فرشاة أسنان سيمون دو بوفوار – عن القشة التي تقصم ظهر بعيرك

Isabella Conti

Isabella Conti


في مذكراتها (مذكرات فتاة رصينة) كانت سيمون دو بوفوار تتحدث عن قسوة تعامل أمها معها منذ الطفولة، وأنها كانت تنهاها وتنهرها بشكل دائم. وفي يوم من الأيام بعد أن أمضت بوفوار أيامًا جميلة في مولان هي وأختها برفقة صديقتهما، عادت إلى البيت لتكتشف بأنها قد نسيت فرشاة أسنانها:

”لقد نسينا في مولان فرشاة أسنان، فاغتاظت أمي وأخذت تصرخ. وبدا لي أني لن أطيق هذا الجو الذي عدتُ إليه بعد هذه الأيام الصافية التي قضيناها هناك. وأسندتُ رأسي إلى الطاولة وأخذتُ أبكي، فقلدتني أختي.. وزاد غيظ أمي وأبي فقالا:
 شيء جميل أن تنخرطا في البكاء فور وصولكما!

والحق أن جميع الدموع التي تجمعت في مآقيّ طوال أشهر وأسابيع بسبب التوبيخ والعقاب والصراخ كانت آنذاك تخنقني“.


إن بكاء بوفوار على نسيانها لفرشاة أسنانها قد كان القشة التي قصمت ظهر البعير. كلنا لدينا بعير نرمي عليه أثقالنا غير آبهين حتى يأتي اليوم الذي تُثقل عليه قشة صغيرة رميناها عليه ويسقط على الأرض. فهل هناك قشة قد قصمت ظهر بعيرك؟

هنا بعض الكلمات، من المسلّمات التي نعرفها جميعًا لكنها للتذكير:

١- لا تراكم القش من الأساس: إن القشة الأولى لا وزن لها وتكاد تكون غير مرئية، لكنك سمحت بحملها على ظهر بعيرك. وبما أنك قد سمحت بالقشة الأولى، فسوف تسمح للثانية والثالثة.. وسوف تتجاهل تكوم القش لأنه خفيف الوزن من الأساس ولأنك مشغول للغاية بأمور أخرى ”أكثر أهمية“. لكنك في مرحلة ما ستُدرك أن هناك أكوامًا من القش قد تراكمت وستقلق قليلًا لكنك سوف ترجو أن ظهر البعير له القدرة على التحمل، وستواصل التغافل لأنك قد اعتدت على ذلك. بعدها ستأتي القشة الصغيرة الخفيفة التي ستخل التوازن ويسقط البعير وسترى الآخرين يشيرون إليك ببنانهم ويقولون ”ألهذه القشة التافهة قد صرخت\استقلت من عملك\انفصلت عن الآخر“؟

٢- تحدث عما يضايقك وضع حدودًا: إن الكثير من مشاكلنا قد تحدث بسبب سوء تواصلنا مع الآخرين وسوء تواصل الآخرين معنا (الآخرون هم الجحيم؟) ولذلك فإن مهارات التواصل مهمة للغاية في مجتمع قوامه الجماعة. إذا ضايقك شخص ما بكلمة أو فعل، لمّح إليه بلطف أن هذا الأمر قد ضايقك. إذا لم يكن لبيبًا ولم يفهم الإشارة وتكرر الأمر مرة أخرى، اسأله مباشرة لماذا تسأل كذا أو لماذا تفعل ذلك. لماذا نخبر الآخرين بشكل مباشر عندما تُسعدنا أفعالهم ونبحث عن شخص آخر نُحدثه عمّا ضايقنا منهم؟
سيتفاجئ الذي ضايقك من سؤالك المباشر وسيتفكر في الأمر حتى وإن لم يعتذر وتظاهر بالضحك. كثير من الأشخاص لا يُدركون أن فعلهم هذا كان له وقع سلبي على الآخر، لا يمتلكون مهارات التعاطف. إن الحدود المُبهمة وغير الواضحة تُسهل عليهم اختراقها وبالتالي إزعاجك مرارًا وتكرارًا حتى يسقط البعير.

٤- الاعتراف بوجود مشكلة: إن أول طريق إلى حل المشكلة هو الاعتراف بوجودها في الأساس. إذا كنت متضايقًا من أمر ما، لا تتجاهله. إن عقلك الباطني يُخبرك بوجود مشكلة ولكنك تتجاهل العلامات. قد تظهر المشكلة قبل نومك من خلال الأرق، أو في خلال نومك على شكل أحاديث نفس، أو بعد استيقاظك على شكل ضيقة صدر. إذا ضايقك موقف ما، فكّر جيدًا لماذا ضايقك؟ قد تجد جذورًا لهذا الشعور، وقد يكون هناك قش متراكم وبعيرٌ ينتظر النجدة. إحداهن كانت تُدوّن شعورها بالضيق في كل مرة تتضايق فيها بشكل مفاجئ وتكتب الوقت والحدث الذي صار بعده هذا الشعور، اكتشفت بعد ذلك أن هناك شعورًا قديمًا دفنته ويظهر رأسه في كل مرة يحصل فيها موقف معين بسيط.

٥- لا تدع الآخرين يستغلونك: إن ديننا الحنيف قد بيّن لنا فضل مساعدة الآخرين في أكثر من موضع، وأخلاقنا العربية تحث على مساعدة الغير. لكن هناك شعرة رقيقة بين مساعدة الآخرين والسماح لهم باستغلالنا. لذلك رتّب أولوياتك، مَن أحق الناس بمساعدتك وبوقتك ومجهودك؟ القاعدة تنادي بأن الأقربين هم أولى بالمعروف. من هم المقربون إليك؟ هل يستحق شخص لم تره إلا ٤ مرات في حياتك أن تقدم له مجهودًا في الوقت الذي ينتظر فيه طفلك بفارغ الصبر أن تلعب معه؟

٦- الصبر والتحمّل: إن الصبر والتحمل يكونا في أمور حدثت خارج إرادتنا. لذلك من الضروري أن نحدد أولًا ما الذي يقع داخل دائرة السيطرة وما الذي يقع خارجها. إن العائلة والأمراض وحوادث السيارات والكوارث الطبيعية هي أمور قُدّرت أن تكون خارج سيطرتنا، لكن اختيار الدراسة والعمل وشركاء الحياة والرفقة أمور قليلة نكون فيها مُخيرين نستطيع التحكم بها والاجتهاد فيها وتحديد نطاق الصبر فيها. تصبر على شخص كبير في العائلة وتحتسب الأجر، لكنك من المفترض أن لا تصبر على زميل لك في العمل يضايقك بكلامه. كذلك تصبر على مرض ألمّ بك، لكنك لا يجب عليك أن تتحمل وظيفة لا تتطور فيها. من الضروري أيضًا أن نفهم أن الاجتهاد والأخذ بالأسباب يتماشيا جنبًا إلى جنب مع الصبر والتحمّل.

والآن ماذا عنكم؟ كيف خففتم الحمل من على بعيركم؟
شاركونا بنصائح وكلمات قد تكون منطقية لكم ولكنها ليست كذلك لبعضنا.

لماذا يجب عليك أن تقرأ الحرب والسلم لتولستوي؟

IMG_4895D1087808-1
أعتقد أن رواية الحرب والسلم لتولستوي هي أعظم رواية كُتبت، وأظن أنه لن يُكتب ما يعادلها ثانية – سومرست موم


فكّروا في الاعمال العظيمة التي أنتجتها البشرية خلال الأزمان كلها: الأهرامات، سور الصين العظيم، لوحة ليلة النجوم، معزوفة باخ: تشيلو سويت رقم ١ بريلود، البف المديني، تمثال ديفيد، الأجزاء الأولى من قيم أوف ثرونز.. لا بد وأن القائمة تضم رواية الحرب والسلم لتولستوي (بالإضافة إلى البؤساء بالطبع!)
في هذه التدوينة، لخّصت باختصار شديد بعض الأسباب التي تجعل من قراءة الحرب والسلم ضرورية خلال حياتكم:


١– لأنها تطوير للذات
دائمًا ما أفكر في الكلاسيكيات أنها كتب رائعة في تطوير الذات. ندرك منها كيف يتأمل المتألم، ونفكر في الأسئلة المهمة التي تطرحها المواقف، ونقارن مواضيعها ومشاكلها المختلفة بالأحداث التي تحصل في حياتنا الشخصية. هناك دراسة نُشرت في ساينس تلخّص فيها أن قراءة الكلاسيكيات تطور من نظرية العقل، أو قدرة الشخص على فهم الآخرين خاصة إذا كانوا يحملون معتقدات ورغبات مختلفة عنه. يقول آلان دو بوتون أن تولستوي في الحرب والسلم لم ينجح فقط في إمتاع قرائه بل وفي زيادة ذكائهم العاطفي ”تولستوي كان مؤمنًا بأن الرواية ليست فقط أداة للمتعة بل أداة للتعليم والإصلاح النفسي. كان يعتقد أنها المصدر الأعلى الذي نستطيع من خلاله معرفة الآخرين، خاصة هؤلاء ذوي المنظر غير الجذاب، وبالتالي ننشر إنسانيتنا ونتعاطف مع الآخرين”.


٢– لأنها ممتعة جدًا
ستقضي ساعات طوال تقلب فيها الصفحات رغبة في معرفة ما الذي حدث لبيير أو أندريه أو ناتاشا أو روستوف. ستفكر في الأحداث كثيرًا، وتتأمل تطور شخصياتهم وستتحدث لأصدقائك عنهم وكأنك تعرفهم جيدًا. سوف يمضي بك فضولك لأن تبحث عن الحروب النابليونية في روسيا، وعن زمهريرهم الشتوي، وستبحث عن تأثير فرنسا على روسيا – خاصة أن الطبقة الارستقراطية في روسيا تتحدث الفرنسية-، وسوف تكوّن رأيك الخاص حول نابليون القائد الفرنسي المثير للجدل، وسوف تبحث- كما بحثتُ أنا- عن المذنّب العظيم الذي كان يتأمله بيير فرحًا رغم تشاؤم الناس منه، والذي قال عنه أبو تمام عندما تشائم الناس منه ونصحوا المعتصم بالتراجع في معركة عمورية:
وخوّفوا الناس من دهياء مُظلمة.. إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنبِ


٣– لأن تولستوي عبقري لديه القدرة على ملاحظة النفس البشرية
الشخصيات واقعية للغاية، قد تجدهم حولك في مجتمعك. كذلك تطور الشخصيات واضح خلال أحداث القصة، تلاحظهم وتكبر معهم مع تقليب الصفحات – وهو شعور رائع بالمناسبة-. كان بيير بوزخوف يعظّم من شأن نابليون قبل اندلاع الحرب، ويدافع عنه في الحفلات الارستقراطية، حتى أصبح يتمنى أن يكون قاتل نابليون في نهاية الرواية. لم يكن بيير وحده من يعظّم من أمر نابليون والفرنسيين، بل كذلك الكثير من الروس في ذلك الوقت ”الأزياء فرنسية، والأفكار فرنسية، والعواطف فرنسية، كل شيء فرنسي!“، وانظر كيف تطورت آرائهم مع تطور أحداث الرواية. أما تصوير الصراعات الداخلية للشخصيات في الرواية عظيمة ”يُشبّه تولستوي العالم التقليدي الزائف في تعارض مستمر مع الطبيعة الإلهية الصادقة. فالأمير آندريه في صالون بطرسبرج، والأمير آندريه فوق أرض المعركة يصوب نظره إلى السماء المرصعة بالنجوم“. سوف تُدرك جيدًا كيف أن النفس البشرية لديها دوافع غير عقلانية في اتخاذ القرارات سواء كان ذلك في الحرب أو السلام.


٤– لأنك سوف تعيد قراءة الكثير من النصوص والحوارات من أجل تأملها لجماليتها وواقعيتها
انظر إلى الحوار الذي دار بين بيير والرجل الفرنسي عن موسكو وباريس ليوضح مدى غطرسة الفرنسيين وثقتهم بنابليون:
الرجل الفرنسي: لماذا الروسيات غادرن موسكو؟ يا لها من فكرة مضحكة! ماذا كان يخيفهن؟
فرد بيير: أمَا كانت النساء الفرنسيات يغادرن باريس لو احتلها الفرنسيون؟
فيجيب الفرنسي ”آه آه!! إن هذه قوية جدًا! باريس؟ ولكن باريس!! باريس ..“
فأعقب بيير ”باريس، عاصمة العالم..“



٥– لأنها للباحثين عن المعنى

من خلال يومياته، كان تولستوي يبحث عن المعنى طيلة حياته. ولذلك نجد أن الغني بيير وهو الشخصية الأقرب لتولستوي يائس يبحث عن السعادة رغم امتلاكه الأموال والأراضي ولديه زوجة في غاية الجمال. يفكر بيير كثيرًا أن زواجه الفاشل هو السبب الأساسي لتعاسته، ثم يعتنق الماسونية للبحث عن المعنى، ويذهب إلى الحرب لأنه يظن أن المعنى ينتظره هناك، ويرغب في قتل نابليون لأنه هو السبب الرئيسي لكل المشاكل. ولكنه يجد المعنى في النهاية بعد مروره بجميع هذه التجارب وبالمصائب التي واجهها في الحرب، ويُدرك أن السعادة هي أمر داخلي. وكذلك بقية الشخصيات في الرواية، يجدون المعنى بعد مرورهم بالكثير من المعاناة.


٦– لأنها عن الحرب وتجربة الاقتراب من الموت
في هذه الملحمة يمنحكم تولستوي رائحة الحرب ومذاقه. يصف تولستوي البيئة الفوضوية للحرب وكذلك الحرب من وجهة نظر نابليون. ويقص علينا بطريقة عظيمة شعور اقتراب الموت من الإنسان، خاصة عندما نجد آندريه الجريح في الحرب ممدًا على الأرض مستحقرًا الحياة حوله ولا يأبه بمرور نابليون جانبه، وكذلك عندما يصطف بيير في الطابور للإعدام ويموت زميله في السجن. أما ناتاشا فتتغير شخصيتها وتصبح أكثر نضوجًا. كما في العنوان ”الحرب والسلم“ نصفها يدور حول الحرب والنصف الآخر حول أبطال الحرب في فترة السلام، لذلك لا يصح أن تقرأ فترة السلام دون أن تقرأ فترة الحرب.


٧-آخر فصل في الرواية عظيم
أغلب القصص تحتوي على نهايات سعيدة -ما عدا دراميات شكسبير التي تنتهي بالموت بشكل عجيب- ويتزوج الحبيبان ويعيشان في سعادة وهناء. أما الرواية هنا؟ أخبرتكم في البداية أن الشخصيات واقعية للغاية، لكنها تظل كذلك حتى النهاية، ويخبرنا تولستوي أن الحبيبين قد تزوجا وأصبحت الزوجة ربة منزل وتعيش مع زوجها حياة هادئة وعادية جدًا “خبئتُ الأسماء عن قصد”. في آخر فصل من الرواية، يحلل تولستوي -المؤمن- الحرب اللي قادها نابليون لروسيا من خلال الإرادة والسلطة فيقول ”لانستطيع أن نعتبر السلطة سببًا للأحداث دون التسليم بالتدخل الإلهي في شؤون البشر“. وقوله هذا يشبه قول فيكتور هوغو عندما نسب خسارة نابليون في معركة واترلو إلى إرادة الله تعالى:
”أكان من الممكن أن يكسب نابليون هذه المعركة؟
لا.
لماذا؟ هل بسبب ولينغتون أو بلوخر؟
لا. بسبب من الله“
بيير بوزخوف هو ليو تولستوي نفسه، فرأي بيير هو رأي تولستوي، وهذا يعني أن تولستوي كان يمقت نابليون. كان يسخر من المؤرخين الذين يُرجعون سبب هزيمة نابليون في بوردينو إلى زكامه، ”وليس نابليون الذي كان يقود المعركة، إذ لم تُنفذ أي خطة من ترتيبه القتالي، ولم يكن يعلم أثناء المعركة ماكان يجري أمامه. فكون هؤلاء الناس قد اقتتلوا لم تحدده مشيئة نابليون، وإنما جرى خارج عنه، بإرادة آلاف الرجال الذين شاركوا في المعركة.

اترككم مع مقطع لنجيب الزامل رحمه الله وهو يقول أن الحرب والسلم “شيخ الكتب، وأعظم الكتب الغربية.. ويتصدر زعيمًا لكل ما كتبه الغرب في أدب الرواية..”

 

 

 

 

 

وما الخوفُ إلا ما تخوّفه الفتى: تدوينة عن الخوف

 

The Scream by Edvard Munch


يقال أن الإنسان يُولد ولديه خوف من أمرين فقط: الخوف من الصوت العالي، والخوف من السقوط، وكل خوفٍ بعد ذلك مُكتسب من بيئته.

في طفولتي كنت أخافُ من الظلام كثيرًا، لا أعلم كيف تكوّن هذا الخوف لديّ لكن من المؤكد أن القصص التي كنا نسمعها أو نرويها لبعضنا كأطفال في آخر الليل عن الجن والكائنات غير المرئية هي التي زرعت هذا الخوف في قلبي. كنت أعتقد دائمًا بأن هناك كائن ما ينتظرني في الظلام بتعابير وجهه المخيفة. أذكر جيدًا الأيام التي هربت فيها من سريري متجهة نحو أمي التي اعتادت أن تجدني نائمة تحتها عندما تستيقظ فجرًا. لكن نجلاء الصغيرة أيقنت بطريقة ما أن التغلب على الخوف يكمُن في مواجهته. فماذا فَعلَت؟ 
ذات يوم، وعندما استيقظَت هلعًا من النوم في منتصف الليل نزلت بمفردها إلى الدور السُفلي حيث الصوالين الواسعة الغارقة في الظلام الدامس. كانت تجربة رهيبة، دارت على الدور كله وهي تُضيء الأنوار لتُؤكد لنفسها أن لا أحد هناك. كررَت هذه التجربة يومًا بعد يوم حتى تلاشى خوفها من الظلام. أصبحت نجلاء الصغيرة أكثر حكمة، ألم يقل برتراند رسل ”بداية الحكمة أن تهزم الخوف“؟



الخوف تجربة نفسية أليمة، لذلك أهل الجنة (لا خوفٌ عليهم..)

كبرتُ قليلًا، وعندما حان الوقت لمشاركة المناسبات التي يجتمع فيها الكبار كنت دائمًا فيها الشخص الأصغر. وبما أن أصغر القوم خادمهم، ومبادرة مني تكريمًا للمديح الذي وصلني من أول القادمين بقولهم ”آه كم كبرتِ“، تطوعتُ للمرة الأولى لصب القهوة وليتني لم أفعل. كانت دلة أهلي المُذهّبة ثقيلة للغاية، ومن أجل أن أصب القهوة كان عليّ أن أرفع الغطاء قليلًا بالضغط على قطعة خلف الغطاء باصبعي أثناء الصب لترتفع إلى أعلى وبالتالي تُفتح كالفم – وليس بضغطة زر كما هو حال الدلال اليوم أو بإدارة الغطاء قليلًا لفتحه-، وبالتالي نتج عن ذلك سكب القهوة على يدي. 
اعتذرتُ بأن الدلة بها عيب ولم تكن حرارة القهوة بأشد من حرارة الخجل التي كنتُ أشعر به. حاولتُ للمرة الثانية أن أصب القهوة لكن النتيجة أيضًا باءت بالفشل. وهكذا أصبح لديّ خوف جديد: صب القهوة أمام الناس.
 أصبحتُ لا أحب الولائم أو التجمعات التي كانوا يُقيموها أهلي في منزلنا لأنني كنتُ الفرد الأصغر، وهذا يعني أنه يتحتم عليّ أن أساعد أمي في خدمة الجميع واضطر إلى تقديم القهوة. ومع حبي للناس، كنتُ أشعر بالضيق في اليوم الذي يُعلن فيه عن قدوم ضيفٍ جديد، ولكنني أشعر بالخفة عندما ننتقل إلى تقديم طعام العشاء ثم الشاي. إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه نجلاء المراهقة تقليد نجلاء الصغيرة بتجربة الحل الوحيد: مواجهة الخوف.

عندما قرر والدايّ إقامة طعام العشاء، ذهبتُ يومها إلى مطبخ الضيوف وتفحصتُ جميع الدلال الموجودة لأول مرة بعيدًا عن الدلة المشؤومة. هذه دلة جميلة فيها زر دائري كبير اضغط عليه ثم تخرج القهوة ..ببساطة. هكذا إذن! يا الله .. الدنيا بها حلول كثيرة لم نكن نتخيل بوجودها.. بالطبع لم أكن سأعرف هذا الحل لولا أنني لم أواجه المشكلة التي أجهل تفاصيلها، والإنسان دائمًا عدو ما يجهل.

كيف هي تجاربكم مع الخوف؟ يُقال أنكم تستطيعون التعرف على ذواتكم من خلال معرفة ما يخفيكم في هذه الحياة. أغلب الأمور التي نخافها نُدرك لاحقًا أو في مرحلة متأخرة مع الأسف أننا عظّمنا من شأنها.

”كانت لديّ الكثير من المخاوف في حياتي، معظمها لم تحدث“ -مارك توين 


هل واجهتهم مخاوفكم؟ وجدتُ بعض النصائح العملية من تيم فيريس قد تساعدكم في مواجهة الخوف خاصة في اتخاذ القرارات:

١- حدد كابوسك: حدد أسوأ أمر قد يحصل لك عندما تفعل ما تخافه. ما هي الشكوك والمخاوف والأمور التي ”قد“ تحدث عندما ترغب في اتخاذ قرار ما أو تغيير كبير؟ تصوّر ذلك في تفاصيل دقيقة ومؤلمة.
هل سيكون ذلك نهاية حياتك؟ 
ترى ما هو التغير الدائم الذي سيحدث، إذا كان هناك تغير أصلًا، على مقياس من ١ على ١٠؟

هل هذه الأمور المتغيرة هي حقًا دائمة؟
ما هي احتمالية حدوثها في نظرك؟

٢- ما هي الخطوات التي من الممكن أن تتخذها لإصلاح الضرر أو لإرجاع الأمور إلى نصابها حتى ولو كان ذلك بشكل مؤقت؟ 
إن الفرص أسهل مما تتوقع. كيف تستطيع أن تُعيد الأمور لتكون تحت السيطرة مرة أخرى؟

٣- ما هي النتائج أو الفوائد الدائمة والمؤقتة من السيناريوهات المتوقعة؟ أنت الآن قد حدّدت الكابوس، فما هي النتائج الإيجابية التي تحمل احتمالية عالية لوقوعها؟ سواء كانت النتائج داخلية (الثقة، أو تقدير الذات..الخ) أو خارجية. ما هو التأثير المتوقع الذي يمكن أن يحدث على مقياس من ١ على ١٠؟ كم هي احتمالية إنتاجك لنتيجة إيجابية؟ هل استطاع الآخرون الأقل ذكاء منك أن يفعلوه وينجحوا في ذلك؟

٤- إذا طُردت من عملك اليوم، ما الذي تستطيع أن تفعله لتجعل الأمور تحت السيطرة المادية؟ تخيّل هذا السيناريو واطّلع على الأسئلة الثلاثة السابقة. إذا استقلت من عملك لاختبار الخيارات الأخرى، كيف ستعود إلى طريقك المهني إذا وجب عليك ذلك؟

٥- ما الذي تؤجله بسبب الخوف؟ في العادة، الأمور التي نخاف أن نفعلها هي الأمور التي نحتاج أن نفعلها. تلك المكالمة الهاتفية، أو ذلك الحوار، أو غيرها من الأمور. إن الخوف من النتائج المجهولة هو ما يمنعنا من فعل ما نحتاج أن نفعله. حدد أسوأ حالة من الممكن أن تحدث لك وتقبّلها ثم افعلها. سوف أكرر عليك أمرًا تحتاج أن تُوشمه على جبينك: 
ما نخاف أن نفعله هو في العادة ما نحتاج أن نفعله.

وكما قيل إن نجاح المرء في الحياة يمكن أن يُقاس بعدد الحوارات غير المريحة التي يرغب في إجرائها. خطط في كل يوم أن تجرب أمرًا واحدًا تهابه. اكتسبتُ هذه العادة من خلال محاولتي في التواصل مع المشهورين في الأعمال وغيرهم لأجل أن اسألهم عن نصيحة يقدموها إليّ.

٦- ما الذي سيكلفك – ماديًا وعاطفيًا وجسديًا- إذا أجّلت العمل؟ لا تُقيّم الجانب السيء من العمل فقط. من المهم أن تقيس الثمن السيء لعدم العمل. إذا لم تُكمل الأمور التي تُثيرك، فأين ستكون بعد سنة، أو ٥ سنوات، أو ١٠ سنوات؟ كيف ستشعر لأنك سمحت للظروف أن تسيطر عليك ولأنك سمحت لعشر سنوات من حياتك أن تمر وأنت تفعل أمرًا تعلم جيدًا أنه لن يحقق لك شيئًا؟ إذا نظرت إلى ١٠ سنوات من خلال التيليسكوب وتأكدت ١٠٠٪ بأن هذا الطريق هو طريقٌ للخيبة والندم، وإذا عرّفنا الخطر بأنه ”احتمالية حدوث نتائج سلبية لا رجعة فيها“، فإنه يمكننا القول بأن ”عدم الفعل“ هو الخطر الأعظم على الإطلاق.

٧- ما الذي تنتظره؟ إذا لم تستطع إجابة هذه السؤال فإن الإجابة هي بسيطة: أنت خائف، مثل بقية الأشخاص في العالم. قِس تكلفة عدم العمل، وحاول أن تستوعب عدم احتمالية وقابلية إصلاح الخطوات المتعثرة، وطوّر العادة الأكثر أهمية لهؤلاء الذي ينجحون ويستمتعون بالنجاح: الفعل.

مخرج:
الهلع من إغلاق البوابة: كلمة ألمانية، وتعني  الخوف الذي يشعر به المرء عندما يتقدم بالسن، عندما يشعر أن الوقت يمضي بسرعة وبالتالي تفوته فرص كثيرة.
– رواية الخوف لستيفان زفايغ
– تدوينة: الخوف من الجراثيم
– تدوينة: الخوف من أن لايحتاجنا أحد

 

 

 

 

 

 

 

 

كيفن كيلي في عمر السبعين: نصائح وددتُ لو أنني أعرفها عندما كنت صغيرًا

By Jeffrey Phillips

كيفن كيلي

اليوم هو عيد ميلادي. بلغتُ السبعين عامًا. تعلمتُ حتى الآن أمورًا قليلة من الممكن أن تكون مفيدة للبعض. وعلى مدار الأعوام الأخيرة، وضعتُ عددًا من النصائح في كل عام، ولكني فوجئت أنني أضفت المزيد منها لهذا العام. هذه هدية عيد ميلادي لكم جميعًا: ١٠٣ جزءًا من الحكمة وددتُ لو أنني أعرفها عندما كنت صغيرًا: 

١- نحو ٩٩٪ من الوقت، يكون الوقت المناسب هو الآن. 

٢- ليس هناك شخص معجب بممتلكاتك مثلك. 

٣- لا تعمل عند شخص لا ترغب في أن تكون مثله. 

