”يمكننا القول إن تزجية أوقات الفراغ في الطفولة السعيدة تتلخص في قراءة مجلات ميكي وماجد، ومشاهدة أفلام الكرتون، وتناول آيسكريم كرز بالفانيليا“.
مجلة ماجد
في طفولتي، كانت أمي تبتاع لنا مجلات ميكي المصرية -وأعني بالمصرية، التي تصدر من مصر- وكانت المجلات تُباع بشكل غير منتظم، أي أنك تستطيع أن تشتري مجلدات بتواريخ قديمة وجديدة. وكانت أمي في بعض الأحيان تشتري لنا مجلة ماجد. وعندما علمتُ بأن مجلة ماجد تصدر بانتظام كل يوم أربعاء وسعرها ٤ ريالات، ادّخرت من مصروفي اليومي- ٣ ريالات- ريالًا واحدًا كل يوم حتى أتمكن من شراء المجلة يوم الأربعاء. كنتُ أعطي السائق ٤ ريالات فيذهب إلى بقالة (ميد) ويشتري لي المجلة. كانت فرحة الانتظار جميلة وكأنني أترقّب مسلسلي المفضل. اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، واحرص على قراءة مشاركات الأصدقاء كما القصص. كنت أحب حكايات شمسة ودانة اللتين كانتا تسكنان جزيرة لوحدهما مع السلحفاة سلمى، والصقر منصور. كانت دانة تحب الرسم والفنون:
أما شمسة فكانت تحب الطبخ:
وهنا تتعلم دانة استخدام الكمبيوتر لأنها ستكون في حالة تخلف إذا لم تستعد وتتعلم، تمامًا كما الدعوات إلى تعلم البرمجة في هذا الوقت:
كنت أدخل في تحدي مع نفسي وأنا اقرأ القصص لأبحث عن فضولي، ثم أشارك بقلمي في حل الكلمات المتقاطعة. كانت مجلة ماجد تقطع لنا وقت فراغنا في أيام كانت مسلسلات الكرتون محددة بوقت العصر.
مع ذلك، كنتُ أفضّل كثيرًا مجلات ميكي المصرية عليها. ففي قصص بطوط وأبناء أخيه الثلاثة والعم دهب وكل عائلة البط من الإبداع والمرح ما يجعلني أقرأ القصة الواحدة مرات عديدة من حين إلى آخر. وكنتُ في طفولتي أتمنى أن أعيش في مدينة البط 🙂
وبينما كان والدي رحمه الله وأمي يجدان في مجلات ميكي وماجد مضيعة للوقت، كنتُ أحاول أن أشرح لهما بأنني بالفعل استفدتُ الكثير من هذه المجلات. ففي سن صغيرة، عرفتُ من خلال هذه القصص وحدها معالم وأماكن حقيقية مثل ماتشو بيتشو والأهرامات الثلاثة وبرج بيزا المايل وبركان فيزوف في إيطاليا -والتي كانت الساحرة سونيا ترغب في رمي قرش الحظ فيه- وتعرفتُ من خلال مغامرات عم دهب والكشّافة على المومياءات المتحنطة وأشخاصًا مثل الكسندر جراهام بل -عندما كان بندق يمثله- ودافنشي وغيرهم، وأمورًا أخرى كثيرة من تجارب الحياة، هذا غير أن مشاركات الأصدقاء كانت تحوي على الكثير من المعلومات التاريخية والعلمية، ثم أنها جعلتني أحب القراءة.
هنا مثلًا قصة لأنطوان تشيخوف باسم موت موظف (أو الرجل الذي عطس مرتين)
أما هنا فقصة مستوحاة من الليلة الثانية عشر لشكسبير كما أعتقد:
وهنا قصة جميلة عن أهمية القراءة والكتابة:
وقصة حقيقية دارت أحداثها في ليبيا أيام الإحتلال الإيطالي لها:
ثم قصص مثل هذه تجعلك تحرص على إدراك طبيعة الأشخاص من حولك:
ثم انظروا كيف كانت تجعلنا مجلة ماجد على اطلاع مع أخبار العالم، هنا بعض من أخبار مونديال كأس العالم ١٩٩٤:
مجلة ميكي الإماراتية
في يوم من الأيام، دخلت أمي علينا بالعدد الأول أو الثاني من مجلة ميكي قائلة أنها مجلة جديدة الإصدار من الإمارات. كم سعرها؟ ٦ ريالات! كان سعر مجلة ماجد ٤ ريالات فقط. أما القصص فقليلة، وكانت الصفحة الواحدة تحتوي على مربعات كبيرة من الحوارات وبالتالي عددها قليل (بينما الإصدار المصري يحتوي على مربعات أكثر في الصفحة الواحدة). أُعجبت بالمجلة لأن الورق كان فاخرًا وملونًا، بينما الإصدار المصري كان يحتوي على صفحتين ملونة وصفحتين بالأبيض والأسود وهكذا. أما بعض الشخصيات فقد تغيّرت أسمائها، فزيزي أصبحت بطوطة، وسوسو ولولو وتوتو أصبحوا كركور وفرفور وزرزور، وميمي أصبحت ميني. لا بأس. صرتُ اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، حتى كلمة مديرة التحرير نجوى آل رحمة.
