هل مللت من تكرار أحداث يومك؟ هل أيامك متشابهة؟ أدرك أن الروتين منظم جيّد لكن الإنسان ملول بطبعه، يتطلع إلى كل ماهو جديد ينتشله من ملل الروتين، ومن أجل ذلك، أردت أن اقترح في هذه التدوينة اقتراحاً يخفف من حدة الروتين: افعل شيئاً جديداً لم تفعله من قبل كل يوم ولمدة 30 يوماً
اكتب في ورقة لديك قائمة بأعمال بسيطة لكنك لم تجربها من قبل، ثم وزّعها على 30 يوماً (بإمكانك أن تجرب 30 شيئاً مختلفاً في 30 يوماً وبإمكانك أن تفعل شيئاً واحداً خلال 30 يوماً مع أشياء أخرى). على سبيل المثال، قمتُ في أحد هذه الأيام بتغيير لغة جوالي إلى الفرنسية التي أتعلمها، كان الأمر متعباً في البداية خاصة أنني تعودت على الإنجليزية كلغة أساسية للجوال. لكنني بدأت اعتاد على الكثير من المصطلحات الفرنسية وهذا أمر جيّد. بإمكانك أن تفعل نفس الشيء إن كنت تتعلم اللغة الإنجليزية أو لغة أخرى وتستفيد من مكوثك الطويل أمام هذا الجهاز.
أستطيع أن أزوّدك بقائمة من المقترحات:
1- على مستوى اللغة: تستطيع أن تتعلم كل يوم 5 كلمات جديدة من أي لغة. تستطيع أيضاً أن تحفظ كلمات اختبار التوفل، الجيمات، أو الجي آر إيه. زميلي الصيني كان عبارة عن قاموس فرنسي متحرك، يعرف كل كلمة فرنسية حتى أنواع الأدوات الحادة المختلفة (كالمنشار وآلات أخرى) لدرجة أنه تفوق على الأستاذة. عندما سألته عن ذاكرته الممتازة أخبرني أنه حفظ القاموس الفرنسي بطريقة الجدول الذي زوّدني بنسخة منه. “نحن الصينيون اخترعنا هذا الجدول! نستطيع اجتياز أي امتحان يعتمد على حفظ المعلومات بسهولة!”
زميلي هذا بالمناسبة من جامعة كولومبيا في نيويورك، جاء إلى مونتريال في عطلة لكي يتعلم الفرنسية.
طريقة الجدول هذه تجعلك تحفظ قائمة (أنت تحددها، قد تكون من 5 إلى 10 كلمات أو أكثر)، بالطريقة التي تعجبك. ثم تحفظ في اليوم الثاني قائمة جديدة مع مراجعة القائمة في اليوم الأول، وفي اليوم الثالث تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الثاني، وفي اليوم الرابع تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الأول واليوم الثالث.. وهكذا كما هو مدوّن في الجدول.
أخبرني زميلي هذا بأنه يجب أن تبتاع قاموساً فيه لغتك الأولى (العربية) واللغة المراد تعلمها حتى يصبح زمن الحفظ والمراجعة أقصر بلحظات، لأنه إذا كانت معاني الكلمات بلغة أخرى غير لغتك الأولى فإن العقل يبذل مجهوداً أكبر ولو كان غير ملاحظ، وأنت تحتاج إلى هذا الجهد البسيط. لاحظ أن الجدول هذا يمتد إلى 45 يوماً.
2- تستطيع أن تكتب رواية! مات كتس (وهو مهندس يعمل في شركة قوقل)، استنتج في هذا الفيديو (اضغط هنا، توجد ترجمة بالعربية) أن الإنسان باستطاعته أن يكتب رواية من 50 ألف كلمة (أي 250 صفحة) خلال 30 يوماً إذا كتبت حوالي 1600 كلمة في اليوم تقريباً وهو مايعادل 3.6 صفحات في اليوم!
3- جرب أن تترك كل الشبكات الإجتماعية لمدة يوم كامل، هذه فرصة مناسبة لأن تتعرف على نفسك أكثر!
