مذكراتي العزيزة

في العاشرة من عمري كنت اقرأ إحدى قصص بطوط وإذ بزيزي (صديقة بطوط) في القصة لديها مذكرات تدوّن فيها يومياتها وتبدأها بمذكراتي العزيزة..”.

أعجبتني القصة ومدى ارتباط زيزي بيومياتها لدرجة أنني عزمت وقتها أن تكون لي مذكرات أُدون فيها يومياتي وافتتحها بمذكراتي العزيزة..”، لذلك قررت أن أُحصي مالديّ من الأموال المتبقية من مصروفي المدرسي اليومي (كان حينها 3 ريالات، أصرف ريالين وأدخرُ ريالًا)، وأن اشتري دفترًا مرسوم على غلافه ورود جميلة (هكذا تخيلت شكل مذكراتي).
وجدت أن ماادخرته كان 10 ريالات. ممتاز. أعطيتها للسائق الذي أرسلته إلى مكتبة شقير (إحدى المكتبات الشهيرة في المدينة حينئذٍ) وأوصيته بأن يحضر لي دفترًا جميلًاعليه ورودوأن يتصل بي على هاتف المنزل من المكتبة ويُعطيني البائع لكي أحادثه وأُفهمه ما أريد. كانت لحظات الإنتظار عصيبة أتذكرها، رن الهاتف واستفسرت من البائع عما إذا كان لديهم دفتر جميلعليه ورود“. أخبرني البائع بأن هناك دفترًا لونه أحمر والآخر أزرق.”عليه ورود؟“. نعم. اخترت الأحمر. أخبرني بأن سعره 14 ريالًا،مو مشكلة“. أخبرتُ السائق بأن يدفعها من ماله ومن ثم يحاسبه أبي عليها.

هذا هو الدفتر، لكن عليه وردة واحدة فقط. أوه هناك ورود أخرى بالأسفل غير واضحة. عمومًا كانت سعادتي به لاتُوصف. بدأتُ حينها بتدوين يومياتي.

File 2016-08-11, 6 33 40 PM

كنت أدوّن قبل النوم كل شيء تقريبًا، استحضرُ ماذا فعلت اليوم، والأحداث الروتينية والشيقة، وأرسم، وألوّن وألصق الصور والرسائل التي كنت أستلمها من صديقاتي وبنات خالاتي. كان تدوين المذكرات فعل يومي جميل، أتكاسل أحيانًا عن فعله لكنني أجبر نفسي عليه. وابدأها أحيانًا كما زيزي بمذكراتي العزيزة..”

File 2016-08-11, 6 43 02 PM

هنا مثال لإحدى اليوميات
File 2016-08-11, 6 32 21 PM

هنا أمثلة لبعض الصفحات الغير مكتوبة :]
أغنية دق الجرس على لحن أغنية الأخ جاك الفرنسية (فغيغ جاك)
Photo 2016-08-11, 6 18 38 PM

وهنا احتفل بعيدميلادي ال11، على طريقتي.. 11 شمعة

Photo 2016-08-11, 6 21 27 PM

هذه وردة أحضرتها أمي، فوضعتها بين الصفحات للذكرى.. لم يتبق منها إلا نصف ورقة

Photo 2016-08-11, 6 22 10 PM

وهنا استخدم طريقة زيزي في مخاطبة مذكراتي

Photo 2016-08-11, 6 24 08 PM

Photo 2016-08-11, 9 10 54 PM

وهنا رسمة روحانية لفتاة تصلي بدون يدين 😀

Photo 2016-08-11, 6 19 20 PM

وهنا جدول الرحلات في عطلات نهاية الأسبوع، ويظهر أن جدول نجلاء الصغيرة كان مزدحمًا

Photo 2016-08-11, 6 25 23 PM

بعد مرور وقت طويل، أخذت هذا الدفتر معي إلى جدة في الإجازة لكي استمر في التدوين، ووضعته في مكان مكشوف لأعود بعدها واكتشف أن إحدى القريبات (متزوجة، أي أنها كبيرة في ذلك الوقت) تسألني وهي تتصفحهلم أكن أعرف أنكِ ذهبت للطبيب وقام بإعطائك إبرة..” كانت ابتسامتي جافة، وكانت حكاية ذهابي للطبيب أقل من عادية ولكني غضبت كونها قرأت مذكراتي الخاصة وانتهكت خصوصيتي. انتظرتُ حتى خرَجَت، وشققتُ الصفحة التي ذكرتُ فيها أنني ذهبت للطبيب.

حينها قررت أنني لن أستمر في كتابة مذكراتي.

تمر سنوات طويلة قبل أن أسافر في رحلة جميلة في شهر العسل، وقتها استخدمت أوراق الفنادق والتي تكون على مكتب الغرفة في تدوين هذه اللحظات السعيدة. لديّ أظرف باسم الفنادق محملة باليوميات، لكنني للأسف لم أدوّن سوى أيام قليلة فقط.

بعد ذلك، تعرفت على تطبيق داي ون على جوال الآيفون قيل بأن المذيعة الأمريكية أوبرا وينفري أثنت عليه.

dayone
الجميل في هذا التطبيق أنه برقم سري (ممتاز للفضوليين)، ويقوم بتدوين التاريخ وحالة الطقس تلقائيًا، كما يقوم بحفظ الصور لليوميات، وباستعراض اليوميات في خط زمني منظم. استخدمت هذا التطبيق لأيام معدودة، وكنت أعود إليه بين فترة وأخرى لأتعجب من الذكريات والتفاصيل الصغيرة التي نسيتها. هناك شيء ينقص هذا التطبيق: لا أستطيع أن أكتب بخط يدي، كما أنني لا أستطيع أن ألمس الورق وأشعر به. فهجرته.

في بداية هذا العام، تعرفت على الكتاب الأسود (دفتر هوبونيتشي وليس الكتاب الشيوعي) عن طريق حساب البراء العوهلي في تويتر. أعجبتني المميزات في هذه المذكرات الجديدة، وقررت أن أعود إلى تدوين اليوميات!
File 2016-08-12, 1 28 43 PMهذه صفحة من الدفتر، تحتوي على التاريخ الميلادي وأوجه القمر، ومخططة حتى يسهل الرسم فيها، ومقسمة لساعات اليوم، كما يوجد اقتباس جميل. وعلى اليسار يوجد رقم الشهر حتى يسهل تصفح الدفتر.
File 2016-08-12, 1 28 08 PM

استخدمت هذا الدفتر في تدوين المهام والمخططات اليومية حتى لا أنسى، وفي تدوين اليوميات أيضًا. أخبرت صديقتي ريم عن هذا الدفتر، وتفاجئت أنها من محبي دفاتر المهام (البلانرز)|اليوميات، ومستخدمة قديمة لها. أرشدتني إلى نوع جميل من الممكن أن استخدمه في العام المقبل، وإلى طابعة صغيرة لصور الجوال مخصوصة من أجل هذا النوع من اليوميات.
printer

اشتريت الطابعة وأوراقها من أمازون. الطابعة صغيرة بحجم الآيفون تقريبًا، لا تحتاج إلى الحبر (تقنية الزنك حسبما فهمت)، وأوراقها لاصقة. تتصل بالآيفون عن طريق البلوتوث ويتم اختيار الصور وترتيبها في التطبيق المخصص لها. بعدها اطبع 4 أو 6 صور في ورقة واحدة، ومن ثم أفصلها بالمقص حتى تصبح صغيرة ومناسبة لحجم اليوميات وألصقها على الصفحات. جودة الصور ليست ممتازة ولكنها جيدة بالنسبة لهذا الغرض وكافية لأن أرى الصورة التي تُلخّص اليوم بوضوح.

هنا فيديو صورته بنفسي عن الطابعة

حسنًا، بعد كل هذا، لماذا أدوّن يومياتي؟
إحدى أهم الأسباب التي دفعتني لأن أعود إلى تدوين يومياتي مجددًا هي أن المذكرات تحفظ التفاصيل الصغيرة من الضياع. لا أبالغ في قولي أن اليوميات التي دوّنتها في دفتري الذيعليه ورودلم أكن لأتذكرها على الإطلاق لولا هذا الدفتر. تحتفظ ذاكرتنا بالأحداث المهمة فقط وتُهمل التفاصيل. تفاصيل صغيرة مثل شرب الشاي مع أبي، رؤية عصفور النُغري على نافذة غرفتي، زيارتي لصديقاتي وماذا حصل خلال الزيارة.. كلها تستثير مشاعري عندما اقرأ ماكتبته وقتئذ عنها. بالطبع هذه التفاصيل لا تهم أحدًا غيري.

استخدم اليوميات أيضًا في تدوين المهام اليومية والأفكار. عندما تحمل العديد من الأفكار في رأسك، قد تكون اليوميات طريقة فعّالة لعرضها مكتوبة أمامك على الورق، وقد تستحث أفكار أخرى على الظهور.

وماذا عنكم؟ هل تدوّنون يومياتكم؟

كوخ السكر

كيف حالكم يا أصدقاء؟ مضى أكثر من 70 يوماً منذ أن دوّنت آخر تدوينة في نجم. انشغلت قليلاً ولم أجد ما أكتب عنه، وبدأ الخوف يساورني بأنني فقدت لياقتي في الكتابة. في هذه اللحظة التي أكتب فيها هناك ثلج غزير يتساقط بالخارج، أتصدقون ذلك: ثلج في الربيع؟ هكذا مونتريال!

في عطلة نهاية الأسبوع السابقة ذهبت لمنطقة تبعد عن مونتريال أقل من ساعة بالسيارة وتكثر فيها أشجار القيقب، وورقة القيقب هي رمز لكندا وتتوسط عَلَم كندا باللون الأحمر.

Cana

هذه الأشجار يُستخرج منها شيرة لذيذة اسمها شيرة القيقب (ميبل سيرب بالإنجليزية) والتي نستخدمها مع فطائر البانكيك والوافل والتوست الفرنسي، وتوجد أكبر كمية من أشجار القيقب في كندا في منطقة تُسمى كيبيك وهي التي فيها مدينة مونتريال. ويتم غلي الشيرة المسُتخرجة من الأشجار في منزل تقليدي يُسمى بكوخ السكر (وهو المكان الذي ذهبت إليه في عطلة نهاية الأسبوع).
Photo 2016-03-24, 3 59 26 PM
وفي منطقة كيبيك هناك تقليد قديم يتبعه أهلها (ويجب أن تجربه إن زرت مونتريال في شهر مارس أو أبريل) وهو الذهاب في مجموعة إلى أكواخ السكر لتناول طعام الإفطار في موسم استخراج القيقب- هذا التقليد جاء به المهاجرون السويسريون من بلادهم-. طعام الإفطار هذا يتكون عادة من البيض، والبطاطس، والبانكيك، والسجق، والفاصوليا ولكنها بشيرة القيقب!

Photo 2016-03-20, 12 45 46 PM(1)

وهناك المخللات المُطعمة بالشيرة، وفي النهاية تُقدم فطائر الحلوى وحلوى شيرة القيقب اللذيذة والتي تُساح على ثلج فتمرر فوقها عوداً خشبياً لإلتقاطها.


بعد هذه التجربة اللذيذة، أصبحت أتناول البنجر مع شيرة القيقب والتي أبتاعها في علبة بهذا الشكل.
قيقب

Photo 2016-03-24, 3 37 50 PM

وبالعودة إلى أكواخ السكر، فإنه توجد بخارجها عادة مزرعة صغيرة للحيوانات، ومكان لغلي القيقب، وقطار صغير (حسب الكوخ) ومكان لبيع الشيرة والحلوى المصنوعة من القيقب. وفي مرة من المرات التي سافرت فيها إلى السعودية، حملت معي هدايا من شيرة القيقب في علب جميلة على شكل ورقة القيقب الكندية الشهيرة والتي نراها في يسار هذه الصورة (الصورة من قوقل).

26o

كانت تدوينة خفيفة وعلى عجل، نراكم في تدوينة قادمة إن شاء الله.

لماذا الحياة غير عادلة؟- مقال مُترجم

قمت بترجمة هذا المقال -وبتصّرف- من بزنس انسايدر

المشكلة ليست أن الحياة غير عادلة، ولكنك لا تعرف القوانين. إذا لم تكن شخصاً ناجحاً، فإن أغلب أمور الحياة ستبدو غير عادلة بالنسبة لك. الحقيقة تكمن في أن الحياة لديها قوانين مختلفة، والقوانين هذه موجودة ومنطقية، لكنها معقدة وغير مريحة ولذلك لا يتعلمها الآخرون. لذلك، دعونا نحاول:

القاعدة الأولى: الحياة عبارة عن منافسة
تلك التجارة التي تديرها؟ هناك شخص يريد إخفاقها. تلك الوظيفة التي تُعجبك؟ هناك شخص يود أن يستبدل مكانك ببرنامج كمبيوتر. تلك الفتاة| الشاب| الوظيفة المرموقة| جائزة نوبل التي تود الحصول عليها؟ لست وحدك، كل الأشخاص يريدونها.
كلنا في سباق، على الرغم من أننا نفضل أن نتجاهل ذلك. أغلب الإنجازات ملحوظة لأننا نقارنها بإنجازات الآخرين: أنت تسبح أكثر أميالاً من غيرك، أو ترقص أفضل، أو تحصل على كمية أكبر من ال”لايك” في موقع الفيسبوك. ممتاز.

لكن من المؤلم أن تصدق، ولذلك يدعم بعضنا بعضاً “افعل ما بوسعك”، “أنت في سباق مع نفسك”. المُضحك في هذه العبارات أنها صُممت لتجعلك تجتهد أكثر. إذا كانت المنافسة غير مهمة، سنُخبر أطفالنا أن يتوقفوا عن المحاولة وأن يستسلموا. لحسن الحظ، نحن لا نعيش في عالم يقتل بعضه بعضاً من أجل المنافسة. بفضل الحضارة الحديثة هناك فرص كافية للجميع حتى وإن لم نتنافس بشكل مباشر.

لكن لا تنخدع بالوهم القائل أن الحياة ليست سباقاً، فالناس يهتمون بمنظرهم من أجل أن يحصلوا على شريكٍ للحياة، يكافحون في المقابلات الوظيفية من أجل الحصول على عمل. إذا كنت تنكر أن المنافسة غير موجودة، فإنك واهم. كل أمر مرغوب في هذه الحياة يكون في ميزان المنافسة. والأفضل يحصل عليه هؤلاء الذين يريدون أن يتقاتلوا من أجله.

القاعدة رقم 2: يُحكم عليك من خلال ماتفعله، ليس من خلال ما تؤمن به

المجتمع يحكم على الناس من خلال مايستطيعون فعله من أجل الآخرين. هل تستطيع إنقاذ طفل في منزل مشتعل بالنيران؟ أو أن تزيل ورم سرطاني؟ أو أن تُضحك غرفة مليئة بالناس؟ لديك قيمة هنا.

لكن هذا ليس مانفعله نحن تجاه أنفسنا، نحن لا نحكم على أنفسنا إلا بالأفكار. “أنا شخص جيد”، “أنا شخص طموح”، “أنا أفضل من هذا”.. هذه الأفكار الخاملة ربما تريحنا في الليل، لكنها ليست ضمن المعايير التي يرانا بها الآخرون. وليست حتى معاييرنا التي نرى بها الآخرون.

النوايا الطيبة ليست مهمة. الإحساس الداخلي بالفخر والحب والواجب ليس مهماً. المهم ماذا تستطيع أن تفعل للآخرين وماذا قدّمت للعالم.

القدرات لا تُكافئ من أجل مزاياها، ولذلك أي تقدير يصدر من المجتمع يكون من منظور أناني: عامل النظافة المجتهد أقل تقديراً من سمسار الأسهم القاسي. باحث في السرطان أقل تقديراً من عارضة أزياء. لماذا؟ لأن هذه القدرات (سمسار الأسهم، وعارضة الأزياء) أكثر ندرة وتؤثر على أشخاص أكثر.

في الحقيقة، التقدير الإجتماعي عبارة عن تأثير شبكة علاقات: المكافآت تُقدم إلى الأشخاص الأكثر شهرة.
اكتب كتاباً ولا تنشره، لا أحد يعرفك. اكتب “هاري بوتر” وحينها كل الدنيا تريد أن تتعرف عليك. انقذ شخصاً، أنت بطل المدينة ولكن عالج مرض السرطان، ستصبح أسطورة. لسوء الحظ، هذه القاعدة تنطبق على كل المواهب، حتى التافهة منها: تعرّى أمام شخص سيبتسم، لكن تعرّى أمام 50 مليون شخص ستصبح “كيم كارداشيان”.

يبدو أنك ستكره هذه الحقيقة، لأنها قد تجعلك تشعر بالغثيان. لكن الحقيقة كذلك: يُحكم عليك من خلال قدراتك، وعلى عدد الناس الذين ستؤثر عليهم من خلال قدراتك هذه. إذا لم تتقبل هذا الأمر، سترى الحياة غير عادلة.

قاعدة رقم 3: أفكارنا عن العدل هي أفكار أنانية

يحب الناس أن يخترعوا سلطة أخلاقية. ولذلك، لدينا حُكّام في المبارايات الرياضية وقضاة في المحاكم: لدينا غريزة بالصواب والخطأ، ونتوقّع من العالم أن يلتزم بها. في البيت يخبرنا والدينا بذلك، وفي المدرسة نتعلم من أساتذتنا كذلك. كن ولداً طيباً وسوف تحصل على قطعة من الحلوى.

لكن الواقع مختلف. درست بجد ولكنك رسبت في الإمتحان. عملت بمجهود كبير ولكنك لم تُرقّى في الوظيفة. تحبها ولكنها لم ترد على إتصالاتك.. ليست المشكلة في أن الحياة غير عادلة، ولكن في أفكارك المتصدعة عن العدل.

