وأنت تشاهد فيلمك أو مسلسلك المفضل أو مقاطع من اليوتوب، وسواء كان الجو باردًا في فصل الشتاء أو بسبب التكييف، فإنه من الرائع أن تغطي نفسك ببطانية خفيفة جميلة. ستشعر بالرفاهية حتمًا إذا كنتُ تشرب مشروبك المفضل مع وجودك تحت البطانية في فصل الشتاء. 

• إطارات جميلة للذكريات الجميلة: 

يوجد العديد من الإطارات الجميلة وبسعر منخفض في كل مكان، لا يوجد أجمل من استعراض ذكرياتك المميزة في صور بداخل إطارات جميلة فوق مكتبك أو في صالة الجلوس. 

• شرب الماء مع شرائح الليمون: 

تقول صديقتي أن الإبريق الممتلئ بالماء مع شرائح الليمون أو الخيار أو حتى غصنا من الروزماري أو حبيبات الرمان يجعلها تشعر بأنها تشرب ماء أغلى من مياه إيفيان. في طفولتي اعتدتُ شرب الماء البارد مع قطرات من ماء الورد. جربوا وضع إبريق صغير من الماء البارد مع شرائح الليمون والخيار في صالة الجلوس وبجانبه كاسات الماء، واستمتعوا.

• الأعشاب الطازجة: 

لديّ مزرعة مائية صغيرة، استخدم منها الريحان الإيطالي الطازج في إعداد الباستا. وأشعر بأنني الشيف رامزي في كل مرة أقص فيها الريحان من أجل إعداد وصفة بسيطة للغاية. ولديّ كذلك نعناع طازج أستخدمه في الشاي. توجد اصيصات للأعشاب الطازجة مثل أكليل الجبل والروزماري في السوبرماركت وبأسعار زهيدة تمكنكم من الشعور بالرفاهية عند إعداد الطعام.

• الجوارب والبيجامات الجديدة:

ليست ملابس الخروج الجديدة هي التي تشعرني بالرفاهية، ولكنها البيجامات والجوارب الجديدة والمريحة. الشعور الجميل الذي أحس به في كل مرة أرتدي فيها بيجاما جديدة أو زوجًا من الجوارب هو مزيج من الشعور بالرفاهية والراحة. 

• الصوابين: 

من وجهة نظري قطعة الصابون الفاخرة هي أفضل من الصابون السائل، بالطبع إذا كانت للاستخدام الشخصي. جربوا شراء قطعة  Honey I washed the Kid من Lush، وستتذكرون كلامي هذا. 

• كرات المغطس في حوض الاستحمام: 

لدى صديقتي مآب روتينيًا أسبوعيًا، تستخدم فيه كرة فوارة مختلفة كل يوم سبت. أعتقد هذا الروتين الجميل للعناية بالنفس يجعل يوم السبت لطيفًا ويُضفي إليه شعورًا بالاستجمام وكذلك الرفاهية. 

• الزعفران بكميات كبيرة: 

استخدم الزعفران في وصفات الطعام المختلفة مثل الرز الأبيض وكذلك القهوة العربية. كنت أشتري الزعفران بكمية قليلة من السوبرماركت بسعر مرتفع (٣ غرام ب٣٥-٤٠ ريال)، ثم اكتشفت أن بإمكاني شراء كمية لا بأس بها من محلات البخور والعود وبسعر معقول. استطعت شراء زعفران فاخر ٢٨ غرامًا ب١٨٩ ريال وكمية تكفي لسنة كاملة! وهذا ماجعلني أشعر بالرفاهية. 

• المينيكر والبديكير وقصات الشعر: 

الحصول على قصة شعر جديدة، وكذلك تنظيف الأيدي والأرجل وطلاء الأظافر كلها من الأمور التي تُشعرنا نحن النساء بشعور الرفاهية والتجديد.

• المراتب وشراشف السرير والوسائد: 

نقضي على الأقل ٦ ساعات يوميًا على سررنا، وهذا مايجعل المرتبة الممتازة والشراشف والوسائد هي الاستثمار الأفضل للشخص. شرشف الوسادة المصنوع من الحرير يحافظ على مظهر الشعر وكذلك على صحة البشرة (اقرأوا عنه). الشراشف الجميلة تُشعرك بجمال السرير، أما إذا كان لونه أبيضًا -كما تصر صديقتي على ذلك- فهذا سيُشعرك دائمًا بالنظافة وبأنك في فندق. 

ماذا عنكم؟ 
ماهي الأمور البسيطة التي تُشعركم بالرفاهية؟

فن صناعة الذكريات

Sveta Dorosheva 

الذكريات السعيدة مهمة لصحتك، وقد تستخدم كطريقة للتشافي من الاكتئاب. فالحنين إلى الماضي (النوستالجيا) طريقة فسيولوجية ناجحة تجعل الناس يشعرون بسعادة أكبر. لكن كيف نصنع الذكريات السعيدة ونحتفظ بها؟

هذا عنوان كتاب خفيف أحببت أن أختصر لكم بعض محتوياته في هذه التدوينة بشكل سريع. مؤلف هذا الكتاب هو مؤسس مركز أبحاث السعادة في الدنمارك Meik Wiking

هل تعيش اللحظات السعيدة أثناء حدوثها بكل حواسك؟

في دراسة طُلب من ألف شخص من ٥٧ دولة عن أن يكتبوا عن أول ذكرى سعيدة تخطر على البال، وكانت النتيجة كالتالي:

٢٣٪ من الذكريات كانت جديدة مثل زيارتهم لدولة لأول مرة،
٣٧٪ كانت للتجارب الجميلة مثل الزواج والولادة،
٦٢٪ كانت لذكريات تتضمن فيها استخدام الحواس الخمسة مثل ذكرى لامرأة تذوقت الفلفل الذي كانت تستخدمه والدتها في الطبخ أثناء طفولتها

إذن النصيحة الأولى هي أن تستخدم جميع حواسك في الأوقات السعيدة. كلما استخدمت المزيد من الحواس كلما تذكرت بشكل أفضل. إذا زرت أماكن جديدة، فلتتذوق أطباقًا جديدة. 

كيف أستخدم حواسي في صناعة الذكريات؟

العطور:
في سيرته الذاتية، يذكر آندي ورهول كيف أنه كان يغير عطوره التي يستخدمها طوال الوقت حتى يحتفظ بالذكريات المصاحبة لتلك العطور.

”إذا استخدمت عطرًا واحدًا ل٣ أشهر، فإنه سيذكرني دائمًا بهذه ال٣ أشهر. لا أستخدم العطر نفسه مرة ثانية على الإطلاق“

الموسيقى:
كل ذكرى سعيدة تستحق أن يكون لها أغنية. تستطيع الموسيقى أن تبحر بنا بعيدًا نحو ذكريات قديمة. وكما يقولون خلف كل أغنية مفضلة، هناك حكاية لم تروى بعد.

يذكر المؤلف أن العمر السحري للموسيقى هو مابين ال11-15، لذلك إذا كنت تحب أغاني معينة في مراهقتك فإنك ستظل تحبها للأبد. حاول أن تربط الأغاني التي تحبها بالذكريات السعيدة فقط.

اطبخ طبقًا للذكريات السعيدة:

إذا كنت تحب الطبخ، فاصنع لك طبقا للذكريات السعيدة. ماذا تتذكر عندما تشم رائحة القهوة؟

نصيحة: دوّن المواقف الجميلة التي حدثت لك بالتفصيل حتى تتذكرها لاحقًا، ولاتعتمد على ذاكرتك فقط. يذكر المؤلف أنه قرأ كتاب ”وداعًا للسلاح“ لارنست همنغواي في حدائق لوكسمبورغ في باريس، وكان لون الكتاب بنيًا وأزرقًا.

التجارب الأولى:

هل تتذكرون ”أولى“ تجاربكم في كل الأمور؟

أول يوم في المدرسة أو الجامعة، أول مرة تأكلون فيها طبقًا أو فاكهة معينة، أول مرة تشاهدون فيلمًا في السينما، أول حب…

من الممكن أن يكون هذا سببًا لماذا رتم الحياة يكون سريعًا كلما تقدمنا في العمر. ذلك لأن تجاربنا الأولى تكون كثيرة في مراهقتنا، بينما تنتهي أو تغدو نادرة عندما نصبح في الخمسين من أعمارنا.

اسأل أي شخص كبير في السن عن ذكرياته، وأغلب الظن أنه سوف يخبرك بقصص حدثت معه مابين عمر ال١٥ للثلاثينات. هذا مايسمى بنتوء الذكريات أو تأثير الذكريات، تستطيع أن تلاحظ هذا في السير الذاتية عند المؤلفين، ستجد أن أغلب الصفحات تعود إلى هذه الحقبة الزمنية من أعمارهم.

