قرأت كتاباً عن اتخاذ القرارات لتشب هيث ودان هيث، وأحببت أن انقله لكم باختصار شديد وبتصرف في هذه التدوينة 🙂
اتخاذ القرارات
عندما نتخذ أي قرار، سواء كان قرارا يومياً بسيطاً كشرب القهوة، أو قراراً صعباً كاختيار التخصص، نمر بهذه الخطوات الأربعة:
1-تصادف خيارات متعددة: الإنتهاء من الثانوية العامة ووجود تخصصات كثيرة كالعلوم الحاسب والهندسة والطب.
2– تحلل الإختيارات المتاحة: ماهو أفضل تخصص بالنسبة لك؟
3- تتخذ قراراً: تختار أن تدرس الهندسة.
4- تعيش مع هذا القرار: تدرس الهندسة ثم تتوظف كمهندس لأنك اخترت أن تكون كذلك.
مع هذه الخطوات الأربعة يبدو أن الأمر بسيط للغاية، لكن عملية اتخاذ القرارات شاقة لدرجة أن الكثير منا يتهرب من إتخاذ القرارات أو يتخذ قرارات غير مناسبة. سوف نتعلم سوية كيف يمكننا أن نتخذ قراراً مناسباً. لكن قبل ذلك، لابد أن نتعرف على بعض المشاكل التي تواجه البعض عند إتخاذ أي قرار:
1- تصادف خيارات: لكن “التأطير الضيق” يجعلك تضيّق الخيارات عليك فترى خياراً واحداً تفكر حينها إما بأخذه أو تركه. على سبيل المثال، عندما تتخصص في الجامعة، تفكّر: هل أدرس الهندسة أم لا؟ مع أن خيارات التخصص غير الهندسة كثيرة.
هل تشتري سيارة أم لا؟ رغم أنك تسكن في الجامعة، ولديك وسيلة مواصلات أخرى.
عندما تحصر نفسك بين خيارين دون أن تفكّر في الخيارات الواسعة التي لديك، حينها أنت تؤطّر خياراتك بشكل ضيق، وقد تتخذ قراراً غير مناسباً بسبب ذلك.
2- تتفحص الإختيارات التي لديك: لكن “الإنحياز التأكيدي” يجعلك تنحاز إلى الخيارات التي تميل إليها بدون أن تتأكد أو تجمع معلومات كافية عنها تدعم تحليلك. الإنحياز التأكيدي يعني أنك تميل إلى جمع المعلومات التي تؤكد صحة ماتؤمن به مُسبقاً. على سبيل المثال، هناك مدينة لم تزرها من قبل، وتؤمن بأنها سيئة للعيش فيها، ثم تُعرض عليك وظيفة في هذه المدينة، فتبحث حينها عن الآراء السلبية التي تدعم وجهة نظرك نحو هذه المدينة دون أن تأخذ في عين الإعتبار آراء الناس المؤيدة لها. هنا، أنت تنحاز إلى معلومات تؤكد إيمانك المسبق.
3-تتخذ قراراً: لكن مشاعرك المؤقتة( كالغضب، السعادة أو الحزن) تجعلك تتخذ القرار الخاطئ.
فقد تتردد في إتخاذ خطوة جريئة كالطلاق بسبب عدم اتفاقك مع شريك حياتك، لكن لأنك تنفعل كثيراً لا تستطيع التركيز في القرار حتى ولو الحقائق واضحة أمام عينيك. قد تتخذ قراراً بقبول وظيفة ما بسبب سعادتك بالراتب الأعلى من وظيفتك الحالية، ثم تكتشف أن هذه الوظيفة لديها سلبيات كثيرة.
4-تعيش مع هذا القرار: لكنك تحمل ثقة عمياء بما يخفيه المستقبل، فليس لديك خططاً بديلة عند فشل القرار.