مع مرور الأيام أصبحت المجلة ب٧ ريالات، ومع النجاح الذي حققته هذه المجلة في الخليج، أصبحت هناك إصدارات عديدة مثل إجازة مع ميكي، ومدينة البط (التي كانت تحتوي فقط على قصص البط مثل بطوط والعم دهب مع عصابة القناع وزيزي ومحظوظ وعبقرينو)، والتي كانت ب٢٠ ريالًا! يُرجى الملاحظة أن المجلات مثل سيدتي في ذلك الوقت كان سعرها ١٠ ريالات فقط، وكانت مجلة “هي” والتي تُعتبر مجلة تتحدث عن آخر أخبار الأزياء الفاخرة تصدر مرة في الشهر ب٣٠ ريالًا.
مجلة ميكي المصرية
أحببتُ الإصدارات القديمة من مجلة ميكي المصرية، والتي كانت تحتوي على قصص مطولة. أما قصصها فالكثير منها كان الحوار فيه يدور بالفصحى مع إدخال اللهجة المصرية أحيانًا، فكانت الحوارات “خفيفة دم” للغاية.
هنا بطوط مع جاره:
وهنا مع زيزي:
مع زيزي مرة أخرى:
ومن خلال القصص كانت تُغنّى الأغاني المصرية مثل يا ليلة العيد آنستينا لأم كلثوم:
غني لي شوية شوية لأم كلثوم، وزوروني في السنة المرة لفيروز:
وهنا أبو حنفي يُغني أهواك وأتمنى لو أنساك لعبدالحليم حافظ
ياوردة الحب الصافي لمحمد عبدالوهاب:
أثّرت هذه القصص على نجلاء الصغيرة بالطبع، هنا تدوينة (مذكراتي العزيزة..) والتي أقتبستها من زيزي عندما كانت تكتب يومياتها:
كنت أتأمل صور اللوحات الفنية الموجودة في صفحات مجلات ميكي وماجد، ولم أدرك أنني سوف أشاهد بعضها على الطبيعة يومًا، هنا مثال للوحة أوجست رينوار:
وهنا اللوحة الأصلية في متحف الفن في شيكاغو:
وأنتم.. هل كنتم محظوظون وقرأتم مجلات ميكي وماجد؟ حدثوني في التعليقات عن شخصياتكم وقصصكم المفضلة.
مخرج – تدوينات سابقة تتحدث عن مجلات ميكي وماجد وتأثيرها على نجلاء الصغيرة:
كتابي الأول
كم بيضًا للحمام؟
ما الذي تريد أن تراه في منامك؟
لستُ صغيرة
اقرأ لكِ هذه التدوينة وجسمي يقشعر..وكأنك تتحدثين مع بعض الفروقات
لم أعلم عن اصدار مجلة ميكي من مصر إلا منك
أول مرة اشتريت فيها مجلة ميكي كان العدد الثاني..دخلت محل البقالة الذي يبيع فيه البائع السوداني العم عثمان واشتريتها، كنت في المرحلة الثانية إبتدائي
صرت بعدها انتظر يوم الأربعاء بشغف، حتى استمتع بالمجلة واقرأها من الغلاف للغلاف حتى مقدمة نجوى كذلك هههههههههه، كان العم عثمان يحضرها لييتها ويعلقها على الباب قبل طهابه لصلاة العصر يوم الأربعاء لعلمه بحبي لها ويضيف حسابها على سجل المبيعات الخاص بأبي
تعلمت من المجلة الكثييير، منها مقولة (إذا عرف السبب بطل العجب)
ثم بدأ حبي لمجلة ماجد، بكل شخصياتها وحكاياتها وفضولي أيضا
من أحلام طفولتي آنذاك هو ذهابي لديزني لاند، كنت اقرأ عن الرحلات التي تنظمها مجلة ميكي لقرائها الصغار وأحلم بأن أكون معهم… لم أذهب لباريس الى الآن (عمري ٣٦) لكنك ذهبت لفروعها الأخرى قبل سنوات
شكرًا لمشاركة هذه الذكريات..وأنا معجبة بالمدونة الثرية
ولعلنا نلتقي يوماً
