الأفكار مثل الأسماك التي تعيش في البحر، تُوجد في كل مكان ولكن من الصعب الإمساك بها، في أي بقعة من البحر تتكاثر فيها الأسماك؟ وكيف نستطيع اصطيادها؟ وهكذا الأفكار.
كلنا نحتاج إلى الأفكار، من أجل أن نحل مشكلة ما، أو أن نطور من أنفسنا، أو لتحفيزنا، أو لنضيفها إلى فكرة أخرى ونخترع شيئًا صغيرًا. نحتاج إلى الأفكار في الكتابة، وفي التجارة، والرسم، والطبخ، والبرمجة، والحوارات اليومية.. ولكن من أين نجد هذا الإلهام؟
١– القراءة: عندما تقرأ فأنت تتفاعل مع المادة المكتوبة، ويبذل دماغك الكثير من المجهود ليستوعب المقروء فتتخيل المشهد، وتفكر في الكلمات، وقد تسمع البطل بصوت معين، وتراه في غرفة رسمتَ صورتها في مخيلتك.. قد تفكر في الآراء التي صاغها الكاتب، أو تستنكرها، أو تفكر في منهجه أو أسلوب كتابته وكل هذا يمنحك الكثير من الأفكار التي ستعتريك أثناء قرائتك للكتاب.
٢– العادات الروتينية: مثل الاستحمام، أو قيادة السيارة، أو الطبخ. من المهم أن لاتكون منشغلًا بشيء آخر أثناء تأديتك لهذه الأعمال –كأن تستمع إلى بودكاست أو تتحدث إلى صديقك على الهاتف– إذا رغبت في اصطياد الأفكار. يُقال أن السبب في ذلك يعود إلى أننا خلال ممارستنا لأعمال معتادة نسمح لعقولنا بأن تسرح بعيدًا دون تركيز أثناء أحلام اليقظة، فالعادات الروتينية لا تحتاج إلى أي نوع من التفكير. وقد قرأت مرة أن أجاثا كريستي تأتيها أفكار قصصها أثناء استحمامها.
٣– أفلام الانيمي والقصص المرسومة: من لم يقرأ القصص الكارتونية مثل ميكي أو ماجد في طفولته–أو حتى في شبابه!- ويشاهد أفلام الكرتون والانيمي فقد فاته مصدر عظيم من الإبداع. فالخيال في هذه العوالم يُولّد الكثير من الأفكار. فيلم واحد من استوديو غيبلي أو من أفلام ديزني أو بيكسار يشرح هذه النقطة.
٤– قبل النوم: عندما يكون الإنسان في أضعف حالاته الذهنية والجسدية خلال اليوم، وأعني هنا ماقبل النوم، تراوده الكثير من الأفكار. ذكر أنيس منصور أنه كان يضع بجانب سريره ورقة وقلم يدون فيها الأفكار التي تخطر في باله أثناء محاولته للنوم. وبالطبع كان يعاني من الأرق!
٥– الخريطة الذهنية: استخدم الخريطة الذهنية عندما أحتاج إلى أن أعصف ذهني من أجل البحث عن الأفكار. أضع كلمة واحدة داخل دائرة كبيرة، ثم أُخرج خطًا لكل كلمة فرعية تخطر في ذهني عن الكلمة الأساسية. أدوّن جميع الكلمات دون أن أفكر ما إذا كانت مُناسبة أم لا، ثم ابدأ بربط الكلمات الفرعية بالكلمة الأساسية. بحسب الدراسات، فإن الخريطة الذهنية مفيدة للعديد من الأمور مثل التلخيصات وتدوين ملاحظات الإجتماعات وحل المشاكل وكتابة الأهداف. وقد كتبت هذه التدوينة باستخدام الخريطة الذهنية :]
٦– أسئلة الأطفال: للأطفال خيال خصب رائع، جلسة واحدة مع طفل كثير السؤال قد تخرج منها بأفكار متجددة.
٧– المشي: المشي يحسّن من المزاج كثيرًا، وبسببه تتوالد الأفكار، ”فالكثير من الأفكار الفلسفية اليونانية تبلورت في أذهان أصحابها وهم يتمشون ساعات طوالًا في أكاديمية أفلاطون وأرسطو“ كما يقول جبرا ابراهيم جبرا. وقد كتبت تدوينة سابقة عن النقاشات المشّاءة.
٨– الأشخاص والأشياء من حولكم: تأملوا الأشخاص من حولكم، فكروا في شخصياتهم، وانصتوا جيدًا إلى مايقولونه. يقول المصمم روي ديل كارمن والذي أشرف على حكاية فيلم Up، أن بعض الصفات في شخصية البطل كارل في الفيلم كانت مستوحاة من أبيه. مثل هالطريقة التي يشتاق بها للماضي وبياض شعره وضعفه.
يمكنكم كذلك الحصول على الإلهام من ردود الناس في تويتر، الميمز، موقع بنترست، الكثير من الحسابات في انستقرام.. والقائمة تطول.
يقول روبرت ستاين (ويُلقب بستيفن كنغ أدب الأطفال) أن سوق الأفكار يحتوي على ٣ أقسام: التجارب الشخصية التي نمر بها، والذاكرة ، والخيال! فإذا فكرتكم جيدًا في تجاربكم السابقة، وسرحتم بعيدًا نحو ذكريات الطفولة، وأضفتم الكثير من الخيال فسوف تحصلون على أفكار لاحصر لها.
من الضروري أن تدوّنوا أفكاركم عندما تخطر لكم فورًا في نوتة الجوال، أو في دفتر صغير، فالكتابة تمنع هذه الأفكار من الهروب. قد تحتاجون إليها لاحقًا.
ماذا عنكم؟ من أي بقعة من البحر تصطادون أسماككم؟
مقال جميل
بالتوفيق دائما بإذن الله
غالباً ما احاول تدوين اي فكرة تطرأ ببالي وفي الحقيقة اذا نسيت كتابتها فاني في الحقيقة انساها !! واكثر الافكار تراودني اثناء المشي او عند الانغماس بعمل ما ،، او عندما احلل موقف معين او مشكلة وغالبا ما تخص اشخاصاً حولي ،، وقبل النوم وايضا عند الاستحمام 🙂 !! لكن تدوينها بالفعل اهم خطوة طبعا وغالبا ما ادونها في نوت الجوال ،، اقوم كل شهر بعمل نوت شهري واسجل فيه اهم الافكار والالهامات التي تتراءى لي وبالنسبة لي اعتبر هذه العادة قاموس حياتي 🙂
لطالما نسيت أفكاري فلم أدونها ولو دونتها
لأصبحت شيئاً جميلا ككتاب أو نحوه، بالنسبة لي كل الأفكار تأتيني أثناء الإستحمام أو شرب الشاي أو الإبتعاد عن الجوال فهو يسرق الوقت كثيراً وأيضاً التفكير
أحببت المقال ^_^
من المشي، اثناء القيام بالأعمال المنزلية، من خلال القراءة، الدراما الكورية، الانمي والمانجا، من الأحلام.