نصيحة: زر أماكن جديدة، ليس بالضرورة أن تكون مدنًا، من الممكن حديقة أو مطعمًا لم تزره من قبل. واخلق لنفسك تجارب جديدة.

انتبه أكثر:

هل حدث لك هذا الموقف؟
تعمل أمام جهازك لوقت طويل وتتذكر أن تذهب إلى الغرفة الأخرى من أجل أن تحضر ورقة ما، ثم تخرج من باب الغرفة وتذهب إلى الغرفة الأخرى ثم تقف فجأة .. لماذا أنت هنا؟ تنسى تمامًا أمر الورقة.
ثم تعود إلى جهازك مرة أخرى وتتذكر الورقة. 

هذا الموقف يسمى بتأثير الباب، أنت خرجت من باب الغرفة. وبحسب ورقة علمية، فإن الخروج من الباب يسبب النسيان. ذلك أن المشي من خلال الباب يجعل الدماغ يصدق أن هناك مشهدًا جديدًا سيبدأ وأنه لايحتاج إلى الذكريات التي حصلت في المشهد السابق. لذلك من الممكن أنك تحتاج إلى زيارة المشاهد السابقة أو الأماكن السابقة لاستعادة الذكريات السعيدة.

”ميزة الذاكرة السيئة أن الشخص يستطيع الاستمتاع بالأشياء الجميلة عدة مرات وكأنها أول مرة.“ – نيتشه

عندما لا نجلس بجانب أجهزتنا أو هواتفنا المحمولة فإننا نساعد أنفسنا أن نركز بشكل أكبر. حاول أن تغلق كل التنبيهات في تطبيقات الجوال.

عامل ذكرياتك السعيدة وكأنها شخص تواعده:

ستلاحظ لونه عينيه وشعره والعطر الذي يستخدمه، وأشياء مميزة مثل الحوارات وحركات اليدين. من الممكن أن تكون هناك غوريلا بجانب طاولتكم، لكن هذا لايهم. اجعل المواقف السعيدة مثل هذا الشخص وانصب تركيزك عليها.

ماهي الأمور أو الأشياء التي تذكركم بالطفولة السعيدة؟

في استفتاء لألفين بالغ في بريطانيا، أظهرت النتائج أن ٧٣٪ من الأشخاص قالوا أن الشاطيء لعب دورًا كبيرًا في ذكريات الطفولة. وبالاعتماد على الدراسة، فإن ذكريات الطفولة أكثر استحضارًا في فترة الصيف مقارنة ببقية الفصول. 

فكرة طريفة: إذا كنت ترغب في إلقاء كلمة أو محاضرة في مؤتمر على سبيل المثال، وترغب في أن يتذكرك الناس جيدًا أعطهم شيئًا يتذكرونك به لاحقًا، على سبيل المثال احضر معك أناناس وضعها على الطاولة! عندما ينتهي المؤتمر سيتذكر الناس الشخص الذي أحضر معه الأناناس. أخبر الناس لماذا أحضرتها معك وإلا ستكون شخصًا غريب الأطوار.

نصائح متنوعة:

  •  احتفل بالإنجازات مهما كانت. ستجعل من إنجازاتك سعيدة في ذاكرتك.
  • اقدم على أمر يخيفك، فالخروج من منطقة الراحة هو الخطوة الأولى لصناعة المزيد من الذكريات.
  • عندما تريد أن تفعل شيئًا ما، فلتأخذ في الحسبان أنك ستتذكره ل١٠ سنوات. 
  • اجعل ختام الموقف أو الرحلة أو التجمع سعيدًا حتى تصبح الذكرى أقوى في التذكر. إذا كانت نهاية الإجازة هي الأسعد فستخلد في الذاكرة.
  • احتفظ بالذكريات السعيدة عن طريق الصور.
  • خطط لسنة كاملة مليئة بالذكريات السعيدة واكتب قائمة بالأمور التي تود تجربتها.

ماهي طرقكم في صناعة الذكريات السعيدة والاحتفاظ بها؟

خطر ربط الرضا عن الذات بالإنجازات المهنية – كيف تغيرت قيمنا الإنسانية

*بقلم غادة محمد 

” كل مالي اقتنع ان رضاي عن ذاتي المبني على إنجازات حياتي المهنية قاعد يدمرني!” 

هذه الجملة كان لها أثر كبير على نفسي “وأنا أسولف” مع أحد الأصدقاء أثناء فترة الحجر. السبب الأكبر في ذلك يعود إلى أنني لاحظت أن هذه المعضلة تتكرر وتؤلم الكثير من الأشخاص المقربين إلى قلبي؛ فكرة أن قيمة حياتنا أو تجربتنا الإنسانية مختزلة في مهنة أو وظيفة هو شيء غير إنساني، واليأس الناتج عن هذا الصراع أصبح في هذا الزمن ” آفة” تستحق الدراسة.

جميعنا يعرف شخصًا ما -أو قد يكون هو شخصيًا- لا يجد معنى في أوقاته التي تكون خارج العمل أو أن مستقبله المهني يأخذ الحيز الأكبر من تفكيره. أصبحت علاقاتنا الإنسانية – بعيداً عن التواصل المرتبط بالحياة المهنية (Networking)  – تحتاج إلى مجهود كبير لاستمداد معنى منها. فالمرأة الأم عندما تختار أن تقضي وقتها في المنزل لتربية أطفالها بدلًا من العمل قد تقع في الاكتئاب وتعتريها تساؤلات عن معنى حياتها من حين لآخر. أما الفنان الهاوي الذي يصنع أعمالًا فنية للهواية فقط من غير تحويلها لمشروع تجاري فيشعر أنه يضيع فرصة استثمار أعماله! 

الاسترخاء أو عدم الانتاجية أو توقفنا عن العمل المهني جميعها تسبب لنا تساؤلات عن معنى حياتنا أو قيم ذواتنا. الموضوع هنا ليس عبثيًا، فنحن نعيش في منظومة كبرى تفرض علينا قياس قيمتنا الذاتية بإنجازاتنا المادية أو التعليمية أو الوظيفية. هذه المشاعر مرتبطة بمبادئ الاقتصاد الذي نعيش فيه، لأنها تصور لنا أن كل ساعة في اليوم قابلة أن تكون فرصة لجني المال (monetizable) وبذلك تصبح أوقاتنا مع الأهل والأصدقاء أو للراحة أو حتى لممارسة أي نشاط لا يعود علينا بعائد مادي إلى طاقة مهدرة، بطريقة تجعل كل أوقاتنا غير المرتبطة بالعمل أو تطوير مهاراتنا المهنية في حاجة مستمرة للتبرير وإلا أصبحت مضيعة للوقت والعمر!¹ 

حلل العديد من علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والسياسة والاقتصاد أسباب هذه المشاعر من خلال شرح النظام الاقتصادي النيوليبرالي ذو الأبعاد الاجتماعية والسياسية والذي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل مفهوم قيمتنا المرتبطة بحياتنا المهنية. حيث أن النيوليبرالية كأيديولوجية تجاوزت أساسها في تنظيم الاقتصاد إلى إعادة تشكيل القيم الإنسانية ومفاهيم أخرى في الحياة الاجتماعية. 

سوف نستنتج من خلال هذا المقال كيف تمكّن هذا النظام من فرض قيمة الحياة المهنية فوق كل شيء بشكل منهجي، كما سنوضح أوجه ارتباط النيوليبرالية بقيم ذواتنا وكيف تم ربط تحقيق ذواتنا بحياتنا المهنية وإنجازاتها.

ما هي هذه المنظومة ولماذا تفرض علينا هذه القيمة؟ 

يمكننا اختصار النيوليبرالية بمعادلة بسيطة، وهي أن كل ما هو جيّد للاقتصاد فهو جيّد للمجتمع. أساسها مأخوذ من فكرة أساسية كتب عنها آدم سمث في كتابه ثروة الأمم The Wealth of Nations . كان لدى سميث اعتقاد شكّل مفهوم الاقتصاد بالكامل وهو أن الإنسان بطبعه أناني، ولأنها الفطرة البشرية فمن المنطقي أننا نُشكّل نظام اقتصادي مبني عليها. لذلك، فإننا إذا مكنّا الأفراد من تتبع رغباتهم الشخصية فإننا سنصل إلى نوع من التوازن الذي يحقق فائدة للجماعة.

 هذا التوازن لا يتحقق إلا إذا كان الاقتصاد هو العنصر العادل أو ما يحدد قيمة السلع بناء على عملية العرض والطلب التي بدورها كفيلة بتحديد قيمة الأشياء ذات أهمية للمجتمع.