ألقِ نظرة على الشخص الذي يعجبك ولكنك لم تعجبه. إنه شخص متكامل: شخص لديه سنوات من الخبرة في أن يكون إنساناً مختلفاً عنك. الشخص الحقيقي هو الذي يتفاعل مع مئات أو آلاف الأشخاص كل سنة.

لكن العجيب في كل هذا هو أنك تريد أن تكون الشخص المحبوب لديه لأنك فقط موجود في هذه الحياة؟ لأنك تشعر بإعجاب تجاهه؟ قد يكون هذا الأمر مهماً بالنسبة لك، لكن قرارات الأشخاص ليست بالضرورة أن تكون عنك.

وبالمثل، نحب أن نكره مدرائنا وآبائنا والسياسيون. قراراتهم غير عادلة وغبية. لأنهم لا يتفقون معي! ويجب عليهم أن يتفقوا معي! لأنني وبدون مناقشة أفضل شخصية وُجدت على الأرض!

في الحقيقة يوجد أشخاص كريهون بالطبع. لكن ليس كل الأشخاص في العالم سيئون، أو وحوش أنانية يملئون جيوبهم بمآسيك. أغلبهم يحاول أن يفعل ما بوسعه ولكن في ظروف مختلفة عن ظروفك.

قد يعرفون أموراً لا تعرفها، ومن الممكن أن لديهم أولويات مختلفة عنك. لكنهم يجعلونك تشعر، أفعال الآخرين ليست حكم وجودي على وجودك، بل هي محصلة وجودهم في هذه الحياة.

لماذا الحياة غير عادلة؟
فكرتنا عن العدل ليست سهلة: هي عباءة نغطّي بها أفكارنا التي نتمناها.
هل تستطيع أن تتخيل كيف ستكون الحياة مجنونة إذا كانت عادلة لكل الأشخاص في العالم؟ لا يستطيع أحد أن يحصل على إعجاب الآخرين بدون أن يكون شريكاً لهم حتى لا يُحطّم قلوبهم. ستفشل الشركات فقط إذا وظّفت الأشخاص السيئين. ستنتهي العلاقات فقط إذا مات الشريكان سوية. ستحل المصائب فقط بالأشخاص السيئين. أغلبنا يشغل تفكيره بكيف يجب أن تكون الحياة ولكننا لا نستطيع أن نرى كيف تكون الحياة أصلاً. لذلك، مواجهة الحقيقة ستكون كالمفتاح الذي يجعلنا نفهم العالم، ويجعلك تفهم إمكانياتك.

بعض من التجارب والخيبات

كل عام وأنتم بخير!
كيف حالكم يا أصدقاء؟ أول تدوينة لي في عام 2016! لم أكن أتوقع أنني سألتزم بالكتابة في نجم، وقبل أيام تلقيت بريداً الكترونياً يُنبهني بتجديد الإشتراك للمدونة، وها قد جددت الإشتراك. امتداداً للتدوينة السابقة والتي تحدّثت بها عن القرارات، أردتُ أن أشارككم ببعض تجارب السنة الماضية وبعضاً من خطط هذا العام.

بالنسبة لي، كانت سنة 2015 مُثرية ومليئة بالأحداث والتجارب -لا أنكر أن هناك الكثير من الأمور المؤلمة والأحداث التعيسة حدثت في هذه السنة، لكنني لستُ من أنصار التذمر أمام الناس- ومن هذه التجارب التي أستطيع مشاركتها: قرأت 48 كتاباً، سافرتُ إلى 7 مدن جديدة ، كتبتُ 7 تدوينات في مذكرات طالبة مبتعثة، وافتتحت مدونة نجم ودوّنت فيها 20 تدوينة منها 3 تدوينات ترجمتها عن نصوص إنجليزية، تعرفت على 7 أشخاص جدد خرجت بصحبتهم أشرب الشاي أو القهوة، جربتُ الرسم بالألوان الزيتية لأول مرة، حضرت مناسبتين دينتين مختلفة (صوفية ويهودية) تعرفت فيها على قصص وأمور دينية مختلفة، وتعاونت مع صديقتي سارة على الإستعداد لإطلاق مشروع “عشرون” الغير ربحي، وهناك إنجازات دراسية. كنت أود إتقان اللغة الفرنسية، وأن أنتظم في التمارين الرياضية، وأن أقاطع المشروبات الغازية تماماً رغم قلة شربي لها ولكن لم تحالفني العزيمة.

أما من أكبر خيباتي لهذه السنة، فتستحق أن أنقلها لكم حتى تتعلموا من أخطائي:
قبل عام تقريباً، قمتُ بالتطوع من أجل تقديم خدمة معينة لشركة شبابية ناشئة تأسست بمساعدة من الجامعة، رشّحتني زميلتي في الجامعة لأن أتطوع معهم وبالطبع قبلت العرض خاصة أنني سوف أجني خبرة من التعامل مع أشخاص جدد. الشركة الناشئة هذه بإختصار تعود لشابين-معهما بضعة أشخاص- لديهما فكرة تطوير سمّاعات تتشكّل على أذن صاحبها فتصبح مًريحة وثابتة. لستُ صديقة للسماعات، ولا أستخدمها إلا في القليل النادر، فاعترف أن الفكرة بالنسبة لي كانت مملة نوعاً ما. قابلت المؤسس مراراً وكان شخص لطيف، وعرض علي الإنضمام إلى هذه الشركة الناشئة كعضو في الفريق، ولكني رفضت بأدب بحجة أنني مشغولة بدراستي (والحق أنني كنتُ كذلك، كانت لديّ بعض المشاريع الجامعية حينها تنتظر التسليم). أنهيتُ مهمتي وودّعوني بلطفهم وانتهت قصتي معهم.
قبل شهرين تقريباً تذكّرتهم، فأسرعت إلى البحث عنهم الكترونياً وتفاجئت بأنهم عرضوا مشروعهم في موقعKickstarter
كك ستارتر :وهو موقع تعرض فيه فكرة مشروعك أمام الناس حتى يقوموا بدعمك مادياً ويحصلوا هم بالمقابل على النتائج الأولى من منتجاتك.
وجدتهم قد طلبوا مبلغ 100 ألف دولار حتى يستطيعوا البدء في مشروعهم، وخلال 7 ساعات فقط من عرضهم للفكرة حصلوا على المبلغ! المثير في الموضوع أن الناس قد أُعجبوا بفكرة المشروع فتجاوز المبلغ أكثر من 500 ألف دولار، وفي خلال 60 يوماً (مدة عرض المشروع) حصلوا على 2 مليون و500 ألف دولار!

6 7
أذكر أنني اتصلت على صديقتي سارة حينها (كان المبلغ لايزال 300 ألف دولار) وأخبرتها بالموضوع فسألتني زاجرة: ولمِ رفضتِ الإنضمام إليهم؟ “وش كان عندك يا أوباما؟” وأخبرتني أن البعض يذهب إلى ال”سيليكون فالي” (وهي منطقة في سان فرانسيسكو، مليئة بالمشاريع الشبابية- ستارت ابس- وفيها مقر لشركات شبابية عظيمة كالفيسبوك، قوقل، سنابتشات، إيباي..) ثم يبحث عن مشاريع الشباب ذات الأفكار الممتازة ويدعمهم بالإنضمام إليهم، حتى إذا ما ازدهر المشروع، كان له نصيب مادي عظيم منها.

بالطبع الأرزاق بيد الله (تبرير؟) ومن الممكن جداً إن قبلتُ وقتها بالإنضمام إليهم قد يستغنون عني لاحقاً. في ذلك الوقت كان تركيزي يصب على الإنتهاء من خدمتي معهم حتى أتفرغ لدراستي، لم أفكر في أبعد من ذلك. لكن هذا درس لي- ولكم كذلك- إن عُرضت علي أي مشاركة في أي موضوع كان سوف أنضم من دون تفكير..

بالنسبة لاستعدادات هذه السنة، فقد قررت أن اقرأ 40 كتاباً كما حدّدت في موقع قود ريدز، وأن أنتظم في التدوين في كلا المدوّنتين، وأن أشرب الماء بكثرة، وأن أجرب أمراً أو ثلاثة أمور جديدة تماماً.
تحدثت في التدوينة السابقة عن عادة اختياري للتقويم عند بداية السنة الجديدة، ومن أجل ذلك ابتعتُ رزنامة الكاتب من تكوين، الرزنامة لطيفة تحتوي على اقتباسات جميلة كنصائح للكُتّاب، عسى أن أكون منهم يوماً ما
4

بإمكانكم شراؤه من خلال حسابهم في انستقرام 

https://www.instagram.com/p/__1QftFlXU/?taken-by=takweenkw

أهدتني صديقتي ريم هذا الكتاب الجميل شكلاً ومضموناً بمناسبة السنة الجديدة، الكتاب يحتوي على 365 آية من القرآن الكريم باللغة الإنجليزية – 365 اقتباساً موزعاً على أيام السنة-. الجميل في الموضوع أن قراءتنا لتفسير القرآن بلغة أخرى تساعد على فهم جديد ومختلف للآية.

1 2
يمكنكم شراؤه من أمازون على هذا الرابط
http://www.amazon.com/Daily-Wisdom-Selections-Holy-Quran/dp/1847740324

نراكم في تدوينة قادمة إن شاء الله

قرارات السنة الجديدة

بقي على السنة الميلادية الجديدة أقل من عشرين يوماً. ولأن حدث دخول السنة الجديدة -سواء كانت قمرية أو شمسية- مهم للكثيرين حيث أنه يمثل الأمل القادم، قررت أن أكتب في هذه التدوينة عن بعض العادات الشخصية التي أتخذها عند مطلع كل سنة لعلها تفيد البعض:

1- كتابة القرارات السنوية:
في نهاية كل سنة أقوم بكتابة قائمة للسنة القادمة، وبمراجعة قائمة سابقة قمتُ بكتابتها بداية السنة. القائمة بسيطة للغاية وتحتوي على جزئين، جزء للقرارات التي أريد اتخاذها هذه السنة، وجزء للأمنيات. بالنسبة للقرارات، أحاول أن أجعلها معقولة حتى أستطيع تحقيقها كقراءة عدد معين من الكتب، كتابة عدد معين من التدوينات، بعض الأنشطة التي أود ممارستها، ومهارة أو اثنتين أود تعلمها. أما بالنسبة للأمنيات، فأدوّن ما أود تحقيقه في هذه السنة وأتمناه. كلا من الجزئين يحتويان على نقاط قليلة مابين 5 إلى 7 نقاط فقط، فقد تعلمت من القوائم في السنين السابقة أنه كلما طالت القائمة كلما بدت صعبة التحقيق.
كنتُ قد بدأت بممارسة هذه العادة منذ 6 أو 5 سنوات تقريباً، ولكن إما أن تختفي الورقة التي كتبت عليها القرارات، أو أنسى أين كتبتها. ولكن منذ عام 2011 قررت أن أكتب هذه القرارات على مفكرة في “اللاب توب” لدي لحمايتها من التلف والنسيان. وبالفعل، أصبحت لديّ عادة ثابتة أمارسها بداية كل سنة جديدة أو نهاية كل سنة.
عندما اقرأ قائمة القرارات التي كتبتها منذ سنة ينتابني شعور غريب، مزيج من الفخر والخجل والضحك. فقد أفخر بما أنجزته هذه السنة مقارنة بالمكتوب، و أخجل من إرادتي الكسولة بأنني أردتُ أن أفعل شيئاً ولم أقدم عليه، وأضحك على نفسي عندما أراني قد تمنيتُ بشدة شيئاً لم أحققه أو أحصل عليه وتبيّن لي خلال هذه السنة بأنه ليس مناسباً لي على الإطلاق.
كما أنني أقوم بوضع هذه القائمة في مفكرة واحدة تتضمن السنين السابقة والسنة الحالية حتى أستطيع أن أقارن قراراتي وأمنياتي السابقة والحالية ببعضها.
جربوا هذه العادة !

2- اختيار تقويم جديد
أحب التقويم اليومي لأم القرى والذي يحتوي على صفحات فارغة أستطيع التدوين عليها، ويتضمن تفاصيل كثيرة كالتقويم الهجري والميلادي (وأسماء الشهور بالسريانية) والأنواء ومواقيت الصلاة وغيرها. جمال التقويم اليومي يكمن في انتزاع الورقة، أو تقليبها، عند حلول يوم جديد، هذا الشعور يجعلك تستوعب شيئاً عجيباً، فبكل بساطة عندما تقلب ورقة أو تتنزعها في الصباح الباكر فإنك تدرك أنك تُقلّب 24 ساعة دون رجعة، وقد يجعلك هذا الشعور تقدّر قيمة يومك. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع استخدام ورقة التاريخ هذه لوضعها في كتاب قرأته-شاهدت بنفسي ورقة في إحدى كتب أبي لتاريخ يعود إلى أكثر من عشرين عاماً وجعلتني أتفكّر في حالة والدي وهو يقرأ هذا الكتاب-. كما أنني أهديتُ ابنة خالتي ورقة كنت قد كتبت عليها في طفولتي (في هذا اليوم وفي الساعة الفلانية، وُلدت ابنة لخالتي وسمّوها فلانة) وكم كانت سعادتها غامرة بهذه الورقة.

السنة الماضية لم أستطع الحصول على تقويم يومي لأم القرى، فقمت بابتياع تقويم يومي ميلادي فيه اقتباسات يومية جميلة للكاتب الأمريكي الساخر مارك تواين. تستطيعون تخيّل سعادتي البسيطة في كل يوم أقلّب فيه الورقة من أجل مقولة جديدة.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.50.37 PM

هنا يقول مارك تواين “الحياة ستكون أسعد بكثير لو أننا وُلدنا بعمر الثمانين ونقترب ببطء نحو سن الثامنة عشر”.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.50.14 PM

وهنا اقتباس آخر من مارك توين نهديه لمحاور الكون: “لا تكثر التشكي وكأنّ العالم مدين لك بشيء، العالم لا يدين لك بشيء، فقد كان موجوداً قبلك” 

 
كما قمت بشراء تقويم شهري جميل للحائط، يحتوي على صور لأدباء وكتّاب مشهورين. هنا شهر يونيو مع المؤلفة الإنجليزية جين أوستن.

Screen Shot 2015-12-12 at 2.49.23 PM

Screen Shot 2015-12-12 at 2.49.56 PM

بالنسبة لهذه السنة، لا أدري أي التقاويم سأختار.

3- اختيار عدد الكتب التي أود أن اقرأها في السنة القادمة
وذلك بمساعدة برنامج “قود ريدز” وبمشاركة القرّاء من أنحاء العالم، تستطيع أن تضع عدد الكتب التي تخطط لقراءتها في عام، وتُضيف الكتب المقروءة خلال السنة إلى الموقع حتى يقوم بدوره بإضافتها للتحدي. ينبغي التنبيه هنا أن عدد الكتب ليس مقياساً على جودتها، فخير لك أن تقرأ 10 كتب ممتازة من أن تقرأ 100 كتاب- لمجرد القراءة- في السنة. لكن المقصد من هذا التحدي هو أن تجعل من القراءة لك عادة، فعندما تريد أن تقرأ كتاباً واحداّ في الأسبوع، وهو رقم منطقي جداً، فهذا يعني أنك ستقرأ في السنة 48 كتاباً على عدد أيام الأسبوع في السنة. اجعلها 40 كتاباً، هناك بالتأكيد 8 أسابيع في السنة لا تود أن تقرأ فيها ومن أجل أن نجعل التحدي معقولاً. يمكنك أيضاً أن تقرأ كتاباً في الشهر، هذا يعني 12 كتاباً في السنة.
خلال عام 2015 وحتى لحظة كتابة هذه التدوينة، قرأت 46 كتاباً من أصل 40 كتاباً وضعتُ عددها في بداية السنة من خلال موقع قود ريدز، مع إنشغالاتي أراه رقماً معقولاً. في الكثير من الأحيان أتمنى أن اقرأ مئة كتاب في السنة ولكني أتراجع عن تفكيري هذا بحجة أن الجودة تهم أكثر من العدد، ولذلك قد أضع رقم 40 أو 48 مرة أخرى للسنة القادمة إن شاء الله.

ماذا عن عاداتكم السنوية؟

تجارب 2

كيف حالكم يا أصدقاء؟ هذه تدوينة جديدة من تجارب وفيها استعرض بعض تجاربي في قراءة الكتب، واستخدام برامج الآيفون، ومشاهدة بعض الأفلام الوثائقية، وشراء المنتجات عن طريق الإنترنت، وغيرها. إذا فاتتكم التدوينة الأولى بإمكانكم قراءتها هنا.

وثائقيات:

أحب إضافة الزعفران إلى الطعام بمختلف أنواعه لتتبيله خاصة الرز، وأعلم أن الزعفران غالي الثمن لأنني اشتريه بثمن مرتفع مقارنة بوزنه ومقارنة ببقية التوابل، وأحرص على تخزينه جيداً. هذا الفيلم الوثائقي الجميل من قناة الجزيرة يوضح لنا سبب غلاء الزعفران وكيفية زراعته وحصاده. الفيلم تم تصويره في المغرب – في مدينة تالوين جنوب المغرب تحديداً- وهي من أكبر الدول المُنتجة للزعفران بعد  إيران. بعد مشاهدة الوثائقي الجميل، أعددتً كوباً من الشاي أضفت إليه القليل من الزعفران. شكراً للصديقة هند على اقتراحها لهذا الوثائقي.

كتب:

أولاد حارتنا:

  

الرواية لنجيب محفوظ، والذي نشرها على أجزاء في صحيفة الأهرام المصرية. أثارت هذه الرواية جدلاُ واسعاً في تلك الأيام فقد قام العديدون بتكفيره وإخراجه من الملة، وبعدها حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب. الرواية تتحدث عن بداية الخلق حيث هناك أدهم (آدم) وإدريس (إبليس)، ثم تنتهي بالعلم وموقفه من الدين.

