تجارب ومباهج – يونيو ٢٠٢٢

Roeqiya Fris


تكاسلتُ عن كتابة تدوينة جديدة لهذا الأسبوع، لذلك اخترت تدوينة تجارب ومباهج ذات النَفَس الخفيف إلى أن أستعيد شيئًا من لياقتي الكتابية. 

الكتب:

مذكرات فتاة ملتزمة لسيمون دو بوفوار: أحب السير الذاتية بشكل عام خاصة السير الأجنبية لأنها تتكلم بصراحة ووضوح عن الأحداث والأمور الشخصية، وهنا سيرة ذاتية صريحة لسيمون دو بوفوار عن طفولتها ثم مراهقتها بشكل خاص. تستطيعون فهم سبب تشكل شخصية سيمون دوبوفوار عندما تحدثت عن صراعاتها النفسية خلال الطفولة والمواقف التي تعرضت لها.

الصوتيات:

بودكاست مع هبة حريري: اكتشفت بودكاست مع هبة حريري مؤخرًا. وسمعت الكثير من الحلقات التي تناقش أمور عديدة تمس صحة الأسرة النفسية خاصة الأطفال. أنصحكم بها.

 أشياء غيرتنا النسخة الرمضانية: نعم، لم أكتب في هذه السلسلة منذ أكثر من ٤ أشهر، لكن أعجبتني هذه الحلقات الخفيفة والتي تتكلم عن عادات وتقاليد شهر رمضان في الماضي.

كتاب الدحيح ماوراء الكواليس: صادفتُ تغريدة لإحسان تُبدي إعجابها بهذا الكتاب الصوتي، وفعلًا وجدتُ الكتاب ظريفًا إذ يتحدث عن السيرة الذاتية للدحيح ”أحمد الغندور“ بقلم طاهر المعتز بالله، ويُلقيه الدحيح بصوته باللهجة المصرية. فإذا كنتم تحبون مشاهدة برنامج الدحيح فهذا الكتاب اللطيف قد يعجبكم خاصة عندما يتحدث عن بداياته.

 كيف تتعرفين على الخياطة الجيدة؟
فيديو وجدته على انستقرام وجدته مفيدًا، من الفيديوهات التوعوية التي تساعدكم في اختيار الملابس عند التسوق خاصة إذا كنتم تبحثون عن الجودة. 

المسلسلات: 

الكبير أوي: منذ سنوات وأنا أحب مشاهدة مسلسل الكبير أوي كثيرًا ودائمًا ما أوصي بمشاهدته، وسعدتُ للغاية عندما طُرح الجزء السادس منه في رمضان. كنت متخوفة من استبدال شخصية ”هدية“ أو دنيا سمير غانم بشخص آخر، لكن مربوحة فازت بقلوب الجماهير.

الطعام:

مطعم مومو Momo: مطعم آسيوي في الرياض متخصص بتقديم الدمبلنج والجيوزا، وكل الأطباق لذيذة! توصية من الصديقة لبنى.

تاكومينيا Tacomania: تعودنا على تناول التاكو المالح، لكن هنا فكرة جديدة تاكو حالي بنكهات لذيذة مثل التفاح والكراميل، والتورتيا تأتيكم طازجة وساخنة. توصية من الصديقة ذكرى. 

توست البريوش من لوزين: لذيذ! مناسب جدًا للفرنش توست وكذلك مع البيض بمختلف أنواعه.

كريم كراميل على طريقة أروى الضلعان: لذيذة وخفيفة لفصل الصيف، جربوها.

مخبز ايزي بيكري: اشتهيت أن أجرب كروسون اللوز بعد قراءتي لهذه المقالة الممتعة (العيش تحت ظلال اللوز)، وتناولته أخيرًا ولأول مرة من مخبز ايزي بيكري. بالمناسبة دانيش الطماطم والبيستو لديهم لذيذ للغاية!

مباهج أخرى:

  • حفلة محمد عبده العيد جدة ٢٠٢٢: كانت سهرة رائعة مع أغاني عظيمة، وامتدت فيها أغنية صوتك يناديني إلى أكثر من ٣٢ دقيقة! ومن اللافت أن جمهور جدة كان أكثر تفاعلًا وصخبًا من جمهور الرياض.