4- جرّب أن تجري حواراً مع شخص غريب عنك خاصة في أوقات الإنتظار في المستشفى أو عند الدوائر الحكومية بدلاً من اللعب بهاتفك. تأكد أن الشخص الذي ستجري معه الحوار ليس مشغولاً بشيء وإلا سوف يكون تطفلاً منك. الحوار مع الأشخاص الغرباء سيجعلك أكثر ثقة بالنفس وقد ينمي مواهب الحوار لديك، ومن المحتمل أن تتعرف على آراء مختلفة وجديدة.
5- جرّب أن تطبخ وصفة جديدة، أو أن تخبز كعكاً. إن كانت النتائج لذيذة فستشعر بالسعادة.
6-دوّن يومياتك بطريقة مختلفة. استخدم تطبيق Day One، فهو تطبيق سهل الإستخدام وبإمكانك إدراج صور في مذكراتك بالإضافة إلى العنوان وحالة الطقس. أستخدم هذا البرنامج في تدوين اليوميات بشكل عام (لستُ منتظمة للأسف)، كماذا فعلت اليوم على سبيل المثال مع إدراج صورة. عندما أعود إلى الشهور الأولى أتفاجئ بالكثير من الأحداث البسيطة التي تذكرتها بمساعدة هذا البرنامج.
هناك طريقة أخرى شيّقة تعلمتها من إحدى المسلسلات البريطانية (كرانفورد)، تضع عامودين، في بداية اليوم تكتب في العامود الأول عن الذي تتوقعه أن يحصل هذا اليوم، وفي نهاية اليوم تكتب في العامود الثاني ما الذي حصل في هذا اليوم. ثم تقارن بين العامودين، أحدث ماتوقعت؟ أكان يومك أفضل مما توقعت؟ أم أسوأ؟
7-افعل الخير. خصص يوماً كاملاً من هذه الأيام لفعل شيء لا ترجو منه جزاءاً ولا شكوراً. ساعد والديك وادخل عليهما الفرحة. ساعد صديقك في كربته. علّم شخصاً ما مهارة، امدح شخصاً يستحق المديح على فعلته، اطعم قطة.. ستجد آثار العطاء على نفسيتك حتماً.
8- قم بالتخلص من أغراضك القديمة التي لاتحتاجها عن طريق بيعها. بإمكانك وأصدقائك أن تقيموا بازاراً لأغراضكم القديمة التي لا تحتاجونها. أو بإمكانك أن تجدد أغراضك القديمة عن طريق صبغها بلون جديد إذا كان أثاثاً، أو إعادة استخدامها لغرض آخر -ابحث في قوقل عن furniture makeovers
لاتكدس أغراضاً لا تحتاجها فتصعب عليك مهمة التنظيف وتأخذ من البيت مكاناً أجدر بأن تجعله فسيحاً أو تحتله قطعة أخرى. تخلّص أيضا من الأوراق المتراكمة بين فترة وأخرى.
9- قوّي مهارتك كل يوم لمدة 30 يوماً. على سبيل المثال، الرسم من المهارات التي تصقل مع الممارسة، أتابع العديد من الفنانين الموهوبين في انستقرام الذين تحسن رسمهم كثيراً بسبب الممارسة اليومية وأستطيع أن أجد فرقاً شاسعاً بين رسوماتهم في البداية واليوم!
إذا كنت مصمم شعارات، تستطيع أن تصمم شعاراً كل يوم. شاهدت هذا التحدي في هاشتاق لأحد مصممي الجرافيك. عمل كثير (لن يكون التصميم رائعاً لأنه نتاج يوم واحد بالطبع) لكن الممارسة والتفكير ستصقلان هذه الموهبة بشكل ما.
10- جرّب أشياء بسيطة كل يوم، كأن تستيقظ مبكراً مع صلاة الفجر وتظل مستيقظاً لسائر اليوم. بإمكانك أن تمارس الرياضة بعد صلاة الفجر. جرّب أن تعّد غداءك بنفسك في المنزل وتأخذه معك إلى مقرك في الدراسة أو العمل. جرّب أن تقرأ في تخصص جديد لم تعتاد أن تقرأه من قبل. اكتب بيتين من الشعر! اشتري شتلة زراعية واعتن بها. افعل شيئاً ترهبه بالعادة، كأن تحمل قطة. مارس الرياضة لمدة 10 دقائق يومياً.
بإمكانك أن تزوّدنا بمقترحات أخرى عن ما تفعله خلال ال30 يوماً، طاب يومكم !