علّق جورج طرابيشي في كتابه (الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية) على قصة عرفة بقوله “فالعلم في نظر نجيب محفوظ قد يخطيء الدروب والمسالك، وقد يصبح سنداً للقوة الغاشمة، وقد يتسبب حتى في موت الإله، ولكنه لا يمكن مع ذلك أن يكون مبغوضاً ولا مكروها عند الله، لأن العلم هو اليوم طريق الخلاص للإنسانية، بل قل نبيها الجديد في عصر نهاية الأنبياء”.

مذكرات ميخائيل نعيمة (سبعون):

  

كان قد كتبها عندما بلغ من العمر سبعون سنة. المذكرات تتكون من3 أجزاء: طفولته وبداية شبابه، رحلته في المهجر (أمريكا)، وأخيراً عودته إلى لبنان. الجزء الأول جميل جداً وهو أجمل المذكرات، ثم الجزء الثاني، ثم الثالث.
بالنسبة للجزء الأول:
عشت أيام جميلة بين بسكتنا ووادي الشخروب.. لفتت انتباهي الأسطورة التي تحكي عن هجرة اللبنانيين عن لبنان، فقد كنت أتساءل دائماً عن هجرة اللبنانيين عن بلدهم الجميل وانتشارهم حول العالم(قبل الحرب الأهلية)وإذ بالأسطورة تقول على لسان ميخائيل
“فقد كان القدامى يروون لنا حكاية مجنون يحمل قصبة ويطوف أحياء البلدة في كل يوم مناديا بأعلى صوته
رجالكم! نسوانكم! أولادكم! دجاجكم! ع البحور! ع البحور!

هناك الكثير من الذكريات التي استوقفتني، كالأغنية التي ذكّرت ميخائيل بوالده وبالشخروب وهو في المهجر (بالمناسبة بحثت عنها في اليوتوب ووجدتها، الأغنية قديمة من عام 1894.. اكتشفت أنها اُستخدمت لاحقاً في أفلام الرعب!)،

استوقفتني أيضاً لحظة التقاء أخيه أديب بوالديه بعد سنوات، وعن الرجل الذي ساعده وهو في حيفا حيث أخبر عن ذلك بقوله:
“يفوتني الآن الكثير من ذكريات تلك الرحلة ما بين بيروت وحيفا، ومن أحاسيسها وصورها وانطباعاتها. ولكن أمراً واحداً لا أنساه ولن أنساه ماحييت. وها أنا أرويه عبرة وذكرى، وبوّدي لو يكون الإنسان الذي أرويه عنه حياً حتى اليوم، ولو أنه يقرأ ما أروي..”

قواعد العشق الأربعون

أخيرا قرأت هذه الرواية للمؤلفة التركية إيلف شافاق، والتي أحدثت الكثير من الضجة. ولأن سقف توقعاتي بشأن هذه الرواية كان عالياً، فلم تعجبني الرواية كثيراً على الرغم من أنها كانت لطيفة وخفيفة. كان بالإمكان أن تكون قصة جلال الدين الرومي أكثر تشويقاً، لكني لم أجدها كذلك. ووجدت شخصية شمس التبريزي منفّرة

كتبت تدوينتين سابقاُ عن الصوفية ورحلتي إلى عالم الصوفية، إن أردتم الاطلاع عليها اضغطوا على أسماء التدوينات التالية:
1- عالم صوفي
2- رحلتي إلى عالم الصوفية

التطبيقات:
شطرنج

c
أحب لعبة الشطرنج كثيراً وامتلك حالياً اثنين من الشطرنج، إحداهما مصنوع من الزجاج والآخر خشبي، وكثيراً ماتمنيت أن أكون بارعة في هذه اللعبة. هذا التطبيق يجعلكم تلعبونها مع أفراد (في نفس مستواكم تقريباً) من أنحاء العالم. أدمنت لعبها على هذا التطبيق لأيام ثم تركته. في هذه الصورة، كانت ساعة الحظ بالنسبة في هذه الصورة، انظروا إلى هذه الحركة العظيمة! باستطاعتي قتل الملك، والوزير، والقلعة بواسطة حصاني الأبيض..ومن أجل ذلك استسلم خصمي قهراً !

Screen Shot 2015-08-22 at 12.05.10 AM

لعبة ايقر
Agao
اللعبة هي مضيعة للوقت ولكنها مسلية. الفكرة من اللعبة هي أن تحاول أن تبتلع الكتل الأصغر حجماً منك حتى يزداد حجمك، وأن تتفادى الكتل الأكبر حجماً. تستطيع ان تلعبها على اللاب توب أو على جوالك. هنا صورة أضحكتني لأحد المشاركين

  

تجارب شخصية:

1- أسبوع بدون سكر: خطرت لي هذه الفكرة عندما كنت آكل تشيزكيك (على غير العادة) مع صديقاتي. سألتهن ما إذا كان بإمكانهن تمضية أسبوع كامل بدون سكر كنوع من التحدي، بحيث تدفع الخاسرة منا ثمن أكواب قهوة الجميع من ستار بكس في نهاية الأسبوع! ووافقن على ذلك.
في البداية، ظننت أن التحدي سيكون سهلاً بالنسبة لي خاصة أنني لا أحب الحلويات، ولكني اكتشفت أن السكر يدخل في مكونات الكثير من الأطعمة التي أتناولها يومياً. فلم أستطع إضافة السكر في كوب الشاي عند الإفطار (استبدلته بسكر نبات لاحقاً)، ولم أستطع استخدام الكاتشاب على سبيل المثال. وفي إحدى أيام التحدي ذهبت إلى إحدى المقاهي واشتهيت كعك (على غيرعادتي) كانت موجودة بشكل جميل ومغري أمامي فطلبتها، ولكن بعد أن أحضرت النادلة صحن الكعك تذكرت أنني لا أستطيع أن آكلها بسبب التحدي ولا أود أن أخسر المسابقة وأدفع ثمن أكواب من القهوة. سألت النادلة إن كان بإمكاني إرجاع قطعة الكعك هذه لأنني (افتكرت فجأة بأنه غير مسموح لي بتناول السكر لأن..)، لكن النادلة قاطعت كلامي ووافقت فوراً. أظنها اعتقدت بأن الطبيب منعني من تناول السكر!

انتهى الأسبوع، للأمانة أمضينا 5 أيام (دون إجازة نهاية الأسبوع) تحت ضغط هذا التحدي. لم أشعر بشيء مختلف لأن الأيام كانت قليلة وغير كافية بإحداث تغيير. صديقتي أخبرتنا بأنها أصبحت “خفيفة”، وأنها كانت تشعر بالصداع طول هذه الفترة نظراً لأنها لا تشرب القهوة بدون سكر. بالنسبة لي، اعتمدتُ استخدام سكر النبات بدلاً من السكر الذي استخدمه.

اقترحت على صديقاتي بأن يكون التحدي القادم أسبوعاً بدون نشويات (كالرز، والخبز، والمكرونة..) ولكن لا أحد يود الإنضمام إلى هذا التحدي- حتى أنا صاحبة الفكرة 🙂 -.

2- تبادل المنتجات التجميلية:
لديّ بعض المنتجات التجميلية كالمكياج والصوابين والكريمات والتي استخدمتها لفترة بسيطة- أو لم استخدمها إلا لمرة أو اثنين- ولم تعجبني ولا أستطيع إرجاعها أو استبادلها بمنتجات أخرى، والكثير منها ينتهي إلى سلة القمامة بعد أن تنتهي مدة الصلاحية أو يتغيّر لونها. خطرت لي فكرة عرضها أمام صديقاتي وتبادلها بالأدوات التجميلية التي بحوزتهن ولم تعجبهن بالمقابل.

وفعلاً استبدلت هذه الأغراض (صورة) التي لا أحتاجها بأغراض أخرى شبه جديدة من صديقتي (لم أصورها بعد).

  

مشتريات عن طريق الإنترنت:
www.nuts.com
اشتريت منهم بعض الفواكه المجففة: كالليمون المجفف، المانجا، والتفاح. لديهم خيارات متعددة لكل فاكهة مجففة. أعجبني طعم الليمون المجفف، أما المانجا المجففة كانت جيدة ولكني أفضّل المانجا التي اشتريتها من آي إرب. هذه المرة الأولى التي أتعامل فيها مع هذا الموقع، أعجبتني طريقة التغليف جداً. للأسف لم أتمكن من التقاط صورة لها، لكن هنا صورة من قوقل.

nu-01

www.iherb.com

Giovan
شامبو وبلسم من جيوفاني. يجعل ملمس الشعر جميل بدون أن يجففه كبقية الشامبوهات. لا أدري إن كان سيناسب نوعية شعركم أم لا، شعري ناعم نوعا ماً -ويفي- ولكنه جاف.

صابون من
Pre De Provence

pre-oap-150g-11
هذا الصابون الفرنسي رائع، رغوته غنية ورائحته زكية. اشتريته من مدينة فيكتوريا ولكني وجدته متوفراً على أمازون. جربت الصابون من رائحة اللافندر، ورائحة التوت (لونه أحمر غير موجود بالصورة).

نراكم في تدوينة قادمة إن شاء الله 🙂

اتخاذ القرارات

قرأت كتاباً عن اتخاذ القرارات لتشب هيث ودان هيث، وأحببت أن انقله لكم باختصار شديد وبتصرف في هذه التدوينة 🙂
decis


اتخاذ القرارات
عندما نتخذ أي قرار، سواء كان قرارا يومياً بسيطاً كشرب القهوة، أو قراراً صعباً كاختيار التخصص، نمر بهذه الخطوات الأربعة:
1-تصادف خيارات متعددة: الإنتهاء من الثانوية العامة ووجود تخصصات كثيرة كالعلوم الحاسب والهندسة والطب.
2تحلل الإختيارات المتاحة: ماهو أفضل تخصص بالنسبة لك؟
3- تتخذ قراراً: تختار أن تدرس الهندسة.
4- تعيش مع هذا القرار: تدرس الهندسة ثم تتوظف كمهندس لأنك اخترت أن تكون كذلك.

مع هذه الخطوات الأربعة يبدو أن الأمر بسيط للغاية، لكن عملية اتخاذ القرارات شاقة لدرجة أن الكثير منا يتهرب من إتخاذ القرارات أو يتخذ قرارات غير مناسبة. سوف نتعلم سوية كيف يمكننا أن نتخذ قراراً مناسباً. لكن قبل ذلك، لابد أن نتعرف على بعض المشاكل التي تواجه البعض عند إتخاذ أي قرار:

1- تصادف خيارات: لكن “التأطير الضيق” يجعلك تضيّق الخيارات عليك فترى خياراً واحداً تفكر حينها إما بأخذه أو تركه. على سبيل المثال، عندما تتخصص في الجامعة، تفكّر: هل أدرس الهندسة أم لا؟ مع أن خيارات التخصص غير الهندسة كثيرة.
هل تشتري سيارة أم لا؟ رغم أنك تسكن في الجامعة، ولديك وسيلة مواصلات أخرى.

عندما تحصر نفسك بين خيارين دون أن تفكّر في الخيارات الواسعة التي لديك، حينها أنت تؤطّر خياراتك بشكل ضيق، وقد تتخذ قراراً غير مناسباً بسبب ذلك.

2- تتفحص الإختيارات التي لديك: لكن “الإنحياز التأكيدي” يجعلك تنحاز إلى الخيارات التي تميل إليها بدون أن تتأكد أو تجمع معلومات كافية عنها تدعم تحليلك. الإنحياز التأكيدي يعني أنك تميل إلى جمع المعلومات التي تؤكد صحة ماتؤمن به مُسبقاً. على سبيل المثال، هناك مدينة لم تزرها من قبل، وتؤمن بأنها سيئة للعيش فيها، ثم تُعرض عليك وظيفة في هذه المدينة، فتبحث حينها عن الآراء السلبية التي تدعم وجهة نظرك نحو هذه المدينة دون أن تأخذ في عين الإعتبار آراء الناس المؤيدة لها. هنا، أنت تنحاز إلى معلومات تؤكد إيمانك المسبق.

3-تتخذ قراراً: لكن مشاعرك المؤقتة( كالغضب، السعادة أو الحزن) تجعلك تتخذ القرار الخاطئ.
فقد تتردد في إتخاذ خطوة جريئة كالطلاق بسبب عدم اتفاقك مع شريك حياتك، لكن لأنك تنفعل كثيراً لا تستطيع التركيز في القرار حتى ولو الحقائق واضحة أمام عينيك. قد تتخذ قراراً بقبول وظيفة ما بسبب سعادتك بالراتب الأعلى من وظيفتك الحالية، ثم تكتشف أن هذه الوظيفة لديها سلبيات كثيرة.

4-تعيش مع هذا القرار: لكنك تحمل ثقة عمياء بما يخفيه المستقبل، فليس لديك خططاً بديلة عند فشل القرار.

الحل:
1- وسّع خياراتك بدلاً من تأطيرها:
هناك العديد من الخيارات، خيارات كثيرة أكثر مما نتصور. إذا استطعت أن تدرس عدة خيارات في وقت واحد، عن مزاياها ومساوئها، حينها ستتخذ القرار المناسب. عندما تؤطر خياراتك “هل أشتري هذه السيارة أم لا؟”، ستضيّق تفكيرك عند هذه النقطة بدلاً من التفكير في الخيارات المتاحة. الأفضل من ذلك، تفكيرك في خيارات أخرى يجعلك تتخذ خططاً بديلة إذا اكتشفت أن القرار غير مناسب.

* تحدث مع شخص كانت لديه هذه المشكلة وتجاوزها: بالتأكيد، لست أول من واجه هذه المعضلة في التاريخ، هناك أشخاص غيرك واجهوا نفس الحيرة عند هذا القرار وتجاوزوه، فتحدث إليهم.

2- اختبر الإفتراضات:
عندما يعجبك خيار ما، اختبر الإفتراضات المتعلقة به حتى تتخلص من الإنحياز التأكيدي. ابحث بشكل كافي عن الآراء المخالفة عن هذا الخيار.
عادة نكون واثقين من أنفسنا أو متفائلين عندما نتخذ أحد الخيارات، ومن أجل ذلك يجب أن تتحدث إلى خبير حتى يوضّح لك بشكل أفضل ما الذي تجهله.

3- ابتعد لمسافة كافية قبل اتخاذ القرار:
عندما تواجه خياراً صعباً، لابد أن تبتعد عنه مسافة (زمنية ومكانية) كافية حتى تتخذ قرارا مناسباً. ابتعادك عن الموضوع بشكل كافي يجعلك ترى أبعاده بشكل أوضح بعيداً عن المشاعر المؤقتة (الغضب، الشهوة، الحزن، الخوف..)، ويجعلك ترى الغابة وليس فقط الأشجار. مانراه أو نسمعه قبل أن نتخذ قرارا ماً، يؤثر حتماً على قرارتنا، فالحل هو الإبتعاد.

هناك نظرية في علم النفس الإجتماعي  Construal level theory
توّضح بأنه عندما تكون المسافة عن الموضوع أكبر، كلما استطعنا أن نرى بوضوح الأبعاد الأكثر أهمية من الموضوع الذي نواجهه.

سوزي ويلش ابتكرت نظاما للتفكير 10|10|10 في إتخاذ أي قرار، تقول:
عندما تريد أن تتخذ قراراً، يجب أن تفّكر في الأوقات التالية، بمعنى: كيف ستشعر بعد 10 دقائق من الآن؟ بعد 10 أشهر من الآن؟ بعد 10 سنوات من الآن؟
هذه الطريقة توسع مداركك من ناحية اتخاذ القرار بعيداً عن المشاعر التي من الممكن أن تقيّدنا، فتجعلك تفكر كيف يبدو قرارك مستقبلاً.

تذكّر أن المشاعر المؤقتة ليست عدو لك، وإنما هي سلاح ذو حدين تجعلنا إما أن نتخذ قراراتنا بسرعة أو تجعلنا نتردد في إتخاذ القرارت، وهذه الطريقة تساعدك على رؤية خياراتك بوضوح.

اسأل نفسك: إذا حدثت هذه المعضلة لصديقي، كيف سأنصحه؟
نصيحتك لصديقك غالباً ما تكون صادقة لأنك تعيش خارج الموضوع|المشكلة التي يعاني منها، فحينها ترى الأمر بشكل أوضح من الشخص الذي بداخل الدائرة. حاول أن تفكر كما يفكر الأصدقاء، بعيداً عن الموضوع وبحيادية تامة.

4- استعد لأن تكون مخطئاً!
يوجد احتمال كبير أن نكون مخطئين ولهذا يجب أن نكون مستعدين. من المفترض أن تجهز خططا بديلة تفيدك في حال فشل القرار الذي اتخذته.

نراكم في تدوينة قادمة بإذن الله مع تمنياتي لكم بقرارات ناجحة في حياتكم :]

متعة الشيخوخة (ليست مزحة) – مقال مُترجم

تُوفي بالأمس أوليفر ساكس، عالم وطبيب الأعصاب البريطاني، عن عمر يناهز ال٨٢ عاماً. أوليفر كان كاتباً ألّف العديد من الكتب -والتي أصبحت من الكتب الأكثر مبيعاً- تحول بعضها إلى أفلام سينمائية. كتب أوليفر ساكس هذه المقالة في نيويورك تايمز في عام 2013 استعداداً لبلوغه سن الثمانين، وقمتُ بترجمتها لكم:

في الليلة الماضية، حلمت بالزئبق: كريات ضخمة ومشعة ترتفع وتسقط. الزئبق هو العنصر الكيمائي رقم 80، وحلمي هذا ذكّرني بأنه في يوم الثلاثاء سيكون عمري ثمانون سنة.

