عندما كانوا يحدثونني عن الله في طفولتي، كنتُ أتخيل أبي. فالله هو اللطيف والكريم والرحيم، وكذلك كنتُ أرى أبي. وعندما أخبروني بأن الله يغضب عندما نعصيه، كنت أتخيل أبي غضبان وهو جالسٌ على كرسيه في صالة المعيشة، يُنادِي عليّ فأذهب إليه مُستغفرة. والأعجب من ذلك اعتقادي بأن أبي لا يموتُ. فمنذ عرفتُ أبي وهو يُذكّرنا بالموت وأنه سيموت وأن ”كلُ نفسٍ ذائقةُ الموت“. كنتُ أراه مفعمًا بالحياة– أو كما رغبتُ أن أراه– رغم ضعفه وقلة حيلته مع تقدمه في السن.
ولكنهم في ال١٣ من مايو من عام ٢٠١٧، أخبروني بموت أبي..
”ضلالٌ! أنا لا يموتُ أبي!“
كنتُ عائدة من رحلة طويلة من أوتاوا إلى جدة، حيث أخبرتني أمي بضرورة القدوم للاطمئنان على أبي. توقفتُ عند السوق الحرة في المطار لأبتاع عطرًا هدية لأبي، ولكنني في هذه المرة تخليت عن هذه العادة.. فكيف سيستخدم أبي العطر وهو على حالته في المستشفى؟
كنتُ أتصور أن أبي سيُسر حتمًا بقدومي وسيُشفى، وأخذتُ أتخيل الأحاديث والقصص التي سأرويها له. ولكن ما إن حطت الطائرة مطار جدة حتى أتاني خبر وفاته. اسودّت الدنيا في عينيّ كما اسودت تمامًا في عينيه. لِم لَم ينتظرني؟
مرت ساعات طويلة حتى رأيت أبي للمرة الأخيرة في حياتي. كان أبي يدعو لي دائمًا بدعوة أحببتُها ”الله يجعل السعد حليفك والتوفيق“. وعندما رأيته والبياض يكفنه، انهرت وانكببت عليه باكية وقد نسيتُ كل الكلمات، وأنا التي لاتُعييني الكلمات، وأصبحتُ أُقبّل جبينه ورجليه وأُردد ”الله يرضى عليك.. الله يجعل السعد حليفك والتوفيق في الآخرة“.
”أبي ماعاد بيتُنا حُلوًا كسائرِ البيوت..
أبي ألقاكَ في المنام وكلما أصحو تموت“
انقضت ٣ سنوات بدون أبي. مات أبي– لم يكن إلهًا أو خالدًا كما اعتقدت– وأصبحَ حُلمًا. والأقسى من ذلك أنه ستنقضي سنوات طويلة للغاية، إلى أن أموت، بدون أبي.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
البقاء لله وحده ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولكِ الصبر والسلوان على فراقه
الله يجبر خاطرك و كسرك نجلاء.
الله يرحمه ويسكنه جنات الفردوس تلتقون يارب على سرر متقابلين،
وكملاحظة: لا أحد يعرف كم سيعيش من الوقت أبدًا ؛( لكن أطال الله في عمرك تحت حفظه ورعايته ووالدتك يارب.
رحم الله والدك و أسكنه فسيح جناته و جمعكم به في الدار الآخرة.
لا أعرفكِ وتختلف ظروف حياتينا، لكني ولدت ونشأت في المدينة ، وتجمعني ووالدي صلة قوية وهو الوحيد الذي أجد منه أذنًا صاغية وفكرة صائبة حين أتحدث عن الكتابة وأمور حياتي ، اليوم أعيش في الرياض وسافرت أمي وإخوتي مصر، وبقي والدي في المدينة المنورة وحيدًا رافضًا الرحيل عنها ، مزقتني كلماتك حين كتبت ” كيف حالك يا أبي” وتمزقني كلماتك اليوم .
رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته وربط على قلبك وثبت فؤادك وجمعكما بين أفياء الفردوس الأعلى ، هي الدنيا فلا تحزني ولا تبتئسي وأكثري من الدعاء له فأنت غنيمته الصالحة التي تركها باقية على الأرض من بعده.
الله يرحم والدك يانجلاء حبيبتي ويحفظ لك أمك.. كنت اقراء مقالتك والدموع تترقرق في عيني لأني شعرت بكل ماشعرتي به عند وفاة والدي جدك رحمة الله عليهم أجمعين.. لايسعنا الا الترحم عليهم ونسأل الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنه ❤️
الله يغفر له ويرحمه ياارب
في يوليو ٢٠١٧ مات أبي .
آمين.. الله يرحم أبي وأباكِ ويجعلهما من أهل النعيم
لا حول ولا قوة الا بالله اوجعتي قلبي ..
ما الدائم إلا وجهه الكريم .. رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته وربط على قلبك وجمعك وإياه ومن تحبين في جنات الفردوس الأعلى عزيزتي
آمين.. جزاكِ الله خيرًا وشكرًا لك على دعواتك❤️