٤- ارع ١٢ شخصًا يحبونك، لأنهم يساوون أكثر من ١٢ مليون شخصًا معجبًا بك.

٥- انتبه من تكرار نفس الأخطاء، وارتكب أخطاء جديدة.

٦- إذا توقفت للاستماع إلى مُوسيقي أو عازف في الشارع لأكثر من دقيقة، فأنت مدين لهم بدولار. 

٧- أي جملة تقولها قبل كلمة ”لكن“ لا تُحتسب.

٨- عندما تسامح الآخرين قد لا يلاحظون ذلك، لكنك سوف تتشافى. إن الغفران ليس أمرًا نفعله من أجل الآخرين، وإنما هو بالأحرى هدية لأنفسنا.

٩- لا تكلف المجاملة شيئًا. أرخِ غطاء المرحاض بعد الإستخدام. دع الناس في المصعد يخرجون قبل أن تدخل. أرجِع عربة التسوق إلى مكانها. وعندما تستعير شيئًا، أعده بشكل أفضل مما كان عندما حصلت عليه، ممتلئًا ونظيفًا.

١٠- عندما تجد نفسك في جدالٍ بين طرفين، فكن الطرف الثالث. 

١١- الكفاءة  أمر مبالغ فيه، أما الإهمال فهو أمر مستخف به. إن الإجازات والعطل وأيام نهاية الأسبوع والمشي بلا هدف والفراغ كلها مهمة لتحقيق أفضل أداء في أي نوع كان. تتطلب أفضل أخلاقيات العمل آداب راحة جيدة.

١٢- عندما تصبح قائدًا، فإن مهمتك الحقيقية هي أن تخلق المزيد من القادة، لا المزيد من الأتباع. 

١٣- انتقد في السر، وامدح في العلانية.

١٤- ستُعرض عليك دروس الحياة بالترتيب المطلوب. كل ما تحتاجه هو أنك تتُقن الدرس الذي بداخلك. عندما تتعلم الدرس بصدق، سيُعرض عليك درسًا آخر. إذا كنت حيًا فهذا يعني أن هناك المزيد من الدروس لتتعلمها.

١٥- إنه واجب على التلميذ أن يستخرج كل شيء من المعلم، وعلى المعلم أن يستخرج كل شيء من الطالب. 

١٦- إذا كان الفوز مهمًا للغاية في لعبة ما، فغيّر القوانين حتى تصبح اللعبة أكثر مرحًا. قد تتغير اللعبة بتغيير القوانين.

١٧- اطلب المال من الممولين وسوف يقدمون لك نصيحة، لكن اطلب النصيحة وسيقدمون لك المال. 

١٨-  إن الإنتاجية قد تكون مشتتة، فلا تسعَ نحو الطرق الأسرع لإنهاء مهامك، ولكن اسع نحو المهام الأفضل التي لا ترغب في إنهائها. 

١٩- ادفع ما تُدين به فورًا للباعة والعاملين والمقاولين وسوف يبذلون قصارى جهدهم للعمل معك في المرة القادمة. 

٢٠- إن أكبر كذبة نقولها لأنفسنا هي ”لا أحتاج أن أكتب هذا لأنني سأتذكره“.

٢١- إن ازدهارك ككائن مُدرِك يُقاس بعدد الحوارات غير المريحة التي ترغب في إجرائها. 

٢٢- تكلم بثقة وكأنك مُحق، ولكن أنصت بحذر وكأنك مُخطئ. 

٢٣- قياس سهل: إن المسافة بين أطراف أصابعك من ذراعيك الممدوتين عند مستوى الكتف هي طولك. 

٢٤- إن اتساق محاولاتك في التمرين والرفقة والعمل هو أمر أكثر أهمية من الكمية. لا شيء يتفوق على الأمور الصغيرة التي تُنجز كل يوم، والتي هي أكثر أهمية من الأمور التي تنجزها بين حين وآخر.

٢٥-  إن صناعة الفن ليس أمرًا أنانيًا، لأنه لنا نحن البقية. إذا لم تصنع فنك، فأنت تخدعنا. 

٢٦- لا تسأل امرأة مطلقًا عما إذا كانت حامل. دعها تخبرك إذا كانت كذلك. 

٢٧- هناك ثلاثة أشياء تحتاجها: القدرة على عدم التخلي عن شيء ما حتى ينجح، والقدرة على التخلي عن شيء لا ينجح، والثقة في الآخرين الذين يساعدونك على التفريق بين القدرتين. 

٢٨- عندما تتحدث للجمهور، توقف بين الحين والآخر. توقف قبل أن تقول شيئًا بأسلوب جديد، وتوقف بعد أن تقول شيئًا تعتقد أنه مهم، وتوقف للراحة حتى يستوعب المستمعون التفاصيل. 

٢٩- ليس هناك شيء مثل أن تكون ”على الوقت المحدد“. أنت بالأحرى إما أن تكون متأخرًا أو مُبكرًا. القرار بيدك. 

٣٠- اسأل أي شخص تحبه ستجد أن ضربة الحظ حدثت لهم أثناء انعطافهم عن الهدف الأساسي. لذلك اغتنم المنعطفات. إن الحياة ليست خطًا مستقيمًا لكل شخص. 

٣١- أفضل طريقة للحصول على جواب صحيح على الإنترنت هي أن تضع الجواب الخاطئ وتنتظر شخصًا ما أن يصححه لك. 

٣٢- سوف تحصل على نتائج أفضل بعشر مرات إذا عززت السلوك الجيد بدلًا من أن تعاقب السلوك السيء، خاصة في الأطفال والحيوانات. 

٣٣- استغرق وقتًا في صياغة عنوان الإيميل كما تستغرق وقتك في كتابة الإيميل ذاته، لأن العنوان هو السطر الوحيد الذي يقرأه الناس غالبًا.

٣٤-  لا تتنظر هدوء العاصفة، وارقص تحت المطر.

٣٥- عندما ترغب في التحقق من مراجع أحد المتقدمين للوظيفة، قد يتردد أصحاب العمل  أو يحظر عليهم إخبارك بأي شيء سلبي بشأنهم، لذلك اكتب لهم رسالة تقول فيها ”تواصل معي إذا كنت تعتقد أن المتقدم للوظيفة هو شخص رائع للغاية“، إذا لم يتواصلوا معك فاعتبر أن هناك شيء سلبي. 

٣٦- استخدم البرامج التي تُدير كلمات المرور: لأنها أفضل وأكثر أمانًا وسهولة. 

٣٧- نصف مهارة التعليم هي أن تتعلم ما يمكنك تجاهله.

٣٨- إن فائدة الهدف الطموح الباعث على السخرية هو أنه يضع معايير مرتفعة للغاية حتى إذا فشلت في تحقيقه قد يكون نجاحًا بالمعايير الاعتيادية.

٣٩- إن الطريقة المثلى لفهم نفسك هو أن تتفكر بجدية في الأمور التي تزعجك في الآخرين.

٤٠- اجعل أغراضك في غرفة الفندق واضحة أمامك، ولا تضعها في الأدراج، لكن في مكان واحد. بهذه الطريقة لن تنسى غرضًا واحدًا. إذا احتجت أن تستخدم شاحنًا لجهازك في أحد زوايا الغرفة، فضع بجانبه غرضين كبيرين. لأن احتمالية نسيانك ل٣ أغراض هي احتمالية ضئيلة.

٤١- إنكار المجاملة أو تجاهلها هو أمر قبيح. اقبلها مع الشكر حتى وإن كنت تعتقد أنك لا تستحقها. 

٤٢- اقرأ دائمًا اللوحة المعلقة بجانب النصب التذكاري. 

٤٣- عندما تنجح في بعض الأمور، فإن الشعور بأنك دجّال قد يكون حقيقيًا. ”من أخدع؟“ ولكن عندما تصنع أمورًا بمواهبك الفريدة وبخبرتك ولا يستطيع أحد غيرك صنعها، عندها لن تكون دجالًا على الإطلاق، بل شخص قد ترقى ترقية كهنوتية. إنه من واجبك أن تعمل على أمور لا يستطيع فعلها إلا أنت.

٤٤- ما تفعله في أيامك السيئة مهم أكثر مما تفعله في أيامك الجيدة. 

٤٥-  اصنع أشياء تصبح جيدة لأن يمتلكها الناس. 

٤٦- عندما تفتح علبة طلاء حتى وإن كانت فتحة صغيرة، فسوف تجد طريقها إلى ملابسك. لذلك ارتدِ ملابس مخصصة لها.

٤٧- لتجعل أطفالك مهذبين في رحلة بالسيارة، احمل معك كيسًا به مفضلاتهم من الحلويات، وارمِ قطعة من الحلوى من النافذة في كل مرة يسيئون التصرف. 

٤٨- لا تستطيع أن تجعل من الأشخاص الأذكياء يعملون بجد من أجل المال فقط.

٤٩- عندما لا تعرف كم تدفع أجرًا لمهمة فعلها شخص ما، اسأله ”كم من المُنصف أن أعطيك؟“ وسوف يجاوبك. 

٥٠- ٩٠٪ من كل شيء هو هراء. إذا ظننت أنك لا تحب الأوبرا، أو الروايات العاطفية، أو التيك توك، أو الأغاني الريفية، أو الأطعمة النباتية، أو NFT، فحاول أن تجد فيها ال١٠٪ والتي ليست هراءً.

٥١- سوف يُحكم عليك من حسن تعاملك مع الأشخاص الذين لا يستطيعون فعل شيء لك. 

٥٢- في العادة نميل إلى تضخيم الشؤون التي نستطيع فعلها في يوم واحد، والاستخفاف بالشؤون التي نستطيع أن نحققها خلال عقد من الزمان. تُنجز الأمور العظيمة إذا بذلت لها ١٠ سنوات. إن اللعبة طويلة الأجل تحتوي على مكاسب صغيرة تتغلب حتى على الأخطاء الكبيرة.

٥٣- اشكر معلمًا غيّر حياتك. 

٥٤- لا تستطيع أن تجعل شخصًا يستنتج فكرة لا يستطيع أن يستنتجها بنفسه. 

٥٥-  أن أفضل وظيفة هي التي لا تكون مؤهلًا لها لأنها سوف ”تمطك“. لذلك قدّم على الوظائف التي لا تكون مؤهلًا لها. 

٥٦- اشترِ كتبًا مستخدمة فهي تحتوي على نفس الكلمات الموجودة في الكتب الجديدة. كذلك هناك المكتبات العامة. 

٥٧- تستطيع أن تكون أي شخص تريده، لذلك كن الشخص الذي يُنهي الاجتماعات مبكرًا.

٥٨- هناك رجل حكيم قال ذات مرة ”قبل أن تتحدث، دع الكلمات تمر عبر ثلاث بوابات. في البوابة الأولى اسأل نفسك ”هل هذا صحيح؟“ وفي البوابة الثانية اسأل نفسك ”هل هذا ضروري؟“ وفي البوابة الثالثة اسأل نفسك ”هل هذا لطيف؟“.

٥٩- اصعد الدرج.

٦٠- ما تدفعه مقابل شيء ما هو أكثر بمرتين من السعر الحقيقي على الأقل، وذلك بسبب المجهود والوقت والمال اللازم لإعداده وكذلك التعلم والصيانة والإصلاح والنشر في النهاية. لا تظهر كل الأسعار على الملصقات. إن التكاليف الفعلية هي أكثر بمرتين من الأسعار المسجلة.

٦١- عندما تصل إلى غرفتك في الفندق، ابحث عن مخرج الطوارئ. لا يستغرق الأمر أكثر من دقيقة. 

٦٢- إن الطريقة المثمرة للإجابة على سؤال ”ما يجب أن أفعله الآن؟“ هو أن تعالج سؤال ” من يجب أن أكون؟“.

٦٣- إن متوسط العوائد على فترة زمنية أعلى من المتوسط تُثمر عن نتائج غير اعتيادية. اشتر وأمسِك. 

٦٤- من المثير أن تكون خلوقًا للغاية مع الغرباء الوقحين.

٦٥- يستطيع الشخص ذو الذكاء المتوسط، والذي يستطيع أن يتواصل مع الناس بشكل جيد، أن ينجز أفضل من الشخص الذكي والذي لا يستطيع أن يتواصل مع الناس. وهذا خبر جيد لأنه من الأسهل بكثير أن تحسّن من مهارات التواصل على أن تحسّن ذكائك.

٦٦-  لا بأس أن تُخدَع من الآخرين من حين إلى آخر، وهذا سعر زهيد مقابل الثقة بأفضل ما في الجميع، لأنك عندما تثق بأفضل ما لديهم فإنهم يعاملونك بشكل أفضل. 

٦٧- الفن هو كل ما يمكنك الإفلات به.

٦٨- من أجل الحصول على أفضل النتائج مع أطفالك، ابذل نصف المال الذي تعتقد أنك يجب أن تصرفه، لكن ابذل ضعف الوقت معهم. 

٦٩- اشتر آخر دليل للسُياح لمدينتك أو منطقتك. سوف تتعلم الكثير من خلال لعب دور السائح مرة في السنة. 

٧٠- لا تنتظر في الطابور لتتناول طبق مشهور، من النادر أن يستحق انتظارك. 

٧١- حتى تكشف بسرعة عن الشخصية الحقيقية لشخص ما قابلته للتو، انقله إلى شبكة إنترنت بطيئة للغاية، ثم راقب. 

٧٢- وصفة شعبية للنجاح: افعل شيئًا غريبًا. اجعل لك عادة من غرائبك. 

٧٣- كن محترفًا. انسخ نسخة احتياطية واحدة على الأقل من النسخة الاحتياطية الخاصة بك. احصل على نسخة احتياطية من كل نسخة احتياطية. كم ستدفع من أجل استعادة كل بياناتك وصورك وملاحظاتك إذا فقدتهم؟ إن النسخ الاحتياطية رخيصة مقارنة بالندم.

٧٤- لا تصدق أي شيء تعتقد أنك تؤمن به. 

٧٥-  من أجل إرسال إشارة طوارئ، استخدم القاعدة الثلاثية: اصرخ ثلاثًا، انفخ في البوق ثلاثًا 3 horn blasts، أو صفّر ثلاثًا. 

٧٦- في المطعم: هل تطلب طبقًا تعلم أنه لذيذ أو تجرب شيئًا جديدًا؟ هل تصنع شيئًا تُدرك جيدًا أنه سيُباع أم تجرب صنع شيء جديد؟ هل تواعد أشخاصًا جدد أم تلتزم بمواعدة شخص تعرفه؟ إن التوازن الأمثل لاستكشاف أمور جديدة مقابل استغلالها بمجرد العثور عليها هو 1/3 هذا يعني:

اقضِ ثلث وقتك في الاستكشاف، وثلثي الوقت في التعمق. إنه من الصعب أن تُكرس وقتك لاستكشاف أمور جديدة مع التقدم في العمر لأنه يبدو أمرًا غير مثمر، لذلك اجعل هدفك هو الثلث. 

٧٧- إن الفرص العظيمة بحق لا تحمل عنوانًا يقول عنها إنها ”فرص عظيمة“.

٧٨- عندما تُقدم إلى شخص ما انظر إلى عينيه وعد إلى ٤، كلاكما سيتذكر الآخر. 

٧٩-  انتبه إذا وجدت نفسك تتسائل ”أين السكين الجيد؟ أو أين قلمي الممتاز؟“ هذا يعني أن لديك سكاكين وأقلام غير جيدة، تخلص منها. 

٨٠- عندما تكون عالقًا، اشرح مشكلتك للآخرين. شرح المشكلة في الغالب سوف يؤدي إلى استعراض الحل. اجعل من ”شرح المشكلة“ جزءًا من نظامك لعملية استشكاف الأخطاء وإصلاحها.

٨١- عندما تشتري خرطوم للحديقة، أو سلك تمديد، أو سلم، فاشتر واحدًا أطول مما تحتاج. سيكون هو الحجم المناسب. 

٨٢- لا تزعج نفسك بمحاربة القديم، ابنِ الجديد. 

٨٣- يستطيع فريقك أن ينجز أمورًا عظيمة تتجاوز إمكانياتك، وهذا ببساطة يكون من خلال إظهار التقدير لمن يستحقه.

٨٤- عندما يخبرك شخص ما عن سنة الذروة في تاريخ البشرية والتي كان كل شيء فيها عظيمًا قبل الانحطاط، سيكون هذا دائمًا في السنوات التي كان فيها عمره ١٠ سنوات- والتي هي ذروة وجود كل بشري.

٨٥- أنت كبير مثلما الأمور التي تجعلك تغضب. 

٨٦- عندما تتحدث إلى الجمهور من الأفضل أن تركز بصرك على مجموعة من الناس بدلًا من أن توزعه على جميع من في الغرفة. إن عينيك سوف تنقل إلى الآخرين ما إذا كنت تؤمن حقًا بما تخبرهم به. 

٨٧- إن العادة هي معتمدة أكثر بكثير من الإلهام. أحرز تقدماتك عن طريق العادات ولا تركز في أن تصبح قويًا. انصب تركيزك على أن تصبح ذلك الشخص الذي لا يفوت أي تمرين. 

٨٨- عندما تتفاوض، لا تستهدف القطعة الأكبر من الكعكة، بل اجعل هدفك أن تخبز كعكة أكبر. 

٨٩-  إذا كررت ما قمت به اليوم ٣٥٦ مرة أخرى، فهل ستكون في المكان الذي ترغب أن تكون فيه العام المقبل؟

٩٠- أنت ترى فقط ٢٪ مما يراه الشخص الآخر، وهو يرى فقط ٢٪ مما تراه أنت. فلتتناغم أنفسكما على ال٩٨٪ المخفية. 

٩١- إن وقتك ومساحتك محدودين. تخلص من الأشياء الموجودة في حياتك والتي لم تعد تثير البهجة حتى تفسح المجال للأشياء المبهجة. 

٩٢- سيحقق أحفادنا أمور مذهلة، ومع ذلك فإن جزء من الذي سيصنعوه كان بالإمكان صنعه بالأدوات والمواد المتاحة اليوم إذا كان لدينا الخيال. فكر بشكل أكبر. 

٩٣- للحصول على عائد كبير، كن فضوليًا بشأن الأمور التي لا تهمك. 

٩٤- فليكن تركيزك على الاتجهات أكثر من تركيزك على الوجهات. من يعرف وجهته؟ لكن حافظ على الاتجاه الصحيح وسوف تصل إلى المكان الذي ترغب في الوصول إليه. 

٩٥- كل فتح علمي في البداية يكون مضحكًا وسخيفًا. إذا لم يبدو مضحكًا وسخيفًا في البداية فلن يكون فتحًا علميًا. 

٩٦- إذا أقرضت شخصُا ٢٠ دولارًا ولم تره مرة أخرى مطلقًا لأنه يتجنب سدادها، فإن ال٢٠ دولارًا التي دفعتها تستحق قيمتها.

٩٧-   تقليد الآخرين هي طريقة جيدة للبدء. لكن تقليد نفسك هي طريقة مخيبة للآمال. 

٩٨- إن أفضل طريقة للتفاوض على الراتب في وظيفة جديدة تكون ((بعد)) أن يقابلوك وليس قبل ذلك. بعدها سيكون التحدي من الطرفين لتقديم مبلغ في البداية، لكن الأمر في صالحك أن تجعلهم يقترحون مبلغًا قبل أن تخبرهم. 

٩٩- بدلًا من أن تقود حياتك متجنبًا المفاجآت، استهدفها بشكل مباشر.

١٠٠- لا تشتر تأمينًا إضافيًا إذا كنت تستأجر سيارة ببطاقة ائتمانية.

١٠١- إذا كانت أفكارك حول موضوع معين سهلة التنبؤ من خلال أفكارك حول موضوع آخر، فقد تكون مُسيطَرًا أيدولوجيًا. عندما تفكر حقًا بنفسك لن تكون استنتاجاتك متوقعة. 

١٠٢- اجعل هدفك أن تموت مُفلسًا. أعطِ للمستفيدين قبل أن تموت لأن ذلك أكثر متعة وفائدة. أنفق كل شيء. يجب أن يذهب آخر شيك لك إلى الجنازة ويرتد. 

١٠٣- أهم وقاية من التقدم في العمر هي أن تظل مندهشًا.


كيفن كيلي: مصوّر وصحفي متخصص في الكتابة عن التكنولوجيا وتأثيرها على الثقافة والسياسة والإقتصاد. مؤسس مشارك لمجلة WIRED. مؤلف كتاب The Inevitable. ترجمتُ مقالته من هنا

تدوينات مُقترحة:

برتراند رسل – كيف (لا) تتقدم في السن
أوليفر ساكس – متعة الشيخوخة

استعرض عملك أمام الآخرين – عن التسويق الذاتي

unknown original source

بعد قراءتي لكتاب اوستن كليون الخفيف (استعرض عملك)، ترجمته واختصرته لكم بتصرف إلى عدة نقاط مبسطة  لكي تستفيدوا منها. عرفت بعدها أن الكتاب تُرجم إلى العربية بعنوان جميل (شارك فنك).

يقول هنري دو بلزاك إن أكبر مشكلة عويصة يواجهها الفنان هي أن يجد طريقة ليلاحظه الناس. لذلك، من أجل أن يُعثر عليك، يجب أن تكون شخصًا سهل العثور عليه. 

ينوّه المؤلف أن هذا الكتاب هو للأشخاص الذين يكرهون فكرة التسويق الذاتي. لذلك سيخبركم بطريقة أفضل عن كيف تشارك عملك بطريقة تجذب الناس، وكيف تكون مستمتعا بما تعمله، وكيف تتعامل مع النجاحات والإخفاقات.. كل ماعليك هو أن تستعرض عملك أمام الآخرين.

١- ليس عليك أن تكون عبقريًا لتفعل ذلك:

في هذا الزمان ليس هناك شخص واحد عبقري ينجز كل المهام مثل موزارت أو اينشتاين أو بيكاسو. هناك عدة فرق من العباقرة يتحدوا لينتجوا لنا أفضل منتجات العصر. الإبداع هو تعاون، وثمرة تزاوج الأذهان مع بعضها البعض.

نحن نعيش في عصر يصبح فيه من السهل أن نتعاون مع زمرة من الأذكياء، والفضل يعود إلى الإنترنت. ابحث عن المواضيع التي تستهويك في قنوات اليوتوب والمدونات وغيرها. لاتخف من أن تكون شخصًا هاويًا. فالهاوون يحبون أن يجربوا أمورا جديدة ويشاركوا الآخرين نتائجها. وخلال تجاربهم يتعرفون على اكتشافات جديدة، وهم لا يخافوا أن يقعوا في الأخطاء.

أفضل طريقة لأن تبدأ طريقك الخاص بك في مشاركة الآخرين عملك هو أن تفكر ماذا تريد أن تتعلم، وأن تلتزم بتعلم ذلك أمام الآخرين.ابحث عن مجموعة من الأذكياء، وانتبه جيدًا إلى مايشاركونه أيضًا. وسيعثر عليك الآخرون.

“من الممكن أن يكون قولي هذا مبالغة، لكن في هذه الأيام من الضروري أن تكون متواجدًا على الإنترنت .. إذا لم يكن عملك موجودًا ”أون لاين“ فهذا يعني أنه ليس موجودًا على الإطلاق”.

إذا أردت من الناس أن يعرفوا ماذا تفعل، وأن يعرفوا الأشياء التي تهمك، فيجب أن تشارك بها. تذكر أنك ستكون ميتا في يوم من الأيام فهذا سيمنحك الطاقة لأن تفعل العديد من الأشياء. 

٢- فلتجعل تفكيرك ينصب على الطريقة وليس المنتج النهائي:

هناك الرسمة وهناك فعل الرسم. الكثير من الفنانين يحتفظون بفعل الفن لأنفسهم ويستعرضون للآخرين النتيجة فقط. اليوم وبفضل الإنترنت والشبكات الإجتماعية، تستطيع أن تشارك الآخرين خطوات عملك. تستطيع الفنانة الآن أن تستعرض أمام الآخرين الاستديو الخاص بها، وخطوات الرسمة، أو أن تدوّن مايلهمها، ومن هم الأشخاص الملهمين بالنسبة لها. 

قد تكون هذه الصراحة بالنسبة للبعض أمر مخيف. لكن الناس مهتمين بشكل كبير فيما يفعله غيرهم. يحب الناس أن يشاهدوا كيف يُعد الطعام لهم. (انظر كيف حقق مطعم نصرت الشهرة، بسبب إعداد الطباخ للحم ووضع الملح عليها بطريقته).

هذا يسمح للآخرين بأن يروا من هو الشخص الموجود خلف الكواليس.

كن موثّقا لما تفعله. كيف؟ ابدأ بعمل جورنال، اكتب ما تفكر به تجاه عملك وكذلك خواطرك بشكل يومي. التقط صورًا لسير العمل من زوايا مختلفة. صوّر فيديوهات لعملك. ستستفيد أنت من ذلك أيضًا لأنك سوف ترى عملك في النهاية بصورة أوضح.

٣-  انشر شيئًا صغيرًا بشكل يومي:

في نهاية كل يوم، عد إلى الوثائق التي كوّنتها وابحث عن شيء جميل عن عملك لتشارك به الآخرين. يشتكي الفنان ”زي فرانك“  مقابلات العمل ”عندما أطلب من الأشخاص أن يعرضوا علي أعمالهم، فإنه يستعرضون أعمالًا لهم أثناء دراستهم أو من آخر وظيفة لهم، لكنني مهتم أكثر لما فعلوه خلال نهاية الأسبوع“.

الطريقة التي تشارك بها الآخرين ليست مهمة، فالمشاركة اليومية قد تكون أي شيء تحب: مثل تدوينة، أو ايميل، أو تغريدة أو فيديو يوتوب أعجبك. 

ليس لديك وقت؟ كلنا مشغولون، لكن كلنا لديه ٢٤ ساعة في اليوم. الكثير من الأشخاص يسألني ”من أين لديك كل هذا الوقت؟“ وأجيبهم ”أبحثُ عنه“.

تستطيع أن تجد وقتا بين فراغات اليوم، أثناء تنقلك في السيارة، في استراحة الغداء، بعد أن يخلد أطفالك إلى النوم. من الممكن أن تفوّت برنامجك التلفزيوني من أجل تجد وقتًا لعملك هذا. من الممكن أن تفوّت ساعة من النوم لهذا الأمر.. ابحث عن الوقت.. تستطيع أن تجد لنفسك نصف ساعة في اليوم!

تذكر أن كل شيء تضعه على الإنترنت يبقى هناك إلى الأبد. لذلك فكّر جيدًا فيما ستضعه وتشارك به الآخرين. هناك فرق كبير بين المشاركة وبين المبالغة في المشاركة. قبل أن تشارك شيئًا على الإنترنت فكر جيدًا ماذا سيحدث بعدها.

اختر اسمًا جيدًا من أجل موقعك على الإنترنت: لاتفكر في الموقع وكأنه آلة للتسويق الذاتي، بل فكّر به وكأنه آلة اختراع ذاتي. ففي هذا الموقع سوف تكون الشخص الذي ترغب في أن تكونه. املء موقعك بأفكارك وأعمالك والأمور التي تهمك.