منذ أن تعلمت الأعداد الذرية في طفولتي، والعناصر الكيميائية وأعياد الميلاد بالنسبة لي مترابطة. في عمر الحادي عشر، قلت عن نفسي “أنا صوديوم (العنصر الكيميائي رقم 11)”، والآن في سن ال79 أنا ذهب. خلال السنوات القليلة الماضية، أهديتُ لصديقي بمناسبة عيدميلاده الثمانين قارورة من الزئبق- قارورة مميزة لا تنكسر ولا يتسرب مافيها-، رمقني حينها بنظرات غريبة، لكنه لاحقاً أرسل لي رسالة رائعة كتب فيها مازحاً “أشرب القليل من هذه القارورة كل صباح من أجل الحفاظ على صحتي”.

ثمانون عاماً! بالكاد أصدق! غالباً ما أشعر بأن الحياة على وشك أن تبدأ فأدرك أنها قاربت النهاية. أمي كانت الطفلة ال16 من بين 18 طفلاً، وكنتُ أنا آخر العنقود لها، وأصغر الأطفال سناً في عائلتها. كنتُ دائماً أشعر بأنني أصغر طالب في الفصل في الثانوية العامة. هذا الشعور بأنني الأصغر سناً مازال يلازمني إلى الآن على الرغم من أن أكبر شخص أعرفه حالياً هو أنا.

كنتُ أظن بأنني سأموت في عمر ال41 عندما سقطت وكُسرت ساقي في أحد الرحلات لتسلق الجبال التي خضتها وحدي. حاولت بقدر استطاعتي أن أجبر ساقي بنفسي، ونزلت من الجبل بإستخدام يديّ فقط. في الساعات الطويلة هذه، هاجمتني ذكرياتي الجيدة والسيئة. أغلبها كانت في مزاج العرفان بالجميل: الإمتنان لما قدمه لي الآخرون، ولما استطعت أن أقدمه لهم. بعد هذه الحادثة بسنة، نشرت كتاب Awakenings

اقتربت من سن الثمانين، مع مشاكل صحية وجراحية لم تعرقلني، أشعر بأنني سعيد لأنني على قيد الحياة “ أنا سعيد لأنني لستُ ميتاً!”، في بعض الأحيان تخرج مني هذه الجملة عندما يكون الجو جميلاً. وحالتي هذه عكس الحكاية التي سمعتها من أحد الأصدقاء الذي كان يتمشى في باريس مع صمويل باكيت في جو ربيعي جميل، والذي سأله “ألا يجعلك هذا اليوم تشعر بالسعادة لأنك على قيد الحياة؟” فأجاب صمويل” ليس لهذا الحد!”.

أشعر بالإمتنان لأنني جربت العديد من الأمور، بعضها رائع، والآخر مأساوي، وأشعر بالإمتنان لأنني كتبتُ درزناً من الكتب، ووصلتني رسائل لا تعد ولا تحصى من الأصدقاء والزملاء والقراء، واستمتعتُ بما يسميه ناثانيال هوثورن بعلاقة حميمية مع العالم.

أشعر بالأسف لأنني ضيّعت (ومازلت) أوقاتاً كثيرة، أشعر بالأسف لأنني مازلت أشعر بالخجل بطريقة مؤلمة في سن ال80 وكأنني في سن ال20، أشعر بالأسف لأنني لا أتكلم لغات أخرى غير لغتي الأم وبأنني لم أسافر ولم أتعرف على ثقافات مختلفة كما يجب بطريقة أكثر انفتاحاً.

أشعر بأنه لابد أن أجرب حتى أُكمل حياتي، بغض النظر عن معنى “إكمال الحياة”. بعض مرضاي في أعمارهم ال90 أو ال100 يقولون (وكأنهم يتمتمون بالنشيد الديني لشمعون، الذي يُغنى به في نهاية الصلوات) : “عشتُ حياة كاملة، والآن أنا على استعداد للرحيل”. للبعض، يبدو هذا الكلام وكأنهم ذاهبون إلى الجنة، الجنة موجودة أكثر مما تُوجد النار، على الرغم من أن كلاً من صمويل جونسون وجيمس بوزويل ارتجفا من فكرة الذهاب إلى النار وغضبا من ديفيد هيوم الذي لم يكن مؤمناً. ليس لديّ اي إيمان (أو رغبة) في الوجود بعد الموت أكثر من إيماني بذكريات الأصدقاء والأمل بأن بعض كتبي “ستتحدث” إلى الناس بعد وفاتي.

الشاعر وستان أودين أخبرني بأنه يظن أنه سوف يعيش إلى عمر ال80 وبعدها سيهرب من الحياة (تُوفيّ وعمره 67 سنة). وعلى الرغم من أنه مضى أربعون عاماً على وفاته، إلا أنني أراه في منامي، وأرى والديّ ومرضاي السابقين، كلهم مضوا ولكني مازلت أحبهم ومازالوا مهمين بالنسبة لي.

في عمر الثمانين، شبح الخرف أو السكتة الدماغية يحومان حول الشخص في هذا العمر. ثلثُ الأشخاص المعاصرين للشخص في هذا العمر وغيرهم الكثير قد ماتوا بضرر نفسي وجسدي عميق، أو حوصروا في وجود مأساوي. في عمر الثمانين، آثار الإضمحلال تبدو واضحة جداً. ردود فعل الشخص تبدو بطيئة قليلاً، والأسماء تتهرب من ذاكرته، ولابد له أن يسترشد في إستخدام طاقاته، لكن على الرغم من ذلك، يشعر الشخص وكأنه مليء بالحياة وبالطاقة وأنه ليس كبيراً في العمر. من الممكن، مع الحظ، أن أعيش لسنوات قليلة وأُمنح الحرية لمواصلة العمل والحب اللذان يقول عنهما فرويد بأنهما الأكثر أهمية في الحياة.

عندما تحين ساعة وفاتي، آمل بأن أموت وأنا في روتين العمل كما حدث لفرانسيس كريك، عندما قيل له بأن سرطان القولون قد عاد إليه، لم يقل شيئاً في البداية، لكنه أطال النظر ثم عاد إلى تفكيره. بعدها بعدة أسابيع قال “كل أمر له بداية لا بد وأن يكون له نهاية”. عندما تُوفي، في عمر ال88، كان مايزال يمارس أكثر أعماله إبداعاً.

والدي، الذي عاش إلى سن ال94، كان يقول لي بأن عقد الثمانين كانت من أكثر السنين بهجة في حياته. كان يشعر، كما بدأت أشعر، بإتساع – وليس بإنكماش- حياته الذهنية وباتساع أفكاره. في هذه السن، يكون الشخص قد حظى بتجارب عديدة في الحياة، وشاهد العديد من الإنتصارات والمآسي، العديد من الإزدهارات والإنتكاسات، الثورات والحروب، الإنجازات العظيمة، والشكوك العميقة أيضاً. في هذه السن، يكون الشخص قد شاهد نهوض نظريات عظيمة أطاحت بها الحقائق. يكون الشخص واعياً أكثر بسرعة زوال الحياة، وربما الجمال أيضاً. في سن الثمانين، يستطيع الشخص أن يطيل النظر وأن يحظى بتاريخ مشرق لم يستطع أن يحصل عليه في عمر أقل. أستطيع أن أتخيل، وأشعر بعظامي، كيف يكون القرن من الزمان، وهذا أمر لم أستطع أن أشعر به عندما كنت في سن الأربعين أو الستين. لا أعتقد بأنه في هذا السن يوجد وقت مزعج يجب أن أتحمله، بل هناك وقت للحرية والإسترخاء، وقت متحرر من الإلتزامات المتكلفة التي واجهتها في سن أصغر، وقت أكون فيه حراً لأن أكتشف ما أريد، ولأن أربط الأفكار والمشاعر، التي خضتها في حياتي، ببعضها.

أتطلّع إلى أن يكون عمري ثمانون سنة!

كيف نقرأ؟

لا داعي لكتابة مقدمة عن فوائد القراءة وأهميتها، فجميعنا يعرفها. في هذه التدوينة، كتبت بعض النصائح في القراءة وأظنها قد تكون مفيدة لكم:

تعرف على الكاتب ودار النشر:
من المهم أن تعرف جهة النشر التي أصدرت هذا الكتاب، هل هي حكومية أم جهة تعتني بثقافة معينة ولها توجهات فكرية محددة؟ هل هي دار تعني بالفكر أم بالربح والإنتشار فقط؟ هذا سيساعدك على تقييم مبدئي للكتاب قبل أن تقرأه. ثم تعرّف على الكاتب، ماهو تخصصه؟ ما الذي جعله يكتب هذا الكتاب؟ ماهو توجهه الديني أو السياسي؟ ثم اربط موضوع الكتاب بالكاتب، على سبيل المثال، إذا كان الكتاب عن قضية نسائية، فماهو جنس الكاتب ولماذا – إن كان ذكراً- اختار أن يكتب عنها؟ إذا كان الكتاب عن الحرية، فهل سُجن مؤلفه قبل ذلك ليكتب عن الحرية؟
ليس صحيحاً بأن الكتاب الجيّد يصدر عن المؤلف الجيّد فقط، فقد تجد كاتباً مغموراً يكتب كتاباً ممتازاً، لكن الكثير منا لا يريدون أن يضيعوا أوقاتاً ثمينة في استكشاف المؤلف الجيّد بقراءة الكتاب، لذلك تعرّف على الكاتب أولاً قبل أن تقرأ كتابه.

ابحث عن الأفكار:
الكتاب يقدم لك الكثير من حياة وعلم وتجارب الكاتب في أفكاره المدونة. لا تقرأ الكتاب بحثاً عن المعلومات فقط، تستطيع أن تفعل ذلك باستخدام محرك البحث قوقل للبحث عن أي معلومة كانت. ابحث عن الأفكار، اسأل نفسك ماذا يريد مؤلف الكتاب أن يوضّح عندما ألف كتابه؟ كيف توصّل إلى أفكاره المدوّنة في هذا الكتاب؟ هل استند على براهين دعمت أفكاره ؟ إلى من يريد الكاتب أن يصل بكلماته هذه؟
كثيرون هم ديدان الكتب، لكن لا تظهر عليهم أي تطورات واضحة في أفكارهم لأنهم يقرأون بحثاً عن القصة أو المعلومة. تخيّل أن هناك شخصاً مفكّراً دَرَس ودرّس وسافر واختلط بالناس وواجه العديد من المصاعب، ثم ألف كتاباً، قراءتك لكتابه تعني أنك حصلت على فرصة عظيمة ليخاطبك هذا الشخص لمدة ساعات ويعرض عليك أفكاره، فلا تفوّتها بحثاً عن المعلومات.

اقرأ بعين ناقدة:
اسأل نفسك في أي زمان ومكان كُتب هذا الكتاب؟ قد يكون الكاتب منحازاً إلى جماعة معينة، أو إلى أفكار معينة ويظهر انحيازه هذا في كتاباته. ابحث عن حجج المؤلف في الكتاب وقيّمها، هل هي مخالفة أو موافقة لما قرأته مسبقاً؟ وإن كانت مخالفة فهل هي أقوى من حجج السابقين؟
تستطيع أن تربط الكتاب بالأحداث الحالية أو بتجاربك الشخصية، لأن الكتاب أحياناً مرآة لقارئه. إذا كان الكتاب رواية، فكيف هي لغة الكاتب الأدبية؟ هل استطاع أن يجعلك تشعر بشخصيات الرواية؟ ماهي فلسفة المؤلف في هذه الرواية؟

اقرأ في الكتب المخالفة لأفكارك:
من غير الممكن أن تتطور شخصيتك وأنت تقرأ لأشخاص يوافقون تفكيرك منذ نشأتك. إلى أي الفريقين كنا سننتمي عندما منعت قريش الناس من استماعهم لكلام يُخالف ما اعتادوا عليه؟ اقرأ وفكّر بعقلك وتذكّر أن الله تعالى خاطب (أولي الألباب) أو أصحاب العقول في القرآن ست عشرة مرة، وابن حزم يقول (لولا العقل لم يعرف اللهَ أحدٌ)، ولولا تعقّل ابراهيم عليه السلام ونبذه للأفكار التي نشأ عليها قومه لما استدل على رب العالمين. لا تقلق من الذين يخبرونك بأن هذه الكتب تلوث أفكارك، فمادمت لست متكبراً و تبحث عن الحق فسوف تجده وإن ضللت قليلاً، كما اهتدى ابراهيم عليه السلام بعد أن قال عن الشمس والقمر (هذا ربّي).
ثم إن قراءتك في الكتب المخالفة لأفكارك تجعلك تعتاد على تقبّل الآخرين وتوجهاتهم المختلفة عنك من غير أن تتبناها.

اقرأ الروايات الكلاسيكية:
مارك توين يقول ” لا يوجد فرق بين الأمّي والشخص الذي لا يقرأ كتباً جيدة”، والكلاسيكيات تُعتبر من الكتب الجيّدة. تستطيع أن تتعرف على العديد من المشاعر تجاه المواقف المختلفة والتي لم تجربها من خلال الكلاسيكيات، وبمساعدتها، ستتفهم أوضاع البشر وتقلباتهم بين الخير والشر. المؤلفون الكبار أبدعوا في تصوير مشاعر الشخصيات ونفسياتهم ولذلك رواياتهم|مسرحياتهم هذه خالدة. ستشعر بالأب المقهور في الملك لير، وبطعنة الأصدقاء في يوليوس قيصر، وبأنانية المرأة – سكاريت أوهيرا- في ذهب مع الريح، وبالوحدة بمعناها الحقيقي في روبنسون كروزو، وبذُلّ الملوك في مسرحية ريتشارد الثالث، وبحب الأم في آنا كارنينا، وحتى مشاعر الحب المختلفة كحب جين آير لرجل في سن والدها

الكلاسيكيات مهمة تجعلك تحس بالإنسان وإن أخطأ بعيدا عن القيم المطلقة وكتب الأخلاق والمثاليات لأنك ستتفهم جيداً لماذا أخطأ. نحن نكبر مع فكرة أن في العالم لونين فقط  هما الأبيض والأسود، لكن مع تجارب الحياة نكتشف بأن هناك ألواناً عديدة غير هذين اللونين- رواية البؤساء لفيكتور هيغو بالمناسبة مفيدة في التعرف على هذه الألوان-. العلم وحده ليس كفيلاً بأن يجعلك انساناً، لابدّ من الإطلاع على الأعمال الأدبية والفلسفة. انظر إلى من يشتغل في الطب أو الهندسة أو غيرها من العلوم وانضم إلى الجماعات الإرهابية، فهؤلاء لايرون العالم إلا بلونين فقط

اقرأ التاريخ:
“من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً، وسوف يرى الدنيا أياماً يدوالها الله بين الناس”.
اقرأ التاريخ بأقلام المنتصرين والمهزومين. إن استطعت أن تجد كتاباً في التاريخ كُتب بيد المهزوم أو من أشخاص ليس لهم علاقة بالمنتصرين أو المهزومين فاقرأه. مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعية، ستتفاجئ بوجود الكثير من التدليس في الأخبار التي تعايشها، فكيف تحكم على تاريخ كُتب من مصدر واحد – المنتصر- قبل ظهور الإنترنت؟
اقرأ عن الدول العظيمة التي تسمع عنها و تتفاخر بها، وسوف تتفاجئ أن عظمتها بُنيت على عظام المساكين والفقراء.

تفاعل مع الكتاب:
لا تقرأ الكتاب دون أن تتفاعل معه. احمل في يدك قلماً تخط به الجُمل التي أثارت انتباهك، و دوّن رأيك وتعليقاتك في هوامش وصفحات الكتاب. استخدم رموزك الخاصة بك، على سبيل المثال تستطيع أن ترسم نجمة بجانب جملة مهمة، قلباً بجانب اقتباس يعجبك، أو علامة تعجب بجانب جملة تود الرجوع إليها لاحقاً. إذا واجهت كلمة دون أن تعرف معناها فابحث عنها في قوقل. تحدث عن الكتاب مع أصدقائك، وشاركهم رأيك عنه وعن مؤلفه. بإمكانك أن تشارك بمقتطفات من الكتاب معنا عبر وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة. عند الإنتهاء من قراءة الكتاب، افتح مذكرة في جهاز الكمبيوتر لديك ثم اكتب الإقتباسات التي أحببتها في هذا الكتاب، هذه الطريقة تجعلك تعود إليها بين حين وآخر باستخدام خاصية البحث. لديّ مجلد اسمه (ملخصات) أضع فيه بعض الإقتباسات التي أعجبتني خلال قراءتي للكتاب، وأستطيع أن أبحث عن أي كلمة أو مصطلح يهمني لاحقاً .

ملخصات
إن استطعت أن تنضم إلى نادي للقراءة فأنت محظوظ، هنا تدوينة جميلة كتبها سلطان العامر بعنوان (كيف تؤسس مجموعة قراءة؟) تفيدك بهذا الشأن.

اشترك في موقع goodreads
فهناك أشخاص مثلك مهتمون بالقراءة، ستُعجب حتماً بالحماس للقراة الذي يسود هذا الموقع. تستطيع أن تطّلع على آراء الآلاف من القرّاء حول الكتب التي قرأوها وتقييمهم لها.

غيّر قراءتك للكتاب من مجرد فهم واستمتاع إلى تطبيق عملي: مثلاً إذا عرفت معنى الحرية من أدب السجون فلا تصادر حرية غيرك، إذا عرفت معنى الصهيونية فلا تطبّع.

تمهل في القراءة:
اقرأ الكتاب بتركيز حتى تستوعبه، يجب أن يهضم عقلك الكتاب، من المفترض أنك لست في سباق لتتفاخر أمام الناس بكمية الكتب التي قرأتها. كلنا نستطيع أن نقرأ كتاباً في يوم واحد، لكن من الصعب أن تقرأ كتاباً يحتوي على أفكار كثيرة في يوم أو يومين. علي عزت بيجوفتش يقول أنه لابد من وجود فاصل للتفكير الضروري عند القراءة “لكي يُهضم المقروء ويُبنى ويتبنى ويُفهم”.

