فن صناعة الذكريات

Sveta Dorosheva 

الذكريات السعيدة مهمة لصحتك، وقد تستخدم كطريقة للتشافي من الاكتئاب. فالحنين إلى الماضي (النوستالجيا) طريقة فسيولوجية ناجحة تجعل الناس يشعرون بسعادة أكبر. لكن كيف نصنع الذكريات السعيدة ونحتفظ بها؟

هذا عنوان كتاب خفيف أحببت أن أختصر لكم بعض محتوياته في هذه التدوينة بشكل سريع. مؤلف هذا الكتاب هو مؤسس مركز أبحاث السعادة في الدنمارك Meik Wiking

هل تعيش اللحظات السعيدة أثناء حدوثها بكل حواسك؟

في دراسة طُلب من ألف شخص من ٥٧ دولة عن أن يكتبوا عن أول ذكرى سعيدة تخطر على البال، وكانت النتيجة كالتالي:

٢٣٪ من الذكريات كانت جديدة مثل زيارتهم لدولة لأول مرة،
٣٧٪ كانت للتجارب الجميلة مثل الزواج والولادة،
٦٢٪ كانت لذكريات تتضمن فيها استخدام الحواس الخمسة مثل ذكرى لامرأة تذوقت الفلفل الذي كانت تستخدمه والدتها في الطبخ أثناء طفولتها

إذن النصيحة الأولى هي أن تستخدم جميع حواسك في الأوقات السعيدة. كلما استخدمت المزيد من الحواس كلما تذكرت بشكل أفضل. إذا زرت أماكن جديدة، فلتتذوق أطباقًا جديدة. 

كيف أستخدم حواسي في صناعة الذكريات؟

العطور:
في سيرته الذاتية، يذكر آندي ورهول كيف أنه كان يغير عطوره التي يستخدمها طوال الوقت حتى يحتفظ بالذكريات المصاحبة لتلك العطور.

”إذا استخدمت عطرًا واحدًا ل٣ أشهر، فإنه سيذكرني دائمًا بهذه ال٣ أشهر. لا أستخدم العطر نفسه مرة ثانية على الإطلاق“

الموسيقى:
كل ذكرى سعيدة تستحق أن يكون لها أغنية. تستطيع الموسيقى أن تبحر بنا بعيدًا نحو ذكريات قديمة. وكما يقولون خلف كل أغنية مفضلة، هناك حكاية لم تروى بعد.

يذكر المؤلف أن العمر السحري للموسيقى هو مابين ال11-15، لذلك إذا كنت تحب أغاني معينة في مراهقتك فإنك ستظل تحبها للأبد. حاول أن تربط الأغاني التي تحبها بالذكريات السعيدة فقط.

اطبخ طبقًا للذكريات السعيدة:

إذا كنت تحب الطبخ، فاصنع لك طبقا للذكريات السعيدة. ماذا تتذكر عندما تشم رائحة القهوة؟

نصيحة: دوّن المواقف الجميلة التي حدثت لك بالتفصيل حتى تتذكرها لاحقًا، ولاتعتمد على ذاكرتك فقط. يذكر المؤلف أنه قرأ كتاب ”وداعًا للسلاح“ لارنست همنغواي في حدائق لوكسمبورغ في باريس، وكان لون الكتاب بنيًا وأزرقًا.

التجارب الأولى:

هل تتذكرون ”أولى“ تجاربكم في كل الأمور؟

أول يوم في المدرسة أو الجامعة، أول مرة تأكلون فيها طبقًا أو فاكهة معينة، أول مرة تشاهدون فيلمًا في السينما، أول حب…

من الممكن أن يكون هذا سببًا لماذا رتم الحياة يكون سريعًا كلما تقدمنا في العمر. ذلك لأن تجاربنا الأولى تكون كثيرة في مراهقتنا، بينما تنتهي أو تغدو نادرة عندما نصبح في الخمسين من أعمارنا.

اسأل أي شخص كبير في السن عن ذكرياته، وأغلب الظن أنه سوف يخبرك بقصص حدثت معه مابين عمر ال١٥ للثلاثينات. هذا مايسمى بنتوء الذكريات أو تأثير الذكريات، تستطيع أن تلاحظ هذا في السير الذاتية عند المؤلفين، ستجد أن أغلب الصفحات تعود إلى هذه الحقبة الزمنية من أعمارهم.

نصيحة: زر أماكن جديدة، ليس بالضرورة أن تكون مدنًا، من الممكن حديقة أو مطعمًا لم تزره من قبل. واخلق لنفسك تجارب جديدة.