  • حصاد البطاطس: زرعتُ البطاطا في وقت متأخر، لذلك قررت أن يكون الحصاد مبكرًا قبل العيد. لذلك جاءت قطع البطاطا صغيرة. استخدمتها لعمل تشيبس منزلي لذيذ.
  • جمع الأصداف: متعة جديدة اكتشفتها مع ابنتي وزوجي خلال رحلتنا إلى دبي. جمعنا العديد من الأصداف المختلفة، واستمتعنا بالبحث عنها ثم بمقارنتها ببعضها البعض.
  • عطر من بانثير- كارتييه: هدية فاخرة بدأت في استخدامها خلال فترة العيد.

مشتريات:

  • ماسكرا من لوريال: ممتازة من آيهرب. بتوصية من الصديقة منى.
  • كوب قهوة: من متجر سادة

    أليس جميلًا؟ أفكر في طلب الألوان الأخرى.

    نلقاكم في تدوينة قادمة بإذن الله!

مجلات ميكي وماجد

 

”يمكننا القول إن تزجية أوقات الفراغ في الطفولة السعيدة تتلخص في قراءة مجلات ميكي وماجد، ومشاهدة أفلام الكرتون، وتناول آيسكريم كرز بالفانيليا“. 

مجلة ماجد 

في طفولتي، كانت أمي تبتاع لنا مجلات ميكي المصرية -وأعني بالمصرية، التي تصدر من مصر- وكانت المجلات تُباع بشكل غير منتظم، أي أنك تستطيع أن تشتري مجلدات بتواريخ قديمة وجديدة. وكانت أمي في بعض الأحيان تشتري لنا مجلة ماجد. وعندما علمتُ بأن مجلة ماجد تصدر بانتظام كل يوم أربعاء وسعرها ٤ ريالات، ادّخرت من مصروفي اليومي- ٣ ريالات- ريالًا واحدًا كل يوم حتى أتمكن من شراء المجلة يوم الأربعاء. كنتُ أعطي السائق ٤ ريالات فيذهب إلى بقالة (ميد) ويشتري لي المجلة. كانت فرحة الانتظار جميلة وكأنني أترقّب مسلسلي المفضل. اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، واحرص على قراءة مشاركات الأصدقاء كما القصص. كنت أحب حكايات شمسة ودانة اللتين كانتا تسكنان جزيرة لوحدهما مع السلحفاة سلمى، والصقر منصور. كانت دانة تحب الرسم والفنون:

أما شمسة فكانت تحب الطبخ:

وهنا تتعلم دانة استخدام الكمبيوتر لأنها ستكون في حالة تخلف إذا لم تستعد وتتعلم، تمامًا كما الدعوات إلى تعلم البرمجة في هذا الوقت:

كنت أدخل في تحدي مع نفسي وأنا اقرأ القصص لأبحث عن فضولي، ثم أشارك بقلمي في حل الكلمات المتقاطعة. كانت مجلة ماجد تقطع لنا وقت فراغنا في أيام كانت مسلسلات الكرتون محددة بوقت العصر. 

مع ذلك، كنتُ أفضّل كثيرًا مجلات ميكي المصرية عليها. ففي قصص بطوط وأبناء أخيه الثلاثة والعم دهب وكل عائلة البط من الإبداع والمرح ما يجعلني أقرأ القصة الواحدة مرات عديدة من حين إلى آخر. وكنتُ في طفولتي أتمنى أن أعيش في مدينة البط 🙂
وبينما كان والدي رحمه الله وأمي يجدان في مجلات ميكي وماجد مضيعة للوقت، كنتُ أحاول أن أشرح لهما بأنني بالفعل استفدتُ الكثير من هذه المجلات. ففي سن صغيرة، عرفتُ من خلال هذه القصص وحدها معالم وأماكن حقيقية مثل ماتشو بيتشو والأهرامات الثلاثة وبرج بيزا المايل وبركان فيزوف في إيطاليا -والتي كانت الساحرة سونيا ترغب في رمي قرش الحظ فيه- وتعرفتُ من خلال مغامرات عم دهب والكشّافة على المومياءات المتحنطة وأشخاصًا مثل الكسندر جراهام بل -عندما كان بندق يمثله- ودافنشي وغيرهم، وأمورًا أخرى كثيرة من تجارب الحياة، هذا غير أن مشاركات الأصدقاء كانت تحوي على الكثير من المعلومات التاريخية والعلمية، ثم أنها جعلتني أحب القراءة. 