هذه النصائح عن تجاربي الشخصية مع القراءة، أرجو أن أكون قد وُفقّت في توضيحها. نراكم في تدوينة قادمة بإذن الله

تجارب

كيف كان عيدكم؟

أظن بأنني فقدت لياقتي في التدوين هنا في نجم، لذلك أردت استرجاعها تدريجياً بأن أكتب شيئاً خفيفاً، فقررت أن أجمع في هذه التدوينة بعض التجارب المختلفة للمنتجات التي استخدمتها مؤخراً، الكتب التي قرأتها، والبرامج أو الأفلام التي شاهدتها وبعض المنتجات الغذائية.

التطبيقات:

Screen Shot 2015-08-09 at 5.52.53 PM
مصاريف: من اسمه، فهذا التطبيق الجميل يقوم بمتابعة مصاريفك المالية ويساعدك في معرفة أين تذهب نقودك وذلك حتى تنظم حياتك المالية. التطبيق عربي ومجاني. أعجبني لكن مللت منه كونه يتطلب أن تدوّن كل ما أنفقته ويقوم بتذكيرك أيضاً.

Pocket:

1on
تطبيق رائع! إذا صادفت مقالة أو مقطع فيديو أثناء تجولك في الشبكات الإجتماعية ولم يكن لديك الوقت الكافي لقراءتها أو مشاهدتها، وأردت أن تعود إليها لاحقاً، فهذا التطبيق يساعدك في ذلك. الأمر سهل، كل ماعليك هو أن تنسخ الرابط وتضعه في ال”جيب”. وتستطيع أن تشارك أصدقاءك هذه المقالات . التطبيق مجاني وباللغة الإنجليزية.

Airbnb

434go
تطبيق جميل استخدمته لأول مرة في زيارتي لمدينة فيكتوريا في برتش كولومبيا لعدم توفر فنادق جيّدة حيث امتلأت بقية الفنادق بالمسافرين قبل تحديد السفر. التطبيق يعرض شقق مفروشة أو فلل سكنية للإيجار باليوم من قبل مُلّاكها بالصور وبالمعلومات الوافية عنها. لا تختلف أسعارها عن أسعار الفنادق كثيراً، لكن الفكرة من هذا التطبيق هو أن تعيش أيام سفرك وكأنك من سكّان المدينة التي تنوي السفر إليها.

ماك بهوية عربية:
إذا كنت مستخدماً لجهاز ماك، تستطيع أن تحصل على أيقونات لجهازك بهوية عربية جميلة! الأيقونات هذه من تصميم  لينا عامر

Screen Shot 2015-08-09 at 4.30.49 PM

Screen Shot 2015-08-09 at 4.50.00 PM

يمكنك تحميله من صفحتها هنا

كتب:

38344
رحلتي الفكرية في الجذور والبذور والثمار لعبدالوهاب المسيري
سيرة ذاتية عظيمة، سررت بقراءتها جداً. يحكي المفكر عبدالوهاب المسيري عن طفولته في دمنهور بمصر ودراسته في الولايات المتحدة في جامعة كولومبيا وتغيره الفكري خلال هذه الفترة وعن موسوعته الشهيرة “اليهود واليهودية والصهيونية” والذي قضى أكثر من 20 عاماً في كتابتها وأشياء أخرى كثيرة تجعلك تتأمل في سيرة حياة هذا المفكر العظيم. أنصحكم بقراءتها.

تنظيم الدولة الإسلامية:

25232384
إذا كنت مهتماً بأخبار داعش العجيبة، فهذا الكتاب بحث ممتاز عن تنظيم الدولة الإسلامية وتاريخها وعلاقتها مع القاعدة وأسباب تمدد هذا التنظيم واستمراره، وأيضاً يتناول علاقات جبهة النصرة المُبهمة مع التنظيم ومع القاعدة.

برامج تلفزيونية:
على خطى العرب:

برنامج--العرب

اكتشفت هذا البرنامج بالصدفة، وهو للدكتور عيد اليحيى الذي يجوب في أنحاء الجزيرة العربية لتتبع خطى العرب وبالأخص شعرائهم كامرؤ القيس على سبيل المثال. فهو يتتبع الأماكن – وحتى الحيوانات- التي سردوها في قصائدهم ويشرح عنها ويذكر الأبيات التي قيلت فيها. عجبت كثيراً من وجود آثار عظيمة في السعودية دون أن يلتفت أحد إليها!
يمكنكم مشاهدة كافة الحلقات من صفحة العربية

أفلام:
شاهدتً مؤخراً فيلم رائع اسمه Inside Out
وهو فيلم -انيميشن- يحكي عن وجود 5 شخصيات داخل عقولنا (السعادة، الحزن، الغضب، الخوف، والقرف). الفيلم يتحدث بشكل جميل ومُضحك عن اضطراب هذه الشخصيات الخمسة بداخل الشخصية الإنسان (بطلة الفيلم)، وعن الذاكرة، وعن اللاوعي وعن أشياء أخرى جميلة.. أنصحكم بمشاهدته فهو لا يعتبر للأطفال!

https://www.youtube.com/watch?v=7ZLOYXKmIkw

مشتريات غذائية من آي إرب:
www.iherb.com

download
لم أعرف هذا الموقع إلا من مدونة هيفاء القحطاني، وهو موقع أمريكي يبيع العديد من المنتجات الغذائية الصحية بسعر ممتاز. قمتُ بطلب المنتجات التالية

1- لوح شوكولاتة سوداء بالكرز: لا أحب الشوكولاتة للأسف باستثناءات ضيّقة جداً تشمل الإجتماعات والمناسبات والتي اضطر بسببها إلى أكل الشوكولا. وجدتها فرصة لأن أعيد ترتيب علاقتي مع الشوكولاتة، فطلبت هذا الطلب اللذيذ. لأول مرة آكل لوحة كاملة من الشوكولاتة!

2- لوح شوكولاتة بالحليب مع قطع ال”برتزلز”: لم يعجبني
3- مشروب شوكولاتة ساخنة من نستلة: كأنه مشروب “نسكويك”، لم يعجبني
4- مانجا مجففة: لذيذة جدا بالأخص ذات الكيس البرتقالي! التهمتها في جلسة واحدة.
5- صابون أفريقي: رائحته جميلة، لكنه يسبب الجفاف للبشرة. يٌذكّرني بالصابون المغربي.
7- فاكهة التوت البري المجففة: لذيذة.

IMG_0651

استهلكت أغلب هذا الشاي، ولم أجد صورة له قبل الإستهلاك إلا بين هذه الصابونتين- الصابونتين قمت بشرائها من محل انثروبولوجي، رائحتهما جميلة لكن توجد صوابين ذات روائح أجمل- شاهي الورد جميل جداً-اشتريته من محل صغير في سان فرانسسكو- وتمنيت أنني اشتريت كمية أكبر. وجدت موقعاً لهم على الإنترنت يسمح بالشحن الدولي. بالنسبة لشاهي النعناع، فطعمه جيّد.

نراكم في تدوينة قادمة ان شاء الله 🙂

الحقيقة البشعة وغير العادلة عن الجمال – مقال مترجم

قمت بترجمة هذا المقال الذي كتبه وليام ليث ونُشر في التليغراف البريطانية منذ عامين تقريباً:

لماذا، بعد عقود من تأسيس النسوية، لازلنا نطالب بأن تبدو النساء جميلات أمام العامة بينما يستطيع أقرانهن من الرجال أن يتملصوا من هذه المطالبة إذا كانت ملامحهم عادية؟

الناقد الفني “جون بيرجر” قال مرة أن “الرجال بأفعالهم، والنساء بأشكالهن”. لم يقصد بأن النساء لم يفعلن شيئاً، أو أن الرجال لم يكونوا وسيمين، كانت وجهة نظره تفيد بما نتصوره عن النساء والرجال. من المفترض من الرجال أن يكونوا فعّالين، ومن المفترض من النساء أن يكن جذابات. وكان على حق، لكنه قال ذلك منذ زمن في عام 1972

هل كان ذلك صحيحاً؟ مرت أربعة عقود على النسوية حتى قرأت في مدونة الكوميدية إنجيليا بارنز تقول فيها “أنا قبيحة، وأفتخر بذلك”. تمضي في قولها “في الحقيقة لا أرى أشخاصاً في المجلات يشبهونني، لا أرى أشخاصاً مثلي يلعبن أدواراً عاطفية، أو لديهم حياة عاطفية”.

وفي أعلى المدونة توجد صورتها، ولكنها ليست قبيحة كما قالت. كما أنها ليست جميلة. هي امرأة متوسطة الجمال: في منتصف المعيار الجمالي، كالكثير من النساء اللاتي نراهن يومياً.

هذا الأمر جعلني أفكر في لاعبات التنس في ويمبلدون، المباراة النهائية بين سابين لسكي و ماريون بارتولي. عندما فازت بارتولي، قال مذيع قناة البي بي سي جون إنفيردل “ هل تظنون أن والد بارتولي أخبرها عندما كانت صغيرة (لن تصبحين جميلة المنظر، ولن تصبحي شارابوفا (لاعبة تنس جميلة)، لذلك يجب أن تدافعي وتقاتلي؟”

أول فكرة خطرت في بالي: هذه المرأة التي فازت بالمباراة النهائية في التنس، ويُحكم عليها من خلال منظرها! وفكرت مرة أخرى: لكن بارتولي جذابة. الأكيد أنها ليست جميلة بالمعايير السائدة التي تجعلها من أشهر عارضات الأزياء. لكنها جميلة، وعلى أي حال، لماذا يجب أن يكون موضوع الجمال هنا مهما؟ هي رياضية مشهورة، وهذا الأهم.

معلق رياضي يصف امرأة جميلة بأنها ليست جميلة المنظر. امرأة عادية تعتقد بأنها قبيحة. لماذا؟

لأنه حتى في هذا العالم المليء بالعاديات والجميلات، العالم الذي نرى فيه التلفاز والأفلام والمجلات والمواقع كلها مليئة بالجميلات ذوات  المعايير الجمالية العالية.

والآن، في نصف العقد الثاني من القرن ال21، أصبحت الظاهرة أشد مما كانت عليه في السابق. فإذا كنتِ امرأة، هناك الكثير من الجميلات. لذلك، إذا كنتِ امرأة عادية، فستشعرين بالقبح. ولو كنتِ تُعتبرين بالكاد جميلة، فهناك رجال سوف يحكمون بدون تردد بأنك لستِ كذلك.

وكرجل عادي الملامح، أجد نفسي بأنني في موقف آخر تماماً. كوني عادياً يجعلني أشعر بأنني عادي. وهذا شيء جيّد. لأن شكلي لا يُعد قضية. وهذا لأنه ليس قضية من الأساس.

كرجل عادي الملامح، أنا في حالة جيدة. أكيد أن هناك ممثلين وسيمين ومشاهير وسيمين كبراد بت وجورج كلوني ورسل براند.

لكن العديد من مشاهير هوليوود الكبار هم مثلي أنا، يشبهون الرجال الذين تراهم يومياً في الحياة الواقعية. رسل كرو، كيفن سبيسي، بروس ويليز، جاك بلاك، سيث روقان، مارتن فريمان، توم هانكس، ستيف كارل، جيم كاري، ول فرل، فينس فاوجن، برندان فريسر.. في الحقيقة، من الممكن أن تقول أن المشاهير الكبار من الرجال هم رجال ذو ملامح عادية.

هذه حقيقة في التلفاز أيضاً. براين كرانستون، والذي يلعب دوراً مهما في مسلسل (بريكنق باد)، هو شخص ذو ملامح عادية. جيمس جاندولفيني، كان عادياً ويميل إلى السمنة. كيفين ويتلي، رجل عادي. بن ميلر، عادي أيضاً. حتى رجال الشرطة في التلفاز، كلهم عاديون. ري ونستون عادي، تيم روث رجل عادي. كلهم يحملون صورة أشخاص مهمون بسبب ما يفعلونه، لا لما يبدون عليه.

آه، وفكّروا أيضاً في المسلسلات. مسلسل (بنق بانق ثيري) فيه 4 رجال ذوو ملامح عادية وامرأة جميلة. مسلسل (نيو قيرل) عبارة عن رجال ذوو ملامح عادية، ورجل وسيم، وامرأتان.. جميلتان بالطبع!

عندما أشاهد الأخبار، في أي قناة، فإنها تُقدّم عن طريق شخصين: رجل ذو ملامح عادية، وامرأة جميلة. وبعد الأخبار، أشاهد النشرة الجوية: الرجال الذين يُقدمون النشرة الجوية يبدون رجالاً كالرجال العاديين. أما النساء اللواتي يقدمن النشرة الجوية فهن أشبه بعارضات الأزياء.

لاعبو كرة القدم ملامحهم عادية، ولكن زوجاتهم جميلات. مقدمو البرامج الصباحية: رجال يشبهون فيليب سكوفيلد، والنساء يُشبهن هولي ويلوبي.

وبرنامج ليلة السبت الذي يتضمن لجنة تحكيم يحتوي على نوعين من الناس: رجال في منتصف العمر، ونساء صغيرات جميلات. أحياناً امرأة ذات ملامح عادية أو كبيرة في السن تكون موجودة، لكن أيامها ستكون معدودة كأرلين فيليبس.

البرنامج التلفزيوني (كاونت داون) كانت تُقدمه مذيعة جميلة، ورجل كبير في السن. وعندما بدأت هذه المرأة تكبر، اُستبدلت بامرأة صغيرة وجميلة.

من يُقدم الوثائقيات التاريخية؟ رجال مثل ديفيد ستاركي. عاديون. وماذا يحدث عندما تُقدم امرأة عادية الملامح كماري بيرد حلقات عن العالم القديم؟ اُستهزيء بها لأنها ليست جذابة بما فيه الكفاية.

في مقابلة أُجريت مؤخراً مع دستن هوفمان، رجل عادي آخر، علّق فيه على مظهره عندما تنكّر بزي امرأة في فيلم (توتسي)، “ذهبت إلى المنزل وبكيت” لماذا؟ “لأنني كنت أظن بأنني كنت أُمثّل امرأة مثيرة للإنتباه حتى نظرت إلى نفسي في الشاشة. وعرفتً حينها أنه إذا قابلت نفسي هكذا في حفلة ما، لن أتكلم إلى هذه المرأة، لأنها لم تتوفر فيها شروط الجمال المطلوبة التي وضعناها لنسأل النساء في الخروج معهن في موعد.. لقد غُسل دماغي”.

الرسالة التي أريد إيصالها بصفتي رجلاً: ما تفعله هو الأهم، ليس ما تبدو به.. لكن كيف يشعر النساء؟ أستطيع أن أتخيّل ذلك.

في الحقيقة، أحمل بعض التصورات عن كيف تشعر النساء. ذهبت إلى إحدى سهرات الجمال النسائية، هناك النساء، والعديد منهن أردن أن يجعلن من أنفسهن أجمل مما هن عليه بالبحث عن منتجات التجميل المخصصة لذلك. تستطيع أن تحصل على إبر لتحقن نفسك بال”بوتكس” أو “الفيلر”، من الممكن أن تشد وجهك، أو تحصل على الدهن من بطنك لتحقنها في شفتك.

صناعة “التدخلات التجميلية” هذه أصبحت تنمو بسرعة هائلة: في عام 2005 كانت تساوي 720 مليون جنيه استرليني، بعد خمسة سنوات أصبحت 2.3 مليار جنيه استرليني، أكثر من 90٪ من الزبائن هم من النساء.

شاهدت امرأة حقنت شفتيها ب”ريستلين”، وهي مادة جلدية صُنعت لتجعل الوجه أكثر انتفاخاَ، والشفة أكثر امتلاءً. وجهها كان يُوسع ويُحقن، يُوسع ويُحقن. بشرتها كانت تُشد وتُنتزع، وأشياء أخرى كانت تُنفخ فيها. كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالطبيخ. كان الأمر سيئاً للغاية.

بعد ذلك، استيقظت هذه المرأة من العملية. وسارت على قدميها بخطوات مرتعشة. لقد تحملت آلام العملية كشخص أًصيب في حادث. مع ذلك، قبل وبعد العملية كانت ومازالت تبدو امرأة عادية.

“هناك شيء ما بشأن هذه التدخلات التجميلية” علق دانيال هاميرمش البرفسور في جامعة تكساس، والخبير في الإقتصاد التجميلي. “ بإمكان هذه التدخلات أن تساعد النساء قليلاً، لكن لا تتوقع أن تحصل معجزات. التغييرات قليلة ليس إلا”.

لكن النساء يبحثن بشغف عن الجمال، ولديهن سبب جيد لذلك: في هذا العالم الذي يُخبر النساء الجميلات أنهن عاديات، والنساء العاديات أنهن قبيحات، يُصبح الحل المتطرف هذا هو أمر طبيعي.

في مقابلة أُجريت عام 2013، أعلن قسم الصحة بأن الناس الذين كانوا متحفظين بشأن العمليات التجميلية أصبحوا يُعرفون بها.

هذه الأيام الجمال ليس من الكماليات، إنه أمر ضروري. لذلك تتقبل الآلاف من النساء الآلام، والخوف، والتقشير الكيميائي، وأشعة الضوء الشديدة الموجهة لبشرتهن.

يحاولن أن لا يفكرن في المضاعفات أو الأخطاء التي من الممكن أن تحدث جراء العملية، والتي من الممكن أن تجر بسببها عمليات أخرى. في المرآة، ينظرن إلى أنفسهن بمساعدة خبراء التجميل، الذين يشيرون إلى خدودهن الشاحبة، أو إلى ضمور الكولاجين، فيقمن بتوفير المال، وبحجز موعد للعملية. فتُنزع بشرتهن وتُحقن، وفي النهاية لا يزلن غير جميلات.