وجد علماء النيوليبرالية بعد ذلك أنه لكي نزيد من حرية الفرد ونقلل من تسلط الحكومات على الاقتصاد من المفترض أيضًا ان نُسلّع كل الخدمات والمؤسسات العامة في المجتمع (مثل المؤسسات التعليمية والخدمات الصحية، المؤسسات غير الربحية الخ) ويجب أن تُعامل معاملة السلع التجارية والقطاع الخاص، وذلك بخصخصتها لضمان فرص تنافسية ترفع من جودة الخدمات.

 بدأت هذه الايديولوجية بالسيطرة على العالم بعد أزمة الاقتصاد في السبعينيات وتبنت أمريكا وبريطانيا هذا التحول بتخصيص القطاعات الخدمية العامة، الأمر الذي امتد لاحقا لتسليع الإنسان وجميع تفاصيل حياته.

ما وجه ارتباط النيوليبرالية بقيمتنا لذواتنا؟ 

بربط مفهوم كل ما هو جيد للاقتصاد هو جيد للمجتمع فإن النيوليبرالية جعلت من كل شيء ومن كل شخص قيمة اقتصادية لذلك فإن الهدف الأساسي للإنسان (أو الأشياء) هو رفع قيمتهم الاقتصادية أو السوقية بالاستجابة لمتطلبات السوق (الاقتصاد). 

ولأن الركيزة الأساسية في هذا النظام هو تسليع/خصخصة أي شيء بحيث يكون رافدا ربحيًا، فإن الإنسان ليس استثناءً لذلك. فقد أصبح الغرض الأساسي لحياة الفرد الآن هو أن يكون رجل أعمال نفسه وأن يدير حياته كما لو كانت شركة تجارية. إن انعكاس هذا المفهوم في لغتنا اليومية أصبح مقبولًا ومنطقيًا كالاستثمار وتطوير الذات باكتساب المهارات والهوية الشخصية (البراند الشخصي)، أما الاستثمار في الذات من أجل الرفع من القيمة الاقتصادية (المربوطة لا إردايًا بالقيمة الذاتية) فقد أصبح هاجس الكثير، وغدونا نسأل عن المهارات التي يجب أن نطورها لكي نتماشى مع طلب السوق، وكيف نستثمر أوقاتنا حتى نكون أكثر انتاجية، وكيف نختار التخصص الجامعي بناء على مستقبل السوق والعديد من الأسئلة الأخرى. 

أصبحنا بشكل لا إرادي نربط كل ما نقوم به بقيمة اقتصادية، أي إذا لم نعمل شيئا ذا قيمة منعكسة في السوق فقد يصعب علينا تحديد معناه أو قيمته. نستطيع القول أن النيوليبرالية كأيدلوجية مسيرة للعالم قد تمكنت من تجسيد جوانب حياتنا بخطاب مادي / “بزنسي”. وينعكس هذا الخطاب في جوانب كثيرة من حياتنا اليومية الواقعية والافتراضية. مثال على هذه الجوانب:

  • العلاقات الإنسانية: 

قد لا نستغرب انتشار الشعور بالوحدة في جميع المجتمعات على الرغم من ازدياد قنوات التواصل وأعداد المعارف في حياة الأشخاص. سيطرة مفهوم الفردية والرغبات الشخصية الناتجة عن هذا النظام حولت مفهوم بناء الصداقات والعلاقات من الدافع الإنساني في مشاركة الحياة والشعور بالاتصال الروحي والانتماء، إلى بناء العلاقات من مبدأ الفرصة والاستثمار، الربح والخسارة الفردية. أصبح الإنسان يفكر في تكوين شبكة علاقات للاستفادة منها في المستقبل وفي باله سؤال العائد المستقبلي والمخرجات الملموسة من العلاقة. باتت الأرباح والخسائر في العلاقات تُقاس كالمخاطر التجارية، وذلك أمر غير ممكن في تكوين علاقات إنسانية عميقة والتي هي حاجة فطرية بشرية من أجل عيش حياة صحية وذات معنى.² تأكدت هذه الحقيقة في أطول دراسة قامت بها هارفارد مدتها أكثر من ٧٥ سنة بمتابعة الآلاف من الأشخاص والتي أفادت بأن الشيء الذي يجعلنا أكثر صحة وسعادة لم يكن الإنجازات العملية ولا الثروة المادية بل إنها ” العلاقات الإنسانية القوية”. 

  •  التقنية وحسابات التواصل الاجتماعي: 

مع تطور التقنية وزيادة العولمة، شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي طريقة جديدة في التواصل حيث أحدثت مواقع التواصل نقلة نوعية في تغيير طابع الإعلام التقليدي بتمكين الطرفين بالتأثير (المرسل والمتلقي) من المساهمة في عملية الاتصال. مع الوقت، أصبحت هذه القنوات التقنية تدير بياناتنا بطريقة تجعلنا أكثر تطرفاً لآرائنا بتتبع رغباتنا عن طريق المراقبة والإعلانات الموجهة، فنحن نتابع من يوافقنا الرأي ونرى إعلانات تناسب احتياجاتنا فقط. بالإضافة إلى ذلك فإن حساباتنا في مواقع التواصل لا تحمل وزناً افتراضيا فحسب، بل إنها قناة تُمكننا من تحقيق الدخل المادي من خلال صناعة محتوى مناسب للمعلنين التجاريين وتحويل المتابعين إلى مستهلكين للمحتوى وإنشاء نمط جديد من الاستهلاك ذو قيمة اقتصادية، مما ساهم ذلك في تزايد ظاهرة المؤثرين بأنواعهم في مواقع التواصل الاجتماعي. إن عالم إنترنت الأشياء (Internet of Things) وما يحويه من البيانات والأرقام و القياس الكمي للأشياء يعزز لنا فكرة أن كل ما نقوم به له قيمة اقتصادية وقابل للتقييم والتصنيف والمتابعة. 

فعلى سبيل المثال، أصبحنا نقيس ونتتبع الوظائف الحيوية الأساسية لدينا -بالإضافة لتتبع عاداتنا اليومية- مثل عدد الخطوات التي نمشيها، وعدد ساعات النوم، وعدد السعرات الحرارية التي نتناولها وما إلى ذلك من تحويل كل جانب من جوانب إلى الحياة إلى رقم يُقاس وقابل للتسليع.

  • العمل الحر و الدخل المادي: 

مع تطور سوق العمل، أصبح هنالك الكثير من الوظائف التي تُبنى على مهارات الأشخاص وتقديم خدمات الأفراد المستقلين  كالتصميم والكتابة، أو المصنوعات حرفية. إن نموذج اقتصاد العمل الحر (Freelancing) يُعنى بتضخيم دور الفرد وحثهم على تشكيل هوية شخصية في السوق “Personal Branding” وتحويل الإنسان الى ما يشبه الشركة التي تهدف باستمرار لرفع قيمتها السوقية وتسويق هويتها والمحافظة على سمعتها. فأصحاب الأعمال الحرة في هذا الاقتصاد هم أكثر المعرضين لفقدان القدرة على الفصل بين مصدر دخلهم وذواتهم من غير “البراند” بسبب طبيعة هذا النمط الجديد من الوظائف.³

وفي زمن الاقتصاد النيوليبرالي، أصبح مستوى الدخل المادي للفرد مرآة لأهمية أو قيمة ما يقوم به حيث يُصنّف السكان بحسب دخلهم وتتغير نظرة المجتمع للإنسان تبعا لمستواه المعيشي. والحقيقة أن دخل الوظائف يُقاس بمعايير العرض والطلب في السوق، ولا يعكس بالضرورة أهميتها وقيمتها في المجتمع. كمثال: القاتل المأجور لا يضيف على الإطلاق أي شيء إيجابي للمجتمع ولكن دخله المادي لا يقارن بالدخل المادي للممرضة التي تقضي وقتها في رعاية المرضى وذلك لأن عدد الأشخاص المستعدين لتأدية دور القاتل المأجور أقل بكثير من عدد الأشخاص الذين يستطيعون أداء مهام الممرضة، مثال آخر لاعب كرة القدم المحترف و المعلم حين نعلم أن دخل اللاعب السنوي قد يصل الى مئات الملايين مقارنة بما يجنيه المعلم. ⁵

  • الفن: 

الإبداع والتعبير بالفن أقدم بمئة ألف سنة من الاقتصاد، فالفن إحدى الأشياء الأساسية في طبيعة الإنسان، وقبل أن يصبح سلعة اقتصادية، خاضعة للعرض والطلب، كان شعيرة مقدسة. الكثير من الفنانين يعلمون أن الفن هي طريقتهم في التعبير عن ذواتهم والوصول إلى حالة من السكينة والهدوء والسلام. تقول إليزابيث جلبرت إحدى أنجح كتاب الروايات في العالم⁴(Elizabeth Gilbert) في نصيحة لكل الفنانين والأدباء، أنه بمقدورنا جني المال من أعمالنا الفنية مادمنا مدركين أن هذا ليس هدفنا من الفن بذاته، وأنه في اللحظة التي يتسبب بها إنتاج الفن بالضغوط والتوتر كنتيجة لتسليع الفن، فإنه يفقد معناه الأساسي الذي جعلنا نلجأ إليه في البداية. وتقول أيضاً أنه حين يُسلّع الفن فإنه بشكل مباشر يفقد قدرته على تحقيق ” التشافي” والعلاج النفسي إن صح التعبير.