أمجاد المزيد
مرحبًا أمجاد.. شكرًا على قراءتك للتدوينة ومتابعتك وأيضًا على لطفك ❤️مبسوطة إنك كذلك بترجعي لي ذكريات قديمة، أظن مقولة إذا عرف السبب بطل العجب كانت قصة لعم دهب صحيح؟ وبعدين رحلة دزني كنت متحمسة أروحها وسجلت بياناتي ولكن ماما الله يعافيها قالت (ماعندنا بنات يسافروا لوحدهم😆) .. شكرًا مرة أخرى المدونة تزدهر بكِ وبمتابعين مثلك🙏🏻❤️
بالفعل وكأنكِ تحكين ذكرياتنا ، مجلة ماجد كان والدي حفظه الله يشتريها لنا كل أربعاء وكنت وإخوتي وأخواتي العشر ننتظرها بفارغ الصبر ، حينما تصل البيت كنا نتداولها بالأدوار التي تحجز مسبقًا بأسبوع ، وكان على من يقرأها أولًا ألا يطيل أو يقرأ القصص الطويلة مراعاة لانتظار الآخرين ،، كتبت الكثير من المقالات عن ماجد كانت مجلة غنية بالشخصيات والمعلومات الإثرائية ومشاركات الأصدقاء وكان لها أبلغ الأثر في طفولتي وإخوتي لكنها اليوم تغيرت وما عادت كما كانت ونحن صغار .
مجلات ميكي لطالما قرأناها بغير انتظام لكن تعلقي بها كان أقل.
شكرًا نجلاء أنتظر دومًا تدويناتكِ.
الجميل أنها كانت تصدر في نهاية الأسبوع وقتئذ، وبالفعل أثرتنا جميعًا.. شكرًا رقية على متابعتك ومشاركتك الدائمة ❤️🙏🏻أقدّر لك ذلك
مرحباً نجلاء
أنا متابعتك شبه الجديدة ، اكتشفتك منذ سنة و سعيدة بهذا الاكتشاف الثمين
مجلة ماجد كانت بمثابة – هويتي- أشعر أن طفولتي كانت برعاية هذه المجلة حرفياً . ف بالإضافة إلى الرسوم المتحركة و أشرطة الفيديو . كانت هذه هي الروتين الثابت في أيامي
و بالطبع كنا أنا و أخواتي نحجز الأدوار لقراءتها قبل صدورها بأيام
و لكن بالطبع لا أقرأها كاملة، بل أقسمها ل ٣ قراءات على ٣ أيام
القراءة الاولى للقصص الخفيفة مثل أمونة المزيونة و ميكي ميكي قرد صديقي و بي بي
كنت في الصف الأول الابتدائي حينها
ثم اليوم التالي للقصص الاطول مثل شمسة و أبو الظرفاء و زوبعة
و آخر قراءة تكون للمشاركات والمواضيع ، و حتى تصبح الثالثة -الصعبة – أكثر مرحاً فقد اخترعت طقساً معها وهو تناول الإندومي معها ههههه
أما ميكي فقد كانت لفترات متباعدة و كنت أقدسها جداً لكني اكتشفتها بالنسخة الاماراتية اولاً ، حتى اني نفرت من النسخة المصرية
التي عرفتها لاحقاً .. اعتقد انه بسبب كتابة الياءات بدون نقط …
لا زالت أختي الكبيرة و أخي القعدة – يقدسان الذكريات جداً- يحتفظان بعدد لا بأس به من المجلدات ( اشترياها حديثاً طبعاً لأن القديم اختفى مع الزمن )
مرحبًا فاطمة.. سعيدة بمتابعتك! أتذكر أن أمونة المزيونة كانت من رسوم طفلة صغيرة (أو حديثة التخرج من المدرسة) انضمت إلى عائلة ماجد وأول قصة لها رحبوا بها وأخبرونا عن موهبتها.. لاحظت إننا كلنا نقرأ المجلة كاملة لكن بطريقة مختلفة، مثلًا جعلتِ الفقرة الأصعب مع الاندومي لكنك لم تتجاهليها تمامًا 😆 شكرًا مرة أخرى على تعليقك ومتابعتك 🙏🏻❤️
يا الله!