أنصار المرأة كنعومي وولف، يخبرننا بأنهن يعلمن جيداً ما يجري الآن: عندما أصبحت النساء أكثر تحرراً لما كن عليه في السابق، وفي اللحظة التي بدأن يعملن فيها- ويظهرن فيها أيضاً- رجعت المعايير السابقة لتسيطر من جديد. في كتابها (أكذوبة الجمال) تقول: كل ما أصبحت النساء أكثر قوة، كل ما كان هناك ضغط عليهن ليُصبحن جميلات.. وسلبيات.

“في ثقافة الرجال، النساء مجرد جمال فقط، لذلك يجب أن تُحفظ هذه الثقافة.. لا توجد بطلة جميلة – أمر متناقض- لأن البطولة عادة تتحدث عن الفردية، والتشويق، والتغيير، لكن الجمال عام، ممل، وخامل”.

في العقود الماضية، كثيراً ما تناقش العلماء -أغلبهم من الرجال- هذه النقطة. ما الذي يخبرونا به؟ إن الضغط على النساء ليُصبحن جميلات ليست ضغوطاً رجالية، لأنها موجودة منذ قديم الزمان، وفي أنحاء العالم، سواء كنتُ في دولة فقيرة أو غنية. يشبه الأمر المدن التي تحتوي على ناطحات سحاب والقبائل التي لم تتغير منذ العصر الحجري. هذا يجعلهم يقولون بأنه جزء مهم من ظروف الإنسان.

في كتابه (تطور الرغبات)، يخبرنا ديفيد بوس بروفسور علم النفس في جامعة تكساس، بأن هذا الأمر يرجع إلى أساسيات الجنس. الرجال ينجذبون نحو المرأة التي تبدو ولوداً. والنساء ينجذبن نحو الرجل المُعيل (القائم على أمور الحياة المادية). لذلك يُريد الرجال من نسائهن أن يكُن أصغر منهن، ولذلك أيضاً تنجذب النساء إلى الرجال الأكبر سناً منهن.

ومنذُ التاريخ كانت النساء اللواتي يبدون أكثر صحة وكمالاً هن المرغوبات من قبل الرجال. الملامح المتوازنة هي علامة للصحة: خصر دقيق وردف واسع دليلان على الخصوبة. حتى النساء تعجبهن الملامح المتوازنة، لكنهن لا ينزعجن من الشعر الأبيض أو التجاعيد، وفي العصور الماضية إذا كان هناك رجل ذو شعر أبيض، فبياض شعره يدل على بقاءه.

لم أسمع أي امرأة علقت بسلبية على شعر جورج كلوني. ولا أستطيع أن أتخيل جون انفيردل يعلق على اندي موراي بأنه رجل عادي.

ولكنني إذا كنت شخصاً مثل البروفسور ديفيد بوس، لأجريت مقابلات مع 10 آلاف شخص من 37 دولة ذات ثقافة مختلفة، وسوف أجد بأن في كل هذا العالم تريد النساء من الرجال أن يُصبحوا معيلين أقوياء، سواء كانوا بشعور بيضاء أم لا، ولن أتفاجئ بذلك.

اكتشف الكاتبة إيفا وايزمان مؤخراً عنصر صحفي جديد، سمّته “الشخص الجميل”: وهو عبارة عن مقالات كتبنها نساء جذابات (أو كما أحست هي)، ولكن جاذبيتهن كانت سلاح ذو حدين، كانت تجذب الغيرة والحقد. تقول “هذه المقالات تُظهر لنا من الداخل قلقنا بشأن أجسادنا، والحقد المخفي الموجه ضد النساء”. لماذا أصبحنا هكذا؟ ولماذا أصبحت هذه الظاهرة متطرفة؟

قرأت مؤخراً عن الدعارة في الإنترنت نقاشاً جاء فيه “لماذا تبدو النساء اللاتي يمتهن الدعارة أجمل من الرجال الذين يعملون في نفس المهنة؟ لماذا تُظهر الأفلام الإباحية رجالاً عاديين يمارسن الجنس مع نساء جميلات؟” هذا بسبب أن مستهلكي الأفلام الإباحية هم من الرجال العاديين. وبعبارة أخرى، تأتي الأموال من هؤلاء الرجال العاديين. النظرة الذكورية تقودهم من المال إلى الجمال الأنثوي، اقتصاد وحشي.

مضت أربعين سنة، ومازال دور الرجال أن يعملون وعلى النساء أن يظهرن. والفرق بين الرجال والنساء يزداد حدة. وقوة الرجل المثالية وجمال المرأة المثالي يعود إلى الألفية، عندما تحدتها النسوية في القرن الأخير، لكنها حاربتهن. نعومي وولف كانت مُحقة.

منذ ذلك الحين، وفي المجتمع المادي الذي تزداد ماديته، هذه الأفكار أصبحت أكثر حدة وصلابة. صناعة الإعلانات ورعاة التسويق يدعمون القيم المُحافظة: جلب لنا الإنترنت الإباحية تحت الطلب، والتي جذبت إليها أنظار الرجال، وهذه الإباحية هي المحور الذي يشع نحو الخارج بإتجاه الأزياء والموسيقى والأفلام والروايات.

وكما أشارت الكاتبة النسوية آريل ليفي في كتابها (أنثى الخنازير المتعصبة) أن الكثير من النساء يردن أن يصبحن كالعاهرات لأن ذلك يُجدي نفعاً، ويجعلهن يتوسطن الثقافة المُسيطرة. يشعرن بأنهن لا يستطعن التغلب على الرجال، لذلك يرغبن في الإنضمام إليهم. وبعضهن يلبسن تي شيرتات تحمل تلك الرموز الإباحية. “30 عاماً مضت كانت أمهاتنا يحرقن حمالات الصدر (إشارة إلى إحدى المظاهرات النسوية في الستينات، حيث قامت النساء بحرق حمالات الصدر مطالبة بحقوق المساواة مع الرجل في الوظائف وغيرها) ويُرابطن في الإحتجاجات أمام شركة بلاي بوي .. وها نحن نُجري عمليات التجميل ونضع رمز الأرنب (رمز البلاي بوي) كما لو كان رمزاً للحرية”.

كاثرين حكيم، باحثة في علم الإجتماع توافق على هذه النقطة عندما قالت في كتابها (عزيزي المال) أنه في المجتمعات الذكورية يُسيطر الرجال على لبس المرأة، لذلك تظهر بعض النسويات “ لماذا لا نحتفي بالأنوثة بدلاً من أن نلغيها؟ لماذا لا نجد شخصاً يشجع النساء على أن يستفدن من الرجال كلما استطعن ذلك؟”.

في أحد الأيام، رجل قال لي “انظري، النساء لديهن المال هذه الأيام، إنهن مستقلات، ولا يرغبن بأن يُحكم عليهن من منظرهن. فلماذا لا يُدرن ظهورهن إلى كل هذه الملابس المغرية، و كل مستحضرات التجميل، وأحذية الكعب العالي، وبقية المُجمّلات؟”

والإجابة هي لا أعرف، أنا رجل. أنا أعيش في عالم لا يُحكم عليّ من مظهري الخارجي. أو في عالم يجعل من الشخص العادي يبدو قبيحاً، أو في عالم يجعلني أزيد قوتي بالطريقة التي أرتدي فيها الملابس.

ما يبدو معقداً للنساء هو أمر بسيط للرجال. فكّر في جون مالكوفتش، رجل عادي آخر، عندما سُئل عن الشيء الذي يكرهه في مظهره فأجاب “لا أفكر في هذا الموضوع.. أنا رجل، من يهتم أصلاً؟” 

ما رأيكم؟

احذروا التقليد

نفهم لمَ يقلد الطفل أبويه: شخصين يثق بهما جيداً، يشعر بالأمان من خلالهما، ويرى من إلتصاقه بهما كل الوجود. أما إذا كان له أخ أكبر مقارب له في السن، أصبح أخوه مثالاً يحتذي به، فهو يتكلم مثله، ويردد العبارات ذاتها، ويفعل مايفعله. وينتقل إلى المدرسة، فتصير معلمته نموذجاً آخر يُقتدى به. اسأل طفلاً ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ ولمَ تريد ذلك؟ ودع الإجابة تُخبرك عن التقليد.

ويكبر الطفل، ويتعلم الكثير من هذه الحياة، ويظل هناك طفلاً صغيراً بداخله يريد أن يُقلد شخصاً ما. ويتكرر المشهد، ويكثر هؤلاء الأطفال الكبار المُقلدون لبعضهم البعض، وينتج المجتمع لنا أشخاصاً مكررين تتفق ذواتهم وتختلف صورهم، فالتخصصات الدراسية تم اختيارها بناءاً على تقليد من حولهم في الحياة. وعندما يظهر التقليد، يختفي الشغف، ويُدفن الإبداع.

نقلد الآخرين لأننا لا نفهم أنفسنا جيداً، لا ندرك أن بدواخلنا طاقات هائلة تنتظر منا الإذن بخروجها فنصبح مميزين مُستغنين عن تقليد غيرنا. ولأننا أيضاً كسالى نرفض الخروج من قوقعاتنا ونريد توفير الجهد والوقت، بل ونتوقع الخسارة إن سلكنا طريقنا الخاص، لذلك من الأسهل لنا والأضمن أن نقلد الآخرين.
لكن لماذا لا نجرب؟ التجربة تمدك بالحكمة، إن نجحت في مسعاك ظفرت بالهدف وفخرت بإنتاجك الشخصي الذي صنعته بنفسك. وإن أخفقت تعرفت على نفسك أكثر.. وهذا عز المطلوب.

 “بإمكاني أن أفعل عكس ما يفعلونه وما يخبروني به؟”
لا تكن أحمقاً، يظل هذا تقليداً طالما أن الأشخاص هم محور اهتمامك وتفكيرك.

افعل ما تراه مناسباً لك.. قلل من ترديد الإقتباسات لغيرك، واصنع اقتباسك بنفسك، قل ما تريد قوله، واستغل الفرص المتوفرة لديك والمخفية عنك لأنك ترى فقط الفرص المتوفرة عند هؤلاء الأشخاص الذين تقلدهم.

العطر

من منكم لديه أنف حساس تجاه الروائح؟ قررت أن أكتب هذه التدوينة الخفيفة بعد قراءتي لرواية العطر لباتريك زوسكيند. الرواية عظيمة وغريبة لأنني قرأتها بعينيّ وبأنفي معاً. تعوّدنا أن نقرأ في الروايات شيئاً عن الروائح كروائح العطر والخبز والكعك والبحر، لكن رواية زوسكيند كانت تضج بالروائح بين طيّات صفحاتها.

perfume
هل تستطيعون إحصاء الروائح التي بإمكانكم استرجاعها في ذاكرتكم الآن؟ أستطيع أن أستحضر رائحة التفاح بلونيه الأخضر والأحمر، ورائحة الفراولة، والنعناع، والبرتقال.. ماذا عن روائح البشر؟ أعرف جيّداً رائحة أمي وأبي، كما أنني أميّز رائحة الأطفال.. ماذا عن الروائح الأخرى؟ أجيد تمييز رائحة المطر، والصباح.. أؤمن بأن لكل شيء تقريباً رائحة، ومن السخرية أن بعض الزهور لاتحمل أي رائحة عطرية.

إحدى المغردات في تويتر كتبت تغريدة لطيفة باللغة الإنجليزية

Screen Shot 2015-05-27 at 4.02.26 PM
معناها: نحتاج إلى تطبيق “شازام” للعطور

وشازام هو تطبيق للهواتف الذكية يستطيع تمييز أي أغنية تسمعها (في المطاعم، في محلات التسوق مثلاً) فيزوّدك باسمها. سيكون الأمر جميلاً لو أن التكنولوجيا اهتمت بنقل الروائح كما اهتمت بنقل الأصوات، تخيّل أنه بإمكانك الإحتفاظ بروائح والديك معك للأبد؟

وبالحديث عن شازام الروائح، في فيلم (رائحة امرأة) لآل باتشينو، والذي حصل بسببه على أوسكار أفضل ممثل، يجسّد آل باتشينو دور الرجل الأعمى في هذا الفيلم. وفي مشهد لا أنساه وهو يمشي في الجامعة بجانب الطالب الذي قرر أن يساعده، تهرع إليه أستاذة العلوم السياسية لتشكره فتتفاجئ بسؤاله عن إذا ماكانت متزوجة، وبعد حوار بسيط يظهر في المشهد آل باتشينو وكأنه يشم شيئاً ما فيخبرها باسم العطر الذي ترتديه
Fluers de Rocaille
فتجيب بذهول: صحيح !
ثم قبل أن يودّعها يقول لها: حسناً يا آنسة، سأعرف أين أجدك! ثم يمضي مع الطالب ويخبره – رغم أنه أعمى- بأن طولها كذا، وأنها ذات شعر كستنائي، وصاحبة عينين جميلتين.

وكأن عطرك المفضل يخبرنا من أنت!
بالمناسبة من جرّب هذا العطر الذي ذُكر في الفيلم؟
p53

ختامها مسك: حان دوركم لتخبرونا شيئاً ما عنكم، ما هو عطركم المفضل؟

صقر قريش – عبدالرحمن الداخل

نشرت مجلة الدوحة لشهر أبريل كتاباً لعبدالدين حمروش عن المعتمد بن عبّاد، يتضمن فيه آخر أحداث حياته.

Photo 2015-05-13 6 04 58 PM

وحيث أنني لا أعرف عن ابن عبّاد سوى معلومات بسيطة (ككونه أحد ملوك الطوائف في الأندلس وحكايته مع يوسف بن تاشفين)، أردت أن أتثقف قليلاً عن حياة ملوك الطوائف قبل أن أقرأ هذا الكتاب، وعن بني أمية في الأندلس. ولذلك قررت أن أشاهد هذه المسلسلات الثلاثة (صقر قريش-ربيع قرطبة-ملوك الطوائف)

أنهيت مشاهدة مسلسل (صقر قريش) في وقت قصير، والمسلسل يحكي حكاية الفترة الأخيرة للدولة الأموية، ودعوة أبو مسلم الخراساني، وقيام الدعوة العباسية، وايضاً عن صقر قريش: عبدالرحمن بن معاوية أو عبدالرحمن الداخل.

المسلسل جميل، وقمت بمراجعة بعض المصادر للتحقق من صحة الأحداث والكثير من الحوارات.

نأتي إلى أحداث المسلسل، سوف تشاهد أفراداً متدينون يدّعون أن حق الخلافة لهم بسبب أمر يستنبطونه من فتوى أو حديث. فبنو أمية لم ينحدروا من النسب الشريف، وبنو العباس يدّعون أنهم أحق الناس بها لإنحدارهم من العباس بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم سوف ترى الكثير من سفك الدماء، فالمُلك ليس بالأمر الهيّن!

ما أحزنني في هذه القصة كلها أمرين: الأول حنين عبدالرحمن الداخل إلى الشام وذكره لها، حتى أنه شاهد نخلة على غير العادة في أرض الأندلس، فقال هذه الأبيات المؤثرة (وهذه صورة التقطتها من متحف فرساي، حيث كانت تُعرض هناك الكثير من الآثار الإسلامية):
Photo 2015-05-13 7 00 12 PM

والأمر الثاني (لا تقرأ إن كنت تنوي مشاهدة المسلسل أو قراءة قصة عبدالرحمن الداخل) : هو حكاية بدر خادم عبدالرحمن الداخل. فقد ساعده وخدمه في الهروب من قبضة العباسيين الذين كانوا يقتلون كل فرد من أفراد بني أمية، والفرار إلى الأندلس، ومن ثم الإتصال بمحبي الدولة الأموية ومواليهم. ثم جعله عبدالرحمن الداخل وزيراً له وقائداً للجيش حتى اختلف معه فعزله عن منصبه، ثم خرج بدر من قرطبة وبعد سنين طويلة جاء عبدالرحمن الداخل ليستسمحه وليعود معه إلى قرطبة فقال له “أنت الأمير عبدالرحمن ابن معاوية .. وليَكتُبن عنك التاريخ والمؤرخين، أما أنا فلن يذكروا عني شيئاً !”

وهكذا التاريخ، يُكتب بأقلام المنتصرين ويذكر فقط من كانت بيده السطوة!

المسلسل لطيف وأنصحكم بمشاهدته، نراكم في تدوينة أخرى عن ربيع قرطبة 🙂

هل أنت شخص ملول؟ غيّر روتينك

هل مللت من تكرار أحداث يومك؟ هل أيامك متشابهة؟ أدرك أن الروتين منظم جيّد لكن الإنسان ملول بطبعه، يتطلع إلى كل ماهو جديد ينتشله من ملل الروتين، ومن أجل ذلك، أردت أن اقترح في هذه التدوينة اقتراحاً يخفف من حدة الروتين: افعل شيئاً جديداً لم تفعله من قبل كل يوم ولمدة 30 يوماً

اكتب في ورقة لديك قائمة بأعمال بسيطة لكنك لم تجربها من قبل، ثم وزّعها على 30 يوماً (بإمكانك أن تجرب 30 شيئاً مختلفاً في 30 يوماً وبإمكانك أن تفعل شيئاً واحداً خلال 30 يوماً مع أشياء أخرى). على سبيل المثال، قمتُ في أحد هذه الأيام بتغيير لغة جوالي إلى الفرنسية التي أتعلمها، كان الأمر متعباً في البداية خاصة أنني تعودت على الإنجليزية كلغة أساسية للجوال. لكنني بدأت اعتاد على الكثير من المصطلحات الفرنسية وهذا أمر جيّد. بإمكانك أن تفعل نفس الشيء إن كنت تتعلم اللغة الإنجليزية أو لغة أخرى وتستفيد من مكوثك الطويل أمام هذا الجهاز.

