”كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن كل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة“ وهذا ينطبق أيضًا على الأفراد. فكل الأشخاص السعداء يتشابهون، أما التعيس فهو تعيس على طريقته. دائمًا ماتكون السعادة مشتركة، أما الأحزان فهي فردية ولاتشبه أحزان الآخرين. كل منا لديه أحزان استثنائية.
بعد مرور أشهر من وفاة والدي رحمه الله، استنكرت إحدى الزميلات حزني بقولها ”لم كل هذا الحزن؟ توفي والدي قبل عام أيضًا“. حسنًا فأنا لستُ أنتِ. لا أستطيع أن أغدو إيجابية بهذه السرعة مثلك. هذا أمر بديهي. وهذا ينطبق كذلك على كل الأحزان في الدنيا.
كتبت هذه التدوينة بعد مشاعر الحزن العميقة التي اجتاحت صديقة عزيزة بسبب حادثة ألمت بها. أخبرتني أنها تشعر بالأسى لأن البعض قد استخفوا بماتشعر به بطريقة ما. النية الطيبة موجودة، لكن مافائدتها إذا أضرت الكلمات بالآخرين؟
بعض النقاط التي نحتاج أن نتذكرها في التعامل مع شخص حزين:
- أصغ جيدًا إليه: كل مايحتاجه الشخص الحزين هو أذنا صاغية دون انتقاد حتى وإن كان مخطئًا. إذا مضى وقت مناسب على حزنه تستطيع حينها أن تنبهه عن خطئه.
- إياك والنصائح: آخر مايتوقعه الشخص الحزين منك أن تنصحه. بدلًا من ذلك قدم مساعدتك له في أن تخرجا معًا في نزهة على سبيل المثال للترفيه عنه.
- لاتقارن حزنه بأحزان الآخرين: ليس مجديًا أن تخبر الشخص الحزين على من فقده بأن فلانًا قد فقد كل عائلته في حادث سيارة، أو الشخص الذي قد فُصل من عمله بأن فلانة قد خسرت كل أموالها في البورصة. كفى.. هذا ليس سباقًا!
- لا تقلل من الأمر الذي يحزنه: قد يبدو الحزن تافهًا، لكنه قد يكون قديمًا، وظهر كالقشة التي قسمت ظهر البعير.
- لاتذكّره بتقدير النعم وشكرها: الحزين ليس كافرًا بالنعم. يدرك جيدًا النعم التي لديه، وعندما يُخبرك بحزنه فلايتوقع حينها منك نصيحة وعظية. انزل من برجك العاجي.
- ساعده حتى يجد الدعم الكافي: إذا وجدت الشخص الحزين يكثر الحديث عن الموت فانتبه، ربما دخل مرحلة أعمق من الحزن: الإكتئاب. شجعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي.
أما المحزونون، فلا بأس من البكاء والغضب فهي مشاعر طبيعية، لكن لاتتناسوا أحزانكم بل واجهوها:
“من الأفضل أن نتغلب على أحزاننا بدلًا من خداعها. لأننا إذا حاولنا تناسيها بالملذات والإنشغالات فإنها ستعود مرة أخرى بشكل أقوى لتستعبدنا.
لكن الحزن الذي هُزم بالمنطق سيسكن للأبد. لست هنا لأصف لكم تلك العلاجات التي استخدمها الكثير من الناس، والتي تقوم على إلهاء نفسك أو تحويرها عن الحزن برحلة ممتعة إلى الخارج، أو بقضاء وقت طويل في مراجعة حساباتك وإدارة ممتلكاتك، أو حتى الاستغراق في ممارسة أنشطة جديدة. كل هذا سيساعدك لفترة قصيرة فقط، لكنه لا يعالج حزنك بل بالأحرى يعيقه. أفضل أن أُنهي حزني على أن أشتته“. – سينيكا
السلام عليكم …
شكرًا نجلاء على هذه التدوينة ، فقد أتت في وقتها و طيبت من خاطري .. امر بأوضاع مشابهه لما وصفتِ.. ورفضت مشاركة حزني لكل الاسباب التي ذكرتها.. فجزاكِ الله خير و ابعد الحزن عنكِ
وعليكم السلام، شكرًا لكِ على القراءة هبة.. أتمنى من الله أن تتجاوزي هذه المرحلة بقلب مجبور ومطمئن وأن يبدلك الله بها خيرًا
في الامس توفت والدتي رحمها الله وانا حاليا اعيش اعظم ايام عمري حزنا على فراقها قبل قليل كنت في غرفتها ارى ملابسه واغراضها كانها غادرت لرحله قصيره وتعود
معاملتنا مع الحزن تختلف من شخص الى اخر انا اخترت انا اوجهه واعيشه بجميع تفاصليه لكن الاكيد اني حينما اخرج من هذا المنزل بعد ايام اني لان اعود له ابدا بعد امي
رحمك الله يايمه وغفرلك واسكنك فسيح جناته
توقفت طويلًا عند ردك هذا، لا أدري ماذا أقول لك غير دعواتي الصادقة بأن يجبر الله قلبك ويصبرك.. مسألة الشفاء ستأخذ وقتاً طويلًا، ولا أعني الشفاء بالنسيان على الإطلاق لكن التعود على الحياة بدون هذا الشخص العزيز .. أسأل الله أن يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته ويصبركم
تدوينة جات في وقتها شكرا نجلاء ..
جميلة جدا مدونتك أرجو متابعتي أيضا
تحياتي