كيف نتعامل مع صراع الحياة المهنية وقيمة ذواتنا؟ 

في حين أن النيوليبرالية تمكنت من وصف جوانب حياتنا بخطاب “بزنسي” فإنها في الجهة المقابلة أصبحت تخاطب الاقتصاد كإنسان، فإننا نسمع في النشرات الاقتصادية عن “مزاج السوق، صحة السوق، نموه ونضجه الخ ” وبعكس هذين الخطابين تؤكد لنا هذه الايديولوجية أن الاقتصاد هو الأساس الذي يعيد صياغة الدول والناس على أنهم مجرد عناصر تخدم الاقتصاد الذي يعيشون فيه.

ولأن الاقتصاد أصبح هو العنصر الرئيسي في الحياة الذي يجب أن نسعى من خلاله إلى أي إنتاج ذا قيمة، فإنه من واجبنا كأشخاص صالحين أن نكون فاعلين في السوق وأن نساعد في تعزيز نمو الاقتصاد. ومع مرور الوقت أصبح لدينا إيمان قوي بأن عدم إنتاجنا لأشياء مادية أو عدم حصولنا على وظيفة ذات دخل عالي -أو عدم حصولنا على وظيفة!- يجعلنا عبء على المجتمع لأننا عبء على السوق ولا نُشكّل أي قيمة سوقية، وذلك قد يُشعرنا أنه ليس هنالك أي قيمة لذواتنا على الإطلاق.  

الفكرة هنا أن الوظيفة ليست بحد ذاتها شيء سيء ونحن في ديننا مأجورون على العمل وكسب الرزق. الإخلاص والتفاني في العمل شيئان إيجابيان ولكن خلو المعنى أو تحول المعنى من أبعاد ذات قيم شخصية إنسانية إلى قيم اقتصادية غير إنسانية تسبب لنا الإحباط واليأس وفقدان القيمة لذواتنا.  وتحت ضغط من هذا النظام فقد الكثير منا قدرتهم على التوقف أو التفكير بقيمهم الشخصية، ولذلك عندما تتمحور حياة الفرد حول الوظيفة كمقياس وحيد للقيمة التي تختزل معناه، سرعان ما يفقد ذاته أو حتى القدرة على التعرف على أولوياته وأهدافه في الحياة. قد يكتشف الشخص أن قيمه قابلة للتحقيق من خلال الوظيفة وهذا أمر يقلل الكثير من الصراع، أما إذا لم تكن هذه القيم الشخصية قابلة للتحقيق من خلال وظيفة فإنه قد يكون بالإمكان إيجاد التوازن بتخصيص طرق لجلب الرزق (المال) وتحقيق القيم الأخرى من خلال العلاقات أو الأعمال والهوايات والتطوع، والتي تضفي معنى للحياة وتزيد من قيم ذواتنا من غير دخل أو على الأقل بدخل بسيط.

إن مواجهة هذه الأيديولوجية التي تعيد صياغة الطرق في تقييمنا لأنفسنا، وتعيد تشكيل معنى النجاح والسعادة هو أمر صعب جدًا ويتطلب الكثير من “الجهاد الشخصي” للتغلب على التأثيرات الخارجية والداخلية من رواسب هذه الأيديولوجية في ذواتنا ومجتمعاتنا والتغلب على المقاومة الدائمة من جميع مكونات هذا النظام الاقتصادي. تقول جيني أوديل (Jenny Odell): “أصبحنا نشعر بالذنب إذا توقفنا عن العمل، وإن أردنا أن نحصل على تجارب أعمق في الحياة فيجب علينا أن نتأمل، والتأمل قد يتطلب عنصر مهم جدًا وهو التوقف والتفكر في معاني الأشياء من حولنا” ⁶ 

في الختام، إن تحديد معنى النجاح والفشل أو السعادة هو أمر شخصي والهدف من هذه المقالة هو جمع قراءات تحليلية⁷ تساعد على فهم الأسباب التي تجعلنا نربط قيمتنا لذواتنا بقيمة اقتصادية ومحاولة جادة لتمكين كل فرد منا لإعادة النظر في تجربته الشخصية وفهم أولوياته ورفض تسليع ذاته وتجربته الإنسانية.


¹Jenny Odell “How to do nothing 

² يجد العديد ان علاقتهم بالوظيفة صحية أكثر من علاقتهم بعائلاتهم ( الأزواج، الأخوة، الأب والأم)  وذلك لعدة أسباب أولها التعامل بحرفية في العمل وذلك باستبعاد المشاعر والسيطرة عليها – وذلك يمحي جزء كبير من شخصيتك وذاتك فيسهل عليك التعامل مع الآخرين. ثانياَ، جميعا نتعلم المهام المنصوصة علينا في وظائفنا ونتلقى التدريب والمعرفة من خلال الدراسة والتواصل المباشر بالشرح اللفظي. في المقابل ، نحن لا نتعلم كيف نتعامل مع الاشخاص المقربين لنا وشرح ما نريد لفظياً بل اننا نتوقع منهم الفهم بقرأة نفسيتنا وملاحظتها وقد يسبب هذا الكثير من الاحباط، لاننا نرى أن ذلك يعني عدم تقبل الاخرين لذواتنا او فهمنا وهذا غير صحيح. استقبال النقد من الأهل أو الاحبة اصعب للتقبل بالتأكيد من استقباله على مهمة قمت بها في العمل. مهما صعبت مهام الوظيفة فإننا قادرين على التعامل معها لاننا في الحقيقة وإن لم نكن نعي ذلك غير معتمدين عليها كاعتمادنا على محبة الأهل. وهذا الاعتماد قد يجعلنا نشعر بالخوف وعدم الاتزان لذلك فإننا قد نشعر بالراحة بالخروج من المنزل والذهاب للوظيفة لأننا تعلمنا كيف نتعامل معها وذلك اسهل بكثير من جهلنا بالتعامل مع ذواتنا في علاقة انسانية عميقة.  مختصر لـ Why is work easier than love

³ Dr. Alessandro Gandini, Middlesex University: ‘Digital Work. The “Branded Freelancer” and the Rise of a Freelance Economy

⁴ “How to seize the day” Elizebth Gilbert 

Why we look down on low wage earners 

⁶Jenny Odell “How to do nothing” 

Undoing the Demos: Neoliberalism’s Stealth Revolution, Wendy Browns 

⁷Requiem For The American Dream, Noam Chomsky 

ماهي الأشياء التي تحبون اقتناءها وتجميعها؟

Anna Valdez

يقول بعض علماء النفس أن رغبتنا في اقتناء الأشياء وتجميعها مندفعة من القلق الوجودي، وقد يكون ذلك بسبب البحث عن الأمان بامتلاكها، أو لأننا نكترث بمظهرنا أمام الناس عندما نقتني هذه الأشياء ونُريها لهم ونسعد بدهشتهم وإعجابهم. البعض يؤمن بأن الماضي هو أفضل من الحاضر، فيتجسد إيمانه هذا في اقتناء الأشياء القديمة وتجميعها اعتقادًا منه بأنه يحفظ الماضي من الضياع.

ترتبط هواية اقتناء الأشياء وتجميعها غالبًا بالمشاعر الإيجابية. فتبدأ بالحماس عندما يبحث الشخص عن شيء ما، ويصبح سعيدًا عندما يجده ويضيفه إلى مجموعته، ويشعر بالرضا والفخر عندما يُخرج هذا الشيء فيتحدث عنه بسعادة أمام أصدقائه. إذن فاقتناء الأشياء أمر إيجابي يُسعد صاحبه. فماهي الأغراض التي تحرصون على اقتناءها وجمعها؟

بالنسبة إلي، هناك شيئان أحب أن أجمعهما: فواصل الكتب، وبطاقات غرف الفنادق التي أسكنها.

١
أحب كل مايتعلق بالكتب، المكتبات وموقع قودريدز وفواصل الكتب وكرسي الكتاب. وأحب أن ابتاع فواصل جديدة كلما سافرت أو شاهدت فاصلًا أعجبني، ألا يستحق الكتاب أن يُوضع بداخله تحفة فنية؟

لكن لأكون صريحة، لا أستخدم فواصل الكتب بالقدر اللازم. اقرأ في العادة ٣ كتب متنوعة في وقت واحد، وحيث أن كل كتاب يقع في مكان ما في المنزل، قد اضطر إلى ثني الورقة من الأعلى لأنني أكسل من أُخرج فاصلًا جديدًا من مخزنه. هنا صورة لمجموعتي المتواضعة:

٢
في السابق كنت أحب أن أجمع بطاقات باقات الإنترنت المختلفة بدلًا من رميها.