هنا مثلًا قصة لأنطوان تشيخوف باسم موت موظف (أو الرجل الذي عطس مرتين)

أما هنا فقصة مستوحاة من الليلة الثانية عشر لشكسبير كما أعتقد:

وهنا قصة جميلة عن أهمية القراءة والكتابة:
وقصة حقيقية دارت أحداثها في ليبيا أيام الإحتلال الإيطالي لها:

ثم قصص مثل هذه تجعلك تحرص على إدراك طبيعة الأشخاص من حولك:

ثم انظروا كيف كانت تجعلنا مجلة ماجد على اطلاع مع أخبار العالم، هنا بعض من أخبار مونديال كأس العالم ١٩٩٤:

مجلة ميكي الإماراتية

في يوم من الأيام، دخلت أمي علينا بالعدد الأول أو الثاني من مجلة ميكي قائلة أنها مجلة جديدة الإصدار من الإمارات. كم سعرها؟ ٦ ريالات! كان سعر مجلة ماجد ٤ ريالات فقط. أما القصص فقليلة، وكانت الصفحة الواحدة تحتوي على مربعات كبيرة من الحوارات وبالتالي عددها قليل (بينما الإصدار المصري يحتوي على مربعات أكثر في الصفحة الواحدة). أُعجبت بالمجلة لأن الورق كان فاخرًا وملونًا، بينما الإصدار المصري كان يحتوي على صفحتين ملونة وصفحتين بالأبيض والأسود وهكذا. أما بعض الشخصيات فقد تغيّرت أسمائها، فزيزي أصبحت بطوطة، وسوسو ولولو وتوتو أصبحوا كركور وفرفور وزرزور، وميمي أصبحت ميني. لا بأس. صرتُ اقرأ المجلة من الغلاف للغلاف، حتى كلمة مديرة التحرير نجوى آل رحمة.

مع مرور الأيام أصبحت المجلة ب٧ ريالات، ومع النجاح الذي حققته هذه المجلة في الخليج، أصبحت هناك إصدارات عديدة مثل إجازة مع ميكي، ومدينة البط (التي كانت تحتوي فقط على قصص البط مثل بطوط والعم دهب مع عصابة القناع وزيزي ومحظوظ وعبقرينو)، والتي كانت ب٢٠ ريالًا! يُرجى الملاحظة أن المجلات مثل سيدتي في ذلك الوقت كان سعرها ١٠ ريالات فقط، وكانت مجلة “هي” والتي تُعتبر مجلة تتحدث عن آخر أخبار الأزياء الفاخرة تصدر مرة في الشهر ب٣٠ ريالًا. 

مجلة ميكي المصرية

أحببتُ الإصدارات القديمة من مجلة ميكي المصرية، والتي كانت تحتوي على قصص مطولة. أما قصصها فالكثير منها كان الحوار فيه يدور بالفصحى مع إدخال اللهجة المصرية أحيانًا، فكانت الحوارات “خفيفة دم” للغاية.

هنا بطوط مع جاره:

 وهنا مع زيزي:


مع زيزي مرة أخرى:

ومن خلال القصص كانت تُغنّى الأغاني المصرية مثل يا ليلة العيد آنستينا لأم كلثوم:

غني لي شوية شوية لأم كلثوم، وزوروني في السنة المرة لفيروز: 
 

وهنا أبو حنفي يُغني أهواك وأتمنى لو أنساك لعبدالحليم حافظ

ياوردة الحب الصافي لمحمد عبدالوهاب:

أثّرت هذه القصص على نجلاء الصغيرة بالطبع، هنا تدوينة (مذكراتي العزيزة..) والتي أقتبستها من زيزي عندما كانت تكتب يومياتها:

كنت أتأمل صور اللوحات الفنية الموجودة في صفحات مجلات ميكي وماجد، ولم أدرك أنني سوف أشاهد بعضها على الطبيعة يومًا، هنا مثال للوحة أوجست رينوار:


 

وهنا اللوحة الأصلية في متحف الفن في شيكاغو:

وأنتم.. هل كنتم محظوظون وقرأتم مجلات ميكي وماجد؟ حدثوني في التعليقات عن شخصياتكم وقصصكم المفضلة.