أستطيع أن أزوّدك بقائمة من المقترحات:
1- على مستوى اللغة: تستطيع أن تتعلم كل يوم 5 كلمات جديدة من أي لغة. تستطيع أيضاً أن تحفظ كلمات اختبار التوفل، الجيمات، أو الجي آر إيه. زميلي الصيني كان عبارة عن قاموس فرنسي متحرك، يعرف كل كلمة فرنسية حتى أنواع الأدوات الحادة المختلفة (كالمنشار وآلات أخرى) لدرجة أنه تفوق على الأستاذة. عندما سألته عن ذاكرته الممتازة أخبرني أنه حفظ القاموس الفرنسي بطريقة الجدول الذي زوّدني بنسخة منه. “نحن الصينيون اخترعنا هذا الجدول! نستطيع اجتياز أي امتحان يعتمد على حفظ المعلومات بسهولة!”
زميلي هذا بالمناسبة من جامعة كولومبيا في نيويورك، جاء إلى مونتريال في عطلة لكي يتعلم الفرنسية.

طريقة الجدول هذه تجعلك تحفظ قائمة (أنت تحددها، قد تكون من 5 إلى 10 كلمات أو أكثر)، بالطريقة التي تعجبك. ثم تحفظ في اليوم الثاني قائمة جديدة مع مراجعة القائمة في اليوم الأول، وفي اليوم الثالث تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الثاني، وفي اليوم الرابع تحفظ قائمة جديدة مع مراجعة قائمة اليوم الأول واليوم الثالث.. وهكذا كما هو مدوّن في الجدول.
Vocabulaire
أخبرني زميلي هذا بأنه يجب أن تبتاع قاموساً فيه لغتك الأولى (العربية) واللغة المراد تعلمها حتى يصبح زمن الحفظ والمراجعة أقصر بلحظات، لأنه إذا كانت معاني الكلمات بلغة أخرى غير لغتك الأولى فإن العقل يبذل مجهوداً أكبر ولو كان غير ملاحظ، وأنت تحتاج إلى هذا الجهد البسيط. لاحظ أن الجدول هذا يمتد إلى 45 يوماً.

2- تستطيع أن تكتب رواية! مات كتس (وهو مهندس يعمل في شركة قوقل)، استنتج في هذا الفيديو (اضغط هنا، توجد ترجمة بالعربية) أن الإنسان باستطاعته أن يكتب رواية من 50 ألف كلمة (أي 250 صفحة) خلال 30 يوماً إذا كتبت حوالي 1600 كلمة في اليوم تقريباً وهو مايعادل 3.6 صفحات في اليوم!

3- جرب أن تترك كل الشبكات الإجتماعية لمدة يوم كامل، هذه فرصة مناسبة لأن تتعرف على نفسك أكثر!

4- جرّب أن تجري حواراً مع شخص غريب عنك خاصة في أوقات الإنتظار في المستشفى أو عند الدوائر الحكومية بدلاً من اللعب بهاتفك. تأكد أن الشخص الذي ستجري معه الحوار ليس مشغولاً بشيء وإلا سوف يكون تطفلاً منك. الحوار مع الأشخاص الغرباء سيجعلك أكثر ثقة بالنفس وقد ينمي مواهب الحوار لديك، ومن المحتمل أن تتعرف على آراء مختلفة وجديدة.

5- جرّب أن تطبخ وصفة جديدة، أو أن تخبز كعكاً. إن كانت النتائج لذيذة فستشعر بالسعادة.

6-دوّن يومياتك بطريقة مختلفة. استخدم تطبيق Day One، فهو تطبيق سهل الإستخدام وبإمكانك إدراج صور في مذكراتك بالإضافة إلى العنوان وحالة الطقس. أستخدم هذا البرنامج في تدوين اليوميات بشكل عام (لستُ منتظمة للأسف)، كماذا فعلت اليوم على سبيل المثال مع إدراج صورة. عندما أعود إلى الشهور الأولى أتفاجئ بالكثير من الأحداث البسيطة التي تذكرتها بمساعدة هذا البرنامج.
هناك طريقة أخرى شيّقة تعلمتها من إحدى المسلسلات البريطانية (كرانفورد)، تضع عامودين، في بداية اليوم تكتب في العامود الأول عن الذي تتوقعه أن يحصل هذا اليوم، وفي نهاية اليوم تكتب في العامود الثاني ما الذي حصل في هذا اليوم. ثم تقارن بين العامودين، أحدث ماتوقعت؟ أكان يومك أفضل مما توقعت؟ أم أسوأ؟

7-افعل الخير. خصص يوماً كاملاً من هذه الأيام لفعل شيء لا ترجو منه جزاءاً ولا شكوراً. ساعد والديك وادخل عليهما الفرحة. ساعد صديقك في كربته. علّم شخصاً ما مهارة، امدح شخصاً يستحق المديح على فعلته، اطعم قطة.. ستجد آثار العطاء على نفسيتك حتماً.

8- قم بالتخلص من أغراضك القديمة التي لاتحتاجها عن طريق بيعها. بإمكانك وأصدقائك أن تقيموا بازاراً لأغراضكم القديمة التي لا تحتاجونها. أو بإمكانك أن تجدد أغراضك القديمة عن طريق صبغها بلون جديد إذا كان أثاثاً، أو إعادة استخدامها لغرض آخر -ابحث في قوقل عن furniture makeovers

لاتكدس أغراضاً لا تحتاجها فتصعب عليك مهمة التنظيف وتأخذ من البيت مكاناً أجدر بأن تجعله فسيحاً أو تحتله قطعة أخرى. تخلّص أيضا من الأوراق المتراكمة بين فترة وأخرى.

9- قوّي مهارتك كل يوم لمدة 30 يوماً. على سبيل المثال، الرسم من المهارات التي تصقل مع الممارسة، أتابع العديد من الفنانين الموهوبين في انستقرام الذين تحسن رسمهم كثيراً بسبب الممارسة اليومية وأستطيع أن أجد فرقاً شاسعاً بين رسوماتهم في البداية واليوم!
إذا كنت مصمم شعارات، تستطيع أن تصمم شعاراً كل يوم. شاهدت هذا التحدي في هاشتاق لأحد مصممي الجرافيك. عمل كثير (لن يكون التصميم رائعاً لأنه نتاج يوم واحد بالطبع) لكن الممارسة والتفكير ستصقلان هذه الموهبة بشكل ما.

10- جرّب أشياء بسيطة كل يوم، كأن تستيقظ مبكراً مع صلاة الفجر وتظل مستيقظاً لسائر اليوم. بإمكانك أن تمارس الرياضة بعد صلاة الفجر. جرّب أن تعّد غداءك بنفسك في المنزل وتأخذه معك إلى مقرك في الدراسة أو العمل. جرّب أن تقرأ في تخصص جديد لم تعتاد أن تقرأه من قبل. اكتب بيتين من الشعر! اشتري شتلة زراعية واعتن بها. افعل شيئاً ترهبه بالعادة، كأن تحمل قطة. مارس الرياضة لمدة 10 دقائق يومياً.

بإمكانك أن تزوّدنا بمقترحات أخرى عن ما تفعله خلال ال30 يوماً، طاب يومكم !

محاور الكون

من أكثر الحقائق المرعبة للإنسان عندما يكتشف بأنه ليس محورا للكون، ولم يكن كذلك، ولن يكون كذلك. كلنا نعتقد بشكل ما أو في وقت ما بأن وجودنا في هذا الكون شيء أساسي ومهم، قد تتوقف عليه أمور عظيمة كأن تتوقف الأرض عن الدوران أو تطلع الشمس من مغربها. لكنا لسنا كذلك يا سادة، سوف نرحل من هذا الوجود يوماً ما وسوف نُنسى كمليارات البشر الذين كانوا على هذه الأرض قبلنا، ولسوف تطلعُ الشمس على غيرنا وتبقى الأرض تدور حول محورها، ولا يزال هناك من يعتقد بأنه هو محور الكون.

تفحّص الأشخاص من حولك جيداً، كم منهم يرى بأنه شخص محسود أو مُراقب؟ كم من فتاة جميلة تؤمن بأن جميع الرجال يخطبون ودها بينما كل الرجال ينظرون إليها وإلى غيرها؟ بل تفحّص نفسك.. هل أنت ممن يُفككون كلمات الآخرين ويحللونها لأنك ترى من خلالها معاني أخرى غير مباشرة موجهة إليك؟ ألا تعلم بأن الآخرين لديهم من المشاغل والمشاكل ما يبُقيك بعيداً عن ألسنتهم وخواطرهم؟ قد يتكلمون عنك لفعل قدمته أو لكلام نطقته ولكن لساعة من نهار، ثم تُطوى في صفحة النسيان لأنك لست أهم منهم ومن مشاغلهم.

التمركز حول الذات مصيبة قد تنتشل الإنسان من القناعة والتصالح مع الذات إلى الغرور وسوء الظن بالناس. كما تجعله شخصاً أنانياً لا يفكر إلا بنفسه، والأسوأ أن تجعله لا يُقدم على أمر إلا بعد أن يتخيل ردة فعل الآخرين تجاهه. هناك خيط رفيع بين ثقتك بنفسك، وبين أن تعتقد أنك محور للكون، إن واجهت صعوبة في العثور على هذا الخيط، أرجو أن ترتدي النظارات المُناسبة لتراه.

حزب الشاي

هل تعلمون أن الشاي هو أكثر المشروبات استهلاكاً من قبل سكان الأرض؟ قرأت مرة أن 80٪ من سكان الأرض يشربون الشاي! ولشعب الأرض حكاياتهم المتعددة مع الشاي، فالولايات المتحدة الأمريكية بدأت الإستقلال عن بريطانيا عندما أسست حزب بوسطن للشاي، وهم ثوّار احتجوا على الضرائب التي فرضتها عليهم الحكومة البريطانية فقاموا بتخريب شحنة سفينة قادمة من الهند تحتوي على الشاي، وإلقاء الشاي في ميناء بوسطن. نبذت أمريكا بعدها شرب الشاي لكونه رمزاً إنجليزياً لتتجه نحو شرب القهوة!

بالنسبة لي، لا أحب القهوة فهي تسبب لي الغثيان -باستثناء القهوة العربية- ولكني أحب رائحة القهوة بشكل عام. أنا من حزب الشاي، أحب جميع أنواع الشاي، وأعشق الشاي المضاف إليه الحبق ( نعناع مديني | نعناع حساوي). جربت أنواعاً كثيرة من الشاي لشركات إنجليزية، فرنسية، وأمريكية، هذه أشهرها (صور أنواع الشاي هنا من قوقل)0:

1- ليبتون

6
ومن منّا لم يجرب ليبتون؟ أعتقد أن لساني اعتاد بأن هذا هو الطعم المفترض للشاي.

2- تويننقز Twinnigs

n
شاي ممتاز، جربت منه أنواع كثيرة كشاي (إنجلش بركفاست تي) أو شاي الفطور الإنجليزي

3-كوسمي Kusmi Tea
IMG_2629
هذا شاي فرنسي، جيّد جربت نوع واحد منه. لا أستطيع الإنكار بأن العلبة الجذابة كانت سبباً أساسياً في التجربة.


4- ماغياج فغيغ Mariage Freres

3
شاي فرنسي فاخر موزع في أكياس من الموسلين! دفعت تقريباً 30 دولاراً كندياً من أجل الحصول على 30 كيساً من الشاي!

5-Teavana تي فانا

te
شركة أمريكية اشترتها ستار بكس مؤخراً. قمت بتجربة أنواع مختلفة لديهم من الشاي، أعجبني
Samurai chai mate tea

6- أحمد تي Ahmed Tea

Cl]
جربت شاي بالهيل، لذيذ!

7-  David Tea ديفيد تي

DaTea
هذه الشركة تأسست في مونتريال، وقامت أوبرا وينفري بمدحه وإضافته إلى المنتجات المفضلة لديها

 بعض الإضافات للشاي:
1- الحبق
أفضل إضافة للشاي على الإطلاق طعماً ورائحة! الحبق المديني نبتة من الجنة! لا أستطيع أن أتزوّد من الحبق الطازج لإستحالة إدخاله إلى الحدود الكندية، لكني أحاول أن أبتاع علبة من الحبق المجفف بين فترة وأخرى!

68603
2- الحليب
إضافة الحليب إلى الشاي إضافة لذيذة، لكن قرأت مرة أن الحليب يُفقد القيمة الغذائية للشاي. من أشهر إضافات الحليب الشاي العدني، وهو عبارة عن حليب+هيل+قرنفل.. شاي لذيذ!

Photo 2015-03-11, 12 34 03 AM
3- العطرة
لاتعجبني رغم فوائدها الطبية، رائحة الشاي فقط جميلة بإضافة العطرة.. هذه هي نبتة العطرة من محرك البحث قوقل

4

4- الورد المديني
أحب ورد المدينة، لكني لا أحب استخدامه مع الشاي.. يقوم البعض بتجفيف الورد ومن ثم إضافته إلى الشاي

Photo 2015-03-11, 12 38 48 AM

5- ورق الليمون

جربوا أن تشربوا الشاي يوماً مع إضافة ورقة خضراء من شجرة الليمون، إضافة لذيذة

Photo 2015-01-22, 9 57 25 AM
6-النعناع المغربي
ومن لايعجبه الشاي بالنعناع المغربي؟ أو الشاي على الطريقة المغربية؟

758913

Photo 2015-03-11, 12 40 11 AM
7- الدوش
أيضاً لا تعجبني إضافة الدوش إلى الشاي رغم فوائده الطبية

470

والآن كيف تشربون الشاي؟ هل تفضلون الأكواب الزجاجية الشفافة؟ بالنسبة لي لا أحب أن أشرب الشاي في كأس ورقي إلا إن كنتُ مضطرة لملازمة صديقاتي، كأن ابتاعه من المقاهي المخصصة لبيع القهوة. في إحدى مقالاته الجميلة “اشرب الشاي.. اشرب الطعم” يقول محمد الرطيان “القهوة : رائحة .
الشاي : طعم .. ولون .
لهذا ، يفقد الشاي نصف مذاقه إذا لم أشربه في كأس زجاجي شفاف !”

girlintea

هل تحبون إضافة السكر إلى الشاي؟ كتب جورج أورويل مقالة كاملة يتحدث فيها عن حبه للشاي، وقدّم خطوات لعمل إبريق من الشاي..كما عبّر غضبه ممن يشرب الشاي مع السكر
كيف تسمي نفسك عاشقا حقيقياً للشاي في الحين الذي تدمر فيه نكهة شايك بوضع السكر معه؟ من المفترض للشاي أن يكون مر الطعم.. لو أنك قمت بتحليله فأنت لم تعد تتذوق الشاي، أنت تتذوق السكر فقط، بإمكانك صنع شراب مماثل بتحليل السكر في ماء ساخن!”
 

من أشهر حفلات الشاي في التاريخ، هي حفلة الشاي التي كانت في بلاد العجائب، في رواية لويس كارول “أليس في بلاد العجائب”. وقصة أليس بالمناسبة من أجمل قصص الطفولة في التسعينات، هنا مقدمة لمسلسل -إنتاج ياباني- اعتبره أجمل من الإنتاج الذي قدمته ديزني، وقد يكون السبب متعلق بذكريات الطفولة

أدعكم الآن مع بعض الصور التي التقطتها للشاي مع بعض الإقتباسات للأدباء عن الشاي في مؤلفاتهم

  • “دع العالم يذهب إلى الجحيم، أما أنا فيجب أن أحرص على شرب الشاي دائماً”. فيودور دوستويفسكي
  • “شاي! فليحفظ الرب شاي بعد الظهيرة!” أجاثا كريستي
  • “لكني لا أريد شيئاً سوى الشاي” جين أوستن
  • “تستطيع ياعزيزي أن تعطيني كوباً من الشاي حتى أصفي ذهني وأتمكن من فهم ماتريد” تشارلز ديكنز
  • “ الشاي هو أحد العوامل الأساسية لبقاء الحضارة في هذه البلاد” جورج أورويل
  •   لا أريد قهوة، لا أشرب القهوة على الإطلاق.. قليل من الشاي إذا سمحتِ” جين أوستن
  • ينطوي الشاي على سحر خفي يجعله لا يقاوم، ويمنحه القدرة على إسباغ الإحساس بالمثالية. فالشاي ينأى بنفسه عن غطرسة النبيذ، وعن غرور القهوة، وعن البراءة المتكلفة في نبتة الكاكاو”- أوكاكورا كاكوزو
  • المثل الصيني يقول بأنه من الأفضل أن تُحرم من الطعام لثلاثة أيام على أن تُحرم من الشاي ليوم واحد” خالد حسيني

Photo 2015-03-11, 12 33 42 AM Photo 2015-03-11, 12 33 17 AM Photo 2015-03-11, 12 33 00 AM

Photo 2015-03-11, 12 32 00 AM Photo 2015-03-11, 12 33 52 AM Photo 2015-03-11, 12 33 36 AM Photo 2015-03-11, 12 32 54 AM Photo 2015-03-11, 12 31 27 AM Photo 2015-03-11, 12 30 57 AM

Photo 2015-03-11, 12 32 36 AM

Photo 2015-03-11, 1 55 38 AM

ماذا عنكم؟ ماهي أنواع الشاي المفضلة لديكم؟ كيف تعدّونها؟ وماهو وقتكم المفضل في شرب الشاي؟ وماهي التقاليد المتبعة لديكم في شرب الشاي؟ يسعدني أن اقرأ مشاركاتكم 🙂

الناجحون في الحياة

لستُ في مزاج يجعلني أتفلسف عن معنى النجاح في الحياة، ومن هم الأشخاص الناجحون حقاً. لذلك، هذه التدوينة ستأخذ المنحنى التقليدي في الحديث عن الأشخاص الناجحين في الحياة، أي بمعنى البارزون في مجالاتهم.