٤- افتح غرفة العجائب: 

لا تكون شخصًا مهووس بتخزين الأشياء!

إذا حصل وأن عشت مابين قرني ال١٦ وال١٧، وكنت شخصًا متعلمًا وغنيًا، فمن المرجح أنه سيكون لديك “غرفة العجائب“ أو غرفة مليئة بالأغراض المُلفتة للأنظار مثل الكتب والجماجم والمجوهرات والأصداف واللوح الفنية والنباتات والأحجار وغيرها. كلنا لدينا هذه الغرفة بشكل ما. شارك هذه الأفكار والإلهامات مع الآخرين. 

من أين تحصل على إلهامك؟ 

ما هي الأشياء التي تملأ رأسك بها؟ ما الذي تقرأه؟ هل أنت مشترك في قنوات معينة؟ ماهي المواقع التي تزرها؟ ماهي الموسيقى التي تستمع إليها؟ ماهي الأفلام التي تشاهدها؟

ما الذي تجمعه؟ ما الذي ترسمه وتدوّنه على دفترك؟ مالذي تضعه على ثلاجتك؟ ماهو الشخص المُلهم بالنسبة إليك؟ مِن مَن تسرق أفكارك؟ هل لديك أي أبطال؟ من تتابع على السوشال ميديا؟ 

كل هذه الأمور تستحق المشاركة مع الآخرين لأنها تعطي فكرة للناس عنك وعن الذي تفعله. لاتشعر بالخزي تجاه الأمور التي تعجبك وتلهمك. عندما تشارك عملًا ما، من المهم أن تشير إلى الشخص الذي أنتجه. 

٥- اقصص علينا حكاية جميلة:

عملك لا يخبرنا عن نفسه. عندما تضع عملًا لك، إروِ قصة عنه. يحبُ الناس أن يعرفوا كيف صُنعت الأشياء، ومَن صنعها. فالحكايات التي ستنسجها عن عملك سيكون لها تأثير كبير على مايشعر به الآخرون تجاه عملك، وشعورهم هذا سيؤثر حتمًا على القيمة التي سيمنحوها لعملك. 

إذا أردت أن تكون مؤثرًا بشكل أكبر، يجب أن تكون حكواتيًا جيدًا.أهم جزء في القصة هي البنية. فالقصة الجيدة مرتبة ومنطقية رغم أن حياتنا ليست كذلك. 

من الممكن تقسيم حكايتك إلى ٣ فصول: الفصل الأول أين كنت وماذا تريد وكيف رغبت في هذا الأمر ومالذي فعلته حتى الآن من أجل أن تحصل عليه. الفصل الثاني أين أنت الآن في عملك ومالذي فعلته والمصادر التي استخدمتها. الفصل الثالث: أين ستذهب، وماهو الشخص الذي تود أن تكونه. 

فكّر في الجمهور بشكل دائم. اختصر كلامك. لا تضيع وقتهم. تعلم كيف تتكلم وكيف تكتب. 

٦- علّم الآخرين:

شارك أسرارك. ماهي خلطتك السرية؟ 

في اللحظة التي تتعلم فيها شيئًا جديدًا، أخبر الآخرين عنه. شارك قائمة كتبك. أرشدهم إلى المصادر المفيدة. اصنع فيديو يعلمهم هذا الأمر المفيد وشاركه معهم. استخدم الصور والكلمات والفيديو. علمهم بالخطوات.

٧- لاتتحول إلى شخص ممل: 

اصمت وأنصت: إذا أردت أن يكون لديك جمهور، فكن أنت من الجمهور. توقف عن القلق بشأن عدد الأشخاص الذين يتابعونك، ولا تضيع وقتك على قراءة كيف تحصل على أكبر قدر من المتابعين. اصنع الأشياء التي تحبها وتحدث عنها وستجذب الأشخاص الذين يحبون هذه الأمور.

اختبار لفحص مصاصي الدماء: هذا الاختبار مهم لتعرف من هم الأشخاص الذين ستدعهم يدخلون حياتك أو يخرجون منها. إذا شعرت بأنك منهك القوى أو شعرت بالطاقة السلبية بعد مقابلتك لأحدهم فهذا يعني أن هذا الشخص هو فامباير أو مصاص دماء. وإذا حدث العكس وشعرت بأنك مليء بالإيجابية وبالطاقة فهذا يعني أن هذا الشخص ليس فامباير. 

تخلص من هؤلاء الأشخاص الذين يمتصون طاقتك. 

٨- تعلم كيف تتقبل اللكمة: 

عندما تستعرض عملك أمام العالم، كن مستعدًا للأمور الجيدة والسيئة والبشعة. كلما ازداد عدد الأشخاص الذين يشاهدون عملك، كلما ازدادت احتمالية تعرضك للانتقادات. 

  • استرخ وتنفس جيدًا: حسب معرفتي، لم يمت أي شخص بسبب تعليق سيء!
  • مرّن رقبتك: من أجل أن تكون مستعدَا لتلقي اللكمات، اعمل أكثر ومرّن رقبتك على تلقي اللكمات.
  • تكيف مع اللكمات: استمر بالعمل، كل انتقاد يعني فرصة لعمل جديد. لا تستطيع أن تتحكم في الانتقادات بل في ردة فعلك لها.                    
  • احرس مناطقك الهشة: إذا كنت تعمل على شيء حساس أو شخصي للغاية، اخفيه. 
  • لا تغذي المتنمرين: الشخص الذي ليس لديه أي اهتمام بعملك لكنه يؤذيك بتعليقاته. لن تنل أي شيء مفيد منه، لذلك لا تغذيهم. اعمل بلوك للتعليقات المسيئة. واحذف التعليقات السيئة.

٩- اعرض عملك للبيع: 

تحتاج إلى المال من أجل أن تتطور. يقول والت دزني ”نحن لا نصنع الأفلام من أجل المال، وإنما نحصل على المال من أجل عرض المزيد من الأفلام“. اعرض عملك بسعر مناسب وعادل.

بالنسبة إليّ، فإنني أخبر الناس بأن يدعموني عن طريق شرائهم لما أعرضه للبيع. احتفظ بقائمة بريدية على موقعك. شجع الناس لأن يشتركوا في موقعك عن طريق البريد الالكتروني واعرض عليهم منتجاتك بشكل جذاب بين حين وآخر.

١٠- لا تنسحب:

كل وظيفة لها أيامها السعيدة والسيئة. العمل لاينتهي أبدًا. كان ارنست همنغواي يتوقف في منتصف الجملة في آخر اليوم من أجل أن يبدأ بها في اليوم التالي. 

إليك ماتفعله: بدلا من تأخذ استراحة بين عملين من أجل أن تحصل على فيدباك وتفكر في القادم، اجعل نهاية العمل فرصة لأن تنتقد نفسك مالذي فعلته وما الذي يمكن أن تفعله بشكل أفضل.

اذهب بعيدًا وعد ثانية: من أجل الحصول على الطاقة التي ستفيدك في عملك اترك عملك، اذهب إلى الطبيعة، إلى الحديقة. امشِ كثيرًا. تمرّن. من المهم أن تفصل عملك عن بقية حياتك. وابدأ مرة أخرى. 

وفي نهاية هذه التدوينة، أدعوكم إلى زيارة الحديقة السرية لريم على انستقرام ففيها تطبيق عملي جميل لهذا الكتاب. فمنذ أسابيع، شاركتنا ريم على انستقرام خطوات تنفيذ مشروعها الصغير، تحويل مخزن إلى حديقة داخلية سرية جميلة في منزلها،  ابتداء من اختيارها للبلاط والباب الزجاجي وانتهاء بالنباتات والإضاءة. كنت أحرص على تصفح تطبيق انستقرام بشكل يومي وزيارة حسابها لأنها تشاركنا بشيء بسيط عن تطورات مشروعها كل يوم، وكانت الرحلة رائعة.

خطر ربط الرضا عن الذات بالإنجازات المهنية – كيف تغيرت قيمنا الإنسانية

*بقلم غادة محمد 

” كل مالي اقتنع ان رضاي عن ذاتي المبني على إنجازات حياتي المهنية قاعد يدمرني!” 

هذه الجملة كان لها أثر كبير على نفسي “وأنا أسولف” مع أحد الأصدقاء أثناء فترة الحجر. السبب الأكبر في ذلك يعود إلى أنني لاحظت أن هذه المعضلة تتكرر وتؤلم الكثير من الأشخاص المقربين إلى قلبي؛ فكرة أن قيمة حياتنا أو تجربتنا الإنسانية مختزلة في مهنة أو وظيفة هو شيء غير إنساني، واليأس الناتج عن هذا الصراع أصبح في هذا الزمن ” آفة” تستحق الدراسة.

جميعنا يعرف شخصًا ما -أو قد يكون هو شخصيًا- لا يجد معنى في أوقاته التي تكون خارج العمل أو أن مستقبله المهني يأخذ الحيز الأكبر من تفكيره. أصبحت علاقاتنا الإنسانية – بعيداً عن التواصل المرتبط بالحياة المهنية (Networking)  – تحتاج إلى مجهود كبير لاستمداد معنى منها. فالمرأة الأم عندما تختار أن تقضي وقتها في المنزل لتربية أطفالها بدلًا من العمل قد تقع في الاكتئاب وتعتريها تساؤلات عن معنى حياتها من حين لآخر. أما الفنان الهاوي الذي يصنع أعمالًا فنية للهواية فقط من غير تحويلها لمشروع تجاري فيشعر أنه يضيع فرصة استثمار أعماله! 

الاسترخاء أو عدم الانتاجية أو توقفنا عن العمل المهني جميعها تسبب لنا تساؤلات عن معنى حياتنا أو قيم ذواتنا. الموضوع هنا ليس عبثيًا، فنحن نعيش في منظومة كبرى تفرض علينا قياس قيمتنا الذاتية بإنجازاتنا المادية أو التعليمية أو الوظيفية. هذه المشاعر مرتبطة بمبادئ الاقتصاد الذي نعيش فيه، لأنها تصور لنا أن كل ساعة في اليوم قابلة أن تكون فرصة لجني المال (monetizable) وبذلك تصبح أوقاتنا مع الأهل والأصدقاء أو للراحة أو حتى لممارسة أي نشاط لا يعود علينا بعائد مادي إلى طاقة مهدرة، بطريقة تجعل كل أوقاتنا غير المرتبطة بالعمل أو تطوير مهاراتنا المهنية في حاجة مستمرة للتبرير وإلا أصبحت مضيعة للوقت والعمر!¹ 

حلل العديد من علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والسياسة والاقتصاد أسباب هذه المشاعر من خلال شرح النظام الاقتصادي النيوليبرالي ذو الأبعاد الاجتماعية والسياسية والذي يلعب دورًا مهمًا في تشكيل مفهوم قيمتنا المرتبطة بحياتنا المهنية. حيث أن النيوليبرالية كأيديولوجية تجاوزت أساسها في تنظيم الاقتصاد إلى إعادة تشكيل القيم الإنسانية ومفاهيم أخرى في الحياة الاجتماعية. 

سوف نستنتج من خلال هذا المقال كيف تمكّن هذا النظام من فرض قيمة الحياة المهنية فوق كل شيء بشكل منهجي، كما سنوضح أوجه ارتباط النيوليبرالية بقيم ذواتنا وكيف تم ربط تحقيق ذواتنا بحياتنا المهنية وإنجازاتها.

ما هي هذه المنظومة ولماذا تفرض علينا هذه القيمة؟ 

يمكننا اختصار النيوليبرالية بمعادلة بسيطة، وهي أن كل ما هو جيّد للاقتصاد فهو جيّد للمجتمع. أساسها مأخوذ من فكرة أساسية كتب عنها آدم سمث في كتابه ثروة الأمم The Wealth of Nations . كان لدى سميث اعتقاد شكّل مفهوم الاقتصاد بالكامل وهو أن الإنسان بطبعه أناني، ولأنها الفطرة البشرية فمن المنطقي أننا نُشكّل نظام اقتصادي مبني عليها. لذلك، فإننا إذا مكنّا الأفراد من تتبع رغباتهم الشخصية فإننا سنصل إلى نوع من التوازن الذي يحقق فائدة للجماعة.

 هذا التوازن لا يتحقق إلا إذا كان الاقتصاد هو العنصر العادل أو ما يحدد قيمة السلع بناء على عملية العرض والطلب التي بدورها كفيلة بتحديد قيمة الأشياء ذات أهمية للمجتمع.

وجد علماء النيوليبرالية بعد ذلك أنه لكي نزيد من حرية الفرد ونقلل من تسلط الحكومات على الاقتصاد من المفترض أيضًا ان نُسلّع كل الخدمات والمؤسسات العامة في المجتمع (مثل المؤسسات التعليمية والخدمات الصحية، المؤسسات غير الربحية الخ) ويجب أن تُعامل معاملة السلع التجارية والقطاع الخاص، وذلك بخصخصتها لضمان فرص تنافسية ترفع من جودة الخدمات.

 بدأت هذه الايديولوجية بالسيطرة على العالم بعد أزمة الاقتصاد في السبعينيات وتبنت أمريكا وبريطانيا هذا التحول بتخصيص القطاعات الخدمية العامة، الأمر الذي امتد لاحقا لتسليع الإنسان وجميع تفاصيل حياته.

ما وجه ارتباط النيوليبرالية بقيمتنا لذواتنا؟ 

بربط مفهوم كل ما هو جيد للاقتصاد هو جيد للمجتمع فإن النيوليبرالية جعلت من كل شيء ومن كل شخص قيمة اقتصادية لذلك فإن الهدف الأساسي للإنسان (أو الأشياء) هو رفع قيمتهم الاقتصادية أو السوقية بالاستجابة لمتطلبات السوق (الاقتصاد). 

ولأن الركيزة الأساسية في هذا النظام هو تسليع/خصخصة أي شيء بحيث يكون رافدا ربحيًا، فإن الإنسان ليس استثناءً لذلك. فقد أصبح الغرض الأساسي لحياة الفرد الآن هو أن يكون رجل أعمال نفسه وأن يدير حياته كما لو كانت شركة تجارية. إن انعكاس هذا المفهوم في لغتنا اليومية أصبح مقبولًا ومنطقيًا كالاستثمار وتطوير الذات باكتساب المهارات والهوية الشخصية (البراند الشخصي)، أما الاستثمار في الذات من أجل الرفع من القيمة الاقتصادية (المربوطة لا إردايًا بالقيمة الذاتية) فقد أصبح هاجس الكثير، وغدونا نسأل عن المهارات التي يجب أن نطورها لكي نتماشى مع طلب السوق، وكيف نستثمر أوقاتنا حتى نكون أكثر انتاجية، وكيف نختار التخصص الجامعي بناء على مستقبل السوق والعديد من الأسئلة الأخرى. 

أصبحنا بشكل لا إرادي نربط كل ما نقوم به بقيمة اقتصادية، أي إذا لم نعمل شيئا ذا قيمة منعكسة في السوق فقد يصعب علينا تحديد معناه أو قيمته. نستطيع القول أن النيوليبرالية كأيدلوجية مسيرة للعالم قد تمكنت من تجسيد جوانب حياتنا بخطاب مادي / “بزنسي”. وينعكس هذا الخطاب في جوانب كثيرة من حياتنا اليومية الواقعية والافتراضية. مثال على هذه الجوانب:

  • العلاقات الإنسانية: 

قد لا نستغرب انتشار الشعور بالوحدة في جميع المجتمعات على الرغم من ازدياد قنوات التواصل وأعداد المعارف في حياة الأشخاص. سيطرة مفهوم الفردية والرغبات الشخصية الناتجة عن هذا النظام حولت مفهوم بناء الصداقات والعلاقات من الدافع الإنساني في مشاركة الحياة والشعور بالاتصال الروحي والانتماء، إلى بناء العلاقات من مبدأ الفرصة والاستثمار، الربح والخسارة الفردية. أصبح الإنسان يفكر في تكوين شبكة علاقات للاستفادة منها في المستقبل وفي باله سؤال العائد المستقبلي والمخرجات الملموسة من العلاقة. باتت الأرباح والخسائر في العلاقات تُقاس كالمخاطر التجارية، وذلك أمر غير ممكن في تكوين علاقات إنسانية عميقة والتي هي حاجة فطرية بشرية من أجل عيش حياة صحية وذات معنى.² تأكدت هذه الحقيقة في أطول دراسة قامت بها هارفارد مدتها أكثر من ٧٥ سنة بمتابعة الآلاف من الأشخاص والتي أفادت بأن الشيء الذي يجعلنا أكثر صحة وسعادة لم يكن الإنجازات العملية ولا الثروة المادية بل إنها ” العلاقات الإنسانية القوية”. 

  •  التقنية وحسابات التواصل الاجتماعي: 

مع تطور التقنية وزيادة العولمة، شكّلت مواقع التواصل الاجتماعي طريقة جديدة في التواصل حيث أحدثت مواقع التواصل نقلة نوعية في تغيير طابع الإعلام التقليدي بتمكين الطرفين بالتأثير (المرسل والمتلقي) من المساهمة في عملية الاتصال. مع الوقت، أصبحت هذه القنوات التقنية تدير بياناتنا بطريقة تجعلنا أكثر تطرفاً لآرائنا بتتبع رغباتنا عن طريق المراقبة والإعلانات الموجهة، فنحن نتابع من يوافقنا الرأي ونرى إعلانات تناسب احتياجاتنا فقط. بالإضافة إلى ذلك فإن حساباتنا في مواقع التواصل لا تحمل وزناً افتراضيا فحسب، بل إنها قناة تُمكننا من تحقيق الدخل المادي من خلال صناعة محتوى مناسب للمعلنين التجاريين وتحويل المتابعين إلى مستهلكين للمحتوى وإنشاء نمط جديد من الاستهلاك ذو قيمة اقتصادية، مما ساهم ذلك في تزايد ظاهرة المؤثرين بأنواعهم في مواقع التواصل الاجتماعي. إن عالم إنترنت الأشياء (Internet of Things) وما يحويه من البيانات والأرقام و القياس الكمي للأشياء يعزز لنا فكرة أن كل ما نقوم به له قيمة اقتصادية وقابل للتقييم والتصنيف والمتابعة. 

فعلى سبيل المثال، أصبحنا نقيس ونتتبع الوظائف الحيوية الأساسية لدينا -بالإضافة لتتبع عاداتنا اليومية- مثل عدد الخطوات التي نمشيها، وعدد ساعات النوم، وعدد السعرات الحرارية التي نتناولها وما إلى ذلك من تحويل كل جانب من جوانب إلى الحياة إلى رقم يُقاس وقابل للتسليع.

  • العمل الحر و الدخل المادي: 

مع تطور سوق العمل، أصبح هنالك الكثير من الوظائف التي تُبنى على مهارات الأشخاص وتقديم خدمات الأفراد المستقلين  كالتصميم والكتابة، أو المصنوعات حرفية. إن نموذج اقتصاد العمل الحر (Freelancing) يُعنى بتضخيم دور الفرد وحثهم على تشكيل هوية شخصية في السوق “Personal Branding” وتحويل الإنسان الى ما يشبه الشركة التي تهدف باستمرار لرفع قيمتها السوقية وتسويق هويتها والمحافظة على سمعتها. فأصحاب الأعمال الحرة في هذا الاقتصاد هم أكثر المعرضين لفقدان القدرة على الفصل بين مصدر دخلهم وذواتهم من غير “البراند” بسبب طبيعة هذا النمط الجديد من الوظائف.³

وفي زمن الاقتصاد النيوليبرالي، أصبح مستوى الدخل المادي للفرد مرآة لأهمية أو قيمة ما يقوم به حيث يُصنّف السكان بحسب دخلهم وتتغير نظرة المجتمع للإنسان تبعا لمستواه المعيشي. والحقيقة أن دخل الوظائف يُقاس بمعايير العرض والطلب في السوق، ولا يعكس بالضرورة أهميتها وقيمتها في المجتمع. كمثال: القاتل المأجور لا يضيف على الإطلاق أي شيء إيجابي للمجتمع ولكن دخله المادي لا يقارن بالدخل المادي للممرضة التي تقضي وقتها في رعاية المرضى وذلك لأن عدد الأشخاص المستعدين لتأدية دور القاتل المأجور أقل بكثير من عدد الأشخاص الذين يستطيعون أداء مهام الممرضة، مثال آخر لاعب كرة القدم المحترف و المعلم حين نعلم أن دخل اللاعب السنوي قد يصل الى مئات الملايين مقارنة بما يجنيه المعلم. ⁵

  • الفن: 

الإبداع والتعبير بالفن أقدم بمئة ألف سنة من الاقتصاد، فالفن إحدى الأشياء الأساسية في طبيعة الإنسان، وقبل أن يصبح سلعة اقتصادية، خاضعة للعرض والطلب، كان شعيرة مقدسة. الكثير من الفنانين يعلمون أن الفن هي طريقتهم في التعبير عن ذواتهم والوصول إلى حالة من السكينة والهدوء والسلام. تقول إليزابيث جلبرت إحدى أنجح كتاب الروايات في العالم⁴(Elizabeth Gilbert) في نصيحة لكل الفنانين والأدباء، أنه بمقدورنا جني المال من أعمالنا الفنية مادمنا مدركين أن هذا ليس هدفنا من الفن بذاته، وأنه في اللحظة التي يتسبب بها إنتاج الفن بالضغوط والتوتر كنتيجة لتسليع الفن، فإنه يفقد معناه الأساسي الذي جعلنا نلجأ إليه في البداية. وتقول أيضاً أنه حين يُسلّع الفن فإنه بشكل مباشر يفقد قدرته على تحقيق ” التشافي” والعلاج النفسي إن صح التعبير.

كيف نتعامل مع صراع الحياة المهنية وقيمة ذواتنا؟ 

في حين أن النيوليبرالية تمكنت من وصف جوانب حياتنا بخطاب “بزنسي” فإنها في الجهة المقابلة أصبحت تخاطب الاقتصاد كإنسان، فإننا نسمع في النشرات الاقتصادية عن “مزاج السوق، صحة السوق، نموه ونضجه الخ ” وبعكس هذين الخطابين تؤكد لنا هذه الايديولوجية أن الاقتصاد هو الأساس الذي يعيد صياغة الدول والناس على أنهم مجرد عناصر تخدم الاقتصاد الذي يعيشون فيه.

ولأن الاقتصاد أصبح هو العنصر الرئيسي في الحياة الذي يجب أن نسعى من خلاله إلى أي إنتاج ذا قيمة، فإنه من واجبنا كأشخاص صالحين أن نكون فاعلين في السوق وأن نساعد في تعزيز نمو الاقتصاد. ومع مرور الوقت أصبح لدينا إيمان قوي بأن عدم إنتاجنا لأشياء مادية أو عدم حصولنا على وظيفة ذات دخل عالي -أو عدم حصولنا على وظيفة!- يجعلنا عبء على المجتمع لأننا عبء على السوق ولا نُشكّل أي قيمة سوقية، وذلك قد يُشعرنا أنه ليس هنالك أي قيمة لذواتنا على الإطلاق.  

الفكرة هنا أن الوظيفة ليست بحد ذاتها شيء سيء ونحن في ديننا مأجورون على العمل وكسب الرزق. الإخلاص والتفاني في العمل شيئان إيجابيان ولكن خلو المعنى أو تحول المعنى من أبعاد ذات قيم شخصية إنسانية إلى قيم اقتصادية غير إنسانية تسبب لنا الإحباط واليأس وفقدان القيمة لذواتنا.  وتحت ضغط من هذا النظام فقد الكثير منا قدرتهم على التوقف أو التفكير بقيمهم الشخصية، ولذلك عندما تتمحور حياة الفرد حول الوظيفة كمقياس وحيد للقيمة التي تختزل معناه، سرعان ما يفقد ذاته أو حتى القدرة على التعرف على أولوياته وأهدافه في الحياة. قد يكتشف الشخص أن قيمه قابلة للتحقيق من خلال الوظيفة وهذا أمر يقلل الكثير من الصراع، أما إذا لم تكن هذه القيم الشخصية قابلة للتحقيق من خلال وظيفة فإنه قد يكون بالإمكان إيجاد التوازن بتخصيص طرق لجلب الرزق (المال) وتحقيق القيم الأخرى من خلال العلاقات أو الأعمال والهوايات والتطوع، والتي تضفي معنى للحياة وتزيد من قيم ذواتنا من غير دخل أو على الأقل بدخل بسيط.

إن مواجهة هذه الأيديولوجية التي تعيد صياغة الطرق في تقييمنا لأنفسنا، وتعيد تشكيل معنى النجاح والسعادة هو أمر صعب جدًا ويتطلب الكثير من “الجهاد الشخصي” للتغلب على التأثيرات الخارجية والداخلية من رواسب هذه الأيديولوجية في ذواتنا ومجتمعاتنا والتغلب على المقاومة الدائمة من جميع مكونات هذا النظام الاقتصادي. تقول جيني أوديل (Jenny Odell): “أصبحنا نشعر بالذنب إذا توقفنا عن العمل، وإن أردنا أن نحصل على تجارب أعمق في الحياة فيجب علينا أن نتأمل، والتأمل قد يتطلب عنصر مهم جدًا وهو التوقف والتفكر في معاني الأشياء من حولنا” ⁶ 

في الختام، إن تحديد معنى النجاح والفشل أو السعادة هو أمر شخصي والهدف من هذه المقالة هو جمع قراءات تحليلية⁷ تساعد على فهم الأسباب التي تجعلنا نربط قيمتنا لذواتنا بقيمة اقتصادية ومحاولة جادة لتمكين كل فرد منا لإعادة النظر في تجربته الشخصية وفهم أولوياته ورفض تسليع ذاته وتجربته الإنسانية.


¹Jenny Odell “How to do nothing 

² يجد العديد ان علاقتهم بالوظيفة صحية أكثر من علاقتهم بعائلاتهم ( الأزواج، الأخوة، الأب والأم)  وذلك لعدة أسباب أولها التعامل بحرفية في العمل وذلك باستبعاد المشاعر والسيطرة عليها – وذلك يمحي جزء كبير من شخصيتك وذاتك فيسهل عليك التعامل مع الآخرين. ثانياَ، جميعا نتعلم المهام المنصوصة علينا في وظائفنا ونتلقى التدريب والمعرفة من خلال الدراسة والتواصل المباشر بالشرح اللفظي. في المقابل ، نحن لا نتعلم كيف نتعامل مع الاشخاص المقربين لنا وشرح ما نريد لفظياً بل اننا نتوقع منهم الفهم بقرأة نفسيتنا وملاحظتها وقد يسبب هذا الكثير من الاحباط، لاننا نرى أن ذلك يعني عدم تقبل الاخرين لذواتنا او فهمنا وهذا غير صحيح. استقبال النقد من الأهل أو الاحبة اصعب للتقبل بالتأكيد من استقباله على مهمة قمت بها في العمل. مهما صعبت مهام الوظيفة فإننا قادرين على التعامل معها لاننا في الحقيقة وإن لم نكن نعي ذلك غير معتمدين عليها كاعتمادنا على محبة الأهل. وهذا الاعتماد قد يجعلنا نشعر بالخوف وعدم الاتزان لذلك فإننا قد نشعر بالراحة بالخروج من المنزل والذهاب للوظيفة لأننا تعلمنا كيف نتعامل معها وذلك اسهل بكثير من جهلنا بالتعامل مع ذواتنا في علاقة انسانية عميقة.  مختصر لـ Why is work easier than love

³ Dr. Alessandro Gandini, Middlesex University: ‘Digital Work. The “Branded Freelancer” and the Rise of a Freelance Economy

⁴ “How to seize the day” Elizebth Gilbert 

Why we look down on low wage earners 

⁶Jenny Odell “How to do nothing” 

Undoing the Demos: Neoliberalism’s Stealth Revolution, Wendy Browns 

⁷Requiem For The American Dream, Noam Chomsky 

تجارب ومباهج – ٢

هذه التدوينة الخفيفة هي من سلسلة تجارب والتي أعرفكم فيها على بعض تجاربي في الأسابيع|الشهور السابقة في أمور شتى كقراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة البرامج والأفلام والمسلسلات، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت وغيرها من التجارب والمباهج الصغيرة.

