في السنة الأولى على وجودي في مدينة مونتريال، كنت أتنزه في أحد الأسواق القريبة من منزلي فوجدتُ سعودية تتسوق مع طفلها الصغير. وحيث أنني كنتُ مستميتة في التعرف على أشخاص من بلدي، أسرعت إليها وعرفت نفسي. كانت الفتاة لطيفة للغاية، إذ دعتني للانضمام إليها قائلة أنها تتنظر صديقتها بعد قليل.
لمعت عيناي.. ”أوه سعودية أخرى؟“
جاءت صديقتها -اللطيفة كذلك! – وتعرفت عليها وتبادلنا الأرقام قبل استئذاني بالإنصراف. بعد مرور أشهر ستصبح صديقتها هذه صديقة عزيزة لي.
بعد مرور السنوات، عندما تخطر هذه الذكرى أجدني ابتسم. كنتُ أحب أن أقابل أشخاصًا جدد. هذا يعني حكايات جديدة سُتروى، وهوايات متنوعة ستُعرض علي، وأفكار متعددة، ووجهات نظر مختلفة. بمعنى آخر قد يُقترح عليك مشاهدة فيلم جديد، قراءة رواية مؤثرة، شراء منتج مفيد، أو ستسمع حديثًا بمنظور مختلف عن قضية ما.. ستتوسع دائرتك، بل وأفقك بمقابلة أشخاص لأول مرة.
حرصت في الغربة على التنوع الثقافي لصديقاتي، فتعرفت على صديقات من بلدان شتى وكذلك من مناطق مختلفة في المملكة. تعرفت على صديقات رأيتهم في المصعد لأول مرة، وفتاة بالمقعد الملاصق لمقعدي في رحلة دولية طويلة، وأخرى كانت تعرض شقتها للإيجار-عندما كنا نبحث عن شقة- لانتهاء العقد، وصديقة عزيزة قابلتها بعد رسالة عبر تويتر.
أما الآن فإنني بالكاد أقابل صديقاتي.
تحدثت مؤخرًا مع فتاة بجانبي في المقهى وعندما استأذنتها بالانصراف، لم نتبادل الأرقام. شعرت بالراحة. مع الأمومة، أحاول ترتيب أولوياتي وأضع جهدي ووقتي للأمور التي بيديّ حتى لاتخرج عن السيطرة. بالكاد أجد وقتًا لنفسي، وعندما أفعل، فإنني أتواصل مع صديقاتي. لن تستطيع أن تكون على طبيعتك بعض الشيء عندما يخبرك شخص تقابله لأول مرة برأيه الذي يُخالف رأيك، ستكون مهذبًا وصبورًا، ولذلك اللقاءات الأولى قد تكون مُنهكة، فيها الكثير من الطاقة وكذلك بعض المجاملة. لكنني في بعض الأوقات أحن إلى حماس اللقاء الأول، والقصص الجديدة.
أحب كتاباتك جداً لكن لاأمتلك صديقات 💛حتى أنا لست صديقةً لنفسي