مخرج – تدوينات سابقة تتحدث عن مجلات ميكي وماجد وتأثيرها على نجلاء الصغيرة:
كتابي الأول
كم بيضًا للحمام؟
ما الذي تريد أن تراه في منامك؟ 
لستُ صغيرة 

 

 

فنظر نظرة في النجوم

The Starry Night by Vincent van Gogh – لوحة ليلة النجوم، فان جوخ

في طفولتي، وبعد أن يعتريني التعب من اللعب في حوش المنزل أثناء المساء، كنت أتمدد على ظهري فوق الأرجوحة الطويلة، وأتأمل السماء. كان منظر النجوم اللامعة القليلة يبهرني. وكنت أجد هذا التأمل مشهدًا مقدسًا، حتى شاهدت تيمون وبومبا في فيلم الأسد الملك وهما يتأملان السماء المرصعة بالنجوم مع سيمبا:

– تيمون؟
– ايوا؟
– عمرك في مرة فكرت النقط المنورة اللي فوق دي تطلع إيه؟
– بومبا، أنا مابفكرش .. أنا عارف!
– طيب يطلعوا إيه؟

– دبان منور! دبان منور لازق في السجادة الزرقا اللي فوق ديه!
– عجبي .. دانا كنت زي انا ماحسبها كور غاز مولعة على بعد بلاييين الأميال!

كنت أتمنى أن أشاهد نجومًا كثيرة مثل تيمون وبومبا. لكنني تعلمتُ لاحقًا أن العيش في المدينة يحجب نور النجوم عنّا. سافرتُ بعد سنوات طويلة إلى إحدى جزر هاواي، وفي طريق السيارة في المساء في العتمة، نظرت إلى السماء فتعجبت من المنظر المهيب للسماء المتزينة بالنجوم.. سجادة زرقاء وكور غاز مولعة.

ما زلت أجدُ ذلك المنظر في ذاكرتي مهيبًا، ومع أنني سكنتُ الرياض منذ أكثر من ٣ سنوات إلا أنه لم تواتني فرصة الذهاب إلى البر بعيدًا عن أضواء المدينة حتى أشاهد النجوم الكثيرة مرة أخرى. 

نجد أن تأمل النجوم في السماء هو أمر شائع في الروايات العظيمة. وأنا هنا بصدد الحديث عن روايتين، البؤساء والحرب والسلم. ففي رواية البؤساء، نلاحظ أن جان فالجان قد رافقته النجوم منذ بداية البؤساء إلى نهايتها. وفي الحرب والسلم، نجد أن النجوم كثيرًا ما تطل علينا في أرض المعركة.

 لكن متى استخدم كلا من فيكتور هوغو وتولستوي مشهد التأمل في السماء والنجوم؟ 

١- كدليل على الحكمة من خلال التعبد لله والتأمل في ملكوته: انظروا كيف وصف فيكتور هوغو تأمل الأسقف في السماء بكلماته البديعة:
كان يجلس على مقعد خشبي مسند إلى عريشة مكسورة، وينظر إلى النجوم من خلال أشباح شجراته المثمرة.. وأي شيء أكثر من هذا كان يحتاج إليه ذلك الرجل العجوز الذي وزع ساعات فراغه بين البستنة في النهار، والتأمل في الليل؟ ألم تكن هذه الحظيرة الضيقة التي تؤلف السماوات سمكها، كافية لأن تمكنه من عبادة الله بالتناوب في مبتدعاته الأكثر جمالا وفي مخلوقاته الأكثر سموًا؟ أليس هذا كل شيء في الواقع؟ وأي شيء يُبتغى وراء ذلك؟ جُنينة يتمشى خلالها، وفضاء يتأمل فيه. فعند قدميه شيء يمكن أن يُزرع ويُجنى وفوق رأسه شيء يمكن أن يُدرس ويُطلق سرح التأمل فيه، بضع زهرات على الأرض، وجميع الكواكب في السماء.

وعندما أصبح ماريوس رجلًا، تأمل السماء:
”إنه يتأمل السماء، والمدى، والنجوم..“.

٢- عند التشاؤم والخوف والصراع مع الأفكار: خاصة في البؤساء، فعندما كانت الشخصية تنظر إلى السماء ولا تجد النجوم فهذا نذير شؤم. انظروا إلى جان فالجان كيف كانت نفسه مضطربة عندما كانت تغيب النجوم عنه. طرق في بداية الرواية باب الأسقف ليسأله المبيت قائلًا له:
ثم مضيتُ إلى الحقول كي أنام تحت النجوم، فلم يكن ثمة نجوم.