جميييل جدًا..
هذه خطة جيدة لاكتساب عادات جديدة وصقل الشخصية للأفضل
بالنسبة لي فخطتي هذه الفترة هي الانفتاح أكثر على الناس وإلقاء السلام على الغرباء
أحاول جعل نفسي أكثر اجتماعية
حتنمي ذكائك الإجتماعي باختلاطك مع الناس.. جميل
شكراً لك على مرورك وتعليقك 🙂
أعتقد أن الملل صناعة ذاتية مثله مثل السعادة مثلاً .. بعض المشاعر تصنع ذاتها إذا تمكّن الإنسان
من تدريب نفسه عليها أو بالأصح السيطرة على تفاقمها إن كانت سلبية وكسر الاعتياد عليها
وعلى الجانب الآخر كما يُقال ” عيش اللحظة ” إن كانت سعيدة وأشعر بها بشكلٍ كامل دون مكدرات تستحضرها لتفسدها .
الجميع يتسرب إلى نفسه الملل , وقد يمتد لفترة , الأهم أن يستمر الإنسان في ( الرغبة ) في البحث عن ما يجدد حياته
كما ذكرتِ في مقترحاتك الرائعة .
وأعتقد أن هناك خِصلة مشتركة بين جميع ” الملولين ” إن صح التعبير .
وهي ” عدم معرفة ذواتهم + عدم حب التغيير ” !
إن سألت أحدهم ماذا تحب أن تفعل ؟ سيجيب لا أدري !
أين تجد نفسك , ماهي رغباتك ؟ أيضاً لا يعرف ! ومع كل ذلك يكره التغيير أو المغامرة البسيطة وخوض التجارب !
هذا التيه والتجمّد على نمط حياتي واحد هو المغذي الأول للملل الذي يتفاقم مع كل مرحلة إحباط كان سببها الحقيقي عدم معرفة النفس .
كلامك جميل ومنطقي.. مصطفى محمود كان يقول إنه الملل عقوبة لمن لا يعمل، وممكن تضيفي عليها زي ماقلتي عقوبة للكسول والجهول
شكراً ضحى على مرورك وعلى تعليقك الجميل
موضوع جميل جداً و كتابة راقية و مميزة. و أفكار تستحق التجربة.
شكراً لك على القراءة وأيضاً على تشجيعك
شكرا لتدوينتك الرائعة..
اود ان اتعلم اكثر حول جدول الحفظ فهي ليست واضحة .. لماذا في الخانه ١ كتب List 1-3 مكررة وماذا تعني؟
وياحبذا لو كان لهذه الطريقة مسمى للبحث عنها
شكراً لك أريج على القراءة
الطريقة هذه مأخوذة من كتاب، ولست 1-3 تعني 3 قوائم موجودة في الكتاب، أي (قائمة واحد، قائمة اثنين، قائمة ثلاثة).. وكل قائمة تحتوي على عدد معين من الكلمات.. الصراحة ليس لدي هذا الكتاب ولا أعرف اسم الطريقة، زميلي الصيني أرسل لي هذه الصورة عن طريق الإيميل بعد أن تناقشنا عنها
بالنسبة للأرقام كما ذكرت الأخ نجلاء .. التكرار بإضافة علامة النجمة (*) يدل على مراجعة هذه القوائم فمثلاً في اليوم الأول حفظ ثلاث قوائم ومراجعتها وفي اليوم الثاني تحفظ قوائم جديدة مع مراجعتها ومراجعة اليوم السابق وهكذا مع ملاحظة أن المراجعة تزداد مع مرور الوقت .. الطريقة جمييلة جداً وأشكركِ أخت نجلاء لمشاركتنا إياها وعلى الموضوع كاملاً وجزاكِ الله خير 🙂
جميله التدوينة انا قررت ان احفظ النشيد الوطني لدول او مدن اخرى
هواية جميلة! شكراً لك على مرورك
اول يوم الاقى هالصفحات . جذبتني العنوان والافكار اللي بالتدوينه . الملل قاتل ومحبط للانسان . في افكار ممكن تطبيقها وربنا يسهل. اتمنى لك النجاح دايما
تدوينة جميلة بحق
لا أزال أزورها بين فترة و فترة
شكراً لكِ نجلاء