الحل:
1- وسّع خياراتك بدلاً من تأطيرها:
هناك العديد من الخيارات، خيارات كثيرة أكثر مما نتصور. إذا استطعت أن تدرس عدة خيارات في وقت واحد، عن مزاياها ومساوئها، حينها ستتخذ القرار المناسب. عندما تؤطر خياراتك “هل أشتري هذه السيارة أم لا؟”، ستضيّق تفكيرك عند هذه النقطة بدلاً من التفكير في الخيارات المتاحة. الأفضل من ذلك، تفكيرك في خيارات أخرى يجعلك تتخذ خططاً بديلة إذا اكتشفت أن القرار غير مناسب.
* تحدث مع شخص كانت لديه هذه المشكلة وتجاوزها: بالتأكيد، لست أول من واجه هذه المعضلة في التاريخ، هناك أشخاص غيرك واجهوا نفس الحيرة عند هذا القرار وتجاوزوه، فتحدث إليهم.
2- اختبر الإفتراضات:
عندما يعجبك خيار ما، اختبر الإفتراضات المتعلقة به حتى تتخلص من الإنحياز التأكيدي. ابحث بشكل كافي عن الآراء المخالفة عن هذا الخيار.
عادة نكون واثقين من أنفسنا أو متفائلين عندما نتخذ أحد الخيارات، ومن أجل ذلك يجب أن تتحدث إلى خبير حتى يوضّح لك بشكل أفضل ما الذي تجهله.
3- ابتعد لمسافة كافية قبل اتخاذ القرار:
عندما تواجه خياراً صعباً، لابد أن تبتعد عنه مسافة (زمنية ومكانية) كافية حتى تتخذ قرارا مناسباً. ابتعادك عن الموضوع بشكل كافي يجعلك ترى أبعاده بشكل أوضح بعيداً عن المشاعر المؤقتة (الغضب، الشهوة، الحزن، الخوف..)، ويجعلك ترى الغابة وليس فقط الأشجار. مانراه أو نسمعه قبل أن نتخذ قرارا ماً، يؤثر حتماً على قرارتنا، فالحل هو الإبتعاد.
هناك نظرية في علم النفس الإجتماعي Construal level theory
توّضح بأنه عندما تكون المسافة عن الموضوع أكبر، كلما استطعنا أن نرى بوضوح الأبعاد الأكثر أهمية من الموضوع الذي نواجهه.
سوزي ويلش ابتكرت نظاما للتفكير 10|10|10 في إتخاذ أي قرار، تقول:
عندما تريد أن تتخذ قراراً، يجب أن تفّكر في الأوقات التالية، بمعنى: كيف ستشعر بعد 10 دقائق من الآن؟ بعد 10 أشهر من الآن؟ بعد 10 سنوات من الآن؟
هذه الطريقة توسع مداركك من ناحية اتخاذ القرار بعيداً عن المشاعر التي من الممكن أن تقيّدنا، فتجعلك تفكر كيف يبدو قرارك مستقبلاً.
تذكّر أن المشاعر المؤقتة ليست عدو لك، وإنما هي سلاح ذو حدين تجعلنا إما أن نتخذ قراراتنا بسرعة أو تجعلنا نتردد في إتخاذ القرارت، وهذه الطريقة تساعدك على رؤية خياراتك بوضوح.
اسأل نفسك: إذا حدثت هذه المعضلة لصديقي، كيف سأنصحه؟
نصيحتك لصديقك غالباً ما تكون صادقة لأنك تعيش خارج الموضوع|المشكلة التي يعاني منها، فحينها ترى الأمر بشكل أوضح من الشخص الذي بداخل الدائرة. حاول أن تفكر كما يفكر الأصدقاء، بعيداً عن الموضوع وبحيادية تامة.
4- استعد لأن تكون مخطئاً!
يوجد احتمال كبير أن نكون مخطئين ولهذا يجب أن نكون مستعدين. من المفترض أن تجهز خططا بديلة تفيدك في حال فشل القرار الذي اتخذته.
نراكم في تدوينة قادمة بإذن الله مع تمنياتي لكم بقرارات ناجحة في حياتكم :]
Your summery encourages to read it
Thank you for sharing you opinion, about the book
كل مرة أقراء تدويناتك ازداد اعجابا بك وبطريقة كتابتك الجذابة💜💜