أما الآن ومنذ سنوات، فإني احرص على الاحتفاظ ببطاقات غرف الفنادق المُمغنطة. تعتبر بطاقات الفنادق فرصة للإحتفاظ بذكرى جميلة من الماضي تذكرك بالمكان الجديد الذي سكنت فيه لبرهة قصيرة من الزمان، تحتوي البطاقات الممغنطة على صورة جميلة للمدينة، أو للمؤتمر الذي يُقيمه الفندق، أو إعلانات لمحلات شهيرة وغيرها. قد تعتريني أحيانًا فكرة أن البطاقات غير مفيدة كما فواصل الكتب، فلم لا أتخلص منها؟ إلا أنني أتراجع عن هذا التفكير خاصة أنها لاتأخذ سوى مكانًا صغيرًا في أحد الأدراج، ومن الصعب أن أتخلص منها بعد أن جمعتها خلال هذه السنوات. هنا مجموعتي:

٣
الأكواب

لديّ مجموعة صغيرة أشرب فيها القهوة والشاي. أحرص على استخدامها بشكل متكرر، وأشعر بالسعادة في كل مرة أشرب فيها من كوب جديد. أتخلص من الأكواب التي لم أعد استخدمها لأفسح حيزًا لكوب آخر جديد.

هنا صور لثلاثة من أكوابي المفضلة والتي استخدمها في أوقات مختلفة:
كوب أُخرجه في شهر نوفمبر فقط (شهر ميلادي)

وكوب مناسب لليال الشتاء الطويلة، صناعة مغربية يدوية من تجارة عادلة:

وكوب ثالث ربيعي الشكل:

اختم هذه التدوينة بوثائقي لشخص لديه شغف اقتناء الأشياء القديمة وتجميعها حتى أصبح لديه متحفًا خاصًا في بيته.. شاهدوه وهو يتحدث عن الأنتيكات التي جمعها عبر السنين ويرفض أن يبيعها بأي ثمن:


ماهي الأشياء التي تحبون جمعها؟

١٠ حقائق يجب أن يتقبلها كل شخص

Monica Garwood

إجابة سؤال في كورا، ١٠ حقائق يجب أن يتقبلها كل شخص:
١ولدتَ وحيدًا وستموتُ وحيدًا، لذلك حاول أن تعيش حياة مليئة بالمعنى على قدر الإمكان. اجعل لك أهدافًا يومية واعمل عليها بقدر استطاعتك.

٢لن تكون شابًا إلى الأبد. ساعتك البيولوجية لن تتوقف عن العمل. كلما تقدمت في السن، ستحصل على تذكارات يومية صغيرة تذكرك بفناءك.

٣قد يكون حولك أكثر من ١٠ أشخاص تعتبرهم كالأصدقاء، لكن في أوقات الضراء، سيكون بقربك شخص أو اثنين فقط. كن ممتنًا إذا كان بجانبك شخص واحد على الأقل!

٤أنت لست شخصًا مهمًا مهما كنت تعتقد. كل إنسان في هذه الحياة لديه أموره ومشاكله الشخصية. لذلك لا تفكر فيما سيقوله الناس عنك، لأنهم لا يفكروا فيك أصلًا.

٥مايُشغل تفكيرك هو انعكاس حقيقي لما يحدث في حياتك. قد تتعجب لماذا تكرر نفس الأخطاء وتفشل في أمر تجيده. لذلك يجب عليك أن تراجع أفكارك وتفكر مع ذاتك حتى تُمحي كل الأفكار غير الجيدة، وتستطيع فعل ذلك عن طريق استبدال الأفكار القديمة بأفكار جديدة.

٦ستكون هناك أوقات محبطة وكئيبة في حياتك. لن تجري الأمور كما خططت لها تمامًا. لذلك، لا تُعلق نفسك كثيرًا بالنتائج.

٧الحظ يلعب دورًا كبيرًا في نجاحك أو في ثرائك. أعرف أشخاصًا دخلوا سوق الأسهم للمرة الأولى في حياتهم وأصبحوا أثرياء للغاية.

٨لتصبح رياضيًا محترفًا في رياضة معينة، يجب أن تبدأ مُبكرًا وتركز تفكيرك فقط في هذه الرياضة. هؤلاء المحترفون عملوا أكثر من ١٠ آلاف ساعة ليصبحوا جيدين للغاية كما يقول مالكوم قلادويل، وأنا اتفق معه، هل رأيت أي رياضي محترف في التنس أو كرة القدم يعمل في وظيفة عادية؟

٩المال مهم للغاية. ينفصل الكثير من الأزواج عن بعضهم بسبب المشاكل المادية مثل الإسراف أو عدم وجود المال الكافي. تعلم مهارات جديدة لتساعدك على جني المال بطريقة تعيش فيها حياة كريمة. أنصحك بأن تبدأ بتوفير المال مبكرًا حتى يتجمع لديك بشكل كافٍ في المستقبل.

١٠السعادة موجودة في السعي نحو هدف ذو قيمة. لن تساهم الأمور المادية بشكل كبير في رفع مستوى سعادتك.     

١١هذه نقطة إضافية. كلنا نعلم أشخاصًا فازوا باليانصيب الجِيني. أن تكون وسيمًا أو جميلًا يعني أنك بالكاد تعاني من ضعف الثقة بالنفس في أول حياتك. ستُعامل بشكل أفضل من مجتمعك وكل شخص يريد أن يصبح صديقك. هذه هي الحياة!

مترجم بتصرف:
Quora: What are ten truths everyone should accept in their life?

الحياة الطيبة

مع مكوثنا في المنازل هذه الأيام، ظهرت هناك دعوات مُلّحة إلى ضرورة إعادة النظر إلى تصاميم البيوت، وكيفية تصرفنا بداخلها.

زميلتي من جورجيا تتحدث عدة لغاتبالإضافة إلى الجورجيةمنها الإنجليزية والألمانية والأسبانية، وسبب معرفتها بهذه اللغات هي أنها منذ سنوات طويلة كانت تعيش وتتنقل بين دول كثيرة. سألتها مرة قبل أن أودعها وتغادر مونتريال:

مع هذا النمط من الحياة، هل تفتقدين في كل مرة كل هذه المدن أو حياتك فيها؟
لا..اعتدت على ذلك، لا أفتقد أي مدينة، ولكني أبكي بكاء مرًا في كل مرة أغادر فيها أي منزل سكنته. كل المنازل التي سكنتها تشبهني.. أصبحت جزءًا مني!

لذلك..هل تُشبهكم منازلكم؟

أطلقتُ على هذه التدوينة اسم الحياة الطيبة، لأن الحياة الطيبة تبدأ أولًا من المنزل، المكان الذي تسكن إليه. ليس هناك شك أن الحياة الطيبة هي مفهوم واسع لمجموعة متقاطعة من العوامل، لكن مايعنيني هنا هو العامل المادي: كيفية التعامل مع أشيائك المادية في المنزل على النحو الذي يجعلك تحيا حياة طيبة على قدر الإستطاعة. بالطبع هذا لا يعني أن من يخالف فلسفتي لايعيش حياة طيبة، ولكن لكلٍ طريقته، وهنا شيء من طريقتي:

غرفة النوم: وقد ذكرتها في أول الأمر لأننا نقضي ثلث يومنا وحياتنا في النوم. فالمرتبة الممتازة استثمار ممتاز لراحتك على المدى البعيد، واللحاف الدافئ والمخدة المناسبة هي أفضل ماتختم به يومك. من الجميل ترتيب السرير فور استيقاظك من النوم لأن هذا سيُشعرك بالإنجاز رغم تفاهته. ومن الرائع السماح لنور الشمس بالدخول إلى الغرفة وتهويتها كي تشعر ببدء يوم جميل.

ملابس المنزل: البيجاما مخصصة للنوم فقط. الحالة المُستثناة بالنسبة إلي هي الشهور الأولى بعد ولادتي لابنتي لأنها تُناسب الرضاعة الطبيعية، وبسبب نومي المتقطع واستيقاظي لفترات متعددة خلال اليوم. البعض يحب ارتداء البيجاما لأنها مريحة، لكن ملابس المنزل أيضًا يجب أن تكون مريحة وتبعث على البهجة. اختاروا الملابس التي تُشعركم بالسعادة والراحة خلال اليوم.

لا أمتلك ملابس كثيرة، لكنني لا أعيد ارتداء الملابس التي ارتديتها بالأمس. أقوم بفرز الملابس التي يمر عليها حول كامل دون استخدام، وأرتدي المجوهرات الخفيفة طوال الوقت (قرطين وسلسلة واسوارة) حتى أثناء النوم.

