في التاسعة من عمري، وبينما كنت أتصفح إحدى المجلات وجدتُ إعلانًا لمسابقة رسم موجهة للصغار. كانت المسابقة تطلب من الذين لاتتجاوز أعمارهم العاشرة أن يرسموا لوحة تُعبّر عن قصة مكتوبة لطير أهمل كلام والدته– إذا لم تخني الذاكرة– فوقع في شِراك التمساح. تراءت في مخيلتي، وأنا أقرأ القصة، فكرة اللوحة التي سأرسمها. كان الإعلان ينصّ على أن سيكون هناك ٣ فائزين، والفائز بالمركز الأول سوف يحصل على جهاز جديد في السوق اسمه سوني بلاي ستيشن ١. لم أكن أعرف ماهو الجهاز أصلًا، ولم أكترث بالجائزة قدر اهتمامي بالفوز. لذلك مزّقت ورقة من كرسي مادة الفنية، وحملتها مع قلم الرصاص والألوان وهرعتُ إلى أقرب منضدة كي أبدأ الرسم.
حين بدأتُ الرسم بالرصاص مرت بي أختي الصغيرة مع أخي المراهق، وسألاني عما أفعل. عندما أجبتهما سخرا مني
”تحسّبي نفسك حتفوزي؟!“
أجبتهم بكل ثقة: ”طبعًا!“
وكأنني ابني سفينة وكأنّ لسان حالي يقول ”إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون“
عندما أنهيتُ اللوحة، كانت مُبدعة بالفعل. لم يكن الرسم هو الشيء الجميل في اللوحة، بل كانت الفكرة نفسها هي المميزة. فقد قسمتها نصفين، حال الطائر عندما كان يلهو مع أمه، وحاله بعد أن افترسه التمساح أو شيء من هذا القبيل.
عندما رأى أخي اللوحة أعجبته كثيرًا، وأخبرني بأن ”نُدبّل“ فرصة الفوز بأن يرسم نفس فكرة اللوحة لكن برسمه هو (أخي من هواة الرسم)، ويضع اسمي وصورتي عليها. أما لوحتي الفنية المميزة فنضع اسم أختي وصورتها عليها. وافقتُ على مضض.
مرّت الأيام ونسيتُ أمر المسابقة تمامًا حتى جاءنا أبي رحمه الله يخبرنا بأن هناك شخص ما اتصل عليه قائلًا أن أختي ”نوف“ قد فازت بجهاز وأن علينا أن نتسلمه.
فوجئتُ بأن أختي قد حصلت على المركز الأول بسبب لوحتي، وفازت بجهاز سوني بلاي ستيشن ١، وظهر اسمها وصورتها بجانب لوحتي في المجلة. كانت الفرحة عامرة، إذ أنني سارعت بقول ”أخبرتكم!!“ للجميع…نعم لقد فعلتها!
جلب الجهاز السعادة لباقي أفراد الأسرة، إذ أننا حملناه معنا في الإجازة الصيفية في جدة، وشاركنا الجميع الألعاب المشهورة آنذاك مثل كراش بانديكوت وببسي مان ورزدنت ايفل.
تذكرتُ هذه القصة عندما شرعتُ في البدء بمهمة تحديتُ بها نفسي خلال الأيام القادمة. هناك نجلاء مبدعة تود أن تقول ”أخبرتُك!“ لنجلاء المتشائمة التي تسخر منها وترغب في إحباطها.
لذلك، إن فزتُ بالتحدي وظفرتُ بالنتيجة سأخبركم حتمًا عن هذا المشروع في تدوينة إن شاء الله :]
كم ألهمتني هذه القصه ولاأعرف لماذا كبرتي كثيراً في عيناي،وكم كنت أحتاج لها ولم أكن أرغب في قراءة التدوينه في وقت أشغالي إلا أنني عندما قرأتها أحسست وكأنها رساله تخبرني بأن أتقدم
يالله كم أحببت إحساسي والإلهام والقوه التي أيقظتيها في داخلي💛
أتمنى بأن يدوم هذا الإحساس والإلهام وأن يتجدد دائمًا
بإذن الله تفوزين وتعودين لنا مادحة اجتهادك ، شكرًا لمشاركتك قصتك معنا …لقد افتقدت مدونتك جدًا ❤️
أتمنى ذلك! شكرًا على أمنيتك الطيبة
بالتوفيق نجلاء
كل الشكر لك