انتبه أكثر:

هل حدث لك هذا الموقف؟
تعمل أمام جهازك لوقت طويل وتتذكر أن تذهب إلى الغرفة الأخرى من أجل أن تحضر ورقة ما، ثم تخرج من باب الغرفة وتذهب إلى الغرفة الأخرى ثم تقف فجأة .. لماذا أنت هنا؟ تنسى تمامًا أمر الورقة.
ثم تعود إلى جهازك مرة أخرى وتتذكر الورقة. 

هذا الموقف يسمى بتأثير الباب، أنت خرجت من باب الغرفة. وبحسب ورقة علمية، فإن الخروج من الباب يسبب النسيان. ذلك أن المشي من خلال الباب يجعل الدماغ يصدق أن هناك مشهدًا جديدًا سيبدأ وأنه لايحتاج إلى الذكريات التي حصلت في المشهد السابق. لذلك من الممكن أنك تحتاج إلى زيارة المشاهد السابقة أو الأماكن السابقة لاستعادة الذكريات السعيدة.

”ميزة الذاكرة السيئة أن الشخص يستطيع الاستمتاع بالأشياء الجميلة عدة مرات وكأنها أول مرة.“ – نيتشه

عندما لا نجلس بجانب أجهزتنا أو هواتفنا المحمولة فإننا نساعد أنفسنا أن نركز بشكل أكبر. حاول أن تغلق كل التنبيهات في تطبيقات الجوال.

عامل ذكرياتك السعيدة وكأنها شخص تواعده:

ستلاحظ لونه عينيه وشعره والعطر الذي يستخدمه، وأشياء مميزة مثل الحوارات وحركات اليدين. من الممكن أن تكون هناك غوريلا بجانب طاولتكم، لكن هذا لايهم. اجعل المواقف السعيدة مثل هذا الشخص وانصب تركيزك عليها.

ماهي الأمور أو الأشياء التي تذكركم بالطفولة السعيدة؟

في استفتاء لألفين بالغ في بريطانيا، أظهرت النتائج أن ٧٣٪ من الأشخاص قالوا أن الشاطيء لعب دورًا كبيرًا في ذكريات الطفولة. وبالاعتماد على الدراسة، فإن ذكريات الطفولة أكثر استحضارًا في فترة الصيف مقارنة ببقية الفصول. 

فكرة طريفة: إذا كنت ترغب في إلقاء كلمة أو محاضرة في مؤتمر على سبيل المثال، وترغب في أن يتذكرك الناس جيدًا أعطهم شيئًا يتذكرونك به لاحقًا، على سبيل المثال احضر معك أناناس وضعها على الطاولة! عندما ينتهي المؤتمر سيتذكر الناس الشخص الذي أحضر معه الأناناس. أخبر الناس لماذا أحضرتها معك وإلا ستكون شخصًا غريب الأطوار.

نصائح متنوعة:

  •  احتفل بالإنجازات مهما كانت. ستجعل من إنجازاتك سعيدة في ذاكرتك.
  • اقدم على أمر يخيفك، فالخروج من منطقة الراحة هو الخطوة الأولى لصناعة المزيد من الذكريات.
  • عندما تريد أن تفعل شيئًا ما، فلتأخذ في الحسبان أنك ستتذكره ل١٠ سنوات. 
  • اجعل ختام الموقف أو الرحلة أو التجمع سعيدًا حتى تصبح الذكرى أقوى في التذكر. إذا كانت نهاية الإجازة هي الأسعد فستخلد في الذاكرة.
  • احتفظ بالذكريات السعيدة عن طريق الصور.
  • خطط لسنة كاملة مليئة بالذكريات السعيدة واكتب قائمة بالأمور التي تود تجربتها.

ماهي طرقكم في صناعة الذكريات السعيدة والاحتفاظ بها؟

3 thoughts on “فن صناعة الذكريات

  1. أشكرك لمشاركتنا هذه التدوينة اللطيفة عن الذكريات السعيدة، و التي ذكرتني بأيامي و تفضيلاتي ما بين 14 و 16 سنة -خاصة-، الأغاني، العطور، و كل الأشخاص الذين التقيناهم في وقت كنا نعيش اليوم بكُله مستخدمين جميع حواسنا، لا سيما و أن كل ذلك كان في زمن أعتبره معتدل الإنفتاح التكنلوجي، محدود التشتيت، ( منذ فترة قصيرة أعدت سماع أغنية طبعت سنتي 15، و معها انفجر جيش من الأحاسيس، حتى أني تذكرت كل التفاصيل التي عشتها آنذاك )

شاركني رأيك