كيّ الملابس: لا أرتدي الملابس غير المكويةوأعني هنا ملابس المنزلوإن كانت بيجاما. قد أبذل بعض الوقت والجهد في الكثير من المرات لكيّها رغم انشغالي. لماذا قد نتجاهل كيّ الملابس التي لا يراها الناس؟

التنظيم: لا أحب الآراء التي تتغنى بنجاح وتميّز الشخص الفوضوي عن البقية بناء على دراسة أو أخرى، فليس هناك أسوأ من قضاء وقت وبذل مجهود للبحث عن فاتورة ورقية أو حتى ريموت التلفاز. الجلوس في منزل منظم مُريح نفسيًا ويبعدك عن التوتر والقلق. لدى أهل المدينة وصفٌ للترتيب وحسن التدبيررستكة، فالشخص المُرستكفهو الشخص الذي يُحسن من ترتيب منزله وتدبيره بالإمكانيات المتوفرة لديه. لستُ ماري كوندو -رغم أن أبي رحمه الله كان يتفوق عليها وأنا ابنته- وأحاول أن أُهدئ من روعي كلما حلّت الفوضى، لكن أُسدد وأُقارب.

أدوات الطعام: ليس لديّ أوعية وصحون خاصة بالضيوف. ما أقدّمه لضيوفي هي الأوعية التي استخدمها. لذلك أحب أن اشتري الصحون والأكواب الجميلة وأدوات الطعام المميزة، وأتخلص من الأوعية التي توقفت عن استخدامها. لا أستخدم صحون البلاستيك، ولا آكل على سفرة الطعام البلاستيكية ذات الإستخدام الواحد، بل أضع غطاء من (النايلون؟) الشفاف بشكل دائم على مفرش الطاولة المصنوع من الدانتيل حتى لا يتسخ ويسهل عليّ تنظيفه بعد كل وجبة. ألتزم دائمًا بوضع الصحون فوق قطع المفارش الخاصة بها placemat، ووضع الكاسات فوق القطعة الواقية coaster

لا أحب أن أغطي الكنب أو الكراسي بأغطية قماشية ثم إذا زارني أحد أزلتها، أرغب في استخدامها والاستمتاع بها بدون حواجز، ومازالت بحالة ممتازة ولم تتسخ حتى الآن. وبذكر الضيوف، فليس لديّ صالون مخصص لهم. فمن يزورني أستضيفه في مجلسي الجميل الذي أجلس فيه يوميًا. أما الغرفة التي كانت من المفترض أن تكون صالة للضيوف، فقد جعلناها مكتبة بها كنبة للقراءة ومكتب لزوجي.

أما الطعام فهو من مباهج الحياة، وأحاول دائمًا أن أبحث عن وصفات جديدة حتى لا أشعر بالملل. ولابد من وجود السلطة دائمًا! روائح الطعام المُعدة وخاصة المخبوزات تُكسي على المنزل دفئًا حميميًا.

الشبابيك الزجاجية: عندما قدمتُ الرياض كنا نبحث عن شقة مناسبة، كانت الشبابيك الواسعة أو المُطلة على الشارع هي من أولوياتي. لم أكن أفكر في شقة كبيرة أو حديثة البناء بقدر ماكان يهمني نور الشمس والحياة التي سأشاهدها من خلال نافذتي. لم أغطي النوافذ المُطلة على الشارع بقطع أو استبدلها بزجاج يحجب الرؤية، أو يقلل منها، ولكنني اشتريت ستائر خفيفة بحيث أزيحها على الجانبين تمامًا أول الصباح عندما تنعكس الشمس على النافذة وتستحيل الرؤية من الخارج، وأسدلها عند حلول العصر بحيث لاتمنع دخول ضوء الشمس. وبما أن وظيفتي عن بعد، فإنني امتلئ بالطاقة كل صباح عندما أبدأ في العمل من مكتبي المطل على النافذة الطويلة.

المنتجات المُستخدمة: أحب الأدوات والخامات الممتازة. قد أمتنع عن شراء منتج أعجبني بسبب أن خامته متوسطة الجودة. أحاول استبدال الأدوات البلاستيكية بالزجاج والخشب قدر الإمكان، وأحب شراء المنتجات العضوية مثل الشامبو والبلسم والكريمات وغيرها (سعر شامبو عضوي من ايهرب يساوي سعر شامبو عادي من صيدلية هنا). تهمني خامة الملابس، لذلك أُفضّل شراء بلوزة بسيطة ذات خامة ممتازة على شراء بلوزتين سهرة ذواتا خامة متوسطة الجودة. ويهمني استخدام مناديل ممتازة مثل كلينكس، لكنني أضع مناديل عادية فوق طاولة الطعام لأنها تُستهلك بكثرة، وأضع صندوق المناديل بداخل بيت مصنوع من القماش والدانتيل. أحب المنظمات، وأجدني استخدمها في كل مكان، في دولاب الملابس، وفي الثلاجة، وفوق التسريحة، وفي خزانة الطعام والبهارات، وتحت المغاسل.

لا للتكديس! الأشياء التي لا تحتاج إليها ولم تستخدمها منذ فترة طويلة، ولا تُجلب لك البهجة (كما تقول ماري كوندو) تخلص منها. أعطها لغيرك ليستفيد منها أو تصدق بها. التكديس يعني ضيق المكان، والمزيد من الغبار ووقتًا أطول في التنظيف، والكثير من التوتر.

النباتات: لديّ زرعتان بوتس (كبيرة في ركن المجلس، وأخرى صغيرة فوق المغسلة)، وأجلونيما، ودراسينا التي تساقط ورقها بعد رجوعي من السفر، وأخرى لا أعرف اسمها ابتعتها من السوبرماركت. فبالإضافة إلى الفوائد الصحية للنباتات المذكورة مثل أنها تُنقي الهواء بحسب وكالة ناسا، فإن النباتات المنزلية إضافة مُبهجة للغاية إلى المنزل.

الروائح المنزلية: لكل بيت رائحة مميزة. لكن لتجديد رائحة المنزل خاصة بعد الطبخ، أحب استخدام الشموع والمستكة والزيوت الأساسية مثل اللافندر. الروائح الجميلة تُنعش البيت وتساهم بشكل كبير في تعديل المزاج.

الإضافات الجميلة: اللوح الجميلة على الحائط، وورق الجدران، والتُحف التي جلبتها معك من السفر، كلها تُشعرك بحميمية المنزل.

هذه بعض الأمور التي أذكرها ..
ماذا عنكم؟  ماهي الأمور البسيطة التي تفعلوها في منازلكم من أجل حياة طيبة؟

عبق المنازل

Illustration by Merlin

“بوسع البشر أن يغمضوا أعينهم أمام ماهو عظيم أو جميل، وأن يغلقوا آذانهم أمام الألحان والكلام المعسول ولكن ليس بوسعهم الهروب من العبق لأنه شقيق الشهيق، معه يدخل إلى ذواتهم، ولايستطيعون صدّه إن رغبوا بالبقاء على قيد الحياة، إنه يدخل إلى أعماقهم، الى القلب مباشرة، حيث يتم الفصل الحاسم بين الميل اليه أو احتقاره، بين القرف منه أو الرغبة فيه، بين حبه أو كرهه.”

في إحدى الأيام وجدتُ كيسًا في زاوية المجلس، فتحته من باب الفضول لألقي نظرة ثم قلت لأمي مؤكدة لها”هذا من أم فيصل“ 

عرفتُ مصدر الكيس من رائحته التي فاحت عند فتحه. أعرف رائحة منزل صديقة أمي جيدًا، له رائحة مميزة كبقية البيوت التي زرتها. فكل بيت بالنسبة لي له رائحة تميزه عن البيوت الأخرى. 

خطرت في بالي كتابة هذه التدوينة عندما خرجت إلى الشارع وشممت رائحة جميلة فقلت ”رائحة مطر“ مع أنه لم يكن هناك أي أثر للمطر على الشوارع والسماء صافية. أخبرتني صديقتي أنه نزل هتّان قبل فترة وجيزة. نعم للمطر رائحة، كما للشمس رائحة، ولأوقات الطبيعة روائح مثل رائحة الصباح الباكر وآخر المساء قبيل الفجر. 