التعليم الذاتي – ماستر كلاس MasterClass

بإلهام من هيفاء القحطاني، تشجعت أن تكون هذه السنة هي سنة التعليم الذاتي عن طريق الدروس والمحاضرات الموجودة أون لاين من كورسيرا وغيرها.

أنهيت مادة في كورسيرا، واشتركت في ماستر كلاس ب١٨٠ دولار في السنة. أستطيع القول أنه يستحق كل دولار دفعته. أتممت دورة مالكوم قلادويل في الكتابة- رائعة وملهمة- والآن قاربت الإنتهاء من محاضرات مارقريت آتوود عن الكتابة الإبداعية.

لكن، ما الفرق بين ماستر كلاس ومواقع مثل كورسيرا وإد إكس ويوداستي؟
بما أنني أنهيت مادتين في كورسيرا وتابعت العديد من المواد في مواقع MOOCs الأخرى -لم أنهها للأسف- أستطيع أن أدوّن أبرز الاختلافات بشكل سريع:
– كورسيرا يمتاز بالطابع الأكاديمي – هناك مهام ومشاريع دراسية يجب العمل عليها بعد الإنتهاء من المحاضرة، كذلك لابد من التعاون في تصحيح الواجبات للطلبة الآخرين حتى يتمكنوا من تصحيح واجباتك، وفي نهاية الدورة هناك اختبارات وأسئلة.
بينما ماستركلاس هو أقرب لفيديوهات يوتوب التعليمية. هناك ملف تستطيع تحميله بعد كل فيديو للمراجعة إذا أردت.
– مقدمو محاضرات كورسيرا وإد إكس هم دكاترة وأساتذة جامعات مختلفة لهم خبرة في السلك الأكاديمي والتدريس، بينما مقدمو محاضرات ماستركلاس هم أشخاص مميزون في مجالهم. على سبيل المثال: مارقريت آتوود الفائزة بجوائز في الأدب تقدم دورة في الكتابة، قاري كاسباروف بطل العالم في الشطرنج له دورة في تعليم الشطرنج، قوردن رامزي الحاصل على ١٦ نجمة ميشلان يقدم دورة في الطبخ، نتالي بورتمان الفائزة بأوسكار تتحدث عن التمثيل.. وهكذا.
– لا توجد شهادة إكمال الدورة في ماستركلاس بخلاف كورسيرا وغيرها، حيث تستطيع أن تأخذ شهادات معتمدة في الكثير من الجهات مثل نانو ديقري، وتستطيع أيضًا أن ترفق رابط إنهاء الدورة في مواقع مثل لنكدإن.
– تستطيع مشاهدة كل المحاضرات في ماستر كلاس ب١٨٠ دولار في السنة، بينما في كورسيرا والمواقع المختلفة فإن السعر يختلف باختلاف الدورة ونوع الشهادة، وبعض المحاضرات مجانية.

دورة مالكوم قلادويل عن الكتابة كانت مسلية وممتعة. فهو لا يتحدث عن الكتابة فقط، وإنما عن قصص وتجارب مر بها وعن خبرته ونصائح مختلفة مما يجعلها مميزة وتستحق المشاهدة مرة أخرى.

عالم الأمس – سيرة حياة ستيفان زفايج 

زفايج أديب كبير وروائي عبقري، كانت بداية قراءتي له (ماري انطوانيت) من كتب والدي رحمه الله، ثم قرأت بعد ذلك لاعب الشطرنج والتي اعتبرها من أجمل قصصه. 

أما هذه السنة فقد اشتريت جميع قصصه القصيرة أو النوفيلا من إصدار دار مسكيلياني من معرض الكتاب وقرأتها كلها. وبالرغم قصرها، فإن القصص مليئة بالمشاعر التي أستطاع زفايغ وصفها بكل دقة. لذلك، وبعد توصية من الصديقة إحسان، تشجعت على قراءة سيرته الذاتية (عالم الأمس).

في عالم الأمس، يتحدث زفايج عن النمسا الجميلة وفنونها المسرحية والموسيقية قبل الحرب العالمية، ثم كيف أثرت الحربة العالمية وأهوالها – خاصة هتلر- عليها وعليه شخصيًا. فقد انتحر مع زوجته بعد كتابته لعالم الأمس! 

من أجمل السير الذاتية، صادقة ومؤثرة للغاية. اقرأوها.

مسلسل تشيرنوبل 

لم أكن أعرف عن تشرنوبل إلا بعد قراءتي لكتاب الفائزة بنوبل للآداب، سفيتلانا ألكيسيفيتش ”صلاة تشرنوبل“. المسلسل يحكي في ٦ حلقات عن كارثة انفجار مفاعل تشرنوبل وكيف غيّر مجرى التاريخ بسبب آثاره الوخيمة على الناس والحيوانات والأطعمة والمياه والهواء، بل وحتى على الاتحاد السوفييتي. عظيم ويستحق المشاهدة.

 

غداء تحت أشجار الليمون

في ربيع هذا العام، زرتُ مدينة كابري الإيطالية. وهو الوقت المناسب لاعتدال الجو، والأهم من ذلك نضج الليمون الأصفر على الأشجار. تكثر أشجار الليمون على سواحل الأمالفي الإيطالية، وجزيرة كابري تشتهر بالليمون!

لذلك خططت لزيارة مطعم اُشتهر بأنه حديقة لأشجار الليمون، ويقدم أطباقه الطازجة من ليمون الحديقة، وكانت تجربة حالمة بحق!
طلبت رافيولي على الطريقة الكابرية، مع صوص الليمون.

وايسكريم الليمون بداخل ليمونة!

صندل حسب الطلب

وبالحديث عن جزيرة كابري، تقع بوسيتانو -والتي كانت لوحة فنية رائعة- بالقرب منها.

وحين كانت تمطر بالخارج، دخلت إلى محل Artigianato Rallo لبيع الصنادل حسب الطلب، وهو ماتشتهر به هذه المدينة الصغيرة، وماتشتهر به كابري أيضًا- هناك محل صنادل شهير في كابري قد ابتاعت منه الأميرة ثريا وغريس كيلي وجاكلين كينيدي صنادل اُشتهرت بسببهم-.
أما في هذا المحل الصغير الذي تشغله عائلة إيطالية منذ سنوات عديدة فالجلود إيطالية، والمقاس والتصميم والألوان على حسب الطلب. 

هذه أول مرة أجرب فيها شراء صندل بالطريقة التي أريدها. أُخذ مقاس قدمي من خلال عدة نعال جلدية وضعت قدمي عليها، واخترت تصميم الصندل ولون الجلد. وفي أقل من نصف ساعة كان الصندل الإيطالي الصنع والمريح جاهزًا للمشي!

شوكولاتة Z:

ترددت لسنوات كثيرة في تجربة هذه الشوكولاتة وتراجعت بسبب سعرها، ولكنني قررت أخيرًا وعزمت على شرائها في عيد الفطر كعيدية لذيذة لي. توفر لي كوبون بزيادة كمية الشوكولاتة إلى الضعف، فاستخدمته. وقرأت أن الشوكولاتة ستكون مغلفة بألواح من الثلج، لذلك لم أتردد في طلبها في شهر يونيو.

لكنها وصلتني قبل العيد بيومين هكذا:

تواصلت معهم واعتذروا مني على الفور في رسالة الكترونية مطولة، وأخبروني بأنهم سيرسلون إليّ كمية جديدة لكن ستكون بعد العيد. انتهزت الفرصة لأن اتذوق الشوكولاتة المجانية هذه – وإن كانت ذائبة- في انتظار الشوكولاتة القادمة.
وصلتني الشوكولاتة (علبتين منها بسبب العرض) في عبوات مضاعفة من الثلج من أجل حفظ حرارتها، وكانت مغلفة بداخل كيس قماشي فخم ومعها كتيب يحتوي على وصف لجميع أنواع الشوكولاتة. كان طلبي هو الشوكولاتة ”التقليدية“ والتي تحتوي على شوكولاتة بنكهات مختلفة. حجم الشوكولاتة صغير للغاية، قد يكون أكبر قليلًا من حجم رأس الإبهام. كل شوكولاتة مرقمة من الصفر إلى رقم ١١، بالإضافة إلى الحرف z، وكل رقم له طعم مختلف عن غيره. قررت أن أتناول قطعة واحدة يوميًا بالترتيب.
هل أعجبتني؟
الشوكولاتة ممتازة، لكن سعرها مرتفع للغاية (١٥٦ ريال + بالإضافة إلى سعر الشحن من فرنسا إلى السعودية عبر دي اتش ال). من الممكن أن أعيد التجربة لكن باختيار النكهات التي أعجبتني.

معالج نوف المطلق: 

سمعتُ كثيرًا بين أوساط السوشال ميديا عن هذا المعالج. يعتبر شعري ناعمًا (ويفي) ولكن به نفشة، لذلك أحتاج إلى تصفيفه إن أردت الذهاب إلى المناسبات الكبيرة أو بعض المناسبات الأخرى- ليس لدي ”سشوار“ ولكني استخدم في بعض الأحيان السيراميك-. وبما أنه يُسوق له بأنه طبيعي من مكونات طبيعية ولا يفرد الشعر كما البروتين البرازيلي -وتستطيع حتى الحامل والمرضع استخدامه-تحمست لتجربته. انتظرت لبعض الوقت حتى حصلت على خصم واشتريت الحجم الكبير منه. 

وصلني في خلال أسبوعين، الطرد كان مرتبًا والتعليمات واضحة. كل ما أحتاجه هو توزيعه على شعري والانتظار حسب المدة المطلوبة ومن ثم استخدام السيراميك وعدم غسله بعدها ل٣ أيام. اتفقت مع إحدى مصففات الشعر أخبرتني أنها خبيرة في تطبيق البروتين وغيره من المعالجات.

لم أجرب معالج على شعري من قبل، كما أنني لم أصبغ شعري ولا أستخدم الحناء. لا أستخدم سوى شامبو وبلسم من ايهرب. لذلك كانت مفاجأة لي عند خروج دخان كثيف من شعري له رائحة مزعجة وكذلك مسيل للدموع. للجمال ضريبة؟

كانت النتيجة جيدة في أول الأيام، تلاشت أغلب النفشة، حرصت على استخدام شامبو وبلسم مخصصين للبروتين. لكن بعد أسبوعين بدأت النفشة السابقة في الظهور وبدأ البروتين بالتلاشي، حتى اختفت نتيجته خلال ٦ أسابيع.

هل سأجربه مرة أخرى؟
قد يكون مناسبًا لغيري. لكن مع السعر المرتفع ومع مدة بقائه، لا.

وأخيرًا، أود أن أُريكم عيديتي لصديقاتي ولأهلي أخذتها من متجر فستق. نبات البوتس بداخل كوب مع كرت معايدة وبطاقة لكيفية العناية بها! أليست لطيفة؟

ما لم نتعلمه في المدرسة: عن صحتنا النفسية، والجنس الآخر، والمال

خلال عشر سنوات، قرأتُ مئات الكتب وأجريت مقابلات وظيفية لأكثر من ٧٠٠ شخص. كانت الدوافع الأساسية في وظيفتي هي أنني أبحث عن الأجوبة. لدينا نكتة نتداولها في مقر عملي- بودكاست (انمستيكبل كرييتف)- أن اختياراتي للمواضيع عادة ماتكون انعكاسًا لمشاكل أحاول حلها في حياتي. لحسن حظي، يبدو أن أغلب المستمعين لنا هم أشخاص مهتمون بنفس هذه المشاكل. 

لكن إن كان هناك أمر أجده واضحًا بالنسبة لي، فهو أن العديد من المهارات الحياتية التي كان يجب علينا أن نتعلمها في المدرسة، لم نتعلمها للأسف. لا أستطيع أن أتجاهل فكرة كيف كان سيختلف وضعي عندما كنت أدرس في الجامعة، أو في وظيفتي أو في علاقاتي لو كانت لدي نفس المهارات الحياتية التي أحملها الآن في عمر ال٣٩ سنة. 

نموذجنا الحالي في التعليم ليس قديمًا، لكنه ليس مفيدًا. ففي عالم تستطيع أن تحصل فيه على المعلومات من كل مكان، تكون قيمة حفظ المعلومة هي اجترارها: اجتياز الإمتحانات ومن ثم الحصول على درجات ممتازة، وهذا كله يقلل من قيمة المعلومات. يقول (تشايس جارفيز) أننا نعيش في عالم يتجه فيه الناس إلى العمل في عدة وظائف، عالم يكبر فيه الأطفال ليعملوا في ٥ وظائف في آن واحد. لكن النموذج الحالي للتعليم من أجل إعدادهم لهذا المستقبل ليس له وجود. فإذا كان الهدف من التعليم هو جعلنا أشخاصًا نافعين، سعداء وأصحاء، فهذا الهدف فاشل إلى درجة بعيدة. 

عندما بدأتُ في كتابة هذا المقال، سألت الناس في حسابي على فيسبوك عن المهارات الحياتية التي كان يجب أن نتعلمها في المدرسة، ولكننا لم نفعل. لم أحصل فقط على إجابات لهذا السؤال، بل واتضح لديّ أن هناك ٣ محاور تدور حولها هذه الإجابات:

١- الإهتمام بصحتك النفسية:

في مطلع عام ٢٠٠٧، قامت الفتاة التي أواعدها خلال شهرين بالإجهاض بعد علاقة عاصفة تعبت فيها نفسيتي كثيرًا حتى كدت أن أطرد من وظيفتي، ورُفضت من قبل كليات الأعمال التي قدّمت عليها للدراسة فيها. كانت هذه الفترة من أقسى الفترات في حياتي. 

لم تتحسن نفسيتي عندما حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة (بيبرداين)، فقد وجدت نفسي بعدها عاطلًا عن العمل، وأعيش مع والديّ في سن ال٣١، بينما كانت أختي تدرس الطب بعد حصولها على معدل دراسي مرتفع. شعرتُ بأن أختي كانت مصدر فخر لعائلتي بينما كنتُ بالنسبة إليهم مصدر إحباط وخيبة. كان هذا اختبارًا كبيرًا لقدرتي على الإهتمام بصحتي النفسية وكان أيضًا محفزًا لمسيرتي في بناء مشروعي بودكاست (انمستيكبل كرييتف) خلال العشر سنوات الماضية وجعل هذا المشروع على ماهو عليه الآن.

الإهتمام بصحتنا النفسية أمر مهم حتى نتمكن من العيش في هذا العالم الزائل -كما يسميه أحد أساتذتي-. يجب علينا أن ندرك كيف نتعامل جيدًا مع أوقات الشدة والرخاء، وأن لانقيّد أنفسنا بالأحداث والظروف الخارجية، وأن نظهر في وسط العالم كأشخاص فعّالين، غير متحطمين من الداخل. 

لكن لاشيء من هذا تعلمناه في المدرسة. بل على العكس، فإننا نحكم على الطلاب من درجاتهم وقبولهم في الجامعات القوية. وهذا الحكم يلاحقنا كأشخاص بالغين. نطارد أنفسنا من أجل الحصول على وظائف ممتازة، وعلى المزيد من المال، وعلى شركاء أفضل. لكننا لا نبذل جهدًا في تعليم الآخرين كيف يديرون علاقاتهم مع أنفسهم، وهي العلاقة الأكثر أهمية في حياتهم.

مهما كان الأمر الذي تود بلوغه، سواء كان البدء في مشروع أو الدخول في علاقة عاطفية، أو الإنتهاء من عمل إبداعي، يجب عليك أن تتعلم كيف تهتم بصحتك النفسية. في هذه المقالة، قسّمت إدارة الصحة النفسية إلى التصنيفات التالية:

 تقدير الذات واحترام الذات:

 كيف؟ احترام وتقدير الذات يتشكلان بسبب عنصر خارجي. فبعض الناس يشعرون بتقدير الذات عندما يترقون في الوظيفة، أو بتصدر كتابهم لأن يكون الأكثر مبيعًا، أو ببيع مشروعهم الريادي. وعند البعض الآخر، يشعرون بتقدير الذات مع شريك الحياة. لكن طالما أنك تحاول أن تملأ الفراغ بشيء خارجي، فإنك بذلك تحاول أن تملأ حفرة لا قعر لها: عندما تحل مشكلة، تظهر مشكلة أخرى. 

في السنوات اللي كنت أبني فيها مشروع (انمستيكبل كرييتف)، انتقلتُ من منزل والديّ أخيرًا، والذي كان بالنسبة إليّ مشكلة واضحة ينصب تركيزي عليها. انتقلتُ إلى مسكن يبعد عن الشاطيء بحوالي دقيقتين – وهذا أمر كنت أرغب به منذ أن حصلت على فرصة هناك قبل ٩ سنوات. حصلت على وظيفة جعلتني متحدثًا أسافر بين المدن، ومنحتني الفرصة لأن أدوّن كتابي الثاني مع توفر ناشر له. لشهرين، كنت في سعادة غامرة، فمشكلة الوظيفة قد حُلت أخيرًا ولكن ظهرت مشكلة أخرى، العلاقات العاطفية.

فعندما كان عيدميلادي ال٤٠ يقترب، شعرتُ بضغط هائل من أجل البحث عن امرأة مناسبة. لكن خلال هذه العملية، سلّمت تقديري الذاتي إلى شأن خارجي، وهو تقبل الجنس الآخر لي. هذا النمط سيتكرر كثيرًا في حياتنا حتى نتوصل أخيرًا إلى حقيقة مفادها أن تقدير الذات يجب أن لا نحصل عليه من العوامل الخارجية. فطالما أننا نبحث عن احترامنا لذواتنا عن طريق أمر خارجي، فسيكون هذا الإحترام متذبذبًا على الدوام.

”الثقة الحقيقية هي أن تستثمر في إدراكك لذاتك بدلًا من إدراك الآخرين لك“ – مارك مانسون 

يجب أن لا يكون ”كيف ينظر الآخرون لنا“ هو العامل المحدد في تقديرنا لذواتنا. وكما قال أستاذي، نك نوتاس، عندما سألته عما إذا كانت مقابلة فتاة أخرى تجعلني أنسى النساء اللواتي لم تنجح علاقتي معهن ”نعم ستنسى، لكنك ستظل تجري وراء تقدير الذات من خلال عامل خارجي، وسيصبح ذلك مثل إدمان المخدرات. فإذا لم ينجح الأمر، فإنك ستعود حتمًا إلى نقطة البداية“. 

هناك أشياء قليلة في الحياة أكثر تحررًا من التخلي عن حاجتك إلى أن تكون محبوبًا من الجميع. هذا الأمر ليس مستحيلًا فقط وخارج عن إرادتك، بل مرهق للغاية. 

عندما تتخلى عن هذه الفكرة، سيحدث أمران:

١- ستتوقف عن إضاعة وقت ومجهود كبيرين. 

٢- ستصبح علاقاتك مع الناس في حياتك أكثر عمقًا وجودة بشكل كبير.

ستصبح شخصًا لايعتذر كثيرًا ويبرر للناس ماتفعله، شخصًا أفضل مما عليه الآن. وهذا في المقابل سيزيد من تقديرك لذاتك لأن قيمتك لا تعتمد على ما الذي يتقبله أو لا يتقبله الناس منك. سيصبح سلوكك ”هذا أنا، تقبلوني أو ارفضوني. إذا رفضتوني فذلك لأن الوظيفة ليست مناسبة لي، وكذلك تلك العلاقة وذلك الشخص الخ.

تقبل ذاتك وكونك شخص ممل بالنسبة للناس:

”عندما يكون مظهرنا الظريف أمام الناس أهم بالنسبة إلينا من إظهار ذواتنا الشغوفة والساذجة والمحبة، حينها نحن نخون أنفسنا“.

تقبل الذات يعني التحلي بالشجاعة لأن تظهر كشخص غير مزيف، قابل لأن تكون مخطئًا. كما يعني أنك لا تختبئ خلف أقنعة تخفي سلوكياتك الغريبة. حينها ستجد العالم أصبح أكثر خفة. أما الناس الذين لا يتقبلونك فهم ليسوا مهمين لأن تقبلهم لك لايحدد ماتعتقده عن نفسك. أنت تختار من ترى رأيه مهمًا بالنسبة لك.

لانتعلم هذا الأمر في المدرسة. والنتيجة هي أن الأطفال الذي لايحسون أنفسهم محبوبين من قبل الناس يجدون أنفسهم مضطرين للإستمرار في المدرسة.

ستتعجب كثيرًا من كمية المجهود الذي نبذله من أجل أن نكون ”ظريفين“ ومقبولين أمام الناس. نختار صورنا في انستقرام بعناية، وكذلك كلماتنا في فيسبوك. نحن حذرون في اختياراتنا حتى لا نُتهم بأننا أشخاص عاديون. لكن المجهود الذي نبذله حتى نكون جذابين، هو مجهود كبير للغاية. وللأسف، لا نتعلم في المدرسة كيف نتقبل قصصنا التي من الممكن أن تكون مملة. في الحقيقة، تعلمنا المدرسة كيف نبحث عن رضا الناس الذين لا تتربط آرائهم بحياتنا. 

أدركت الآن أننا كلنا أشخاصًا مملين. سواء كنتِ أجمل فتاة في المدرسة، أفضل لاعب في الفريق، أو أكثر شخص يحصل على ترقية في وظيفته، كلنا ذلك الشخص الممل. 

سيتطلب الأمر إلى مزيد من الشجاعة لتكون مملًا في نظر الناس، عندما تسقط الأقنعة التي نلبسها. كونك شخص ظريف أمام الناس له ضريبة كبيرة، تحتاج لأن تعيش وفق توقعات الآخرين عنك. لكن كونك شخصًا مملًا تأتي معه الخفة التي تحررك من هذه التوقعات.

”عندما تتقبل نفسك ستجذب الآخرين ليتقبلوك كما أنت. لكن عندما تحمل عن نفسك فكرة تقلل من ذاتك، سيوافقك الآخرون على ذلك“.

الحدود:

الخوف من إزعاج الآخرين أو إحباط شخص ما، يجعلنا نزيل حدودنا أمام الناس، فنتحمل تصرفات لانحبها، ونجعل الآخرين يتعرضون لنا ويحتقرونا. عندما لا تضع حدودًا للآخرين هذا يعني أنك تفتقد إلى احترام الذات. الحدود القوية تغيظ بعض الناس، لكن تجعلنا في مواقف أقل ضررًا لصحتنا. الحدود القوية تدعم تقديرنا للذات.

القناعة:

في ثقافتنا، نجد أنفسنا مهووسين بفكرة أن هناك شيء نفتقده في حياتنا، ويجب علينا حينئذ أن نصل الفراغ بين توقعاتنا والحقيقة حتى نكون على مايرام وهذا ينبع من اعتقادنا أننا ناقصين وهناك أمور تنقصنا، فتصبح النتيجة أننا نحاول أن نملأ الفراغ في حياتنا والحفر التي في قلوبنا بأمور خارجية. عندما تكون نظرتنا إلى العالم أن هناك شيئًا ما يجب أن نغيره من أجل أن نصبح أفضل، سيحركنا النقص بدلًا من القناعة، لنكتشف بعدها أنه ليس هناك شيء أو شخص ما يستطيع أن يملأ هذا الفراغ. سنشعر دائمًا بالنقص بطريقة أو أخرى. 

لكن عندما تتغير نظرتنا واعتقاداتنا إلى فكرة أننا مكتفين بذواتنا، ولدينا مانحتاجه، وليس هناك أي شيء ينقصنا، سندرك حينها أن ليس هناك مصدر نستطيع أن نكتفي منه.

أعطي الأولوية لسعادتك:
عندما نقدّم سعادة الآخرين على سعادتنا، فإننا نقدم لنا ولهم خدمة سيئة للغاية. لسنا على حقيقتنا، وهذا الاستنزاف سيقودنا إلى طريق مسدود. عندما نضحي بقيمنا ومبادئنا في الوظيفة التي نتقدم لها، أو الشخص الذي نحبه، أو الصداقات في حياتنا، أو حتى المشاريع فإننا نخسر طاقاتنا ونفقد سعادتنا. وفي بعض الأحيان، يصبح التخلي عن الأمور أو الأشخاص الذين لايستحقونا هو مايجلب لنا السعادة الحقيقية ويجعلنا نكتشف ذواتنا الحقيقية. إن إرادة التخلي ليس له علاقة بالعناد لكنه إلتزام بالقيم والمبادئ. إذا لم نكن واعيين، فإن تضحياتنا ستتحول في النهاية إلى غضب حقيقي.

عالج سلوكك:
لا نتعلم في المدارس معالجة السلوك أو الطرق التي نتخذها. فالعلامات المدرسية هي التي تقرر أنك طالب متفوق في مادة معينة. وهذا القرار المؤقت يصبح قرارًا دائمًا، وينتج عنه فيما بعد توقعات وحسرات وتعلقات غير صحيحة. وفي أسوأ الحالات، يجعل الأشخاص لا يتخذون أي قرار على الإطلاق. وحدهم الأشخاص الناجحون هم من يركزون على الطريقة لا على النتيجة.

عندما تعمل على معالجة السلوك، فإن النتائج تتفوق على توقعاتك لأنها تسمح لك بمعاينة التقدم الذي تحرزه، فترفع من معنوياتك، وتخلق لك دائرة من النشاط تعطيك طاقة دائمة.

حب الذات والإهتمام بالذات:
حب النفس والإهتمام بها يبدأ من تقبل الشخص لذاته والتسليم لظروف الحياة. بالطبع هناك فرق بين التسليم والاستسلام، فالتسليم يأتي بسبب التقبل والإكتفاء. أما الاستسلام فإنه بسبب المقاومة والنقص. عندما يكون نقد الذات مؤلمًا ودائمًا، فإنه يجعلنا نعيش في حياة غير منجزة. يجب أن ندرك السؤال الذي قالته ”آنا يوسم“ في كتابها ”مُنجز“:

”هل نتج عن هذا النقد الذاتي أي تغييرات إيجابية دائمة في حياتك؟“

عندما تفعل ماتستطيعه لتجعل علاقتك مع ذاتك رائعة، فإن هذا يعزز من تقديرك ولإحترامك لذاتك. وهذا يعني أننا يجب أن نضع الإهتمام بالنفس أولوية في حياتنا ونستثمر في ذواتنا. 