ولمَ نتحدث عن الأشخاص الناجحين؟ أذكر أن علي الوردي كان يسخر من الناس الذين يستمعون إلى حكايا الناجحين ويُهملون الإصغاء إلى قصص الفشل، فلو أصغينا إلى الفاشلين لاجتنبنا برأيه أسباب فشلهم. لكن أين هم المخفقون؟ لايتحدث عادة إلامن نجح، والناجحون في الحياة قليل- مقارنة بالعاديين-، أما الفاشلون فهم يجتنبون الحديث إلينا وذكر محاولتهم- إن عرفنا أنهم جربّوا أصلاً- وكثيراً ما اكتشف بالصدفة أن فلاناً اتخذ ذلك المسلك وأخفق، ولاأستطيع لومهم فهذه طبيعة النفس البشرية. فلنستمع إذن لمن يتكلم.

ريتشارد سانت جون- وهو الذي ألهمني في كتابة هذه التدوينة، وأغلبها ترجمة لما قاله- قابل 500 شخصاً ناجحاً حول العالم خلال عشر سنوات في الكثير من المجالات (الأعمال، الفن، العلوم، التكونولوجيا، التصميم، القانون..الخ) ليتحدثوا عن نجاحهم. حاول ريتشارد في مشروعه هذا أن يجد الرابط المشترك بين هؤلاء الأشخاص الناجحين، فقام بتدوين كلماتهم وتصنيفها ثم توزيعها في عوامل مختلفة للنجاح. واكتشف بعد عمله المضني هذا ليلاً ونهاراً بأن هناك ثمانية عوامل مشتركة بين الأشخاص الناجحين:

1-الشغف
2- العمل بجدية
3- التركيز
4- يدفع نفسه للأمام دائماً
5- يختلق أفكار إبداعية جديدة
6-يطوّر نفسه على الدوام
7- يخدم الآخرين
8- يصمد

لنتحدث بداية عن الشغف.. ما هو شغفك في هذه الحياة؟ الرسم؟ الكتابة؟ أم البرمجة؟ هل تعرفت عليه أم ليس بعد؟

يخبرنا ريتشارد أن صاحب الشغف يتحول من شخص محبط وغير منجز لأكثر الأشخاص إنجازاً. كبيل جيتس على سبيل المثال الذي قال مرة “كنت جالساً في غرفتي محبطاً، أحاول أن أفهم ما الذي أفعله بالضبط في حياتي”، ثم أصبح من أكثر الأشخاص إنجازاً بسبب حبه للبرمجة!

يؤكد ريتشارد بأنه يجب أن نقضي 20٪ فقط من أوقاتنا على الأشياء التي لانحبها، لأن الأشياء التي نحبها تستحق 80٪ من وقتنا، وإذا كان الأمر معاكساً فإننا في الوظيفة الخاطئة. لكن كيف نحوّل شغفنا إلى مهنة؟ هنا تدوينة جميلة بقلم طوني صغبيني بعنوان (هل هناك وظيفة مثالية؟ معضلة عبودية الأجر والحياة البسيطة).

بمساعدة الشبكات الإجتماعية، أستطيع أن أجد الكثير من الذين حولّوا شغفهم إلى مصدر رزق، فهناك من تحب تزيين الكعك افتتحت متجراً لبيع الكعك والحلوى، وآخر يحب التدوين وجد وظيفة ككاتب، وهناك شخص يحب التصوير أصبح مصوّراً للمناسبات، حتى من تحب التباهي بما لديها في انستقرام وتصوير يوميّاتها، وجدت مصدراً للرزق عن طريق الإعلانات أمام هذا الجمع الغفير من المتابعين!

لكن كيف نستطيع العثور على شغفنا؟ كيف باستطاعتنا أن نتأكد بأن ما نفعله هو حقاً ما نحبه؟
يجيب ريتشارد على هذا السؤال، فيقول جربوا كل الطرق واكتشفوها حتى تجدوا شغفكم. وهذا مافعله روبرت منش الذي قال” درستُ حتى أصبح قسيساً، لكن وجدت ان هذا الأمر كارثة بالنسبة لي. اشتغلت في مزرعة، لكنني لم أعجبهم، عملتُ في قارب، لكنه غرق. جربت أشياءاً كثيرة، ولم أجد ما أريده. لكنني حاولت وحاولت حتى جربت شيئاً أحببته! أصبحت مؤلفاً لكتب الأطفال!” روبرت منش باع حتى الآن أكثر من 40 مليون كتاب!

هناك احصائية أمريكية أُجريت على أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18-25 سنة، وقاموا بسؤالهم عن هدفهم الأول والثاني للحياة. 81٪ من هؤلاء الأشخاص أجاب: “أن أصبح غنياً”. تعجب ريتشارد كثيراً وقال بأن كل أصحاب الملايين والبلايين الذين أجريت مقابلات معهم عندما سألتهم عن أهدافهم في الحياة، لم يخبرني أحداً منهم على الإطلاق بأن المال كان هدفهم.

بيل جيتس قال “أنا وشريكي بول لم نكن نفكر أبداً بالمال، كنا نحب البرمجة”. وها هو بيل جيتس يصبح أغنى رجل في العالم. جي كي رولينغ، مؤلفة روايات هاري بوتر، أخبرته بأنها لم تكن تفكر في المال “كنت أريد فقط أن أحصل على المال الكافي ليجعلني استمر في الكتابة، لأنني أحب هذه النوعية من الكتابة”. وها هي تصبح من أغنى النساء في بريطانيا، أغنى من الملكة إليزابيث الثانية سليلة عرش الإمبراطورية التي كانت لاتغيب عنها الشمس.

 سأحاول أن أكتب – بدون وعود- عن المزيد من النقاط التي ذكرها ريتشارد، وحتى ذلك الحين أرجو أن أجد تفاعلاً منكم  بنشر هذه التدوينة إن أعجبتكم 🙂

ليلة صوفية

بالأمس حضرت ليلة صوفية جميلة من باب الفضول والإطّلاع. قد كنت كتبتُ مسبقاً عن مغامرتي الأولى في عالم الصوفية تدوينة بعنوان عالم صوفي إن أردتم قراءتها.
بدايةً جلسنا في حلقة دائرية كبيرة، وبدأت الليلة بتلاوة من القرآن الكريم، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبترتيل بعض الأذكار. بعدها، بدأنا نمارس التأمل، طلبت منا المُختصّة بأن نغمض أعيننا وأن نتنفس بعمق، و روت لنا حكاية ببطء شديد حتى نستطيع أن نتخيلها ونعيش أجوائها  (وأرجو أن أُوّفق في تذكرها وسردها) :


لنذهب سوية إلى مصر، إلى الأهرامات… نحن أمام أكبر هرم، ستدخل الهرم وستجد أمامك درجاً تصعده، وفي هذا الدرج تجد صوراً لك فيها حياتك السابقة وحياتك الآن.. الآن أمامك غرفة كبيرة بها حوض سباحة كبير وفي آخر الحوض توجد مرآة ضخمة.. تستشعر مياه الحوض بإحدى قدميك فتقرر أن تغوص في حمام السباحة.. شعور غريب ينتاب كل جسدك.. كل المتاعب والمصاعب تخرج منك بسبب هذا الماء، تجد شخصاً في آخر حمام السباحة عند المرآة.. هذا الشخص يحبك كثيراً ولديه الكثير من مشاعر الحب تجاهك.. ثم تقرر أن تخرج من حمام السباحة وقد خرجت منك كل متاعبك وهمومك وتودّع هذا الشخص.. تعود أدراجك لتنزل من الدرج وترى مرة أخرى صوراً لحياتك.. تُوّدع هذا المكان الجميل مع إمكانية العودة إليه مرة أخرى”.

أخبرتنا بأنه من الممكن أن نفتح أعيننا عندما نكون جاهزين لذلك فقد انتهت رحلتنا. سألتنا عن التجربة، وحيث أن لا أحد قام بالرد عليها بادئ الأمر أجبتها بأن الأمر مشابه للحلم. وكنت قد محقة، فكأنه أحد أحلامي الضبابية والغير واضحة التفاصيل. لم أشعر بشيء خارق، ولم تلامس التجربة وجداني. تعاقب الجميع بعدها على سرد ما أحسوا به خلال التأمل، فإحداهن تخبرنا وبشيء من التأثر بأنها شعرت أنها كانت في الجنة، وأخرى تُخبرنا بأن الإنسان الواقف عند المرآة و الذي لديه كل هذا الحب هو الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخر يخبرنا بأنه تخيّل نبي الله يوسف لأنه قرأ قصة يوسف مؤخراً.

وبعد ذلك، قامت المُنشدة بترديد بعض الأناشيد الصوفية الجميلة، هذه إحداها قمت بتحميلها لكم على اليوتوب:

سردت لنا المُنشدة قصة جلال الدين الرومي وهو يبحث عن عالِم يستطيع أن ينهل منه العلوم الروحانية، وفي مكان آخر كان العالِم شمس الدين التبريزي وقتها يبحث عن طالب يلقنه كل العلوم الروحية التي في جعبته. وعندما وجد الرومي شمساً جلس معه زمناً استقى منه علومه العظيمة، وهجر فيه أهله وطلاّبه، وقيل أن هذا الأمر أثار غيرة طلّابه والمقربين إليه. اختفى شمس التبريزي فجأة وقيل أنه مات مقتولاً، وأصبح الرومي شاعراً صوفياً مشهوراً حتى للعجم يبحث في قصائده عن شمسه. أخبرتنا المُنشدة بأن الرومي يظل محظوظاً لأنه وجد شمسه، في حين أننا ما زلنا نبحث عن شمسنا.

ما يُستفاد من القصة أعلاه، أنك قد تُصبح إنساناً مُبدعاً بسبب مصائبك.. المُعاناة تُخرج الإنسان الشاعري فيك.

انتهت السهرة بالرقصة الدرويشية، والتي من المُفترض أن يبلغ بها الصوفي أعلى درجات الروحانية بدورانه حول نفسه -عكس عقارب الساعة- مع الموسيقى، فقد أخبرتنا المُنشدة بأن للدوران حول الذات سر عجيب، فنحن نطوف حول الكعبة، والأرض تدور حول نفسها -وهو ما ينتج عنه الليل والنهار بالمناسبة- أثناء دورانها حول الشمس.

مااستفدته من هذه التجربة هي الموسيقى الجميلة التي ظلت في ذاكرتي ومن حسن الحظ أنني قمت بتسجيلها، لم أبلغ أي درجة من الروحانية، ولم آتي لهذا السبب لأنني أؤمن تماماً أن في الصلاة بخشوع والدعاء تتجلى فيهما قمة الروحانية. في خلال لحظات التأمل لاحظت بأن قولنا (يا سلام) كتعبير لإعجابنا عن شيء هو مجرد ذكر اسم من أسماء الله تعالى (السلام)! أيضاً بسبب كلمات إحدى الأناشيد الصوفية تنبهت أن الرسول صلى الله عليه وسلم تُهامي وليس حجازي إن صح كلام الأصمعي الذي يذكر بأن مكة تُهامية والمدينة حجازية.

حياتي الخاصة بي

قبل 5 أيام، نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالة لأوليفر ساكس بعد أن علم أنه مريض بالسرطان، وأنه سيموت قريباً، فكتب هذه المقالة المؤثرة والتي قمت بترجمتها لكم

“في الشهر الماضي، شعرتُ أنني بصحة جيّدة، بل أنني في كامل صحتي. في عمر ال81، ما زلت أستطيع السباحة لمسافة ميل واحد يومياً. لكن حظي بدأ ينفد، قبل أسابيع قليلة علمت بأنني مُصاب بورم خبيث منتشر في الكبد. مضت تسعة أعوام عندما أُصبت بورم نادر في العين، سرطان الخلايا الميلانية في العين. وعلى الرغم من أن العلاج بالإشعاع والليزر أزالا الورم تماماً وبسببهما أصبحت لا أرى بتلك العين، إلا أن الخلايا السرطانية انتقلت، وهذه حالة نادرة جداً تجعلني من ال2٪ الغير محظوظين.

أشعر بالإمتنان لأنني عشت خلال التسع سنوات الماضية في صحة جيدة وكنت شخصاً مُنتجاً منذ اكتشافي للمرض الأول. ولكنني الآن يجب أن أواجه الموت. احتل السرطان ثلث كبدي، على الرغم من أن نموه قد يكون بطيئاً، لكن هذا النوع من السرطان لا يمكن علاجه.

الآن، سيكون عليّ إختيار طريقة الحياة المتبقية لي لأن أعيشها. أريد أن أعيشها بأغنى وأعمق طريقة وبأكثر إنتاجية أستطيعها. وفي ذلك شجعتني كلمات فيلسوفي المفضل، ديفيد هيوم، الذي علمت بأنه أصيب بمرض قاتل في عمر ال65، والذي كتب سيرة ذاتية قصيرة في يوم واحد في أبريل عام 1776 بعنوان “حياتي الخاصة بي” يقول فيها

أفترض بسبب قرب موتي أنني عانيت من ألم بسيط من مرضي، لكن الأمر الأشد غرابة أنه رغم فتور جسدي لم أعاني من خمود معنوياتي. لازلت أمتلك الحماس ذاته تجاه العلم، والبهجة ذاتها في مصاحبة الناس ”.

أعد نفسي محظوظاً لأنني عشت أكثر من ثمانين سنة، أما ال15 سنة الماضية التي أُصبت فيها فقد عشتها أوفر حظاً من هيوم لأنها كانت غنية بالعمل والحب: أصدرت خمسة كتب، وأتممت كتابة سيرة ذاتية لي (أطول من سيرة هيوم القليلة الصفحات) ليتم إصدارها هذا الربيع، ولدي كتب أخرى تنتظر النور.

تابع هيوم في سيرته “ أنا رجل ذو مزاج معتدل، ذو شخصية إجتماعية متفتحة وصاحب دعابة، أستطيع أن أحب، لكني رجل حساس قليلاً من الخصومة، وصاحب إمكانية عظيمة في التحكم بشغفي ”.

هنا أختلف مع هيوم. على الرغم من أنني استمتعت بصداقات وعلاقات مليئة بالحب، وليس لدي أي أعداء حقيقيون، لا أستطيع أن أقول (ولايستطيع شخص يعرفني أن يقول) بأنني شخص ذو مزاج معتدل. على العكس من ذلك، أنا رجل صاحب مزاج عنيف، وذو حماس متقد، ولا أستطيع أن أتحكم بشغفي على الإطلاق.

مع ذلك، سطر واحد من مقالة هيوم صعقني بشدة لصدقه “ إنه من العسير عليّ أن أنظر للحياة بموضوعية أكثر مما أفعله الآن ”.

خلال الأيام الماضية، أستطعت أن أرى حياتي من منظور عظيم، كأحد المناظر الجميلة مع إحساس عميق بالإنتماء لجميع تفاصيلها. هذا لا يعني أنني اكتفيت من الحياة، بل على العكس تماماً، أشعر بأنني حيّ وبقوة، وأريد بل وآمل أن أوطّد صداقاتي أكثر خلال الفترة المتبقية لي، وأن أودّع هؤلاء الذين أحبهم، وأن أكتب أكثر، وأن أسافر إن كانت لدي القوة لذلك، وأن أحقق مراحل جديدة من الفهم والإدراك، وهذا سيقتضي الجراءة والوضوح في محاولة تقوية حساباتي مع العالم. لكن سيكون هناك الوقت أيضاً لبعض المرح (وحتى لبعض التفاهة أيضاً!).

أشعر فجأة بتركيز واضح. ليس هناك وقت لأي شيء غير ضروري. يجب أن أركز على نفسي، وعلى عملي وأصدقائي. سوف أتجاهل مطالعة صحيفة “نيوز آور” كل مساء، ولن أعير اهتمامي للسياسة أو الجدل المتعلق بالإحتباس الحراري.

لاأعتبر هذا الأمر لامبالاة، بل موضوعية. لازلت أهتم بشدة بالشرق الأوسط، وبالإحتباس الحراري، وبالتفاوت في الدخل.. لكن كل هذه الأمور ليست من شأني الخاص، لأنها تنتمي إلى المستقبل. أبتهج عندما ألتقي بشباب موهوبين- حتى هؤلاء الذين شخّصوا مرضي-، أشعر وكأن المستقبل في أيدي أمينة.

أصبحت واعياً بشكل متزايد، وخلال العشر سنوات الماضية، بموت أقراني. جيلي يمضي، وكل وفاة لأحدهم أشعر بأنها إنقطاع وتمزيق لجزء مني. لن يكون هناك أشخاص مثلنا عندما نمضي، ولن يكون هناك شخص يشبه آخر أبداً. عندما يموت الأشخاص، لا نستطيع إستبدالهم. يتركون ثقوباً لانستطيع أن نملأها.. لذلك يتحتم القدر- وهو المسؤول الجيني والعصبي- على كل إنسان أن يكون شخصاً منفرداً لأن يعثر على طريقه الخاص به، وأن يحيا الحياة الخاصة به، وأن يموت بطريقته الخاصة.

لا أستطيع أن أتظاهر بأنني بلاخوف. لكن شعوري السائد الآن هو الإمتنان: لقد أحببت، وكنتُ محبوباً. أُعطيت الكثير، وأَعطيت أشياء بالمقابل. قرأت كتباً، وسافرت، فكرت وكتبت. وصارت لي علاقة مع العالم، علاقة خاصة بالكتّاب والقراء.

وفوق ذلك كله، كنت كائناً واعياً، وحيواناً مفكراّ على هذا الكوكب الجميل، وهذا في حد ذاته مغامرة وإمتياز عظيم”.

أوليفر ساكس، بروفسور في علم الأعصاب في جامعة نيويورك، كلية الطب. مؤلف كتب كثيرة منها**:

“Awakenings” and “The Man Who Mistook His Wife for a Hat.”

والآن ما رأيكم في مقالته؟