وعندما كان جان فالجان يتصارع مع أفكاره:
“كان دماغه يغلي. لقد مضى إلى النافذة، ففتحها على مصراعيها، لم يكن ثمة نجم واحد في السماء“.

وفي فصل آخر يليه ”ونهض، ومضى إلى النافذة، كانت السماء لا تزال عاطلة عن النجوم“.

وعندما غابت النجوم من سماء باريس قال فيكتور هوغو:
”لقد حجب النجوم سقف من السحب، ولم تكن السماء غير عمق مشؤوم“.

وفي فصل ”نظرة بوم على باريس“ تختفي النجوم:

كانت النجوم قد اختفت، وكانت سحب ثقيلة قد ملأت الأفق كله بطياتها الكئيبة.

٣- عند الحب! يتأمل المُحب السماء كثيرًا. ففي رواية الحرب والسلم، وبعد أن خرج بيير من عند ناتاشا، تأمل السماء في لحظة وجود مذنب ١٨١٢:

 كان الجو جميلا وبارداً. ومن فوق الشوارع القذرة العاتمة، انبسطت سماء مزدانة بالنجوم. لم يكن بيير يحس بالدناءة المخزية للأمور الأرضية بالقياس إلى الأعالي التي كانت ترفرف فيها روحه إلا حين ينظر إلى هذه السماء. وبينما كان يدلف إلى ساحات الأربات، انكشفت لعينيه مساحة عريضة من السماء المنجمة..

وكذلك ماريوس في البؤساء:
وذات ليلة، كان وحده في غرفته الصغيرة القائمة تحت السطح.. وكان يقرأ متكئًا على طاولته إلى جانب النافذة المفتوحة. أي مشهد هو الليل! نحن نسمع أصواتًا مبهمة لسنا ندري من أين تقبل. نحن نرى جوبيتير وهو أكبر من الأرض ألفا ومئتي مرة يتلمع مثل جمرة. القبة السماوية زرقاء، النجوم تتلألأ، ذلك شيء مخيف!

وفي موضع آخر:
”لم تكن السماء في أيما وقت مضى أحفل بالنجوم ولا أكثر فتنة“.

٤- مع الأمل. فالأمل كالنجوم في الأدب، وعند فيكتور هوغو أيضًا:

”كانت هذه النجوم قد أحدثت تألقات صغيرة لا سبيل إلى إدراكها في الفضاء الرحب. كان المساء ينشر فوق رأس جان فالجان جميع ملاطفات اللانهاية“.

وعند تولستوي، عندما تأمل نابليون السماء في أرض المعركة على هضبة بولكونايا:

 ”وتصبح الليالي أكثر دفئًا، وتهوي من المساء في هذه الليالي الحالكة الدافئة، النجوم الذهبية التي تبعث الخوف والفرح“.

وعندما دخل بيير السجن “التمعت في السماء نجوم مضيئة..“

وعندما كان بيتيا في أرض المعركة:
”نظر إلى السماء. كانت السماء أيضًا مسحورة كالأرض، وقد أخذت تنجلي. وكانت الغيوم أيضًا تركض مسرعة كأنها تريد أن تكشف عن النجوم..“.

وكذلك ”كانت النجوم ترتع في السماء كأنها علمت أن لن يراها أحد، وكانت وهي تبرق حينًا وتخبو حينًا آخر وتتلألأ في كثير من الأحيان، إنما تتحدث فيما بينها هامسة بشدة عن أمر مفرح لكنه خفي“.

٥- عند الموت. فكما قلنا قبل ذلك، أن جان فالجان رافقته النجوم منذ بداية الرواية، وحتى نهايتها. فعندما مات كتب فيكتور هوغو:

”كان الليل عاطلًا من النجوم، وكان دامسًا..“.

مخرج:
– وأنتم هل تتأملون السماء المزينة بالنجوم؟ يقول ماركوس أوريليوس في التأملات: ”تأمل مسارات النجوم كما لو أنك تسير معها حيث تسير، وتأمل دومًا تحولات العناصر بعضها إلى بعض. جديرة هذه التأملات أن تغسل عنك أدران الحياة الأرضية“.

ـ توصية: رواية الأمير الصغير لأنطوان دو سان إكزوبيري “النجوم.. هذه الأشياء الصغيرة المذهبة التي تُغري الكسالى بالأحلام!”.