الإهتمام بالذات لايرتكز فقط على الطعام الصحي والرياضة المستمرة. لكنه أيضًا يدور حول فعل أمور تجلب السعادة لنفسك. سمعت مرة من المعلم الروحي أنه قد يصبح تدخين سيجارة وشرب كأس من الويسكي من الإهتمام بالذات عندما تقرر ذلك. بالطبع لا أشجع على فعل هذا الأمر، لكن في بعض الأوقات قد يكون الإهتمام بالذات يعني أن تصرف ٢٠٠ دولار على بنطلون جينز أعجبك، أو الذهاب إلى صالون للحلاقة، أو لقص الشعر.. الإهتمام بالذات هو مزيج من الأنانية النافعة. 

أعرف جيدًا أنني شخص أسعد عندما أمارس رياضة ركوب الأمواج أو التزلج على الجليد. عندما أتحدث عن الإهتمام بالذات، فهاتين الهوايتين هما أمران غير قابلين للتفاوض. وبسببهما، أقدمت على مغامرة هذه السنة: حجزت رحلات متعددة من أجل التزلج على الجليد وكذلك رحلة لركوب الأمواج في سيرلانكا.

علاقتك مع ذاتك هي الأساس المتين لمقدرتك على التحكم بنفسيتك. اجعلها من أولوياتك وأحبب ذاتك كأن حياتك تعتمد على ذلك. 

المرونة:
تمر عليك أوقات في حياتك تفشل فيها في اختبار ما، أو يخرج من حياتك شخص لم تتوقعه، أو أن تُفصل من عملك، أو تخسر شخصًا تحبه. هناك مرات قليلة في الحياة يكون فيها من الضروري أن تحب نفسك. عندما تقع في مصيبة، أو تصاب بخيبة أمل، أو تمر بنكسة، وقتئذ تكون في أسوأ الظروف وأصعبها، لأن نقدك لذاتك حينها يكون قاسيًا- تتفكر كثيرًا ماالذي كان بإمكانك أن تغيره في الماضي. في النهاية تتعلّم من أخطائك، لكن يجب عليك أن تدرك أن فشلك لايحدد من أنت. فطالما ترى أن الفشل هو من يحدد الشخص، ستعاني كثيرًا.

نعتقد دائمًا أن الفشل هو من يحدد من نحن.. نحن من نجعل هذا الأمر المؤقت أمرًا دائمًا. نحن من نتخذ الرأي السلبي عن أنفسنا ونتخيله حقيقة. 

-إذا كان هناك شخص لايحبنا، نعتقد أن كل الأشخاص كذلك.
-إذا كانت هناك وظيفة لم نحصل عليها، نعتقد أننا لن نحصل على أي وظيفة بعدها.
-إذا أخذنا درجات سيئة، نعتقد بأننا أغبياء.

يجب علينا أن نتذكر الدرس الذي علمني إياه أستاذي والذي أتذكره على الدوام ”ظروفك المؤقتة هي ليست شخصيتك الدائمة“.

المصيبة هي واحدة من الإختبارات المهمة لتقدير الذات.
لحسن الحظ، نستطيع أن نتخلص من مصائبنا في النهاية. قبل أيام قليلة قرأت هذه المعادلة التي ألفها ”دان هاريس“ في كتابه ”التأمل، للمتشككين المتململين“
المعاناة= الألم x المقاومة

وأدركت حينها أنني وبشكل دائم أفعل كل شيء من أجل مقاومة الألم الذي أحس به كأن أخدّره عن طريق الكحول أو المخدرات. لكن مع الألم والمصيبة، يكون العلاج في بعض الأحيان هو العبور من خلالهما. أحبب ماسيؤدي بك الطريق، ابحث عن الفرص في الخسارة، واعتبر النهايات هي بدايات جديدة. تجبرك المصيبة على الإعتراف بالحقائق المؤلمة، لكنك في النهاية ستخرج منها أقوى وبشكل أكمل. 

٢- التعامل مع الجنس الآخر: 

في الصف الخامس الدراسي، يتعلم الأطفال كيف تسبح البويضة من خلال المايكروسكوب. وهنا فقط تتعلم كيف تتعامل مع الجنس الآخر. أما إذا كنت محظوظًا، فلديك والدان يتحدثان عن هذا الموضوع. 

أما إذا لم تكن كذلك، فسوف تجد نفسك وحيدًا خاصة عندما تعجبك الأستاذة أو تنجذب لشخصية مشهورة مثل سندي كروفورد. إذا كبرت في التسعينات، فسوف تتذكر كيف كان مرجعك هو ثقافة فن ال“بوب“ من خلال الإعلام.

كنت هذا الشخص لأنني لم أجد مثالًا للعلاقات العاطفية. تزوج والديّ زواجًا تقليديًا. لم يعلمني والدي الرومانسية، لذلك اعتمدت على أفلام دزني ونسختها عن الرومانسية. وبالطبع لم يقودني ذلك إلى علاقات مثمرة. 

التعامل مع الجنس الآخر أمر مهم لبقائنا ولصحتنا، ومن العجيب أننا لا نتعلم ذلك في المدرسة. بل على العكس، نُترك هكذا نتعلم من التجارب والأخطاء أو نجرب وسائل أخرى لحل مشكلاتنا. 

في آخر المقابلات التي أجريتها، سألني صديقي ”كي هي“ عن مراهقتي، وأيام الكلية، والسنوات الأولى من عمري في العشرين. أخبرته أنه ليس هناك ما أقصه عليه، لم يكن لدي صديقة في المدرسة، أو في الجامعة أو حتى في السنوات الأولى من عشرينياتي. عندما سألني كيف شخّصت ذاتي أخبرته بأنه كان لدي مشكلة ما، وقلت له: قضيت ٤ سنوات في الجامعة بين طائفة أصبحت تُعرف فيما بعد بالذئاب البشرية هدفهم فقط التعرف على الفتيات لإقامة علاقات جنسية معهن. هذا الأمر جعلني أشعر بالعار لفترة طويلة. 

لكنني كلما أتحدث إلى رجال آخرين، كلما اكتشفت أن هذه الطائفة كانت بطاقة دخولهم إلى التطور الذاتي. من المحتمل أن هؤلاء الرجال هم أشخاص كانت لديهم نية حسنة، فالعديد منهم يريدون أن يصبحوا أكثر ثقة بأنفسهم، ويدخلوا في علاقات عاطفية مثمرة، وليس اصطياد أكبر عدد من النساء. لكن قائد المجموعة هذه كان ذو كاريزما على الرغم من كونه إنسان متلاعب، وحينها تتحول النوايا الحسنة إلى سلسلة من العواطف المدمرة. 

لايستطيع شخص أن يلوم الرياضي باستعانته بمدرب الرياضة من أجل تطوير لعبه. ولايستطيع إنسان أن يلوم رجل أعمال بتوظيفه شخصًا من أجل أن يساعده في زيادة دخله. لكن عندما يتعلق الأمر بتطوير عاداتنا الإجتماعية أو قدرتنا على التعامل مع الجنس الآخر، فهناك مقدار كبير من العار نشعر به. الإعتراف بأنك تحتاج إلى مساعدة شخص في حياتك يجعلك تشعر بأنك إنسان عاجز. نميل إلى التغاضي عن نتائج الإستثمار الحياتية بسبب الشعور بالعجز والخجل وبدلًا من ذلك، نلوم القدر وسوء الحظ والخ.

أن تفعل شيئًا مماثلًا لعدة مرات ثم تتوقع أن تحصل على نتائج مختلفة فهذه حماقة. فبعد مرور سنة على مواعدة  نساء لم أفلح في التقرب إليهن، استعنت بشخص يُدعى ”نيكي نوتاس“ في إدارة صحتي النفسية والتعرف على قيمة ذاتي في مختلف الظروف.

وبما أننا ندرك أن علاقاتنا الإجتماعية هي خير مؤشر على سعادتنا وصحتنا، لماذا لا نطلب مساعدة الآخرين؟ ولماذا لا يعلّمونا ذلك في المدرسة؟

أنصحك بمشاهدة الفيلم الوثائقي لمايكل مور ”وير تو انفيد نكست، ماهو المكان القادم الذي سنغزوه؟“ وركزّ جيدًا كيف تُعلّم المدرسة الفرنسية الأطفال عن الجنس. فبدلًا من مشاهدة حيوانات منوية تسبح في الشاشة، يتعلمون كيف تكون تجربتهم الجنسية الأولى ممتعة. تناقشت مع ليلى مارتن حول بيولوجية وسيكولوجية الجنس، وقالت لي الآتي:

”بالنسبة إلي، فإن لدينا وباء جنسي شائع لا يتحدث عنه الناس. لدينا الإدمان على الإباحية، وخلل في ممارسة الجنس، وتجد أن بعضهم لا يمارسون الجنس خلال فترة زواجهم الطويل، صدمات جنسية، عنف جنسي.. الخ. الإنزعاج من ذلك هو مجرد جزء بسيط يظهر لنا، ليس لدينا أمثلة صحية عن الجنس. وليس لدينا أشخاص يتناقشون عن هذه الأمثلة وكيف يمارس الشخص الجنس بطريقة صحية. بل وإننا أيضًا نقمع الحديث عنه في مجتمعنا. ليس بإمكانك الحديث عن الجنس والإعلان عن هذا الحديث في فيسبوك مثلًا، وليس بإمكانك أن تتحدث عنه وتحصل على وظيفة في السي إن إن. من الجنون أن يكون هذا الأمر تحت القمع رغم احتياجنا له“.

وكنتيجة لعدم تعلم هذا الأمر في المدرسة أو تعلمه بطريقة خاطئة، نجد رجالًا يتصرفون بحماقة، ونساءً يعاملونهن باحتقار، ونحصل بعدها على أزواج غير متكافئين. 

٣- المال
ماهي الحكاية التي تخبرها لنفسك عن المال؟

”المال هو حكاية الفلاحين الذين يجنون ٣ دولارات في اليوم، وموظفي البنوك الذين يحصلون على ٣ دولارات في الثانية“.
سيث جودن

هناك أمور ضئيلة في الحياة تُحدث تغييرًا عاطفيًا في الناس كما يُحدثه المال. ندرك أن المال ضروري من أجل مقومات الحياة الأساسية، نحتاجه لابتياع الطعام والمسكن. لكن لا نفكر في المال كحكاية، فإذا سألت الناس عن المال، فستكتشف فورًا أن لهم حكايات معه. كبرنا أنا وأختي بحكايات مختلفة مع المال بسبب اختلاف وظائف والديّ عندما كنت طفلًا ثم بعدها عندما أصبحت أختي طفلة. كان يُقال لي أنني لا أستطيع شراء أمور معينة لأنه ليس لدينا المال الكافي لشرائه. في المقابل، زوّدني والديّ بكل شيء استطاعا أن يشتريناه في حدود قدرتهم المادية (باستثناء لوح تزلج). عندما كبرت أختي، تحسّنت أمورهما المادية وبالتالي أُعطي لها أكثر قليلًا مما اشتريا لي عندما كنت في عمرها. هذه الحكاية قادتني إلى عادات استهلاكية مدمرة للغاية في بداية العشرين من عمري. استهلكت الكثير من المال. أردت تعويض كل شيء لم يستطع والداي أن يشترياه لي عندما كنت صغيرًا. اشتريت زوجين من الحذاء من ”اير جوردان“ لأنني لم استطع الحصول عليه في طفولتي. كنت سيئًا في لعب كرة السلة، ولم ألعبها مرة أخرى في الصيف بعدما اشتريت الحذاء. كانت حياتي تدور حول تراكمات سابقة وفضّلت أن أحصل على الأكثر بدلًا من أن اهتم بالجودة. مررت ببعض المحن وبذلت الكثير من المجهود حتى أغيّر هذه الحكاية مع المال. أما هذه الأيام فأستطيع أن أقول أنني بشكل ما شخصٌ يكتفي بالحد الأدنى من الماديّات ”مينمالست“، لكن عندما أشتري أغراضًا فإنني أضع حدودًا للكمية التي اشتريها ولا أمانع إن بذلت المزيد من المال من أجل الحصول على جودة ممتازة. 

هناك مفارقة غريبة عندما تُفضّل الجودة على الكمية. فالأشياء التي تشتريها قد تكون غالية الثمن، لكنك في النهاية تبذل مالًا أقل لأنك تشتري لمرة واحدة وليس لمرات عديدة ولفترة طويلة. على سبيل المثال، قد تشتري حذاء غاليًا من فيراجامو ب٥٠٠ دولار. تشتريه لمرة واحدة ولكنه يظل معك ل١٠ سنوات قبل أن تحتاج إلى حذاء آخر. هذا يعني ٥٠ دولارًا لكل سنة خلال ١٠ سنوات. تفضيلك للجودة يسمح لكل غرض حولك لأن يصبح شيئًا مقدسًا له قيمة.

في أحد المقاطع المفضلة لديّ من المحاضرات الصوتية لسيث جودن، عندما تحدث فيها عن كيفية تبسيط حكاية المال التي تخبرها لنفسك، وذلك عن طريق أن تصبح فاعلًا للخير. تصدّق في كل مرة تُسأل فيها للتبرع بمالك، اعطِ المال للمتسولين في الشارع. وكما يقول سيث ”كيف تستطيع أن تصبح ذلك الشخص الذي يُعطي بخشيشًا مقداره ٢٠٪ من أجل كوب قهوة يكلف ٦ دولارات وتتحدث عن المال؟“.

  • تبرعت بشرى أزهر ب١٠٪ من مالها عندما أصبح دخلها ١٠ دولارات في الشهر، وحافظت على هذه النسبة حتى بعد أن ارتفع دخلها ليُصبح ١٠ آلاف دولار في الشهر. 
  • اعتقد براين كوهن أنه من أجل الحصول على المال يجب علينا أن نهدر الدم ونذرف الدموع ونتصبب عرقًا، ولكنه لم يحدث شيء من هذا القبيل. بل ذهب إلى أحد المكاتب المرموقة وخرج منها حاصلًا على شيك ب٥٠٠ دولار خلال أسبوع لأنه أتى بفكرة تجارية متميزة. 

الحكاية التي تحكيها لنفسك عن المال ستؤثر في مقدار المال الذي ستحصله، والمقدار الذي تود بذله، والكيفية التي ستصبح من خلالها كريمًا بما تملك، وكيف ستكافئ نفسك بهذا المال. قد يكون سخيفًا لدى البعض أن فكرة السعي وراء المال هي فكرة روحية، لكنها بالتأكيد هي رحلة داخلية أكثر من كونها مادية فقط. 

إذن، ماهي الحكاية التي ستخبر بها نفسك عن المال؟

الشعور بالنقص:

نجد أن من بين كل تفاعلاتنا -المتشكلة بسبب المجتمع- مع الحياة، هناك التفاعل الأكثر سُمِّية: الشعور بالنقص. الشعور بالنقص يجعلنا نتخذ قرارات سيئة في كل أنماط حياتنا:

  • إذا شعرنا بأن المال ينفد، سنفقد صبرنا. وفقداننا للصبر ينتج عنه عواقب وخيمة. يحدث هذا كل مانتقدم في العمر، نشعر بأن الوقت يضيع من بين أيدينا. لن نستطيع أن نتخذ قرارات ممتازة في الحياة إذا شعرنا بالقلق من نفاد الوقت.
  • إذا شعرنا بأن الفرص الوظيفية شحيحة، سنقبل بوظيفة نكرهها ونكون تحت رحمة أصحاب عمل لايقدروننا. 
  • إذا شعرنا بأن الأشخاص المتاحين أمامنا من الجنس الآخر هم قلة، سيكون خيارنا ناتج عن اليأس. سوف نقايض بقيمنا التي رسمناها لأنفسنا، ونصبح في علاقات مسمومة يغلب فيها التنازل والتضحية بدلًا من الإستقرار. نجري وراء الأشخاص عندما يكون من الأفضل لنا أن نتركهم ونذهب بعيدًا عنهم. 

أما العلاقة التي نتعامل فيها مع المال هي نتيجة مايسميه دان كيندي ”الشعور بالفقر“.

عندما نرى العالم من خلال عدسة النقص، تصبح الطريقة التي نرى بها العالم محدودة للغاية. من المستحيل أن نعيش حياة سعيدة عندما يكون النقص هو الشعور الذي نحس به عند رؤيتنا للعالم.

التحول من الشعور بالنقص إلى الوفرة والإكتفاء: يحدث هذا عندما نعرف كيف نتعامل مع المال: 

طريقة دان كينيدي
 في كتابه (No BS Wealth Attraction)، ينصح دان كنيدي بتتبع طريقة ال٩٠ يومًا: 

  • افتح حسابًا جديدًا في البنك، وسمّه بحساب الثراء. بعدها اتخذ قرارًا بتخصيص نسبة مئوية من كل دولار يأتيك لإيداعه في حساب الثراء. من الممكن أن تكون النسبة المئوية رقمًا ما بين ١٪ إلى ١٠٪، تظن أنك لاتستطيع فعل ذلك، لأنك تصرف كل أموالك على الفواتير، فكيف يتبقى لديك مبلغًا من المال لإيداعه؟ حاول أن تجرب، اختر نسبة مئوية، أودع المال، ولا تلمسه مهما حصل. وافعل ذلك كلما يأتيك دولارًا واحدًا. حتى لو كان هذا الأمر يوميًا. الطريقة التي تجعلك تودع مالًا في حساب الثراء تؤثر على اللاوعي لديك، لا يهمنا مقدار المال المُودع بقدر فعل الإيداع.

والآن يأتي فعل العطاء: وهذا شيء مهم، لأن كل الأغنياء يعطون. العطاء له تأثير عظيم على صحتك النفسية. لذلك افتح حسابًا آخر وسمّه حساب العطاء، وخصص نسبة مئوية من كل دولار يأتيك لتودعه في حساب العطاء. 

اتبعتُ نصيحة كينيدي منذ أن قرأت الكتاب، ووجدت أنه في كل مرة أتبرع فيها بمبلغ من المال يأتيني المال أضعافًا مضاعفة. لا أعرف لماذا، لكنني توقفت عن التساؤل.

بخشيش ال١٠ دولار: 

قدم لي صديقي جوزيف لوقان نصيحة بسيطة قبل عدة أشهر عندما كنا نتناقش كيف أن الإنسان يتغيّر من الشعور بالنقص إلى الشعور بالوفرة. 

من الممكن أن يبدو هذا التمرين مُهدرًا للمال، لكنه من أسرع الطرق لحل فكرة أن المال يجب أن يكون متوفرًا لنا بكميات محددة. خذ من مالك مبلغ ١٠٠ دولار ثم قرر كيف ستوزعه كبخاشيش مقسمة إلى ١٠ دولارات. في البداية، سوف تلاحظ السعادة على الأشخاص الذين حصلوا على ١٠ دولار كإكرامية. عندما أُعطي النادلة ١٠ دولارات على كوب من القهوة في ستاربكس قيمته ٦ دولارات أجدها سعيدة للغاية. 

بعد ذلك، سوف تشعر بإحساس جميل لأن هؤلاء الأشخاص أصبحوا سعداء، وبالتالي سوف يمتلئ الإحساس بالوفرة لديك. وكلما تعزز هذا الإحساس سوف تجد الفرص متوفرة في كل مكان لتعويض هذا المال. إذا أحسست بأن هذا الأمر صبياني، جربه بنفسك. من الممكن أن تصرف ١٠٠ دولار أو حتى ألف دولار. 

تكلفة الفرصة البديلة (ثمن اختيار خيار واحد على حساب ترك الخيارات الأخرى):

في مقالة شرحت فيها عن ”خمسة أمور تخليت عنها حتى أكون ناجحًا“، كتبت أن هناك ”تكلفة فرصة بديلة“ لكل شيء. خلال أولى السنوات التي قضيتها في عملي ”انميستيكبل كرييتف“ كان ثمن الفرصة البديلة هو مقدار ماكنت أجنيه من الأرباح في اليوم الواحد حتى أتمكن من زيادة دخلي خلال فترة معينة… لكن هذا لاينطبق على الوظائف فقط. هناك تكلفة الفرصة البديلة لكل شيء في حياتنا. 

  • تتفكر ما إذا كان يجب عليك دفع التأمين على سيارتك الجديدة. فال١٠٠ دولار لاتجعلك مطمئن البال فحسب، بل قد توفر عليك أموالًا طائلة قد تصرفها فيما بعد.
  • البحث في كل المحلات التجارية من أجل توفير دولار واحد يجعلك تشعر بأنك مستهلك واعي، لكن تكلفة الفرصة البديلة هي وقتك والبنزين معًا.
    • قد يكون من الأرخص لك أن تركب بنفسك رف الكتب من ايكيا، لكن إذا كان هناك شخص يستطيع أن يركبه لك في ساعة واحدة بدلًا من أن تقوم بتركيبه أنت خلال يوم كامل، فتكلفة الفرصة البديلة ليست وقتك فحسب، بل وراحة بالك أيضًا. 

إن أردت أن تُدير وقتك بطريقة أكثر كفاءة، اشتره بالمال! 

إذا كنت مثل أغلب الناس، فإنك لم تتعلم معظم هذه الأشياء في المدرسة. لكنك وبفضل الإنترنت- تستطيع أن تتعلم التالي: 

  • الإستماع إلى بودكاست يعلمك كيف تنظم حياتك النفسية من أحد أفضل العلماء في العالم..
  • توظيف مدرب يساعدك في تطوير حياتك الإجتماعية وقدرتك على التعامل مع الجنس الآخر. 
  • التعلم كيف تدير مالك من مدونات اقتصادية رائعة على الإنترنت.

هذه هي الأمور الأساسية التي كان بإمكاننا أن نتعلمها عن الحياة في المدرسة ولكننا للأسف لم نحظى بذلك التعليم. هذا لا يعني أنك تأخرت في تعلمها، تستطيع أن تبدأ وتطور نفسك. 


ترجمت هذه المقالة عن الإنجليزية:
What We Should Have Learned in School But Never Did

وهم الثقة

في إحدى الأيام من عام ١٩٩٥، وفي وضح النهار، سرق رجل ضخم في منتصف عمره بنكين في مدينة بتسبرغ. لم يلبس أي قناع ولم يتخف، بل ابتسم لكاميرات المراقبة قبل أن يخرج من كلا البنكين. ألقت الشرطة القبض على المُتفاجِئ ماك آرثر وييلر لاحقًا وعرضت عليه الفيديوهات التي سُجلت على كاميرات المراقبة. لم يكن يصدّق ذلك وقال ”ولكنني دهنتُ نفسي من العصير!“. يبدو أن وييلر اعتقد بأن فرك عصير الليمون على جسده يجعله شخصًا غير مرئيًا أمام كاميرات المراقبة. بعد هذا كله، فإن عصير الليمون كان يُستخدم كحبر سري، فطالما أن وييلر لا يقترب من مصدر حراري كان يجب أن يكون متخفيًا تمامًا!

استنتجت الشرطة بعدها أن وييلر لم يكن مجنونًا ولم يكن تحت تأثير المخدرات، لكنه كان مخطئًا بدرجة كبيرة.

اجتذبت هذه الحكاية اختصاصي علم النفس ديفيد دانينق في جامعة كورنيل، والذي كلّف تلميذه جستن كروقر بالتحقق عما يجري. استنتجا أن كل شخص لديه تصورًا إيجابيًا عن قدراته في مجالات اجتماعية وثقافية متعددة، وأن بعض الناس يخطئون في تقييم هذه القدرات بشكل كبير، أكبر بكثير من الحقيقة. ف“وهم الثقة“- والذي يُدعى الآن ب“تأثير دانينق كروجر“- يصف كيف يقوم الإنحياز المعرفي بالرفع من التقييم الذاتي.

من أجل التحقق من هذه الظاهرة، صمم دننق و كروجر بعضًا من التجارب الذكية. وفي إحدى الدراسات، سألا طلبة جامعيين مجموعة من الأسئلة عن القواعد، والمنطق والنكت، ثم سألا كل طالب وطالبة أن يُخمّنوا نتيجتهم ثم يصنفوها بالنسبة إلى نتائج الطلاب الآخرين. الطلاب الذين أحرزوا نقاطًا ضعيفة في هذه الأسئلة هم هؤلاء الذين بالغوا -وبشدة- في تخمينهم بالحصول على نتائج ممتازة! الطلاب الذين حصلوا على أدنى الدرجات هم هؤلاء الذين اعتقدوا بأنهم أدّوا الاختبار بشكل أفضل من ثلثي الطلاب الآخرين!

وهم الثقة هذا يمتد إلى خارج الفصول الدراسية فنجده في حياتنا اليومية. في دراسة لاحقة خارج المعامل التجريبية، اتجه دانينج و كروجر نحو نطاق الأسلحة، وسألا هواة الأسلحة عن مدى الأمان في استخدام السلاح. وبالتشابه مع النتائج السابقة، فإن هؤلاء الذين أجابوا على أسئلة قليلة فقط هم الذين بالغوا في تقدير معرفتهم بالأسلحة. وبعيدا عن الحقائق، تستطيع أن تلاحظ تأثير دانينق-كروجر في تقييم الناس لمقدراتهم الأخرى بشكل كبير. إن شاهدت أي برنامج تلفزيوني للمواهب هذه الأيام، فسوف ترى وجوه المتسابقين المندهشة لعدم اجتيازهم التقييم ورفضِهم من قبل حكام المسابقة. قد يكون ذلك الأمر مضحكًا بالنسبة إلينا، إلا أن هؤلاء المتسابقين غير واعيين بأن تفوقهم الوهمي هذا قد ضللهم إلى حد كبير.

من الطبيعي أن الناس يبالغون في تقييم قدراتهم الشخصية. في إحدى الدراسات، قيّم ٨٠٪ من السائقين أنفسهم أنهم فوق المتوسط، وهذا أمر مستحيل إحصائيًا. دراسة أخرى وجدت أنه عندما يقيّم الناس شعبيتهم وقدراتهم المعرفية، فإنهم يجعلون أنفسهم فوق المعدل الطبيعي. المشكلة تكمن عندما يكون الناس غير أكفاء، فإنهم لايستنتجون بطريقة خاطئة فقط ويختارون خيارات سيئة، بل إنهم يفتقدون المقدرة على استيعاب أخطائهم.

في دراسة امتدت فصلًا دراسيًا كاملًا على طلاب الكلية، فإن الطلاب المتفوقون يستطيعون التنبؤ بأدائهم في الإختبارات المستقبلية بطريقة أفضل عندما يُقدّم إليهم تقييمًا حول نتائجهم ودرجاتهم. لكن الطلاب ضعيفو المستوى لم يظهروا أي تميّز على الرغم من وجود تقييمات متكررة على أدائهم. فبدلًا من أن يتفكروا في أدائهم وطرقهم الخاطئة، أو يشعروا بالحيرة والإرتباك تجاهها، فإن هؤلاء الناس دائمًا مايصرون بأن طرقهم هي الصحيحة. هذا يذكرنا بما كتبه تشارلز داروين في نشأة الإنسان، عام ١٨٧١: ”إن الجهل يُولد الثقة على نحو أكثر مما تفعل المعرفة“.

