كنتُ أتملل لصديقتي من الثقل الذي أحمله على ظهري بسبب حقيبتي الممتلئة، حتى سألتني: لِم علينا أن نحمل الحقائب مع وجود الجيوب في الملابس؟ لا أدري لكنني أحتاج حقًا إلى كل هذا الذي وضعته في الحقيبة.
تاريخ:
بحثتُ عن تاريخ الحقائب فوجدتُ أنه لم يكن هناك أي جيوب في الملابس، وأنها ظهرت للرجال أولًا وقد توافقت مع تصميم ملابسهم. أما النساء فقد كانت الجيوب مخفية بداخل التنانير المنتفخة والفساتين إلى أن ظهرت الحقائب اليدوية.
أصبحت الحقائب من الاكسسوارات النسائية المهمة والتي تُضيف بعض الجمال أو الكثير منه إلى منظر حاملتها، وقد تعدُ غرضًا يُستدل به على الحالة المادية لصاحبتها، أو قد تكون أيقونة للسلطة مثل مارجريت ثاتشر التي أصبحت كلمة حقيبة اليد فِعلًا في اللغة الإنجليزية to handbag وأُضيفت إلى قاموس أكسفورد، وتعني الجدال بقوة حتى يفعل الشخص الذي أمامك ما تريده. وقد قالت ثاتشر ذات مرة ”أنا عنيدة في حماية حرياتنا وسلطتنا، ولذلك أحمل حقيبة كبيرة“.
وفي ذات البلد، تحمل الملكة إليزابيث حقائبها من ماركة لونر البريطانية Launer منذ سنوات طويلة والتي قيل أنها تستخدمها لإرسال إشارات سرية إلى من حولها لمعاونتها، فإذا كانت تتناول العشاء ووضعت الحقيبة على الطاولة، فهذا يعني أنها تريد الإنتهاء من الحدث أو الحفلة في أقرب وقت. يُقال أنها تمتلك أكثر من ٢٠٠ حقيبة من لونر، وقيمة الحقيبة الواحدة تتجاوز ٨٦٠٠ ريال سعودي.
وبالحديث عن الحقائب، فإن الحقيبة النسائية الأشهر حول العالم صُممت عندما التقى الرئيس التنفيذي لشركة إرميز جان دوماس بالممثلة الفرنسية جين بيركن بجانبه في الطائرة في الثمانينات الميلادية حيث كانت تحمل سلة قش ووقعت منها فتناثرت أغراضها الكثيرة. تذمرت جين واشتكت لجان أنها لم تجد للآن حقيبة كبيرة ملائمة لها، ومنها بدأت حكاية بيركن Birkin من إرميز الفرنسية Hermes. ولم تكن بيركن هي الحقيبة الوحيدة التي سُميت تيمنًا باسم سيدة، بل كان هناك أيضًا ليدي ديور والتي سُميت على الليدي ديانا سبنسر التي كانت تحملها بشكل دائم. وأما حقائب شانيل Flap Bag الشهيرة والتي أتت قبل بيركن ب٣٠ عامًا، فقد صممتها كوكو شانيل لأنها كانت ترى معاناة النساء في حمل الحقائب بأيديهن، فصممت الحقيبة بحيث تكون لها سلسلة طويلة تحملها النساء على أكتافهن، وكانت هذه السلسلة مطلية بالذهب عيار ٢٤ حتى ٢٠٠٨، وكان قفل الشنطة مربع الشكل إلى أن جاء المصمم الشهير كارل لاغرفيلد ووضع حرفي سي CC عكس بعضهما (من اسم كوكو شانيل Coco Chanel) على قفل الشنطة فأصبحت أيقونة.
ماذا تحملن بداخل حقائبكن؟
أما زميلتي فقد كانت ممتنة للغاية للمصمم الذي نشر ثقافة الجيوب في العبائات النسائية، لأنها قد تخلت عن حمل الحقيبة على حد كلامها ”أحتاج إلى جوالي فقط وكم بطاقة“. لا أدري إن كانت قد تخلت عن البطاقات أيضًا بعد أن أصبحت الكترونية. جوال وبطاقات، وأنتن، ماذا تحملن في حقائبكن؟
هنا قائمة بالأغراض الأكثر شيوعًا والتي تحملها النساء في حقائبهن، وقد وضعتُ أمام كل غرض التفسير الخاص به. تجدر الإشارة أن هذه القائمة صُممت لغرض المرح والتسلية وليست مبنية على دراسات أو حقائق:
مساحيق التجميل – كريم يدين – مرطب شفاه- عطر- مشط:
تهتمين بجمالك وتقدرين مظهرك أمام الناس
قارورة ماء – كريم واقٍ من الشمس – نظارة شمسية- فرشاة ومعجون أسنان:
تهتمين بصحتك فهي من الأولويات لديكِ.
شاحن جوال – شاحن متنقل:
قد تكونين أمًا مهتمة بتتبع أحوال أطفالها وهي خارج المنزل، أو قد يتطلب عملك ساعات طويلة تقضينها بالخارج، أو قد تكونين من الأشخاص المصابين بالفومو (أو حالة الخوف من فوات الشيء). أو بعيدًا عن كل هذه الأسباب، جوالك مستهلك تنفد بطاريته بسرعة.