أثرتِ الشجن، كنا ولازلنا يذهب المسافر إلى مصر لنوصيه بشراء الكثييير من مجلات ميكي ونقضي الوقت بقراءتها، أما عن إجازة مع ميكي😍 فالمحظوظ فعلاً هو الذي جمع كافة أجزاءها الملونة.
لازلت أذكر سنة ٩٩ زرت مكتبة العبيكان في الرياض وكانت “مجلدات ميكي” المصرية متراصة أكوام أكوام-باللهجة المصرية- ولم تسمح أمي إلا بشراء ١٠ منها 💔 ولم أشاهد هذا المنظر بعد ذٰلك في أي مكتبة
كما أسلفتِ فالمجلات تباع في البقالات.
ويبقى يوم الأربعاء منتظراً لشراء مجلة ماجد التي نبحث فيها أيضاً عن فضولي ونسخر من الذين يفوزون بعشرة دراهم! أو هواة المراسلة وجمع الطوابع!
يا تُرى كم صارت أعمارهم الآن؟
أما عن صفحة : برجك هذا الأسبوع فقد كانت أمي تتمتم بالاستغفار عندما سألتها عن معنى هذه الجملة علماً أنها لابد أن تخضع كل موادنا المقروءة لمقصها وقلمها الأسود العتيد لتكتب لنا ملحوظات دينية حول التخبيصات التي قد تمتلئ بها الكتب والمجلات.
و صولات وجولات مع مجلة سنان السعودية حيث الفتى أحمد وجمله، وكذلك مجلة باسم .
وعلى ذكر الثقافة واتساع المعلومات التي سبقنا بها الكثير من أقراننا: فروايات الجيب كالمغامرون الخمسة تختخ وأصدقائه وغيرها كانت بوابة للمعرفة من حيث تاريخ الحرب العالمية مثلا وقصص الجواسيس بين مصر واسرائيل، إلى جانب الكثير من الأماكن والتفاصيل عن الحياة المصرية الريفية والمدنية، هذا غير الروايات المتخصصة كروايات سفاري أو فنتازيا.
مرحبًا فاطم! مصدري مجلة ميكي الإماراتية كانوا من الذكاء أن يستخدموا ظهر الغلاف حتى يكوّنوا شكلًا جميلًا إذا جمعتي أجزاء “إجازة مع ميكي” كلها بجانب بعضها.. أما المجلدات المصرية فأذكر أنها كانت تُباع في مكتبات صغيرة غير شهيرة.. وفعلًا كانت هذه المجلات بوابة ثقافة ممتعة لنا في طفولتنا ❤️ كل الشكر لكِ على مرورك الكريم ومتابعتك، يومك سعيد 💕
بالمناسبة، تقول أمي أن موزة الحبوبة ذات الشعر القنفذي مترجمة من ثقافة أخرى وشقيقها رشود، ليس شقيقها حقيقة!
كذلك كابتن فيقاروا .
تذكرت فجأة المهرج زوبعة: تراالالااا
صحيح افتكر أنني تعجبت عندما رأيتها بلغة أخرى، وكنت أظن أنها رسم عربي أصيل! أما التحوير فكانت سبيستون أيضًا متخصصة في ذلك 😂
سلام عليكم. لدي عدة اسئلة. انا متابع قديم للمجلة. ايميلي ادناه ارجو التواصل معي.
من اسئلتي
الهدايا التي كانت تضاف
هل يمكنني شراء بعض الاعداد منك
وتشياء اخرى
اشكرك.
د. عليان زايد
مثلكِ تمنيت أن أعيش في مدينة البط، وأن يكون جاري بطوط الذي اعتبره هو وزيزي والعم دهب لهم جاذبية لا تزول بمرور الزمن وحتى بعد وصولي لعقدي الرابع ما زالت مازالت أحب قراءة مغامرات بطوط مع زيزي بل واستعمل بعض الحوارات في حسابي على الفيسبوك.
أما بخصوص مجلة ماجد فقد بدأت اقتناءها وقراءتها منذ صدور أعدادها الأولى، وتابعت اقتناء العدد بصعوبة في سنوات لاحقة حتى توقفت مع نهاية التسعينيات مع وجود إحساس بالملل وفقدان المجلة لطابعها المميز الذي عرفتها به في عقد الثمانينيات. أكثر شخصية أحببتها هي موزة وشقيقها رشود رغم أنها تذكرني بشخصية (لولو) الكرتونية. أيضا كانت متعتي الكبرى في العثور على فضولي ومفتاحه ونظارته، ومعرفة أخبار مغامرات كسلان جدا ونشيط جدا.م