من المثير أن نعرف بأن الأذكياء يفشلون أيضًا في تقييم مقدراتهم. فكما أن الطلاب الحاصلين على درجات (دي) و(إف) بالغوا في الرفع من قدراتهم، فإن الطلاب المتفوقين الحاصين على (اي) استخفوا بقدراتهم. وجدا دننق وكروقر أن الطلاب المتفوقين- الحاصلين على أعلى الدرجات المعرفي.- قد بخسوا من كفائتهم النسبية. ظن هؤلاء المتفوقون بما أن هذه المهام المعرفية كانت سهلة بالنسبة إليهم فإنها لابد أن تكون كذلك أو أسهل بالنسبة إلى الآخرين.
وهذا مايُسمى ب“متلازمة المخادع“ وهي عكس تأثير دننق كروقر: حين يفشل المتفوقون في إدراك مهاراتهم فيظنون أن الآخرين لديهم نفس القدر من الكفاءة. يكون الإختلاف هنا أن المتفوقين أو الأكفاء هم أشخاص يستطيعون تغيير هذا التقدير الذاتي عندما يُقدم إليهم تقييمًا مناسبًا لهم، بعكس هؤلاء غير الأكفاء الذين لا يستطيعون ذلك.

العبرة من هذه المقالة أننا لا نريد أن نصبح مثل سارق البنك. في بعض الأحيان نحاول تجربة أمور تقودنا إلى نتائج ممتازة، لكن أحيانًا- مثل فكرة عصير الليمون- تكون طرقنا غير مجدية، غير عقلانية، أو حتى غبية. الحل أن لانسمح لأنفسنا بأن نكون مخدوعين بأوهام التفوق، وأن نتعلم إعادة تقييم كفاءاتنا بطريقة صحيحة. كونفوشيوس قال ذات مرة ”المعرفة الحقيقية هي معرفة مدى جهلنا“.


تدوينة ترجمتها عن مقالة كتبتها Kate Fehlhaber
بعنوان

Studies find high achievers underestimate their talents, while underachievers overestimate theirs

لا تعرض أعمالك على أولئك الذين لا يعرفون شيئًا

James Yang


عاش في بلاد الهند فنان شهير أحبه الناس بسبب لوحاته الرائعة اسمه (رانجا تشيلري)، واسم تشيلري في اللغة الهندية يعني سيد الألوان. كان يُلقّب برانجا جورو “المعلم رانجا”.

كان لدى المعلم رانجا تلميذ يُدعى راشيتشي، الذي بعدما انتهى من دراسته رسم لوحة رائعة وأحضرها إليه حتى يُقيّم أستاذه لوحته

“أستطيع القول بأنك فنان مبدع حقًا، لكن الناس في هذه المدينة هم من سيُقيم لوحتك. لذلك، أريد منك أن تأخذ هذه اللوحة إلى وسط المدينة فتضعها في أشد الأماكن ازدحامًا ثم تترك بجانبها قلمًا أحمرًا. اكتب ملاحظة بجانب اللوحة تسأل الناس فيها عن رأيهم تجاه عملك بأن يُحددوا بالقلم الأحمر المواضع التي لم تُعجبهم في اللوحة”.

فعل راشيتشي ما قاله أستاذه، وبعد أيام قليلة ذهب إلى وسط المدينة ليجد لوحته وقد امتلأت بالعلامات الحمراء حتى يكاد من المستحيل رؤية اللوحة. لم يكن بوسع راتشيشي الحزين أن يفعل شيئًا، لذلك قرر أن يأخذ اللوحة لأستاذه ويعلمه عن مدى إحباطه. 

نصحه المعلم رانجا أن يكف عن الشعور بالإحباط وأن يرسم لوحة أخرى، ثم يأخذها مرة ثانية إلى وسط المدينة في مكان مزدحم بالناس، ولكن من دون أن يضع بجانبها قلمًا أحمرًا بل فرشاة رسم ولوحة ألوان وألوانًا زيتية. أخبره أن يضع ملاحظة بجانب اللوحة
“أصلح المواضع التي لم تعجبك في اللوحة”. فعل راشيتشي ما نصح به أستاذه.

بعد أيام قليلة ذهب راشيتشي ليتفقد اللوحة، كان سعيدًا عندما رأى أن لا أحد قام بالتعديل على لوحته، أما الأدوات التي وضعها بجانب اللوحة فقد وجدها كما تركها. أخذ راتشيشي اللوحة وذهب بها إلى أستاذه الذي قال:



“عزيزي راشيتشي، في المرة الأولى منحت للناس فرصة لأن ينتقدوك. وعندما فعلت، انتقدوك بحدة أكثر مما تصورت. على الرغم من أن بعضهم لا يستطيع الرسم فقد انتقدوا لوحتك. لكنك في المرة الثانية أردتَ من الناس أن يُقيّموا أخطائك. بمعنى آخر، أردت أن يكون نقدهم بنّاء. ولكي يكون نقدك كذلك، تحتاج إلى أن تتعلم. لم يحاول أحد أن يصحح لك اللوحة، لم يتجرأوا لأنهم لا يستطيعون الرسم.

عزيزي راشيتشي، لايكفي أن تكون أستاذا في مهنتك فقط، بل يجب عليك أن تكون حكيمًا أيضًا. فلا يُعقل أن تتوقع ردودًا عادية من أشخاص لا يفهمون ما الذي سيقولونه لك. فبالنسبة إليهم، عملك هذا ليس له قيمة. لا تعرض عملك على الأشخاص الذين لا يعرفون شيئًا. لا تناقش أعمالك معهم”.


قصة قصيرة ترجمتها: Don’t present your work to the ones who know nothing.

لماذا يجعلك الملل أكثر إبداعًا؟ – مقال مترجم

Zohar Lazar

“أكاد أموت من الملل!”

اشتكت الزوجة حديثة السن يلينا في مسرحية تشيكوف (العم فانيا) من الملل قائلة “لا أدري ماذا أفعل”.
إذا كانت يلينا حية اليوم، فبالتأكيد سوف تخفف من مللها هذا بالعبث في جوالها: تبحث عن أمر مسلي في تويتر أو بزفيد أو لعبة “كلاش أوف كلانس”. 
إذا أصبحت لديك مُسليّات لاتُحصى في جيبك، فمن السهل أن تدفع عنك الملل. لكن ماذا سيكون الوضع لو كان الملل تجربة مفيدة تحثنا على عرض إبداعنا أو أفكارنا العميقة؟

هنا ملخص لدراستين حديثة: في الدراسة الأولى، سأل الباحثون أشخاصًا تحت الدراسة أن يفعلوا شيئًا مملّا، كأن ينسخوا الأرقام من دليل الهاتف، وبعدها يخضعون إلى اختبارات تقيس التفكير الإبداعي لديهم كابتكار استخدامات جديدة لكوبين على سبيل المثال. ماذا كانت النتيجة؟ المجموعة التي أصابها الملل قدّمت أفكارًا أكثر من المجموعة التي لم تُصاب بالملل، وكانت أفكارهم أكثر إبداعية. وفي الدراسة الثانية، اتضّح أن الأفراد الذين خضعوا لإختبار كلمات من “التفكبر الترابطي” قدّموا إجابات أكثر عندما أُجبروا على مشاهدة شاشة تعرض صُورًا مملة.


من الممكن أن يُولد الإبداع من الملل وذلك لأن العقل القلق يتعطّش للمحفزّات والأنشطة. ربما تخلق فسحة الملل هذه حركة تدفعك نحو المعرفة. يقول هيثر لنش، عالم النفس في جامعة تكساس أي اند أم، أن “الملل يتحول إلى حال من البحث والسعي، لأن ماتفعله الآن ليس مُرضيًا بالنسبة إليك، فبالتالي أنت تبحث.. أنت منشغل”.

تقول ساندي مان، عالمة النفس في جامعة سنترال لانكاشير، والتي أجرت الدراسة، أن الذهن المضجر يتحرك نحو وضعية “أحلام اليقظة”. سيُخبرك والداك بأن الأطفال الذين لايفعلون شيئًا يخترعون ألعابًا غريبة ومسلية ليتسلوا بها مثل استخدامهم لصندوق الكرتون، ومفتاح كهرباء وغيرها. فهِم الفلاسفة هذا الأمر منذ قرون، كيركيغارد قال بأن “الآلهة أحسوا بالضجر، فلذلك خَلقوا البشر”.
لكن المشكلة، والتي تُقلق علماء النفس، أننا في هذه الأيام لا نتعارك مع اللحظات البطيئة. نحن نمحوها! تقول مان “نحن نحاول أن نمحي كل لحظة ملل في حياتنا بالإستعانة بهواتفنا الذكية”. من الممكن أن يُريحنا هذا الأمر مؤقتًا، لكنه يحبس عنا التفكير العميق والذي يمكن أن يأتي من تحديقنا في الحزن. فالعبث بجوالك يُشبه “تناولك لطعام غير صحي”.

لذلك هنا فكرة نقدمها لك: في بعض الأحيان بدلًا أن تهرب من الملل، اعتمد عليه. تقول مان أن أفضل أفكارها تأتي عندما تقود سيارتها فلا تستطيع أن تمسك بجوالها.
عندما يتحدّث الكُتّاب عن استخدام برنامج “فريدوم”- برنامج الكمبيوتر الذي يحجب شبكة الإنترنت عنه أثناء عملك فلا تستطيع إستخدام الإنترنت- فإنهم يقولون أنه لمنع التشتت الذهني. لكنني أشك في أنه يُستخدم لفرض مستوى معين من الضجر في يومهم، رتابة إنتاجية مفيدة.
وهناك بالطبع ملل سيء. فالملل الجيّد يُحفزّك على رؤية نتاج ما سمّاه الفيلسوف برتراند رسل ب“الملل المثمر”. لكن النوع السيء منه، وبالعكس، يجعلك مرهقًا للدرجة التي تشعر فيها أنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء (يُسمّى بالملل البليد).

الجزء الحاسم في عصرنا هو أن نتعلم كيف نقيّم هذه النكهات المختلفة من الملل وذلك حتى نُميّز بين الملل النافع والمضر، فالنظر إلى هاتفك في لحظة ملل ليس على الإستمرار أمر سيء!


مقال كتبه كليف تومسون في مجلة “وايرد” بتاريخ ١ يناير ٢٠١٧

استعدادات العام الجديد: 365 صفحة

 كيف حالكم يا أصدقاء؟
لم يتبق إلا شهر واحد على انتهاء هذه السنة- أي ثلاثون صفحة تقريبًا- والتي مرّت سريعًا بأفراحها وأتراحها.. نسأل الله أن يجعل آخر هذه الصفحات مسكًا. في هذه التدوينة سوف أورد بعضًا من استعداداتي للسنة الجديدة 2017، وقد جعلتها مُبكرة بعض الشيء لعلّها تفيدكم.

أجندة جديدة:
في العام الماضي تعرفت على ال”كتاب الأسود” من البراء العوهلي في تويتر، واستخدمته فاعجبني كثيرًا.
File 2016-08-12, 1 28 43 PM
أصبحتُ استخدمه كمخطط يومي وأيضًا كمدونة للأحداث اليومية. واشتريت طابعة صغيرة لصور الجوال لها ورق لاصق، فصرتُ ألصق الصور التي التقطتها بواسطة جوالي في هذا الكتاب الأسود. بإمكانكم الإطلاع على تدوينة “مذكراتي العزيزة” لمزيد من التفاصيل.

أما للعام القادم، وبمشورة صديقتي ريم، فاشتريتُ هذه الأجندة من
Erin Condren


الجميل في هذه الأجندة أنك تستطيع اختيار الغلاف الذي يُعجبك، وضع اسمك على الغلاف، اختيار لون السلك الملفوف، واختيار لون الصفحات. كما أن هذه الأجندة مُقسمة بطريقة أكثر انتظامًا من الكتاب الأسود، وصفحاتها أكبر، وبسبب وجود السلك فإنك تستطيع وضع أوراق كثيرة (كالتذاكر، وبعض القصاصات..) بداخلها دون أن تتأثر.
استخدام الأجندة يجعلك أكثر التزامًا بمخططاتك اليومية، وأكثر انتظامًا. كما إنه يسهل عليك تدوين ما في جعبتك من أفكار بشكل مرتب.

تستطيعون طلب هذه الأجندة من موقع إرن كوندرن، وإذا سجلتم بريدكم الإلكتروني في الموقع فسوف تحصلون على كوبون خصم:
https://www.erincondren.com

تقويم يومي:
في العام الماضي استخدمتُ رزنامة الكاتب من تكوين، وكانت الرزنامة اللطيفة تحتوي على اقتباسات يومية من كُتّاب مشهورين عن الكتابة.
4
والعام الذي قبله كان لدي تقويم فيه اقتباسات يومية من مارك توين.
Screen Shot 2015-12-12 at 2.49.03 PM
أما هذه السنة فقررت أن اشتري هذا التقويم الذي يعرض لوحة شهيرة كل يوم لأحد الفنانين، وبالتالي تكون فرصة فنية للتعرف على اللوح الشهيرة في العالم، وبالأحرى على 365 لوحة فنية خلال عام.

سعر هذا التقويم اليومي 17 دولارًا، بإمكانكم شراؤه من أمازون

جورنال|مدونة يومية لمدة 5 سنوات:
فكرة هذا الدفتر تعتمد على تكملتك لجملة مختلفة مثل “آخر قرار اتخذته مؤخرًا..”، “آخر خبر جميل سمعته اليوم..”،أحتاج إلى مساعدة بشأن..”.. في كل يوم، ثم الإجابة على هذه الأسئلة في العام القادم والذي يليه وهكذا لمدة 5 سنوات. 



الجميل أنك سوف تُقارن إجاباتك بالسنوات التي خلت! من المثير أن تُقارن أحداثك في يوم معين -بل وحتى شخصيتك- على مدى السنين.



هنا رابط الجورنال إذا أردتم شراؤه.

آية من القرآن الكريم يوميًا باللغة الإنجليزية:
في العام الماضي، أهدتني صديقتي ريم هذا الكتاب الجميل شكلاً ومضموناً بمناسبة السنة الجديدة، الكتاب يحتوي على 365 آية من القرآن الكريم باللغة الإنجليزية – 365 اقتباساً موزعاً على أيام السنة-. الجميل في الموضوع أن قراءتنا لتفسير القرآن بلغة أخرى تساعد على فهم جديد ومختلف للآية. سوف أعتمد مطالعته في هذا العام أيضًا.
1

2بإمكانكم شراء هذا الكتاب من أمازون.

كتابة القرارات السنوية:
في نهاية كل سنة أقوم بكتابة قائمة للسنة القادمة، وبمراجعة قائمة سابقة قمتُ بكتابتها بداية السنة. القائمة بسيطة للغاية وتحتوي على جزئين، جزء للقرارات التي أريد اتخاذها هذه السنة، وجزء للأمنيات. بالنسبة للقرارات، أحاول أن أجعلها معقولة حتى أستطيع تحقيقها كقراءة عدد معين من الكتب، كتابة عدد معين من التدوينات، بعض الأنشطة التي أود ممارستها، ومهارة أو اثنتين أود تعلمها. أما بالنسبة للأمنيات، فأدوّن ما أود تحقيقه في هذه السنة وأتمناه. كلا من الجزئين يحتويان على نقاط قليلة مابين 5 إلى 7 نقاط فقط، فقد تعلمت من القوائم في السنين السابقة أنه كلما طالت القائمة كلما بدت صعبة التحقيق.
كنتُ قد بدأت بممارسة هذه العادة منذ 6 أو 5 سنوات تقريباً، ولكن إما أن تختفي الورقة التي كتبت عليها القرارات، أو أنسى أين كتبتها. ولكن منذ عام 2011 قررت أن أكتب هذه القرارات على مفكرة في “اللاب توب” لدي لحمايتها من التلف والنسيان. وبالفعل، أصبحت لديّ عادة ثابتة أمارسها بداية كل سنة جديدة أو نهاية كل سنة.
عندما اقرأ قائمة القرارات التي كتبتها منذ سنة ينتابني شعور غريب، مزيج من الفخر والخجل والضحك. فقد أفخر بما أنجزته هذه السنة مقارنة بالمكتوب، و أخجل من إرادتي الكسولة بأنني أردتُ أن أفعل شيئاً ولم أقدم عليه، وأضحك على نفسي عندما أراني قد تمنيتُ بشدة شيئاً لم أحققه أو أحصل عليه وتبيّن لي خلال هذه السنة بأنه ليس مناسباً لي على الإطلاق.
كما أنني أقوم بوضع هذه القائمة في مفكرة واحدة تتضمن السنين السابقة والسنة الحالية حتى أستطيع أن أقارن قراراتي وأمنياتي السابقة والحالية ببعضها.
جربوا هذه العادة !

اختيار عدد الكتب التي أود قراءتها من خلال موقع قود ريدز:
goodreads

تستطيع أن تضع عدد الكتب التي تخطط لقراءتها في عام، وتُضيف الكتب المقروءة خلال السنة إلى الموقع حتى يقوم بدوره بإضافتها للتحدي. ينبغي التنبيه هنا أن عدد الكتب ليس مقياساً على جودتها، فخير لك أن تقرأ 10 كتب ممتازة من أن تقرأ 100 كتاب- لمجرد القراءة- في السنة. لكن المقصد من هذا التحدي هو أن تجعل من القراءة لك عادة، فعندما تريد أن تقرأ كتاباً واحداّ في الأسبوع، وهو رقم منطقي جداً، فهذا يعني أنك ستقرأ في السنة 48 كتاباً على عدد أيام الأسبوع في السنة. اجعلها 40 كتاباً، هناك بالتأكيد 8 أسابيع في السنة لا تود أن تقرأ فيها ومن أجل أن نجعل التحدي معقولاً. يمكنك أيضاً أن تقرأ كتاباً في الشهر، هذا يعني 12 كتاباً في السنة.
من الممكن أن تضع 5 كتب صعبة تود قرائتها خلال العام القادم على سبيل المثال، وتجعل باقي الكتب موزعة ما بين الروايات والكتب الخفيفة.

وفي الختام، أليس من المثير – ومن المُحبط أيضًا- تصوُر السنة كدفتر شخصي يحتوي على 365 صفحة؟ بعض هذه الصفحات مليء بالأسطر السعيدة وبعضها يحتوي على كلمة واحدة حزينة، والكثير منها خالية من أي تعبير. وقد يحزننا أن ندرك أنه بمجرد تجاوزنا لصفحة واحدة فإننا لا نستطيع التعديل عليها للأبد وكأنها غُلّفت بتغليف حراري، فمهما حاولنا أن نُمحيها بقلم أسود عريض فإنها تظل شامخة قابعة بالأسفل. كأنه يُقال لنا “هذه صفحاتكم املؤها بما شئتم”..ولكن أوليس الكثير من صفحاتنا لم نشارك في كتابتها؟

وماذا عنكم..ماهي استعداداتكم للسنة الجديدة؟

غزو السعادة

كيف حالكم يا أصدقاء؟ مؤخراً قرأتُ كتاباً للفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل عن السعادة وأعجبني فأحببت أن أنقل لكم بعض النقاط الأساسية التي وردت فيه بتلخيص شديد. اسم الكتاب “غزو السعادة” |للتحميل|. أرجو أن تكون هذه التدوينة سببًا في قراءتكم لهذا الكتاب.

في البداية من هو برتراند رسل ولماذا يكون حديثه عن السعادة بهذه الأهمية فيُؤخذ بكلامه؟
bertrand-russell

هو عالم رياضيات وفيلسوف إنجليزي حاز على جائزة نوبل في الآداب، وله مؤلفات عديدة في الفلسفة والمنطق والرياضيات، على سبيل المثال كتب ورقة بحثية في أكثر من 300 صفحة مع أستاذه الفرد وايتهيد يُثبت فيها بأن 1+1=2
عانى من الإكتئاب في فترة المراهقة لدرجة أنه كان يفكر كثيراً بالإنتحار ولكنه لم يفعل “لأنه أراد أن يتعلم المزيد من الرياضيات”. في هذا الكتاب يعترف رسل بأنه من الأشخاص السعداء في هذا العالم، ويضع فيه فلسفته الشخصية التي يراها عن السعادة.

يستهل رسل كتابه بقوله “الحيوانات تظل سعيدة مادامت في صحة جيدة، ويتوفّر لها الطعام الكافي. ويساورنا الشعور بأن الكائنات البشرية ينبغي أن تكون سعيدة أيضًا ولكن تلك ليست حال الأكثرية في عالمنا الحديث”.
فيقترح حينها بعض التغييرات التي يمكن بواسطتها أن يحقق الفرد سعادته، ويجب التنبيه على أن كلامه موجه للناس الذين يتمتعون بدخل كاف لتأمين الغذاء والسكن ولديهم صحة جيدة يمارسون بها النشاطات الطبيعية العادية، ويستثني منهم من ذاقوا المصائب الكبيرة كالوالدين الذين فقدوا أحد أو كل أولادهما.

يبدأ رسل بسرد أسباب التعاسة، وأولها:
الإهتمام المفرط بالنفس: الإهتمام الذاتي أو الأناني الذي لا يستطيع المرء أن يُحرز تقدمًا بسببه – إلا إذا كتب يومياته من باب مراقبة النفس وتحليلها- هو سبب من أسباب التعاسة. فمن صور هذا الإهتمام هو الشعور الدائم بالخطيئة والشعور بالذنب (تفسير أن كل مصيبة هي غضب من الله تعالى)، عشق الذات أو النرجسية المفرطة، مرض العظمة.

روح المنافسة “أو الصراع من أجل الحياة”: فالتشديد على أن السعادة تأتي من النجاح في المنافسة هو مصدر للشر بالنسبة لبرتراند رسل. وهذه الأيام يُقاس الذكاء للأسف بالنسبة إلى المال الذي يكسبه المرء; فالشخص الذي يكسب كثيرًا هو امرؤ ذكي، والشخص الذي لا يفعل ذلك ليس ذكيًا.

السأم: يقول رسل أن السأم في التاريخ كانت قوة مُحركة للإنسان، ففي عصر الصيد كان الإنسان يجد الإثار في الصيد، وكانت الحرب أخّاذة بالنسبة له. وظهرت الرتابة مع ظهور الزراعة وازدادت مع عصر الآلة.
“تصوّر سأم الشتاء في القرون الوسطى. لم يكن البشر آنذاك يعرفون القراءة أو الكتابة، ولم يكن لديهم سوى الشموع لكي يستضيئوا بها لدى هبوط الليل، ودخان نارهم كان يملأ القاعة الواحدة التي لم تكن باردة. وكانت الطرق تقريبًا غير سالكة، ومن حسن الحظ أن الناس نادرًا ما كانوا يختلفون إلى القرية المجاورة. ولا يدهشنّ أحد إذا ماكان هذا السأم وعوامل أخرى قد دفعت الناس إلى مطاردة الساحرات، ذلك بأن تلك كانت التسلية الوحيد التي استطاعت إدخال البهجة إلى سهرات الشتاء… نحن نسأم أقل مما كان يسأم أجدادنا، ولكننا نخشى السأم أكثر”.
لكن السأم ليس كله شر، فهناك النوع المثمر الذي يجلب الأنشطة الحيوية. ويجب أن يكتسب الإنسان منذ الطفولة القدرة على تحمل الحياة الروتينية، ويقع اللوم على الوالدين في تقديمها لأولادهما الكثير من التسليات السلبية .. فحياة اللهو لا تُثمر مشاريع بنّاءة، بل تجعل أفكار المرء تتوجه نحو نيل لذة مباشرة بدلًا من تحديد هدف بعيد.

التعب: فالتعب الجسدي يوفّر نومًا سليمًا وشهية جيّدة، لكن التعب المفرط خطير ويجعل الحياة لاتُطاق. والتعب العصبي يمثّل أكثر الأخطار في المجتمعات المتقدمة، فالخوف من الطرد من العمل والهموم والقلق أمثلة على ذلك. يخبرنا رسل أنه كان يتهيّب الجمهور عند إلقاء خطاب أمامهم:”كنت أشعر لدى انتهاء الخطاب بأنني مُنهك من فرط التوتر العصبي.. لكنني علّمت نفسي التفكير في أنه لا أهمية مطلقًا لتحدّثي بصورة جيدة أو سيئة، فالعالم سيبقى هو إياه في الحالتين” ومن أحد أعراض التعب النفسي هو أن يعتقد الإنسان أن عمله مهم جدًا ولا يستطيع تأجيله وأنه إذا توقف عن العمل وذهب في عطلة فإن هناك مصيبة سوف تحدث “ولو كنتُ طبيبًا لوصفت العطلة لكل مريض يعتبر عمله مهمًا”. إن خطر التعب العصبي يكمن في كونه حاجزًا بين الإنسان والعالم الخارجي، ويجعله يميل إلى التركيز على بعض الأمور النادرة، فيصبح لا مباليًا بالنسبة إلى سائر الأشياء.

الحسد: هو أقوى أسباب الألم. “هل اتفق لك أن أشدت يومًا بفنان أمام فنان آخر؟ هل أشدت قط بسياسي أمام سياسي آخر من الحزب نفسه؟ هل أطريت يومًا عالِمًا بالآثار المصرية أمام عالِم آخر؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، فإنك لا ريب قد أحدثت تفجّرًا للغيرة”. فالحاسد يجعل نفسه تعسًا بسبب حسده، وبدلًا من أن يجد السرور فما يملك، تراه يجني الألم أكثر من الآخرين.
ماسبب الحسد؟ “يقيني أن التعاسة التي تصيب المرء يفي الطفولة تُساهم في حدّ كبير في تنمية الحسد.. والقلب البشري كما شكّلته الحضارة العصرية ميّال أكثر إلى الحقد منه إلى الصداقة”
وماعلاج الحسد؟ “التربية الذهنية وعادة عدم خلق المرء لنفسه أفكارًا لا طائل منها.. قدّر المباهج التي تُعرض لك، وقم بالعمل المطلوب منك

الشعور بالإثم: “فالشعور بالإثم أبعد من أن يُحدث السعادة. إنه يجعل الإنسان تعسًا ويُولّد فيه شعورًا بالدونية

مس الاضطهاد (او الإحساس بأنك محور الكون): “فإذا كان شخص ما يدّعي أنه لا يلقى إلا معاملات سيئة، فإن من المحتمل جدًا أن يكمن السبب في هذا الشخص نفسه، أو أن يكون هو من يخلق إهانات وشتائم ما كان ينبغي في الحقيقة أن يشكو منها” وهؤلاء الذين يفعلون الخير مع الناس ويندهشون من عقوقهم.
هناك أربعة مبادئ تُعالج مس الاضطهاد هذا:
1- لاتنسَ أن دوافعك ليست دائمًا نزيهة
2- لا تستهن مطلقًا بمزاياك الشخصية: فالكاتب المسرحي الذي لا تحظى مسرحياته بالنجاح، يجب أن يواجه الافتراض بأن مسرحياته رديئة ولا ينبذ هذا الإحتمال.
3-لا تتوقع أن يهتم بك الآخرون كما تهتم أنت بهم
4- لا تتصوّر أن غالبية الناس تفكر فيك كفاية لكي يكون لها رغبة خاصة في اضطهادك..فالحكومة البريطانية انهمكت طوال السنوات في التصدى لنابليون، فلو كان هناك شخص أقل أهمية يتصور أن الآخرين يفكرون فيه دومًا، فإنه يكون على طريق الجنون.