علكة أو حلاوة نعناع – عطر- سماعات جوال:
شخص يهتم بالآخرين من حوله، شكرًا لكِ.
دفتر وقلم أو ألوان- كاميرا احترافية:
هناك فنان (كاتب، مصمم، رسام، مصور..الخ) بداخلك، فتحرصين على التقاط الفن أو تدوينه كلما سنحت لك الفرصة.
مروحة يدوية أو الكترونية – بخاخ ماء- نظارة شمسية- كريم واقٍِِ من الشمس:
تكرهين الحر وتشعرين بآثاره على وجهك ونفسيتك أولًا.
بخاخ كحولي معقم – مناديل معقمة- ملعقة أو شوكة بلاستيكية أو ورقية:
تهتمين بالنظافة للغاية. قد تكونين موسوسة، أو مازلتِ تعانين من الآثار النفسية لكورونا إلى الآن.
كتاب – سماعات الجوال:
تفكرين دائمًا في أوقات الفراغ أو الملل وكيف تستغلينها بشكل جيد.
نظارات قراءة:
سيدة جميلة تجاوزتِ ال٤٠ وأنتِ هنا تقرأين تدوينتي، ممتنة لكِ للغاية.
كاتشاب- ملح:
متذوقة جيدة للطعام ولا تريدين أن يُنغص عليكِ نقصان مكون ما في الطبق. هنا خلود عولقي وهي تستعرض الملح الذي تحمله معها في حقيبتها بشكل دائم:
جميع ما سبق:
شخص منظم للغاية ولكن دائم التوتر بسبب التنظيم، لذلك أنتِ قلقة من أن تحتاجي إلى شيء ما في وقت ما ولا تجدينه.
حقائب الأديبات:
بحثتُ في قوقل عن الشنط التي تحملها بعض الكاتبات ولاحظتُ أن أغلبهن يقتنين الشنط السوداء، هنا بعضها:
مارقريت آتوود، الأديبة الكندية صاحبة رواية The Handmaid’s Tale أو حكاية الأمة التي أصبحت مسلسلًا: قرأتُ أنها تحمل حقيبتها معها دائمًا حتى وإن ارتقت منصات التكريم لأنها فقدت جواز سفرها (أو قد سُرقت) من حقيبتها ذات مرة.
جي كي رولينغ، مؤلفة سلسلة هاري بوتر: مرة أخرى، حقيبة سوداء كبيرة. لدى رولينغ حقائب كثيرة (بالطبع ثروتها أكبر من الملكة إليزابيث) لكنني اخترت هذه الحقيبة السوداء.
سيمون دو بوفوار- الكاتبة الفيلسوفة الفرنسية الوجودية: مرة أخرى، شنطة سوداء كبيرة.
إلف شفق المؤلفة التركية صاحبة قواعد العشق الأربعون: كما تلاحظون، شنطة سوداء كبيرة.
أليس مونرو- الكندية كاتبة القصص القصيرة، والحائزة على جائزة نوبل في الأدب: يظهر أنها تحمل حقيبة سوداء، تقف بجانب مارقريت آتوود التي تحمل حقيبة سهرة نصف سوداء.
سوزان سونتاغ- المصورة والكاتبة الأمريكية مع ابنها: تحمل حقيبة جلدية سوداء وكبيرة.
هل هناك حقيبة تنصحن بها؟
تختلف حقائبنا بسبب اختلاف الأذواق والاحتياجات التفضيلات الشخصية وكذلك حسب إمكانياتنا المادية والأمكنة التي نرتادها بشكل دائم. إلا أن هناك شنطة عملية -لغير المناسبات- أنصح الجميع باقتنائها، وهي شنطة لوبلياج من لونق شامب الفرنسية Le Pliage/ Longchamp. لماذا؟ كبيرة وواسعة، هذا يعني أنها تحمل جميع احتياجاتك كطالبة تحمل اللاب توب، أو موظفة أو أم تحمل أغراض طفلها، أو مُسافرة، وتستطعين استخدام المنظم بداخلها. مقاومة للماء، تستطيعين اصطحابها معكِ في يوم ماطر-وكأننا نشتكي من كثرة الأمطار-، أو عند الشاطئ. خفيفة لا تشعرين بها. وسهلة التخزين لأنها قابلة للطي كالورقة (هذا معنى اسمها بالفرنسية). تصميمها كلاسيكي يدوم، ظهرت الشنطة في التسعينات الميلادية، وألوانها متعددة. فرنسية الصنع كما الاسم، أي أنها لاتُصنّع خارج البلد في تركيا وغيرها مثل بعض شنط ميوميو وبرادا وملبري وأغلب الماركات الأمريكية مثل كوتش. والأهم من ذلك سعرها الذي يتراوح ما بين ٣٠٠-٤٠٠ ريال فقط. هنا تظهر كيت مدلتون وهي تحمل لونق شامب- لديها أنواع مختلفة منها.