أعرف جيدًا رائحة أمي، وأستطيع أن أُخرج طرحتها من بين عبائات النساء الأخرى، وكذلك رائحة ابنتي وكل فرد من العائلة. وكم تمنيت أن أحتفظ برائحة أبي رحمه الله.. ألم يتوصل العلم إلى طريقة نحتفظ بها بروائح أحبابنا إلى الأبد؟ 

هنا بعض الروائح التي تعيد لي ذكريات الطفولة:

 أقلام الرصاص والمسّاحات
الأقلام الملونة برائحة الفواكه
دواء الكحة بنكهة الفراولة 
الطباشير
كلور المسابح
بخور المستكة خاصة أيام رمضان والجُمع
رائحة نيسكويك
خبز البر المديني
التميس
الكتب في أول يوم دراسي
صمغ اليوهو

عطر راماج من برجوا، وعطر ريف دور
مطار جدة
فاكهة الخربز
الورد المديني والفل
الحبق

ماذا عنكم؟
أي الروائح تُعيد لكم ذكريات الطفولة؟

تجارب ومباهج ٢٠١٩

@raahatventures


كيف حالكم يا أصدقاء؟

مر عام ٢٠١٩ سريعًا، لكنه كان في المجمل عامًا لطيفًا. في تدوينة مختصرة، أود أن أشارككم بقائمة من بعض المباهج والتجارب التي أسعدتني في هذا العام، لعلها تنفث روحًا إيجابية بينكم:

  • تقويم حائط برسومات الليمون من سين ديزاين: يحتوي على التاريخ الميلادي والهجري. كان مرافقًا جميلًا لي في هذا العام.
  • بودكاست فنجان: “هنا كثير من المتعة والفائدة”.
  • حفلة باك ستريت بويز
  • مدينة بوسيتانو وجزيرة كابري
  • ختام مسلسل قيم أوف ثرونز💔
  • ساعة ابل: كنت مترددة في شرائها في البداية، لكنها تستحق ثمنها.
  • ماستركلاس: دروس مميزة وفريدة من نوعها، مازلتُ هناك .
  • رواية الحرافيش المذهلة لنجيب محفوظ. واحدة من أروع الروايات التي قرأتها في حياتي!
  • فرشاة The Humble Co. : وداعًا لتأنيب الضمير أثناء تغيير الفرشاة. مصنوعة من خشب البامبو.
  • شاي Royal Blend من Fortnum & Mason 
  • عطر Fiori di Capri من كارثوسيا 
  • باب النور
  • حفلة عمرو دياب 
  • عالم الأمس: سيرة ذاتية لزفايج. كتبت عنها في تدوينة سابقة، وأعود إلى ذكرها هنا مرة أخرى حتى أعلمكم أنها تستحق القراءة. 
  • زيارة لمكتبة دار الساقي: كان حدثًا مميزًا بالنسبة لي، إذ أنها الدار التي نشرت أغلب كتب غازي القصيبي والتي قرأتها في مراهقتي. ابتعت منها كتاب جوخة الحارثي (سيدات القمر).
  • مكتبة Aqua Alta
  • غداء تحت أشجار الليمون
  • جورنال الخمسة سنوات: فكرة هذا الدفتر تعتمد على تكملتك لجملة مختلفة مثل “آخر قرار اتخذته مؤخرًا..”، “آخر خبر جميل سمعته اليوم..”،أحتاج إلى مساعدة بشأن..”.. في كل يوم، ثم الإجابة على هذه الأسئلة في العام القادم والذي يليه وهكذا لمدة 5 سنوات. مر على اقتنائي لهذا الجورنال أكثر من ٣ سنوات، وفي كل مرة أقارن جمل العام الماضي- أو الأعوام الماضية- بالجملة الحالية. مثير ومخيف أحيانًا!
  • اشتراك سنوي من سيلفردجز: ب٢٠٠ ريال فقط تحصلون على شحن مجاني لامحدود طوال العام. أشتري العطور ومستحضرات التجميل لي ولأهلي من الموقع بدلا من سعرها المرتفع هنا. تستطيعون شراء أي منتج وإن كان رخيص الثمن وتحصلون عليه بشحن مجاني مباشرة من بريطانيا، أرخص من توصيل المندوب في مدينتكم!

ماذا عنكم؟
ماهي اللحظات السعيدة والأمور الجميلة التي حصلت لكم خلال هذا العام؟
كل عام وأنتم بخير

شاي الظهيرة


في إحدى سنوات الطفولة، زارنا بعض الأقارب ومعهم ابنتهم الصغيرة والتي كانت في مثل عمري. كنتُ سعيدة للغاية بهذه الزيارة إلى الحد الذي قررت فيه أن أدعوها إلى تناول كوب شاي حقيقي. أخرجتُ كوبًا من طقم الشاي من الألعاب، ثم توجهتُ إلى المطبخ ووضعتُ كيسًا من الشاي وبعض السكر فيه. ماذا عن الماء المغلي؟ لدينا برادة ماء تقدم الماء الساخن! 

وهكذا صنعتُ أول كوب شاي في حياتي. 

ستمر سنوات طويلة قبل أن تُذكرني قريبتي بكوب الشاي هذا في بوسطن، المدينة الأمريكية التي نهضت فيها حركة حزب الشاي ضد سياسات الاستعمار الإنجليزي.

كنتُ أجد شرب الشاي فرصة لذيذة لتبادل الأحاديث مع صديقاتي – إن اخترنا الجلوس– أو عندما أقابل صديقات جدد. تعرفت على صديقة عزيزة في أحد المحلات التي تقدم الشاي في مونتريال، والتي دارت فيها الكثير من المواضيع الشيقة أثناء شرب شاي الظهيرة قبل أن يُغلق تمامًا. وعندما أنجبتُ ابنتي، فإن أول خروج لي بدونها كان لشرب شاي الظهيرة مع أمي. ومع الموجة الحالية للمقاهي المتنوعة، لم يعد يدعوك أحد إلى شرب كوب من الشاي خارج المنزل. 

الإنجليز يحبون الشواهي كثيرا، لدرجة أن ذلك انعكس على كلامهم. عندما سألت موظفة إنجليزية عن رأيها في بوريس جونسون (رئيس الوزراء الحالي)، قالت “هيز نت ماي كوب اوف تي” He’s not my cup of tea أو لا أجده مناسبًا بالنسبة لي.

اشتريتُ لابنتي طقمًا للشاي.

وقبل أن يتناثر في كل مكان على الأرض، نتظاهر أحيانًا بشرب شاي الظهيرة سوية. أسكب لها بعضًا منه في الأكواب، لكنها تصر على شرب الشاي مباشرة من فم الإبريق.

وفي هذا العام، جربت نوعًا جديدًا من الشاي أثناء زيارتي للندن، من شركة Fortnum & Mason الإنجليزية. كانت تجربة رائعة، ندمت على أنني لم ابتاع المزيد من الشواهي، لكنني استدركت الأمر، فمن يندم الآن في زمن التسوق الإلكتروني؟

تجارب ومباهج – ٢

هذه التدوينة الخفيفة هي من سلسلة تجارب والتي أعرفكم فيها على بعض تجاربي في الأسابيع|الشهور السابقة في أمور شتى كقراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت وغيرها من التجارب والمباهج الصغيرة.

التعليم الذاتي – ماستر كلاس MasterClass

بإلهام من هيفاء القحطاني، تشجعت أن تكون هذه السنة هي سنة التعليم الذاتي عن طريق الدروس والمحاضرات الموجودة أون لاين من كورسيرا وغيرها.

أنهيت مادة في كورسيرا، واشتركت في ماستر كلاس ب١٨٠ دولار في السنة. أستطيع القول أنه يستحق كل دولار دفعته. أتممت دورة مالكوم قلادويل في الكتابة- رائعة وملهمة- والآن قاربت الإنتهاء من محاضرات مارقريت آتوود عن الكتابة الإبداعية.

لكن، ما الفرق بين ماستر كلاس ومواقع مثل كورسيرا وإد إكس ويوداستي؟
بما أنني أنهيت مادتين في كورسيرا وتابعت العديد من المواد في مواقع MOOCs الأخرى -لم أنهها للأسف- أستطيع أن أدوّن أبرز الاختلافات بشكل سريع:
– كورسيرا يمتاز بالطابع الأكاديمي – هناك مهام ومشاريع دراسية يجب العمل عليها بعد الإنتهاء من المحاضرة، كذلك لابد من التعاون في تصحيح الواجبات للطلبة الآخرين حتى يتمكنوا من تصحيح واجباتك، وفي نهاية الدورة هناك اختبارات وأسئلة.
بينما ماستركلاس هو أقرب لفيديوهات يوتوب التعليمية. هناك ملف تستطيع تحميله بعد كل فيديو للمراجعة إذا أردت.
– مقدمو محاضرات كورسيرا وإد إكس هم دكاترة وأساتذة جامعات مختلفة لهم خبرة في السلك الأكاديمي والتدريس، بينما مقدمو محاضرات ماستركلاس هم أشخاص مميزون في مجالهم. على سبيل المثال: مارقريت آتوود الفائزة بجوائز في الأدب تقدم دورة في الكتابة، قاري كاسباروف بطل العالم في الشطرنج له دورة في تعليم الشطرنج، قوردن رامزي الحاصل على ١٦ نجمة ميشلان يقدم دورة في الطبخ، نتالي بورتمان الفائزة بأوسكار تتحدث عن التمثيل.. وهكذا.
– لا توجد شهادة إكمال الدورة في ماستركلاس بخلاف كورسيرا وغيرها، حيث تستطيع أن تأخذ شهادات معتمدة في الكثير من الجهات مثل نانو ديقري، وتستطيع أيضًا أن ترفق رابط إنهاء الدورة في مواقع مثل لنكدإن.
– تستطيع مشاهدة كل المحاضرات في ماستر كلاس ب١٨٠ دولار في السنة، بينما في كورسيرا والمواقع المختلفة فإن السعر يختلف باختلاف الدورة ونوع الشهادة، وبعض المحاضرات مجانية.