الخوف من الرأي العام: إن الخوف من الرأي العام يُوقف التطور، و”قلة هم الذين يسعهم أن يكونوا سعداء إذا لم تكن حياتهم أو تصوّرهم للعالم يحظيان بموافقة أولئك الذين يختلطون بهم، وبخاصة أولئك الذين يحيون معهم”. الجميع يحتاج إلى محيط متعاطف لكي يسعدوا، ولكن يستحيل على الكثيرين التخلص من النقد.

أسباب السعادة:

في اعتقاد رسل بأن هناك نوعين من السعادة:
سعادة بسيطة،حيوانية،انفعالية
وسعادة مرهفة، روحية وفكرية
فالسعادة الأولى هي في متناول كل كائن بشري، والأخرى ليست متاحة إلا لهؤلاء الذين يُتقنون القراءة. وتقدير المرء لذاته أمر ضروري للسعادة، كما أن الإيمان بقضية ما- أو بمعتقد ما- هو مصدر سعادة لكثير من الناس. أيضًا ينصح برتراند رسل بتوسيع الإهتمامات والهوايات الشخصية لكونها مصدر من مصادر السعادة.

لذة العيش: يخبرنا رسل بالخاصية الأكثر شمولية لدى الإنسان السعيد وهو استمتاعه بالعيش. فيعطينا مثالًا جميلًا على ذلك، وهو جلوس الناس على مائدة الطعام. فتجد أن هناك من لايُثير اهتمامه الطعام الشهي، وتجد هؤلاء المحرومين من أنواع معينة من الأطعمة، ثم تجد الذوّاقة الذين يدركون على الفور النقص في أحد الأطعمة، وهناك النهمون الذين ينقضون على الأكل انقضاض الطيور ويكثرون من الطعام، وأخيرًا هناك الذين يبتدأون وجبتهم بشهية جيدة ويأكلون ثم يتوقفون. فالناس الذين يجلسون على مائدة الحياة لهم ردود الفعل نفسها.
يتميّز الشخص الذي يحب الحياة من ذاك الذي لا يحبها، لأنه يعرف كيف يجني فائدة من الاختبارات غير السارة.

المحبة: المحبة التي نتلقى، لاتلك التي تُمنح، توفر لنا الشعور بالأمن الذي يساعد الإنسان على تجنب المخاطر، والاطمئنان تجاه الحياة مصدره بصورة خاصة المحبة.والطفل المحروم-لسبب أو آخر- من محبة والديه سوف يكون مستعدًا للخوف من كل الأشياء ولن يكون بمقدوره مجابهة العالم بروح مرحة ومغامرة وسيشرع باكرًا جدًا في تأمل الحياة والموت والمصير البشري.

الأسرة: محبة الأهل لأولادهم ومحبة الأولاد لذويهم قد تكون من أحد أكبر مصادر السعادة وقد تكون أيضًا مصدر شقاء بالنسبة إلى أحد الطرفين. فأسباب فقدان السعادة في الحياة العائلية في أيامنا الحاضرة مختلفة: لها طابع سيكولوجي، واقتصادي، واجتماعي وتربوي وسياسي.

العمل: إن العمل يستغرق حوالي نصف ساعات اليقظة، ويتوقف عملك على كونك تشعر بالنجاح أو الفشل. فهو يؤمن لك المعيشة، ويمنح حياتك غاية واضحة وينقذك من السأم

الاهتمامات غير الشخصية: الاهتمامات الصغيرة هي التي تملأ ساعات الفراغ وتوفّر استرخاء للتوتر. فأحد مصادر التوتر العصبي والشقاء الأخلاقي والتعب هو العجز عن الاهتمام بكل ما ليس ذا أهمية في الحياة. “ولتحمّل المصيبة بشجاعة عندما تقع ينبغي أن يكون المرء قد كرس نفسه لاهتمامات أوسع، بحيث يستطيع الفكر أن يحضّر للألم مكانًا هادئًا يدعو إلى تداعي أفكار وانفعالات أخرى غير تلك التي تجعل الحاضر صعب الإحتمال”

نراكم في تدوينة قادمة بإذن الله

قرارات السنة الجديدة

بقي على السنة الميلادية الجديدة أقل من عشرين يوماً. ولأن حدث دخول السنة الجديدة -سواء كانت قمرية أو شمسية- مهم للكثيرين حيث أنه يمثل الأمل القادم، قررت أن أكتب في هذه التدوينة عن بعض العادات الشخصية التي أتخذها عند مطلع كل سنة لعلها تفيد البعض:

1- كتابة القرارات السنوية:
في نهاية كل سنة أقوم بكتابة قائمة للسنة القادمة، وبمراجعة قائمة سابقة قمتُ بكتابتها بداية السنة. القائمة بسيطة للغاية وتحتوي على جزئين، جزء للقرارات التي أريد اتخاذها هذه السنة، وجزء للأمنيات. بالنسبة للقرارات، أحاول أن أجعلها معقولة حتى أستطيع تحقيقها كقراءة عدد معين من الكتب، كتابة عدد معين من التدوينات، بعض الأنشطة التي أود ممارستها، ومهارة أو اثنتين أود تعلمها. أما بالنسبة للأمنيات، فأدوّن ما أود تحقيقه في هذه السنة وأتمناه. كلا من الجزئين يحتويان على نقاط قليلة مابين 5 إلى 7 نقاط فقط، فقد تعلمت من القوائم في السنين السابقة أنه كلما طالت القائمة كلما بدت صعبة التحقيق.
كنتُ قد بدأت بممارسة هذه العادة منذ 6 أو 5 سنوات تقريباً، ولكن إما أن تختفي الورقة التي كتبت عليها القرارات، أو أنسى أين كتبتها. ولكن منذ عام 2011 قررت أن أكتب هذه القرارات على مفكرة في “اللاب توب” لدي لحمايتها من التلف والنسيان. وبالفعل، أصبحت لديّ عادة ثابتة أمارسها بداية كل سنة جديدة أو نهاية كل سنة.
عندما اقرأ قائمة القرارات التي كتبتها منذ سنة ينتابني شعور غريب، مزيج من الفخر والخجل والضحك. فقد أفخر بما أنجزته هذه السنة مقارنة بالمكتوب، و أخجل من إرادتي الكسولة بأنني أردتُ أن أفعل شيئاً ولم أقدم عليه، وأضحك على نفسي عندما أراني قد تمنيتُ بشدة شيئاً لم أحققه أو أحصل عليه وتبيّن لي خلال هذه السنة بأنه ليس مناسباً لي على الإطلاق.
كما أنني أقوم بوضع هذه القائمة في مفكرة واحدة تتضمن السنين السابقة والسنة الحالية حتى أستطيع أن أقارن قراراتي وأمنياتي السابقة والحالية ببعضها.
جربوا هذه العادة !

2- اختيار تقويم جديد
أحب التقويم اليومي لأم القرى والذي يحتوي على صفحات فارغة أستطيع التدوين عليها، ويتضمن تفاصيل كثيرة كالتقويم الهجري والميلادي (وأسماء الشهور بالسريانية) والأنواء ومواقيت الصلاة وغيرها. جمال التقويم اليومي يكمن في انتزاع الورقة، أو تقليبها، عند حلول يوم جديد، هذا الشعور يجعلك تستوعب شيئاً عجيباً، فبكل بساطة عندما تقلب ورقة أو تتنزعها في الصباح الباكر فإنك تدرك أنك تُقلّب 24 ساعة دون رجعة، وقد يجعلك هذا الشعور تقدّر قيمة يومك. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع استخدام ورقة التاريخ هذه لوضعها في كتاب قرأته-شاهدت بنفسي ورقة في إحدى كتب أبي لتاريخ يعود إلى أكثر من عشرين عاماً وجعلتني أتفكّر في حالة والدي وهو يقرأ هذا الكتاب-. كما أنني أهديتُ ابنة خالتي ورقة كنت قد كتبت عليها في طفولتي (في هذا اليوم وفي الساعة الفلانية، وُلدت ابنة لخالتي وسمّوها فلانة) وكم كانت سعادتها غامرة بهذه الورقة.

السنة الماضية لم أستطع الحصول على تقويم يومي لأم القرى، فقمت بابتياع تقويم يومي ميلادي فيه اقتباسات يومية جميلة للكاتب الأمريكي الساخر مارك تواين. تستطيعون تخيّل سعادتي البسيطة في كل يوم أقلّب فيه الورقة من أجل مقولة جديدة.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.50.37 PM

هنا يقول مارك تواين “الحياة ستكون أسعد بكثير لو أننا وُلدنا بعمر الثمانين ونقترب ببطء نحو سن الثامنة عشر”.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.50.14 PM

وهنا اقتباس آخر من مارك توين نهديه لمحاور الكون: “لا تكثر التشكي وكأنّ العالم مدين لك بشيء، العالم لا يدين لك بشيء، فقد كان موجوداً قبلك” 

 
كما قمت بشراء تقويم شهري جميل للحائط، يحتوي على صور لأدباء وكتّاب مشهورين. هنا شهر يونيو مع المؤلفة الإنجليزية جين أوستن.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.49.23 PM

Screen Shot 2015-12-12 at 2.49.56 PM

بالنسبة لهذه السنة، لا أدري أي التقاويم سأختار.

3- اختيار عدد الكتب التي أود أن اقرأها في السنة القادمة
وذلك بمساعدة برنامج “قود ريدز” وبمشاركة القرّاء من أنحاء العالم، تستطيع أن تضع عدد الكتب التي تخطط لقراءتها في عام، وتُضيف الكتب المقروءة خلال السنة إلى الموقع حتى يقوم بدوره بإضافتها للتحدي. ينبغي التنبيه هنا أن عدد الكتب ليس مقياساً على جودتها، فخير لك أن تقرأ 10 كتب ممتازة من أن تقرأ 100 كتاب- لمجرد القراءة- في السنة. لكن المقصد من هذا التحدي هو أن تجعل من القراءة لك عادة، فعندما تريد أن تقرأ كتاباً واحداّ في الأسبوع، وهو رقم منطقي جداً، فهذا يعني أنك ستقرأ في السنة 48 كتاباً على عدد أيام الأسبوع في السنة. اجعلها 40 كتاباً، هناك بالتأكيد 8 أسابيع في السنة لا تود أن تقرأ فيها ومن أجل أن نجعل التحدي معقولاً. يمكنك أيضاً أن تقرأ كتاباً في الشهر، هذا يعني 12 كتاباً في السنة.
خلال عام 2015 وحتى لحظة كتابة هذه التدوينة، قرأت 46 كتاباً من أصل 40 كتاباً وضعتُ عددها في بداية السنة من خلال موقع قود ريدز، مع إنشغالاتي أراه رقماً معقولاً. في الكثير من الأحيان أتمنى أن اقرأ مئة كتاب في السنة ولكني أتراجع عن تفكيري هذا بحجة أن الجودة تهم أكثر من العدد، ولذلك قد أضع رقم 40 أو 48 مرة أخرى للسنة القادمة إن شاء الله.

ماذا عن عاداتكم السنوية؟

تجارب 2

كيف حالكم يا أصدقاء؟ هذه تدوينة جديدة من تجارب وفيها استعرض بعض تجاربي في قراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة بعض الأفلام الوثائقية، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت، وغيرها. إذا فاتتكم التدوينة الأولى بإمكانكم قراءتها هنا.

وثائقيات:

أحب إضافة الزعفران إلى الطعام بمختلف أنواعه لتتبيله خاصة الرز، وأعلم أن الزعفران غالي الثمن لأنني اشتريه بثمن مرتفع مقارنة بوزنه ومقارنة ببقية التوابل، وأحرص على تخزينه جيداً. هذا الفيلم الوثائقي الجميل من قناة الجزيرة يوضح لنا سبب غلاء الزعفران وكيفية زراعته وحصاده. الفيلم تم تصويره في المغرب – في مدينة تالوين جنوب المغرب تحديداً- وهي من أكبر الدول المُنتجة للزعفران بعد  إيران. بعد مشاهدة الوثائقي الجميل، أعددتً كوباً من الشاي أضفت إليه القليل من الزعفران. شكراً للصديقة هند على اقتراحها لهذا الوثائقي.

كتب:

أولاد حارتنا:

  

الرواية لنجيب محفوظ، والذي نشرها على أجزاء في صحيفة الأهرام المصرية. أثارت هذه الرواية جدلاُ واسعاً في تلك الأيام فقد قام العديدون بتكفيره وإخراجه من الملة، وبعدها حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب. الرواية تتحدث عن بداية الخلق حيث هناك أدهم (آدم) وإدريس (إبليس)، ثم تنتهي بالعلم وموقفه من الدين.

علّق جورج طرابيشي في كتابه (الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية) على قصة عرفة بقوله “فالعلم في نظر نجيب محفوظ قد يخطيء الدروب والمسالك، وقد يصبح سنداً للقوة الغاشمة، وقد يتسبب حتى في موت الإله، ولكنه لا يمكن مع ذلك أن يكون مبغوضاً ولا مكروها عند الله، لأن العلم هو اليوم طريق الخلاص للإنسانية، بل قل نبيها الجديد في عصر نهاية الأنبياء”.

مذكرات ميخائيل نعيمة (سبعون):

  

كان قد كتبها عندما بلغ من العمر سبعون سنة. المذكرات تتكون من3 أجزاء: طفولته وبداية شبابه، رحلته في المهجر (أمريكا)، وأخيراً عودته إلى لبنان. الجزء الأول جميل جداً وهو أجمل المذكرات، ثم الجزء الثاني، ثم الثالث.
بالنسبة للجزء الأول:
عشت أيام جميلة بين بسكتنا ووادي الشخروب.. لفتت انتباهي الأسطورة التي تحكي عن هجرة اللبنانيين عن لبنان، فقد كنت أتساءل دائماً عن هجرة اللبنانيين عن بلدهم الجميل وانتشارهم حول العالم(قبل الحرب الأهلية)وإذ بالأسطورة تقول على لسان ميخائيل
“فقد كان القدامى يروون لنا حكاية مجنون يحمل قصبة ويطوف أحياء البلدة في كل يوم مناديا بأعلى صوته
رجالكم! نسوانكم! أولادكم! دجاجكم! ع البحور! ع البحور!

هناك الكثير من الذكريات التي استوقفتني، كالأغنية التي ذكّرت ميخائيل بوالده وبالشخروب وهو في المهجر (بالمناسبة بحثت عنها في اليوتوب ووجدتها، الأغنية قديمة من عام 1894.. اكتشفت أنها اُستخدمت لاحقاً في أفلام الرعب!)،

استوقفتني أيضاً لحظة التقاء أخيه أديب بوالديه بعد سنوات، وعن الرجل الذي ساعده وهو في حيفا حيث أخبر عن ذلك بقوله:
“يفوتني الآن الكثير من ذكريات تلك الرحلة ما بين بيروت وحيفا، ومن أحاسيسها وصورها وانطباعاتها. ولكن أمراً واحداً لا أنساه ولن أنساه ماحييت. وها أنا أرويه عبرة وذكرى، وبوّدي لو يكون الإنسان الذي أرويه عنه حياً حتى اليوم، ولو أنه يقرأ ما أروي..”

قواعد العشق الأربعون

أخيرا قرأت هذه الرواية للمؤلفة التركية إيلف شافاق، والتي أحدثت الكثير من الضجة. ولأن سقف توقعاتي بشأن هذه الرواية كان عالياً، فلم تعجبني الرواية كثيراً على الرغم من أنها كانت لطيفة وخفيفة. كان بالإمكان أن تكون قصة جلال الدين الرومي أكثر تشويقاً، لكني لم أجدها كذلك. ووجدت شخصية شمس التبريزي منفّرة

كتبت تدوينتين سابقاُ عن الصوفية ورحلتي إلى عالم الصوفية، إن أردتم الاطلاع عليها اضغطوا على أسماء التدوينات التالية:
1- عالم صوفي
2- رحلتي إلى عالم الصوفية

التطبيقات:
شطرنج

c
أحب لعبة الشطرنج كثيراً وامتلك حالياً اثنين من الشطرنج، إحداهما مصنوع من الزجاج والآخر خشبي، وكثيراً ماتمنيت أن أكون بارعة في هذه اللعبة. هذا التطبيق يجعلكم تلعبونها مع أفراد (في نفس مستواكم تقريباً) من أنحاء العالم. أدمنت لعبها على هذا التطبيق لأيام ثم تركته. في هذه الصورة، كانت ساعة الحظ بالنسبة في هذه الصورة، انظروا إلى هذه الحركة العظيمة! باستطاعتي قتل الملك، والوزير، والقلعة بواسطة حصاني الأبيض..ومن أجل ذلك استسلم خصمي قهراً !

Screen Shot 2015-08-22 at 12.05.10 AM

لعبة ايقر
Agao
اللعبة هي مضيعة للوقت ولكنها مسلية. الفكرة من اللعبة هي أن تحاول أن تبتلع الكتل الأصغر حجماً منك حتى يزداد حجمك، وأن تتفادى الكتل الأكبر حجماً. تستطيع ان تلعبها على اللاب توب أو على جوالك. هنا صورة أضحكتني لأحد المشاركين

  

تجارب شخصية:

1- أسبوع بدون سكر: خطرت لي هذه الفكرة عندما كنت آكل تشيزكيك (على غير العادة) مع صديقاتي. سألتهن ما إذا كان بإمكانهن تمضية أسبوع كامل بدون سكر كنوع من التحدي، بحيث تدفع الخاسرة منا ثمن أكواب قهوة الجميع من ستار بكس في نهاية الأسبوع! ووافقن على ذلك.
في البداية، ظننت أن التحدي سيكون سهلاً بالنسبة لي خاصة أنني لا أحب الحلويات، ولكني اكتشفت أن السكر يدخل في مكونات الكثير من الأطعمة التي أتناولها يومياً. فلم أستطع إضافة السكر في كوب الشاي عند الإفطار (استبدلته بسكر نبات لاحقاً)، ولم أستطع استخدام الكاتشاب على سبيل المثال. وفي إحدى أيام التحدي ذهبت إلى إحدى المقاهي واشتهيت كعك (على غيرعادتي) كانت موجودة بشكل جميل ومغري أمامي فطلبتها، ولكن بعد أن أحضرت النادلة صحن الكعك تذكرت أنني لا أستطيع أن آكلها بسبب التحدي ولا أود أن أخسر المسابقة وأدفع ثمن أكواب من القهوة. سألت النادلة إن كان بإمكاني إرجاع قطعة الكعك هذه لأنني (افتكرت فجأة بأنه غير مسموح لي بتناول السكر لأن..)، لكن النادلة قاطعت كلامي ووافقت فوراً. أظنها اعتقدت بأن الطبيب منعني من تناول السكر!

انتهى الأسبوع، للأمانة أمضينا 5 أيام (دون إجازة نهاية الأسبوع) تحت ضغط هذا التحدي. لم أشعر بشيء مختلف لأن الأيام كانت قليلة وغير كافية بإحداث تغيير. صديقتي أخبرتنا بأنها أصبحت “خفيفة”، وأنها كانت تشعر بالصداع طول هذه الفترة نظراً لأنها لا تشرب القهوة بدون سكر. بالنسبة لي، اعتمدتُ استخدام سكر النبات بدلاً من السكر الذي استخدمه.

اقترحت على صديقاتي بأن يكون التحدي القادم أسبوعاً بدون نشويات (كالرز، والخبز، والمكرونة..) ولكن لا أحد يود الإنضمام إلى هذا التحدي- حتى أنا صاحبة الفكرة 🙂 -.

2- تبادل المنتجات التجميلية:
لديّ بعض المنتجات التجميلية كالمكياج والصوابين والكريمات والتي استخدمتها لفترة بسيطة- أو لم استخدمها إلا لمرة أو اثنين- ولم تعجبني ولا أستطيع إرجاعها أو استبادلها بمنتجات أخرى، والكثير منها ينتهي إلى سلة القمامة بعد أن تنتهي مدة الصلاحية أو يتغيّر لونها. خطرت لي فكرة عرضها أمام صديقاتي وتبادلها بالأدوات التجميلية التي بحوزتهن ولم تعجبهن بالمقابل.

وفعلاً استبدلت هذه الأغراض (صورة) التي لا أحتاجها بأغراض أخرى شبه جديدة من صديقتي (لم أصورها بعد).

  

مشتريات عن طريق الإنترنت:
www.nuts.com
اشتريت منهم بعض الفواكه المجففة: كالليمون المجفف، المانجا، والتفاح. لديهم خيارات متعددة لكل فاكهة مجففة. أعجبني طعم الليمون المجفف، أما المانجا المجففة كانت جيدة ولكني أفضّل المانجا التي اشتريتها من آي إرب. هذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع هذا الموقع، أعجبتني طريقة التغليف جداً. للأسف لم أتمكن من التقاط صورة لها، لكن هنا صورة من قوقل.

nu-01

www.iherb.com

Giovan
شامبو وبلسم من جيوفاني. يجعل ملمس الشعر جميل بدون أن يجففه كبقية الشامبوهات. لا أدري إن كان سيناسب نوعية شعركم أم لا، شعري ناعم نوعا ماً -ويفي- ولكنه جاف.

صابون من
Pre De Provence

pre-oap-150g-11
هذا الصابون الفرنسي رائع، رغوته غنية ورائحته زكية. اشتريته من مدينة فيكتوريا ولكني وجدته متوفراً على أمازون. جربت الصابون من رائحة اللافندر، ورائحة التوت (لونه أحمر غير موجود بالصورة).

نراكم في تدوينة قادمة إن شاء الله 🙂

تجارب

كيف كان عيدكم؟

أظن بأنني فقدت لياقتي في التدوين هنا في نجم، لذلك أردت استرجاعها تدريجياً بأن أكتب شيئاً خفيفاً، فقررت أن أجمع في هذه التدوينة بعض التجارب المختلفة للمنتجات التي استخدمتها مؤخراً، الكتب التي قرأتها، والبرامج أو الأفلام التي شاهدتها وبعض المنتجات الغذائية.

التطبيقات:

Screen Shot 2015-08-09 at 5.52.53 PM
مصاريف: من اسمه، فهذا التطبيق الجميل يقوم بمتابعة مصاريفك المالية ويساعدك في معرفة أين تذهب نقودك وذلك حتى تنظم حياتك المالية. التطبيق عربي ومجاني. أعجبني لكن مللت منه كونه يتطلب أن تدوّن كل ما أنفقته ويقوم بتذكيرك أيضاً.

Pocket:

1on
تطبيق رائع! إذا صادفت مقالة أو مقطع فيديو أثناء تجولك في الشبكات الإجتماعية ولم يكن لديك الوقت الكافي لقراءتها أو مشاهدتها، وأردت أن تعود إليها لاحقاً، فهذا التطبيق يساعدك في ذلك. الأمر سهل، كل ماعليك هو أن تنسخ الرابط وتضعه في ال”جيب”. وتستطيع أن تشارك أصدقاءك هذه المقالات . التطبيق مجاني وباللغة الإنجليزية.

Airbnb

434go
تطبيق جميل استخدمته لأول مرة في زيارتي لمدينة فيكتوريا في برتش كولومبيا لعدم توفر فنادق جيّدة حيث امتلأت بقية الفنادق بالمسافرين قبل تحديد السفر. التطبيق يعرض شقق مفروشة أو فلل سكنية للإيجار باليوم من قبل مُلّاكها بالصور وبالمعلومات الوافية عنها. لا تختلف أسعارها عن أسعار الفنادق كثيراً، لكن الفكرة من هذا التطبيق هو أن تعيش أيام سفرك وكأنك من سكّان المدينة التي تنوي السفر إليها.

ماك بهوية عربية:
إذا كنت مستخدماً لجهاز ماك، تستطيع أن تحصل على أيقونات لجهازك بهوية عربية جميلة! الأيقونات هذه من تصميم  لينا عامر

Screen Shot 2015-08-09 at 4.30.49 PM

Screen Shot 2015-08-09 at 4.50.00 PM

يمكنك تحميله من صفحتها هنا

كتب:

38344
رحلتي الفكرية في الجذور والبذور والثمار لعبدالوهاب المسيري
سيرة ذاتية عظيمة، سررت بقراءتها جداً. يحكي المفكر عبدالوهاب المسيري عن طفولته في دمنهور بمصر ودراسته في الولايات المتحدة في جامعة كولومبيا وتغيره الفكري خلال هذه الفترة وعن موسوعته الشهيرة “اليهود واليهودية والصهيونية” والذي قضى أكثر من 20 عاماً في كتابتها وأشياء أخرى كثيرة تجعلك تتأمل في سيرة حياة هذا المفكر العظيم. أنصحكم بقراءتها.

تنظيم الدولة الإسلامية:

25232384
إذا كنت مهتماً بأخبار داعش العجيبة، فهذا الكتاب بحث ممتاز عن تنظيم الدولة الإسلامية وتاريخها وعلاقتها مع القاعدة وأسباب تمدد هذا التنظيم واستمراره، وأيضاً يتناول علاقات جبهة النصرة المُبهمة مع التنظيم ومع القاعدة.

برامج تلفزيونية:
على خطى العرب:

برنامج--العرب

اكتشفت هذا البرنامج بالصدفة، وهو للدكتور عيد اليحيى الذي يجوب في أنحاء الجزيرة العربية لتتبع خطى العرب وبالأخص شعرائهم كامرؤ القيس على سبيل المثال. فهو يتتبع الأماكن – وحتى الحيوانات- التي سردوها في قصائدهم ويشرح عنها ويذكر الأبيات التي قيلت فيها. عجبت كثيراً من وجود آثار عظيمة في السعودية دون أن يلتفت أحد إليها!
يمكنكم مشاهدة كافة الحلقات من صفحة العربية

أفلام:
شاهدتً مؤخراً فيلم رائع اسمه Inside Out
وهو فيلم -انيميشن- يحكي عن وجود 5 شخصيات داخل عقولنا (السعادة، الحزن، الغضب، الخوف، والقرف). الفيلم يتحدث بشكل جميل ومُضحك عن اضطراب هذه الشخصيات الخمسة بداخل الشخصية الإنسان (بطلة الفيلم)، وعن الذاكرة، وعن اللاوعي وعن أشياء أخرى جميلة.. أنصحكم بمشاهدته فهو لا يعتبر للأطفال!

https://www.youtube.com/watch?v=7ZLOYXKmIkw

مشتريات غذائية من آي إرب:
www.iherb.com

download
لم أعرف هذا الموقع إلا من مدونة هيفاء القحطاني، وهو موقع أمريكي يبيع العديد من المنتجات الغذائية الصحية بسعر ممتاز. قمتُ بطلب المنتجات التالية

1- لوح شوكولاتة سوداء بالكرز: لا أحب الشوكولاتة للأسف باستثناءات ضيّقة جداً تشمل الإجتماعات والمناسبات والتي اضطر بسببها إلى أكل الشوكولا. وجدتها فرصة لأن أعيد ترتيب علاقتي مع الشوكولاتة، فطلبت هذا الطلب اللذيذ. لأول مرة آكل لوحة كاملة من الشوكولاتة!