دورة مالكوم قلادويل عن الكتابة كانت مسلية وممتعة. فهو لا يتحدث عن الكتابة فقط، وإنما عن قصص وتجارب مر بها وعن خبرته ونصائح مختلفة مما يجعلها مميزة وتستحق المشاهدة مرة أخرى.

عالم الأمس – سيرة حياة ستيفان زفايج 

زفايج أديب كبير وروائي عبقري، كانت بداية قراءتي له (ماري انطوانيت) من كتب والدي رحمه الله، ثم قرأت بعد ذلك لاعب الشطرنج والتي اعتبرها من أجمل قصصه. 

أما هذه السنة فقد اشتريت جميع قصصه القصيرة أو النوفيلا من إصدار دار مسكيلياني من معرض الكتاب وقرأتها كلها. وبالرغم قصرها، فإن القصص مليئة بالمشاعر التي أستطاع زفايغ وصفها بكل دقة. لذلك، وبعد توصية من الصديقة إحسان، تشجعت على قراءة سيرته الذاتية (عالم الأمس).

في عالم الأمس، يتحدث زفايج عن النمسا الجميلة وفنونها المسرحية والموسيقية قبل الحرب العالمية، ثم كيف أثرت الحربة العالمية وأهوالها – خاصة هتلر- عليها وعليه شخصيًا. فقد انتحر مع زوجته بعد كتابته لعالم الأمس! 

من أجمل السير الذاتية، صادقة ومؤثرة للغاية. اقرأوها.

مسلسل تشيرنوبل 

لم أكن أعرف عن تشرنوبل إلا بعد قراءتي لكتاب الفائزة بنوبل للآداب، سفيتلانا ألكيسيفيتش ”صلاة تشرنوبل“. المسلسل يحكي في ٦ حلقات عن كارثة انفجار مفاعل تشرنوبل وكيف غيّر مجرى التاريخ بسبب آثاره الوخيمة على الناس والحيوانات والأطعمة والمياه والهواء، بل وحتى على الاتحاد السوفييتي. عظيم ويستحق المشاهدة.

 

غداء تحت أشجار الليمون

في ربيع هذا العام، زرتُ مدينة كابري الإيطالية. وهو الوقت المناسب لاعتدال الجو، والأهم من ذلك نضج الليمون الأصفر على الأشجار. تكثر أشجار الليمون على سواحل الأمالفي الإيطالية، وجزيرة كابري تشتهر بالليمون!

لذلك خططت لزيارة مطعم اُشتهر بأنه حديقة لأشجار الليمون، ويقدم أطباقه الطازجة من ليمون الحديقة، وكانت تجربة حالمة بحق!
طلبت رافيولي على الطريقة الكابرية، مع صوص الليمون.

وايسكريم الليمون بداخل ليمونة!

صندل حسب الطلب

وبالحديث عن جزيرة كابري، تقع بوسيتانو -والتي كانت لوحة فنية رائعة- بالقرب منها.

وحين كانت تمطر بالخارج، دخلت إلى محل Artigianato Rallo لبيع الصنادل حسب الطلب، وهو ماتشتهر به هذه المدينة الصغيرة، وماتشتهر به كابري أيضًا- هناك محل صنادل شهير في كابري قد ابتاعت منه الأميرة ثريا وغريس كيلي وجاكلين كينيدي صنادل اُشتهرت بسببهم-.
أما في هذا المحل الصغير الذي تشغله عائلة إيطالية منذ سنوات عديدة فالجلود إيطالية، والمقاس والتصميم والألوان على حسب الطلب. 

هذه أول مرة أجرب فيها شراء صندل بالطريقة التي أريدها. أُخذ مقاس قدمي من خلال عدة نعال جلدية وضعت قدمي عليها، واخترت تصميم الصندل ولون الجلد. وفي أقل من نصف ساعة كان الصندل الإيطالي الصنع والمريح جاهزًا للمشي!

شوكولاتة Z:

ترددت لسنوات كثيرة في تجربة هذه الشوكولاتة وتراجعت بسبب سعرها، ولكنني قررت أخيرًا وعزمت على شرائها في عيد الفطر كعيدية لذيذة لي. توفر لي كوبون بزيادة كمية الشوكولاتة إلى الضعف، فاستخدمته. وقرأت أن الشوكولاتة ستكون مغلفة بألواح من الثلج، لذلك لم أتردد في طلبها في شهر يونيو.

لكنها وصلتني قبل العيد بيومين هكذا:

تواصلت معهم واعتذروا مني على الفور في رسالة الكترونية مطولة، وأخبروني بأنهم سيرسلون إليّ كمية جديدة لكن ستكون بعد العيد. انتهزت الفرصة لأن اتذوق الشوكولاتة المجانية هذه – وإن كانت ذائبة- في انتظار الشوكولاتة القادمة.
وصلتني الشوكولاتة (علبتين منها بسبب العرض) في عبوات مضاعفة من الثلج من أجل حفظ حرارتها، وكانت مغلفة بداخل كيس قماشي فخم ومعها كتيب يحتوي على وصف لجميع أنواع الشوكولاتة. كان طلبي هو الشوكولاتة ”التقليدية“ والتي تحتوي على شوكولاتة بنكهات مختلفة. حجم الشوكولاتة صغير للغاية، قد يكون أكبر قليلًا من حجم رأس الإبهام. كل شوكولاتة مرقمة من الصفر إلى رقم ١١، بالإضافة إلى الحرف z، وكل رقم له طعم مختلف عن غيره. قررت أن أتناول قطعة واحدة يوميًا بالترتيب.
هل أعجبتني؟
الشوكولاتة ممتازة، لكن سعرها مرتفع للغاية (١٥٦ ريال + بالإضافة إلى سعر الشحن من فرنسا إلى السعودية عبر دي اتش ال). من الممكن أن أعيد التجربة لكن باختيار النكهات التي أعجبتني.

معالج نوف المطلق: 

سمعتُ كثيرًا بين أوساط السوشال ميديا عن هذا المعالج. يعتبر شعري ناعمًا (ويفي) ولكن به نفشة، لذلك أحتاج إلى تصفيفه إن أردت الذهاب إلى المناسبات الكبيرة أو بعض المناسبات الأخرى- ليس لدي ”سشوار“ ولكني استخدم في بعض الأحيان السيراميك-. وبما أنه يُسوق له بأنه طبيعي من مكونات طبيعية ولا يفرد الشعر كما البروتين البرازيلي -وتستطيع حتى الحامل والمرضع استخدامه-تحمست لتجربته. انتظرت لبعض الوقت حتى حصلت على خصم واشتريت الحجم الكبير منه. 

وصلني في خلال أسبوعين، الطرد كان مرتبًا والتعليمات واضحة. كل ما أحتاجه هو توزيعه على شعري والانتظار حسب المدة المطلوبة ومن ثم استخدام السيراميك وعدم غسله بعدها ل٣ أيام. اتفقت مع إحدى مصففات الشعر أخبرتني أنها خبيرة في تطبيق البروتين وغيره من المعالجات.

لم أجرب معالج على شعري من قبل، كما أنني لم أصبغ شعري ولا أستخدم الحناء. لا أستخدم سوى شامبو وبلسم من ايهرب. لذلك كانت مفاجأة لي عند خروج دخان كثيف من شعري له رائحة مزعجة وكذلك مسيل للدموع. للجمال ضريبة؟

كانت النتيجة جيدة في أول الأيام، تلاشت أغلب النفشة، حرصت على استخدام شامبو وبلسم مخصصين للبروتين. لكن بعد أسبوعين بدأت النفشة السابقة في الظهور وبدأ البروتين بالتلاشي، حتى اختفت نتيجته خلال ٦ أسابيع.

هل سأجربه مرة أخرى؟
قد يكون مناسبًا لغيري. لكن مع السعر المرتفع ومع مدة بقائه، لا.

وأخيرًا، أود أن أُريكم عيديتي لصديقاتي ولأهلي أخذتها من متجر فستق. نبات البوتس بداخل كوب مع كرت معايدة وبطاقة لكيفية العناية بها! أليست لطيفة؟