2- لوح شوكولاتة بالحليب مع قطع ال”برتزلز”: لم يعجبني
3- مشروب شوكولاتة ساخنة من نستلة: كأنه مشروب “نسكويك”، لم يعجبني
4- مانجا مجففة: لذيذة جدا بالأخص ذات الكيس البرتقالي! التهمتها في جلسة واحدة.
5- صابون أفريقي: رائحته جميلة، لكنه يسبب الجفاف للبشرة. يٌذكّرني بالصابون المغربي.
7- فاكهة التوت البري المجففة: لذيذة.

IMG_0651

استهلكت أغلب هذا الشاي، ولم أجد صورة له قبل الإستهلاك إلا بين هذه الصابونتين- الصابونتين قمت بشرائها من محل انثروبولوجي، رائحتهما جميلة لكن توجد صوابين ذات روائح أجمل- شاهي الورد جميل جداً-اشتريته من محل صغير في سان فرانسسكو- وتمنيت أنني اشتريت كمية أكبر. وجدت موقعاً لهم على الإنترنت يسمح بالشحن الدولي. بالنسبة لشاهي النعناع، فطعمه جيّد.

نراكم في تدوينة قادمة ان شاء الله 🙂

هل أنت شخص ملول؟ غيّر روتينك

هل مللت من تكرار أحداث يومك؟ هل أيامك متشابهة؟ أدرك أن الروتين منظم جيّد لكن الإنسان ملول بطبعه، يتطلع إلى كل ماهو جديد ينتشله من ملل الروتين، ومن أجل ذلك، أردت أن اقترح في هذه التدوينة اقتراحاً يخفف من حدة الروتين: افعل شيئاً جديداً لم تفعله من قبل كل يوم ولمدة 30 يوماً

اكتب في ورقة لديك قائمة بأعمال بسيطة لكنك لم تجربها من قبل، ثم وزّعها على 30 يوماً (بإمكانك أن تجرب 30 شيئاً مختلفاً في 30 يوماً وبإمكانك أن تفعل شيئاً واحداً خلال 30 يوماً مع أشياء أخرى). على سبيل المثال، قمتُ في أحد هذه الأيام بتغيير لغة جوالي إلى الفرنسية التي أتعلمها، كان الأمر متعباً في البداية خاصة أنني تعودت على الإنجليزية كلغة أساسية للجوال. لكنني بدأت اعتاد على الكثير من المصطلحات الفرنسية وهذا أمر جيّد. بإمكانك أن تفعل نفس الشيء إن كنت تتعلم اللغة الإنجليزية أو لغة أخرى وتستفيد من مكوثك الطويل أمام هذا الجهاز.

أستطيع أن أزوّدك بقائمة من المقترحات:
1- على مستوى اللغة: تستطيع أن تتعلم كل يوم 5 كلمات جديدة من أي لغة. تستطيع أيضاً أن تحفظ كلمات اختبار التوفل، الجيمات، أو الجي آر إيه. زميلي الصيني كان عبارة عن قاموس فرنسي متحرك، يعرف كل كلمة فرنسية حتى أنواع الأدوات الحادة المختلفة (كالمنشار وآلات أخرى) لدرجة أنه تفوق على الأستاذة. عندما سألته عن ذاكرته الممتازة أخبرني أنه حفظ القاموس الفرنسي بطريقة الجدول الذي زوّدني بنسخة منه. “نحن الصينيون اخترعنا هذا الجدول! نستطيع اجتياز أي امتحان يعتمد على حفظ المعلومات بسهولة!”
زميلي هذا بالمناسبة من جامعة كولومبيا في نيويورك، جاء إلى مونتريال في عطلة لكي يتعلم الفرنسية.

طريقة الجدول هذه تجعلك تحفظ قائمة (أنت تحددها، قد تكون من 5 إلى 10 كلمات أو أكثر)، بالطريقة التي تعجبك. ثم تحفظ في اليوم الثاني قائمة جديدة مع مراجعة القائمة في اليوم الأول، وفي اليوم الثالث تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الثاني، وفي اليوم الرابع تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الأول واليوم الثالث.. وهكذا كما هو مدوّن في الجدول.
Vocabulaire
أخبرني زميلي هذا بأنه يجب أن تبتاع قاموساً فيه لغتك الأولى (العربية) واللغة المراد تعلمها حتى يصبح زمن الحفظ والمراجعة أقصر بلحظات، لأنه إذا كانت معاني الكلمات بلغة أخرى غير لغتك الأولى فإن العقل يبذل مجهوداً أكبر ولو كان غير ملاحظ، وأنت تحتاج إلى هذا الجهد البسيط. لاحظ أن الجدول هذا يمتد إلى 45 يوماً.

2- تستطيع أن تكتب رواية! مات كتس (وهو مهندس يعمل في شركة قوقل)، استنتج في هذا الفيديو (اضغط هنا، توجد ترجمة بالعربية) أن الإنسان باستطاعته أن يكتب رواية من 50 ألف كلمة (أي 250 صفحة) خلال 30 يوماً إذا كتبت حوالي 1600 كلمة في اليوم تقريباً وهو مايعادل 3.6 صفحات في اليوم!

3- جرب أن تترك كل الشبكات الإجتماعية لمدة يوم كامل، هذه فرصة مناسبة لأن تتعرف على نفسك أكثر!

4- جرّب أن تجري حواراً مع شخص غريب عنك خاصة في أوقات الإنتظار في المستشفى أو عند الدوائر الحكومية بدلاً من اللعب بهاتفك. تأكد أن الشخص الذي ستجري معه الحوار ليس مشغولاً بشيء وإلا سوف يكون تطفلاً منك. الحوار مع الأشخاص الغرباء سيجعلك أكثر ثقة بالنفس وقد ينمي مواهب الحوار لديك، ومن المحتمل أن تتعرف على آراء مختلفة وجديدة.

5- جرّب أن تطبخ وصفة جديدة، أو أن تخبز كعكاً. إن كانت النتائج لذيذة فستشعر بالسعادة.

6-دوّن يومياتك بطريقة مختلفة. استخدم تطبيق Day One، فهو تطبيق سهل الإستخدام وبإمكانك إدراج صور في مذكراتك بالإضافة إلى العنوان وحالة الطقس. أستخدم هذا البرنامج في تدوين اليوميات بشكل عام (لستُ منتظمة للأسف)، كماذا فعلت اليوم على سبيل المثال مع إدراج صورة. عندما أعود إلى الشهور الأولى أتفاجئ بالكثير من الأحداث البسيطة التي تذكرتها بمساعدة هذا البرنامج.
هناك طريقة أخرى شيّقة تعلمتها من إحدى المسلسلات البريطانية (كرانفورد)، تضع عامودين، في بداية اليوم تكتب في العامود الأول عن الذي تتوقعه أن يحصل هذا اليوم، وفي نهاية اليوم تكتب في العامود الثاني ما الذي حصل في هذا اليوم. ثم تقارن بين العامودين، أحدث ماتوقعت؟ أكان يومك أفضل مما توقعت؟ أم أسوأ؟

7-افعل الخير. خصص يوماً كاملاً من هذه الأيام لفعل شيء لا ترجو منه جزاءاً ولا شكوراً. ساعد والديك وادخل عليهما الفرحة. ساعد صديقك في كربته. علّم شخصاً ما مهارة، امدح شخصاً يستحق المديح على فعلته، اطعم قطة.. ستجد آثار العطاء على نفسيتك حتماً.

8- قم بالتخلص من أغراضك القديمة التي لاتحتاجها عن طريق بيعها. بإمكانك وأصدقائك أن تقيموا بازاراً لأغراضكم القديمة التي لا تحتاجونها. أو بإمكانك أن تجدد أغراضك القديمة عن طريق صبغها بلون جديد إذا كان أثاثاً، أو إعادة استخدامها لغرض آخر -ابحث في قوقل عن furniture makeovers

لاتكدس أغراضاً لا تحتاجها فتصعب عليك مهمة التنظيف وتأخذ من البيت مكاناً أجدر بأن تجعله فسيحاً أو تحتله قطعة أخرى. تخلّص أيضا من الأوراق المتراكمة بين فترة وأخرى.

9- قوّي مهارتك كل يوم لمدة 30 يوماً. على سبيل المثال، الرسم من المهارات التي تصقل مع الممارسة، أتابع العديد من الفنانين الموهوبين في انستقرام الذين تحسن رسمهم كثيراً بسبب الممارسة اليومية وأستطيع أن أجد فرقاً شاسعاً بين رسوماتهم في البداية واليوم!
إذا كنت مصمم شعارات، تستطيع أن تصمم شعاراً كل يوم. شاهدت هذا التحدي في هاشتاق لأحد مصممي الجرافيك. عمل كثير (لن يكون التصميم رائعاً لأنه نتاج يوم واحد بالطبع) لكن الممارسة والتفكير ستصقلان هذه الموهبة بشكل ما.

10- جرّب أشياء بسيطة كل يوم، كأن تستيقظ مبكراً مع صلاة الفجر وتظل مستيقظاً لسائر اليوم. بإمكانك أن تمارس الرياضة بعد صلاة الفجر. جرّب أن تعّد غداءك بنفسك في المنزل وتأخذه معك إلى مقرك في الدراسة أو العمل. جرّب أن تقرأ في تخصص جديد لم تعتاد أن تقرأه من قبل. اكتب بيتين من الشعر! اشتري شتلة زراعية واعتن بها. افعل شيئاً ترهبه بالعادة، كأن تحمل قطة. مارس الرياضة لمدة 10 دقائق يومياً.

بإمكانك أن تزوّدنا بمقترحات أخرى عن ما تفعله خلال ال30 يوماً، طاب يومكم !

الناجحون في الحياة

لستُ في مزاج يجعلني أتفلسف عن معنى النجاح في الحياة، ومن هم الأشخاص الناجحون حقاً. لذلك، هذه التدوينة ستأخذ المنحنى التقليدي في الحديث عن الأشخاص الناجحين في الحياة، أي بمعنى البارزون في مجالاتهم.

ولمَ نتحدث عن الأشخاص الناجحين؟ أذكر أن علي الوردي كان يسخر من الناس الذين يستمعون إلى حكايا الناجحين ويُهملون الإصغاء إلى قصص الفشل، فلو أصغينا إلى الفاشلين لاجتنبنا برأيه أسباب فشلهم. لكن أين هم المخفقون؟ لايتحدث عادة إلامن نجح، والناجحون في الحياة قليل- مقارنة بالعاديين-، أما الفاشلون فهم يجتنبون الحديث إلينا وذكر محاولتهم- إن عرفنا أنهم جربّوا أصلاً- وكثيراً ما اكتشف بالصدفة أن فلاناً اتخذ ذلك المسلك وأخفق، ولاأستطيع لومهم فهذه طبيعة النفس البشرية. فلنستمع إذن لمن يتكلم.

ريتشارد سانت جون- وهو الذي ألهمني في كتابة هذه التدوينة، وأغلبها ترجمة لما قاله- قابل 500 شخصاً ناجحاً حول العالم خلال عشر سنوات في الكثير من المجالات (الأعمال، الفن، العلوم، التكونولوجيا، التصميم، القانون..الخ) ليتحدثوا عن نجاحهم. حاول ريتشارد في مشروعه هذا أن يجد الرابط المشترك بين هؤلاء الأشخاص الناجحين، فقام بتدوين كلماتهم وتصنيفها ثم توزيعها في عوامل مختلفة للنجاح. واكتشف بعد عمله المضني هذا ليلاً ونهاراً بأن هناك ثمانية عوامل مشتركة بين الأشخاص الناجحين:

1-الشغف
2- العمل بجدية
3- التركيز
4- يدفع نفسه للأمام دائماً
5- يختلق أفكار إبداعية جديدة
6-يطوّر نفسه على الدوام
7- يخدم الآخرين
8- يصمد

لنتحدث بداية عن الشغف.. ما هو شغفك في هذه الحياة؟ الرسم؟ الكتابة؟ أم البرمجة؟ هل تعرفت عليه أم ليس بعد؟

يخبرنا ريتشارد أن صاحب الشغف يتحول من شخص محبط وغير منجز لأكثر الأشخاص إنجازاً. كبيل جيتس على سبيل المثال الذي قال مرة “كنت جالساً في غرفتي محبطاً، أحاول أن أفهم ما الذي أفعله بالضبط في حياتي”، ثم أصبح من أكثر الأشخاص إنجازاً بسبب حبه للبرمجة!

يؤكد ريتشارد بأنه يجب أن نقضي 20٪ فقط من أوقاتنا على الأشياء التي لانحبها، لأن الأشياء التي نحبها تستحق 80٪ من وقتنا، وإذا كان الأمر معاكساً فإننا في الوظيفة الخاطئة. لكن كيف نحوّل شغفنا إلى مهنة؟ هنا تدوينة جميلة بقلم طوني صغبيني بعنوان (هل هناك وظيفة مثالية؟ معضلة عبودية الأجر والحياة البسيطة).

بمساعدة الشبكات الإجتماعية، أستطيع أن أجد الكثير من الذين حولّوا شغفهم إلى مصدر رزق، فهناك من تحب تزيين الكعك افتتحت متجراً لبيع الكعك والحلوى، وآخر يحب التدوين وجد وظيفة ككاتب، وهناك شخص يحب التصوير أصبح مصوّراً للمناسبات، حتى من تحب التباهي بما لديها في انستقرام وتصوير يوميّاتها، وجدت مصدراً للرزق عن طريق الإعلانات أمام هذا الجمع الغفير من المتابعين!

لكن كيف نستطيع العثور على شغفنا؟ كيف باستطاعتنا أن نتأكد بأن ما نفعله هو حقاً ما نحبه؟
يجيب ريتشارد على هذا السؤال، فيقول جربوا كل الطرق واكتشفوها حتى تجدوا شغفكم. وهذا مافعله روبرت منش الذي قال” درستُ حتى أصبح قسيساً، لكن وجدت ان هذا الأمر كارثة بالنسبة لي. اشتغلت في مزرعة، لكنني لم أعجبهم، عملتُ في قارب، لكنه غرق. جربت أشياءاً كثيرة، ولم أجد ما أريده. لكنني حاولت وحاولت حتى جربت شيئاً أحببته! أصبحت مؤلفاً لكتب الأطفال!” روبرت منش باع حتى الآن أكثر من 40 مليون كتاب!

هناك احصائية أمريكية أُجريت على أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18-25 سنة، وقاموا بسؤالهم عن هدفهم الأول والثاني للحياة. 81٪ من هؤلاء الأشخاص أجاب: “أن أصبح غنياً”. تعجب ريتشارد كثيراً وقال بأن كل أصحاب الملايين والبلايين الذين أجريت مقابلات معهم عندما سألتهم عن أهدافهم في الحياة، لم يخبرني أحداً منهم على الإطلاق بأن المال كان هدفهم.

بيل جيتس قال “أنا وشريكي بول لم نكن نفكر أبداً بالمال، كنا نحب البرمجة”. وها هو بيل جيتس يصبح أغنى رجل في العالم. جي كي رولينغ، مؤلفة روايات هاري بوتر، أخبرته بأنها لم تكن تفكر في المال “كنت أريد فقط أن أحصل على المال الكافي ليجعلني استمر في الكتابة، لأنني أحب هذه النوعية من الكتابة”. وها هي تصبح من أغنى النساء في بريطانيا، أغنى من الملكة إليزابيث الثانية سليلة عرش الإمبراطورية التي كانت لاتغيب عنها الشمس.

 سأحاول أن أكتب – بدون وعود- عن المزيد من النقاط التي ذكرها ريتشارد، وحتى ذلك الحين أرجو أن أجد تفاعلاً منكم  بنشر هذه التدوينة إن أعجبتكم 🙂

حياتي الخاصة بي

قبل 5 أيام، نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالة لأوليفر ساكس بعد أن علم أنه مريض بالسرطان، وأنه سيموت قريباً، فكتب هذه المقالة المؤثرة والتي قمت بترجمتها لكم

“في الشهر الماضي، شعرتُ أنني بصحة جيّدة، بل أنني في كامل صحتي. في عمر ال81، ما زلت أستطيع السباحة لمسافة ميل واحد يومياً. لكن حظي بدأ ينفد، قبل أسابيع قليلة علمت بأنني مُصاب بورم خبيث منتشر في الكبد. مضت تسعة أعوام عندما أُصبت بورم نادر في العين، سرطان الخلايا الميلانية في العين. وعلى الرغم من أن العلاج بالإشعاع والليزر أزالا الورم تماماً وبسببهما أصبحت لا أرى بتلك العين، إلا أن الخلايا السرطانية انتقلت، وهذه حالة نادرة جداً تجعلني من ال2٪ الغير محظوظين.

أشعر بالإمتنان لأنني عشت خلال التسع سنوات الماضية في صحة جيدة وكنت شخصاً مُنتجاً منذ اكتشافي للمرض الأول. ولكنني الآن يجب أن أواجه الموت. احتل السرطان ثلث كبدي، على الرغم من أن نموه قد يكون بطيئاً، لكن هذا النوع من السرطان لا يمكن علاجه.

الآن، سيكون عليّ إختيار طريقة الحياة المتبقية لي لأن أعيشها. أريد أن أعيشها بأغنى وأعمق طريقة وبأكثر إنتاجية أستطيعها. وفي ذلك شجعتني كلمات فيلسوفي المفضل، ديفيد هيوم، الذي علمت بأنه أصيب بمرض قاتل في عمر ال65، والذي كتب سيرة ذاتية قصيرة في يوم واحد في أبريل عام 1776 بعنوان “حياتي الخاصة بي” يقول فيها

أفترض بسبب قرب موتي أنني عانيت من ألم بسيط من مرضي، لكن الأمر الأشد غرابة أنه رغم فتور جسدي لم أعاني من خمود معنوياتي. لازلت أمتلك الحماس ذاته تجاه العلم، والبهجة ذاتها في مصاحبة الناس ”.

أعد نفسي محظوظاً لأنني عشت أكثر من ثمانين سنة، أما ال15 سنة الماضية التي أُصبت فيها فقد عشتها أوفر حظاً من هيوم لأنها كانت غنية بالعمل والحب: أصدرت خمسة كتب، وأتممت كتابة سيرة ذاتية لي (أطول من سيرة هيوم القليلة الصفحات) ليتم إصدارها هذا الربيع، ولدي كتب أخرى تنتظر النور.

تابع هيوم في سيرته “ أنا رجل ذو مزاج معتدل، ذو شخصية إجتماعية متفتحة وصاحب دعابة، أستطيع أن أحب، لكني رجل حساس قليلاً من الخصومة، وصاحب إمكانية عظيمة في التحكم بشغفي ”.

هنا أختلف مع هيوم. على الرغم من أنني استمتعت بصداقات وعلاقات مليئة بالحب، وليس لدي أي أعداء حقيقيون، لا أستطيع أن أقول (ولايستطيع شخص يعرفني أن يقول) بأنني شخص ذو مزاج معتدل. على العكس من ذلك، أنا رجل صاحب مزاج عنيف، وذو حماس متقد، ولا أستطيع أن أتحكم بشغفي على الإطلاق.

مع ذلك، سطر واحد من مقالة هيوم صعقني بشدة لصدقه “ إنه من العسير عليّ أن أنظر للحياة بموضوعية أكثر مما أفعله الآن ”.

خلال الأيام الماضية، أستطعت أن أرى حياتي من منظور عظيم، كأحد المناظر الجميلة مع إحساس عميق بالإنتماء لجميع تفاصيلها. هذا لا يعني أنني اكتفيت من الحياة، بل على العكس تماماً، أشعر بأنني حيّ وبقوة، وأريد بل وآمل أن أوطّد صداقاتي أكثر خلال الفترة المتبقية لي، وأن أودّع هؤلاء الذين أحبهم، وأن أكتب أكثر، وأن أسافر إن كانت لدي القوة لذلك، وأن أحقق مراحل جديدة من الفهم والإدراك، وهذا سيقتضي الجراءة والوضوح في محاولة تقوية حساباتي مع العالم. لكن سيكون هناك الوقت أيضاً لبعض المرح (وحتى لبعض التفاهة أيضاً!).

أشعر فجأة بتركيز واضح. ليس هناك وقت لأي شيء غير ضروري. يجب أن أركز على نفسي، وعلى عملي وأصدقائي. سوف أتجاهل مطالعة صحيفة “نيوز آور” كل مساء، ولن أعير اهتمامي للسياسة أو الجدل المتعلق بالإحتباس الحراري.

لاأعتبر هذا الأمر لامبالاة، بل موضوعية. لازلت أهتم بشدة بالشرق الأوسط، وبالإحتباس الحراري، وبالتفاوت في الدخل.. لكن كل هذه الأمور ليست من شأني الخاص، لأنها تنتمي إلى المستقبل. أبتهج عندما ألتقي بشباب موهوبين- حتى هؤلاء الذين شخّصوا مرضي-، أشعر وكأن المستقبل في أيدي أمينة.

أصبحت واعياً بشكل متزايد، وخلال العشر سنوات الماضية، بموت أقراني. جيلي يمضي، وكل وفاة لأحدهم أشعر بأنها إنقطاع وتمزيق لجزء مني. لن يكون هناك أشخاص مثلنا عندما نمضي، ولن يكون هناك شخص يشبه آخر أبداً. عندما يموت الأشخاص، لا نستطيع إستبدالهم. يتركون ثقوباً لانستطيع أن نملأها.. لذلك يتحتم القدر- وهو المسؤول الجيني والعصبي- على كل إنسان أن يكون شخصاً منفرداً لأن يعثر على طريقه الخاص به، وأن يحيا الحياة الخاصة به، وأن يموت بطريقته الخاصة.

لا أستطيع أن أتظاهر بأنني بلاخوف. لكن شعوري السائد الآن هو الإمتنان: لقد أحببت، وكنتُ محبوباً. أُعطيت الكثير، وأَعطيت أشياء بالمقابل. قرأت كتباً، وسافرت، فكرت وكتبت. وصارت لي علاقة مع العالم، علاقة خاصة بالكتّاب والقراء.

وفوق ذلك كله، كنت كائناً واعياً، وحيواناً مفكراّ على هذا الكوكب الجميل، وهذا في حد ذاته مغامرة وإمتياز عظيم”.

أوليفر ساكس، بروفسور في علم الأعصاب في جامعة نيويورك، كلية الطب. مؤلف كتب كثيرة منها**:

“Awakenings” and “The Man Who Mistook His Wife for a Hat.”

والآن ما رأيكم في مقالته؟

في فن الإستمتاع

عندما كنت أشاهد أحد المسلسلات القصيرة “كرانفورد”- 7 حلقات- من إنتاج قناة البي بي سي البريطانية، وهو مسلسل في العهد الفكتوري يحكي قصص متعددة عن أشخاص من هذه المنطقة خطرت في بالي بعض الأفكار. أنا استمتع بمشاهدة هذا المسلسل، لكن استمتاعي هو استمتاع كسول وسلبي لحدِ ما. بمعنى أنني أبذل من وقتي الثمين من أجل متابعة بعض القصص التي لا علاقة لي بها، وليست من التاريخ ولا أستطيع أن أُساهم بشكل ما في هذه القصص إلا مساهمات غير فعّالة من مشاعري، كالضحك والبكاء. بل وهناك العديد من الأفلام التي قد شاهدتها ونسيت الكثير من أحداثها لأنني لم أتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً. ولذلك فإن قراءة القصة تختلف اختلافاً كبيراً عن مشاهدة الفيلم أو المسلسل، أنا أساهم مع الكاتب في بناء القصة، أنسج وبمساعدة خيالي أشكال أبطال القصة، مكان الأحداث، وأيضاً إنفعالاتهم بشكل مفرط أو مُخفف مثلما أريد حتى أشارك إنفعالاتي الشخصية أو أحجمها عن المشاركة. إذن لا بد لي أن أتفاعل.

كيف نستطيع أن نتفاعل مع مانستمتع به في أمورنا اليومية؟ هنا بعض المقترحات:

عندما تشاهد أحد الأفلام تحدّث عنه مع أصدقائك. تستطيع أن تتعلم الإنجليزية أو أن تطوّرها من خلال مشاهدتك للأفلام، أحدهم صنع برنامجاً على اليوتوب يُعلّم فيه الإنجليزية بمساعدة الأفلام. تستطيع أيضاً أن تتعلم الكثير من المواضيع التي تحدث عنها الفيلم، أو عن معالم المدينة التي صًوّر فيها هذا الفيلم.. ها أنا أحاول أن أجعل من مشاهدتي لمسلسل “كرانفورد” أمراً إيجابياً بكتابتي لهذه التدوينة.

اقرأ كتاباً ثم تناقش عنه مع أصدقاءك، بإمكانك أن تشارك بمتقطفات من الكتاب معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة. اكتب الإقتباسات التي أحببتها من هذا الكتاب في مفكرتك الخاصة لعلّك تعود إليها بين حين وآخر. لا تجعل هذا الكتاب يقفز إلى اللاوعي فقط دون أن يؤثر على وعيك. إذا قرات كتاباً لأحد الكتاب المشهورين ولم يعجبك، من حقك أن تبدي رأيك فيه بكل صراحة.

هل تتناول إفطارك باستمتاع؟ جرب أن تتذوق الطعام الذي تأكله بإخلاص.. انظر إلى شكل الطعام بتركيز، إلى لونه، المسه إن كان باستطاعتك ذلك، واشعر بملمسه بيدك، استنشق رائحته، ثم تذوقه.. حاول ان تشعر به داخل فمك وأنت تمضغ، هل تستخدم أضراسك اليمنى أم اليسرى في طحن الطعام أم الجهتين معاً؟ ثم جرّب أن تربط بين شكل الطعام وبين مذاقه. إن استطعت أن تجد شراباً يصبح لذيذاً بصحبة هذا الطعام، فأنت محظوظ. أنا أحب الشاي بالنعناع مع الجبنة “البلدي”البيضاء.. هذا الخليط من الإفطار شهي جداً.

في السيارة تأمل الطرق التي حولك، انظر إلى أسماء المحلات، إلى أشكال المباني، إلى أنواع السيارات. هل هناك غيمة في السماء؟ هل هناك أشخاص يمشون في الشارع تحت أشعة الشمس؟ هل تستطيع تخمين أعمارهم؟ ماذا عن إشارة المرور.. لماذا تبدو هكذا؟ لماذا الدائرة الحمراء تُصّر أن تبقى صامدة لأطول وقت ممكن؟ لماذا شكل المباني رتيب؟ لماذا لا نهتم بالفن المعماري في بيوتنا ومبانينا؟ لماذا لا نستخدم خطوطاً جميلة في ألواح المتاجر؟ هل مقعد السيارة مريح؟ هل أستطيع الإحساس بظهري وهو على المقعد؟ ماذا عن قدماي؟ هل أستطيع الشعور بقدميّ وهما بداخل الجوربين؟

احرص أن تُبقي جهازك في جيبك|حقيبتك عندما تجتمع بأصدقائك، اصغ إلى مايقولون وتفكّر به، هذه لحظات لن تتكرر، قد تُفوّت زلة من أحدهم تستخدمها ضده لاحقاً. هل أحتاج إلى أن أقول بأنني كنت أمزح فيما يتعلق بالتهديد؟

إذا أعجبتك هذه التدوينة فتفاعل معها وقم بنشرها 🙂